الصفحات

2017/12/25

أهم وآخر الأنباء ...!! قصة قصيرة بقلم : محمود أحمد على



  أهم وآخر الأنباء ...!!
 بقلم :  محمود أحمد على

جلستُ وبجوارى زوجتى، ومن حولنا طوقنا الأبناء..
رحنا نشاهد واحدًا من الأفلام القديمة للفنان الكبير (على الكسار).. ورغم أنى وجميع أفراد أسرتى شاهدنا جميع أفلامه مرات عديدة لا يمكن حصرها.. تلك الأفلام التى وصل عددها واحدًا وعشرين فيلمًا على ما أذكر، ورغم أن فيلمه هذا تحديدًا هو من أحب الأفلام إلى قلوبنا جميعًا، ولذلك شاهدناه أكثر من غيره من الأفلام، بل حفظنا جميع مشاهدة، وجميع حوارات ممثليه ذكورًا وإناثًا، حتى أنه قبل أن يتكلم أحد ممثلى الفيلم تجد أولادى يرددون ما سيقوله كلمة وراء كلمة وكأنهم هم الملقنون، أو كأنهم هم جميعًا من قاموا بـتأليفه، رغم كل هذا سهرنا حتى منتصف الليل ننتظر مشاهدة هذا الفيلم الذى كاد أن يميتنا من كثرة الضحك، من جراء ما يفعله بطله المسكين ويُفعل به..
فجأة..
ينقطع بث الفيلم ليأتى موجز (أهم وآخر الأنباء)..
تخرج علينا المذيعة مبتسمة لتقول:
- تم القبض على أحد موظفى الحكومة بتهمة تقاضيه رشوة
قدرها مليون ونصف المليون جنيه..
قالتها المذيعة مبتسمة وسرعان ما اختفت ليعود بث الفيلم من جديد..
عجبًا..
الابتسامة فرت هاربة من فوق وجوه جميع من حولى..
لماذا لم تلتفت زوجتى ومعها الأولاد لمتابعة أحداث الفيلم...؟!!
ترى هل ملوا سماعه...؟!!
إن كان كذلك فلماذا جلسوا لمشاهدة ما يقرب من نصف أحداثه التى أضحكتهم كثيرًا حتى دمعت أعينهم...؟!!
لماذا يحدقون فى وجهى هكذا...؟!!
هل يقارنون سمة التشابه الكبير بينى وبين وجه (على الكسار) بطل الفيلم...؟!
- "جاء الفيلم.."
رميت بها فى وجوههم التى لم تزل تحدق فىَّ بشدة، وكأنهم يروننى لأول مرة..
قالوا معًا فى صمت وتمن:
-أو لست موظفًا حكوميًّا مثل هذا المرتشى يا أبى...؟!!
قالوها ثم انصرفوا جميعًا عن مشاهدة فيلم" سلفنى 3 جنيه ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق