الصفحات

2018/01/25

رواية (يزن) لابتهال الشايب " رواية المفاجآت " بقلم: أحمد الجندي

رواية (يزن) لابتهال الشايب " رواية المفاجآت "
بقلم: أحمد الجندي

 استطاعت ابتهال الشايب ، صياغة روايتها ( يزن ) بأسلوب جميل، رشيق ، بعيد عن التكلف والمراوغة اللغوية ، وبلغة بسيطة صنعت تميز للرواية ؛فكانت بعيدة عن النمطية في الشكل والمضمون  ، عفويتها في السرد أصبغت جوا جميلا على الرواية . القارئ أثناء قرأته للرواية - من بدايتها وحتى المنتصف- يكون مشتتا ، ويحاول أن يتكهن بما يليه من أحداث ، إلا أن الكاتبة لا تترك له مجالا للتكهن أو التوقع ، إذ يفاجئ القارئ بتحور أحداث الرواية . الكاتبة ليست حيادية في سرد الرواية ، إذ أنها تفرض نفسها طوال الأحداث ،حتى أنها تكاد تكون متسلطة، إلا أن تسلطها لم يؤثر على مضمون الرواية ، تسلطها يبدو واضحا في ذكر الأوقات، وتعاقب الليل والنهار ،و درجات الحرارة.

حافظت الكاتبة على خصوصية كل شخصية ، رغم عدم تحديد ملامح واضحة للشخصيات ، فالشخصيات متماهية ، إذ أن القارئ حين يرد ذكر شخصية معينة ، ينسى بقية الشخصيات الأخرى التي سرعان ما يتذكر كل شيء بشأنها بمجرد ورد ذكرها.
 جو الرواية بالمجمل هلامي ، غير واضح الملامح ؛ إذ أن الأمور طوال الرواية تلتبس على القارئ ، فهو مشتت بين الماورائي وبين الواقع . موضوع الرواية فريد وأسلوب السرد رشيق ؛ شخصية (يزن)  بطل الرواية  شخصية قيادية ، دون تكلف أو عناء ، والذي يحول عالم الموتى  إلى عالم مفعم بالحيوية والنشاط ، هو الشخصية الباحثة عن أجوبة لأسئلة أزلية ، والتي يفاجأ القارئ في نهاية الرواية باحتمالية كونه حيا ، إلا أن القارئ يبقى في شك من كون أي من الحقيقتين هي الأساس ، فبعد أن يذعن القارئ و(يزن) لتسلط الكاتبة بضرورة الرضوخ لحقيقة الموت ، تقرر الكاتبة تقويض تلك الحقيقة ، و فرض واقع كون (يزن) ميت في الحياة ،  وتبدأ سلسلة التساؤلات، هل كان (يزن) يحلم ،أم إنه فاقد لذاكرته ، أم إنه يعيش في عالم افتراضي.

لم توفق الكاتبة  في إسقاطين استهدفت من خلالهما تمرير أمور بعينها ، فقد بدا غريبين ، و كأنهما أقحما في جسد الرواية ، المرة الأولى ورد في جملة على لسان (إيما) المغتصبة حينما قالت : "الموت أرقى أحيانا من شوارب بعض الرجال" ، والمرة الثانية حينما قالت على لسان (بتول) الفاقدة لحبيبها (نزار)" :ربما السماء مجروحة أيضا" ، فأرادت أن تسبغ نوعا من الشاعرية على جو الرواية.
 خاتمة الرواية لم تكن على مستوى الرواية ككل ، إلا إنها استطاعت أن توظفها في سبيل تحقيق فكرتها المرجوة من الرواية .
(يزن)  رواية شيقة ، وتعد بمثابة حجر أساس لحياة الكاتبة الأدبي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق