الصفحات

2018/01/24

طعام دماء صلاة بقلم: مارينا سوريال

طعام دماء صلاة
مارينا سوريال
اقترب اللسان يلعق الدماء التى تناثرت عليه فى نهم ..لم يعد اللسان لها فى تلك اللحظة ..كانت تلعق وتشهق بقوة من حرم ذاك المذاق اللذيذ سنوات طويلة..انه الشعور ذاته بعد الاستيقاظ على طعم اللحم الجيد يذوب داخل الفم بنقاء انه يسلب كل الحواس انها لذه مكتسبة فعلتها هى منه عنوه تلك المرة..انه طعما شهيا تتذكر كلماته ..تستند على الجدار تتهاوى وهى تصارع كى تتنفس لاتتحكم فى ضربات قلبها ..تلع شفتيها من جديد تريد كل قدرة لن يضيع ذلك هباء اخيرا الان راد على وجه ساكنا من دون حركة ..مغمض العينين اعتد انه سيظل يراقب كعادته لكنه لم يفعل ..رحل فحسب ..سحبت قدميها الحافيتن تستند على الجدران ..وضعت اقدامها على دواسة سيارتها وانطلقت بعيدا الان فقط يمكنها النوم من جديد
شيرين 
عندما قيل اليها هيا سنشاهد البحر صرخت بصوت مرتفع جعل تقف فى خوف تراقب عين والدها تراجعت فى صمت من الممكن ان تلغى رحلة البح ر التى تنتظرها من الصيف للاخر يكفى انهم لم ياتوا لاسباب لم تخبرها الام لهم لثلاث سنوات قضتها فى بيت والديها بعيدا عنهم قبل ان تعود منذ شهر فحسب خلاله استطاعت شيرين ان تحصل ما فاتها ..هى لاتحلم بدخول الجامعة صحيح ان لها قريبات عده دخلن لكنها لاتبالى سوى بتلك الشاشة الصغيرة التى تصنع لها السحر الكبير عندا تنطفىء الاضواء لتنير هى بصرخات وضحكات ورقص رقص رقص
لايمكنها ان تخبر احد انها تحبه وتود لو تكون هناك معهم داخل الشاشة ..
تسمع صوت اخيها من بعيد يصرخ فيها غاضبا انه لايعجب بملابسها يظل يتوعدها بالضرب ..لاتزال اثار كدمته على ذراعها الايمن الى تلك اللحظة .

رافت
للمرة الثالثة عشر يرفض ويخرج من هناك يلعن يصرخ من يراه يظنه مجذوبا تتلقفه ايدى الامن تبعده عن الطريق
لايزال البحث جاريا ..ولكن الى متى ؟كان هو اول شخص قد راهم ..كان من تعرف على الوجوه ..يراقب جدران القسم من الخارج لايدرى يداه لم تتعود على الخدش من قبل.
تذكره الجدران بابواب شركات الانتاج التى اوصدت فى وجه من قبل ..تذكر وجهها هى فقط الوجه الذى اراد ان يقتحم به الشاشة. 
نورا
لم يعد شىء كالسابق لديها ..فكرت ان الجميع يبحث عنها الان لكن ليس لاجلها حقا..كانت تعم بداخلها انها لن تضر ولن تمس بسوء كالماضى ما حدث لانها لم تكن ما عليه الان ..كانت تتعجب فى الماضى حينما تجد ان الشر دائما له سلطانا اقوى لكنهاكانت تكره من كل قلبها لاتتذكره فى الايام التى تقضيها تلهو بجوار البحر فى الاسكندرية كانت الصغرى يفترض بها الا تعرف سوى الدلال لكنها لم تعد تذكر اى منه ..انها ليلة واحدة بدلت كل شىء عندما كانت فى الثانية عشر..عيناى خالتها المكسورة وهى تبدل ثيابها على عجل وتضعهما بيدها فى المسحوق تفتح صنبور المياة بقوة وتبدا بالدعك وهى لاتزال تراقبها داخل فقاعات المياه تحوط جسدها الصغير فى البانيو لاتزال هنا لن تختفى ابدا عندماتاكدت من هذا لم تعد النظرات متطفلة كالسابق بل تذكرها كيف اصبحت الامور..تتلذذ وهى تطالع بخبث نظرات اللبيسة تحسدها على ذلك الجسدعلى المجوهرات التى تحوذهافى ذلك السن الصغير..

كانت تراقب يدى خالتها الصغرى وهى تضرب عنق الدجاجة كى لاتتالم ..انها ايضا تجيد تلطيخ الدماء كانت كتلك التى اخفتها عن اعين امها وابيها والجميع اوصتها الاتذكر شىء مما حدث ..تعلم انها المتسببة فى كل هذا لانها من حملتها بيدها لاجل تلك الصورة ..لاجل بضع جنيهات تحصدها لاجل فستان خطبتها ..تكرهها بشدة لكن لن تذكر لها هذا قط حتى يوم موتها ..
تراقب اعين اللبيسة على القلادة تعلم انها ستسرقها لن تظل امينة طيلة الوقت لااحد يظل امينا طيلة الوقت انه محض كذبة فقط بعضهم يفتضح اما الاخر فيجيد اخفاء سره عن العلن..

رافت
تذكر نظرة عيناها التى وجدها عليها صوت الريح ..كل شىء على ما يرام ..انه لايفهم عقله لايستوعب ما حدث كل هذا..الدماء مبعثرة فى كل مكان انه لايشاهد تلك الرؤوس الملقاه هناك لثلاث يعرفهم انه لايفكر فقط تلك العيون انها لها اهذا الشعر الملطخ الملقى على وجهها لكن لما ليست خائفة انه يعرفها كثيرا انها رقيقة كان يجب ان تفزع وان تبكى وعليه ان يرى هذا الان لكن انه الهدوء ماذا رات ؟جلس محتارا ايام عده لايبالى بتجنب الاصدقاء بطلب المقربين لذلك الطبيب لا انه لايريد ان يستمع لاحد منهم انهم لايفهمون فقط لماذا ؟هى كل ما يريد سماعه انه لايعيش على كوكب اخر مثلما يعتقدون انه يشاهد نشرات الاخبار انه يعرف لكل شىء سبب ولكن هذا الامر المجانى انه لايفهمه..
كانت يداه حينها تعمل فى جمع ما تبقى منها ..يبحث فيه ما كان بداخله ..جلس على الارض ..هل هذا هو كل شىء فى البداية كان حجم طفلا لفظ انفاسه ايضا انه بلاوجه فالطعنات قد نفذت لوجه لجسده تحول الى كتلة من اللحم الاحمر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق