الصفحات

2018/01/20

تحليل صورة غلاف بمجلة تيل كيل "لمحمد ساجد" بقلم: محمد حستي

تحليل صورة غلاف بمجلة تيل كيل "لمحمد ساجد"
محمد حستي 
فنان تشكيلي وناقد فني من المغرب
 (1)
مقدمة
تحتل الصورة عامة والصورة الصحفية خاصة مكانة في الثقافة البصرية المعاصرة نتيجة للثورة التكنولوجية وبالتحديد في مجال تكنولوجيا المعلوميات التي وظفت في جميع الاستخدامات ومنها مجال  التصوير.وعلى هذا الأساس فتح باب الإبداع على مصراعيه وأتاح إمكانيات غير محدودة لتنفيذ نقلات نوعية هائلة على الصور بدءً من تنفيذ تأثيرات وتدخلات تقنية مختلفة على الصور. (1)
لقد أصبحت الصورة الصحفية اليوم المنفذ والحامل الأساسي في إبراز و نقل المعرفة والترفيه والإعلام الى أوسع الجماهير، ما أثر في كيفية إدراكها وتوظيفها والتعامل معها، ومع سرعة التطورات في حقل التصوير الصحفي تقدم وتعقد استخدام التصوير الرقمي في الصحف ما أدى إلى توفير الكم الكبير من الصور الصحفية،ما أتاح كذلك الأرشفة الالكترونية الرقمية إمكانية التخزين الإلكترونية وتقنية ضغط البيانات إلى جانب العديد من البرمجيات المتقدمة في هذا الحقل.(2)
ولتحليل شكل ومضمون الصورة الصحفية الموظفة كغلاف لمجلة تيل كيل باللغة الفرنسية عدد 668الممتد من يوم8الى يوم 14 ماي 2015. هذه الصورة الإعلانية للسياسي المغربي محمد ساجد أمين عام حزب الاتحاد الدستوري.
1-فرضيات البحث.
-  تتميز الصورة الصحفية بأهميتها التعبيرية الخالصة،التي توظف في الحوامل كالصحيفة والمجلة.. لمصاحبة باقي الأنواع الصحفية ،ماي زيد من الدقة للمضمون ويعطيه  أكثر الوضوح ومن دورها  ان نظيف وتبرز تفاصيل الحدث ،وتعرض  المعلومات المكثفة مع شروح وافية فيها نوعا من الإخراج الإبداعي  من شانه ان يلهم المتلقي  وتشده لاستهلاك المضمون.
- من الواضح ان- التصوير الصحفي اكتسب مكانة هامة وفعالة  كفن وكعلم،بدليل ان هذا الفن "التصوير الصحفي"المنشور والمتواجد في كل المنصات الصحفية ،يقدم بلمسات فنية عالية وبانضباط مهم في إتباع القواعد الفنية الخاصة. ووفق دراسات معمقة، وذلك من خلال حجم اللقطات وزوايا التصوير والإخراج الفني للصورة الصحفية.(2)
- ومن خلال المنجز الصحفي لمجلة" تيل كيل " نلاحظ الاهتمام الكبير بالصورة الصحفية والتركيز على إخراجها في أحسن تقديم، وكما يلاحظ ان الجلة لها ربما سياسة تنتجها من اجل تحفيز للمصورين والانفوغرافيين والمصممين على تقديم أفضل ما لديهم من الإبداع الفني والمبادرات والابتكار وتمكينهم من التكوين المستمر والقاعدي في مجال التصوير الإخراج الصحفي.




  
 (1) نور الدين احمد النادي )وآخرون( : التصوير الفوتوغرافي ، عمان ، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع، 2009 ، ص. 143
(2)نور الدين النادي: فن الإخراج الصحفي، ط 2، عمان، مكتبة المجتمع العربي، 2006، ص .79.

    (2)
- إشكالية البحث.
ان أهمية الأدوار التي تؤديها الصورة الصحفية من تأثير ونقل للأخبار والمعلومات والرؤى والخطابات لم يكشف بعد عنه في البحث العلمي الاكاديمي بالمغرب ؛وللإجابة على ظاهرة الصورة الصحفية.(3)
 عبر معظم الصحف والمجلات في العالم وفي كل الحوامل الممكنة تسيطر الصورة الصحفية على المشهد البصري بامتياز وبسلطة قاهرة.ولا يمكن ان نستثني منها كبريات الصحف والمجلات المغربية وبالأخص مجلة "تيل كيل" التى تتبع نمطا خاصا في انتاج الصورة الصحفية التي تعتمد على أساسيات التقنية الرقمية في معظم أجزائها بعد ان مكنتها التكنولوجيا الحديثة من تطويع الصورة الصحفية التركيبية، وبناء على هذه المعطيات يطرح متن الصورة أسئلة نود في هذه الدراسة الأولية ان نتناولها بالدرس والتحليل على هذا الأساس.
-ما التأثير الدلالي للصورة وللكلمة في غلاف تيل كيل رقم 668 ?
-كيف تساهم الصورة والكلمة في تطوير وبناء الماركوتينغ السياسي في صيغة الخبر الصحفي?
-هل للكلمة السلطة على توجيه الرأي العام الى المعنى المرغوب تمريره من خلال الصورة ?
- ما الفائدة من تمازج الكلمة والصورة لبناء صورة صحفية?
-ما مدى قدرة الصورة على التعبير والتأثير على ما تعجز عنه الكلمة?
 -ما مدى قوة هذه الصورة في استمالة الرأي العام الى جانب الأمين العام الجديد للاتحاد الدستوري?
-هل استطاعت صورة الغلاف ان تصف بكل دقة قوة وكاريزما السيد "محمد ساجد"كخبرة فنية وسياسية واقتصادية ?
هذه الأسئلة تفرض نفسها في هذا المتن البصري المركب ،وسنحاول دراسة تفاعلاتها مع باقي المكونات البصرية إجمالا في هذا البحث.
-1-  بنية وخصوصيات الصورة الصحفية لغلاف تيل كيل رقم668.
ا- وصف الرسالة.
*المرسل :مجلة تيل كيل باللغة الفرنسية .
*الرسالة:نظام ساجد تجسده صورته.
*تاريخيها: يوم8 ماي  عرضت على المجلة الورقية والاليكترونية 2015.
*نوع الرسالة:صورة فوتوغرافية معدلة ذات بعد سياسي، وهي عبارة عن إطار مستطيل عمودي مساحته21 سم عرضا على سم28 طولا.
موضوع الرسالة .الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري.
اتجاه موضوع الرسالة.تقدم هذه الصورة الصحفية دليلا صحيحا على الاتجاه الجديد لحزب الاتحاد الدستوري بكثافة وشدة
الصورة التي لاتعتمد في بناء خطابها البصري على كثير من الرموز اللغوية تفاديا للتأويلات الخاطئة والغير المرغوب فيها
ولسوء فهم مغزاها ومعناها.

3)محمود علم الدين : ثورة المعلومات ووسائل الاتصال  التأثيرات السياسية لتكنولوجيا الاتصال : دراسة وصفية ، بحث منشور في مجلة السياسة الدولية العدد الصادر في يناير 1996.
(3)
محاور صورة الغلاف :تحمل صورة الغلاف المشاهد التالية: من الأعلى الى الأسفل .
1- شريط أفقي أعلى المستطيل يحتوي على ثلاث خانات تؤطر كل خانة ملفا مهما وأساسيا في البنية الخبرية للمجلة. وتتقاسم مع الصورة مكونات أخرى، كالعنوان الاليكتروني للمجلة أفقيا على يسار الصورة وكذلك اسم مدير النشر السيد.عبدا لله الترابي على يسار الصورة مقروء من الأسفل الى الأعلى.علاوة الى الأرقام التجارية التسلسلية في الزاوية السفلى اليسرى للإطار العام للغلاف.
 *.الخانة الأولى من اليمين الى اليسار :ملف خاص حول مهرجان الصويرة مكتوب بخطين تيبوغرافيين مختلفين الأول بأحرف عريضة « Majuscule » والثاني ضعيف« Minuscule » 
* الخانة الثانية.
 تحمل عنوان حول المملكة العربية السعودية بنفس التقنية الأولى.
*الخانة الثالثة
تحمل عنوان تحت اسم.صحة الوردي تقول كل شيء بنفس التيبوغرافية مصحوبة بنص صورة وزير الصحة وهو في وضعية ضحكة عريضة. 
 المساحة.
 حددت مساحة الصورة بوحدة السنتيمتر وفي الصفحة بكاملها وهنا تبرز مهارة المصمم الغرافيكي في صياغة فئة المساحة
-الإطار الثاني تنازليا  باللون الأحمر على شكل مستطيل عرضه سنتمتران ونصف على 21سم طولا ،يحتوي على اسم المجلة باللغة الفرنسية باللون الأبيض وبالخط العريض،وكذلك تاريخ إصدارها وثمنها بالدرهم و الاورو.
-المستوى الثالث نلاحظ ان صورة السيد محمد ساجد أمين عام حزب الاتحاد الدستوري في الغلاف هي المهيمنة على مساحة الصفحة والإطار بكامله،حيث صورة هي الصورة الاساسية المعلن بها.وفي هذا التقسيم لفضاء المجلة يكون هو المركز والأساس في بالتراتبية الغرافيكية التيبوغرافية وفي البنية الإجمالية للتركيب الإعلاني...
*-المكونات النسقية للصورة.
نلاحظ ان خلفية الصورة قاتمة و تتكون من اللون الأحمر كلون مهيمن قادم بتدرج من عمق وجوانب  معتمة في طرفي الإطار بسيادة اللون الأحمر المشبع باللون الأسود ،مايبرز ان منبع الضوء مركز على الوسط لإبراز الملامح الاساسية
للصورة"الموضوع" ولإعطائها تجسيما أفضل ومكانة على كف اليد،كما ان منطق الوضع على الصفحة متوازن في تركيب الصورة داخل المستطيل . (4)
كذلك نلاحظ ان زاوية التقاط الصورة هي أرضية كنقطة انطلاق اللقطة،وهو ما يبدو واضحا في عدم التقسيم العادل
والواقعي في التوازن بين الكتل المكونة للصورة، حيث نجد الرأس يستحوذ على الفضاء كأساس لتحديد قوة مكانة المعلن
به في النسق السياسي ،وهو امتداد خطي هندسي يبرز تقاسيم الوجه البارزة والممتدة في تكامل مع البنية الغرافيكية للهندام بخطوط متموجة وحركية وفي تضاد وتناغم دائمين بين الالوان والمساحات والاشكال والكتل.

  
 (4)محمد عبد الحميد،السيد بنهيسي.تأثيرات الصورة لصحفية،النظرية والتطبيق :الطبعة الأولى،2004.ص85.
(4)
أسفل الصورة تدخل اللغة في تأثيث تأكيدي وتوجيهي للصورة.تحت نص تيبوغرافيي صارم وعريض وصريح في اسم ساجد باللغة الفرنسية باللون الأحمر الساخن وهو يتوسط كلمة نظام باللون الأبيض والحجم المتوسط لتيبوغرافيا ،وجملة طويلة تحمل الخصوصية المهنية والاقتصادية والسياسية للسيد محمد ساجد .
*- الهوية الفنية لصورة الغلاف .
 -الأسس الفنية المعتمدة في الصورة الصحفية للغلاف :
اعتمد المصوّر على ثلاثة أسس رئيسيّة عندما أراد بناء و اخذ هذه الصورة "لمحمد ساجد" كلقطة مناسبة لصور غلاف مجلة "تيل كيل" ،وبدونها لن يستقيم عمله الفني والإعلامي في آن واحد ،وهذه الأسس هي أساس في عملية التركيب و التصوير وبدونها لا يمكن التوصل  الى الجودة العالية المطلوبة ،وقد تنزاح الصورة وتفرغ من محتواها أو تكون عشوائية، وتتمثل هذه الأسس الفنية على وجه التحديد هي الإضاءة وزوايا التصوير وجمالية التركيب .
-الإضاءة:
لايمكن ان تتم الرؤية بالعين المجردة للأشياء ولمحيطنا المادي المجسم إلا بوجود الإضاءة وهذا ما أسس لصورة الغلاف التي تم فيها التمويه بمصدر الضوء  ،لان العين البشريّة لايمكن لها أن ترى شيئا إلا إذا اخرج من الظّلام ،لأن الرّؤية تتمّ بطبيعة الحال عن طريق الأشعّة الضّوئيّة التّي تنعكس من الأجسام .فبدون هذه إضاءة لن تكون الرؤية و لا تكوين لصورة معينة  .ولذلك بعد أن أصبحت آلة التصوير الفوتوغرافي أداة يثبت بها الزمن والمكان في لقطات ومتواليات تؤكد على ان التصوير ارتقى الى الفن المستقل والمتكامل وأصبحت الإضاءة شرطا وظيفة أساسية تفسح المجال أمام التكوينات البصرية لاختراق الأسود  ونسج العملية الإبداعية بالضوء و هي ما يعرف الآن باسم الإضاءة الإبداعيّة. لقد لعبت الإضاءة في صورة هذا الغلاف التّي وفّرها الموزع الخاص بالتّنسيق والتركيب والتناغم والحفاظ على الدرجات الضوئية المناسبة للموضوع ،"كما ان الدور الأساس الذي لعبته الإضاءة كوظيفة مهمة بالنّسبة للصّورة الملتقطة والمركبة في هذا النسق الخاص  ،لإعطاء القوة التعبيرية للصورة الصحفية وتمكينها من آلية التأثير في الموضوع المرصود،كما أنها زادت من تحقيق متعة جمالية لصورة الغلاف وللمحتوى العام للمجلة ،مع تأكيد وتحقيق رسالة الخطاب المطلوب نشره وتثبيته لدى المتلقي
تستخدم الإضاءة استخداما فعالا في تكوين الصورة ،حيث يمكن بواسطتها تقليل اهتمام القارئ بالعناصر الثانوية في الخلفية ،وتؤدي إلى تشتت انتباهه 2،لأن عين القارئ تنجذب عادة لأهم مناطق الصورة إضاءة وتباينا،ويمكن للمصور عن طريق الإضاءة فصل الشخصيات المصاحبة للشخصية الرئيسية في الصورة .
تتعدد مصادر الإضاءة حسب طبيعتها ،فنجد "هناك الضوء الأساسي والضوء التكميلي ،الأول مصدره الطبيعة ممثلة في الشمس ،وهناك الثاني يستنجد به للتغلب على الظلال الناتجة من الضوء الأساسي ،ويجب إدخال مصدر ضوئي آخر في
الناحية الأخرى من الغرض،وأهم خصائص الضوء التكميلي أن يكون أقل قوة من الضوء الأساسي مع كونه أكثر انتشارا.
- بحكم ان التكنولوجيا الحديثة أنتجت وطورت آليات الاشتغال التقنية في فن التصوير الصحفي وأصبحت آلات التصوير الحديثة تتكون من أجزاء تساعد في مساءلة وتذليل العقبات أمام المصور،منها الضوء الخاطف الذي استخدم في

(5)
نموذج هذا الغلاف حيث يغيب مصدر الإضاءة الطبيعي ،وهذا الضوء الخاطف ما هو إلا ضوء تكميلي للضوء الطبيعي يستعمل أحيانا لإضاءة الظلال و الأحداث السريعة جدا.
الإضاءة أساسية في جميع الصور حيث أنها تقنن وتحدد المواصفات الدقيقة للصورة وتحاكي جميع التمثلات البصرية والحسية والدلالية للموضوع ،وتنقل لنا كذلك الأحداث في الأجواء التي جرت فيها مع تثبيت المكان والزمن ،لأن موضوع الغلاف كان مضمرا ومستترا في خلفية حزب الاتحاد الدستوري وتطلب الأمر من مصممي المجلة تسليط الأضواء على المهام الجديدة للأمين العام ،ما يدعو إلى توظيب وإخراج وتصميم ودراسة الإضاءة ذات الطبقة المنخفضة المتسمة بالخفة والرقة البصرية لتقديم الموضوع ،هذا هو دور المصمم والمخرج و المصور الصحفي في انجاح عملية استخدام الإضاءة (5).
-الإضاءة الأمامية.
وظفت الإضاءة الأمامية في هذه الصورة التي أتت من خلف موضع آلة التصوير، وانتقلت متوازية مع محور العدسة الموظفة في هذه اللقطة ومع موضع مصدر الصورة(2).وفي هذه الوضعية نجد مصدر الضوء البارز خلف الهدف هو موجه ومقصود في العملية الإجرائية للفعل ولتجسيد الموضوع الذي يتم تصويره.واستخدمت هذه الإضاءة حسب الصور في مكان مغلق او أعيد تركيبها تقنيا في عملية التصميم "الانفوغرافي .
-زوايا التّصوير:
ان متصفح مجلة "تيل كيل" لن يرى صورة الأمين العام"محمد ساجد"  مباشرة كما هي في الواقع ،بحيث ان ها خضعت لمراحل التحليل وإعادة التركيب وان زاوية الرّؤية عند المتلقي هي زاوية الالتقاط بالنّسبة لآلة التصوير .لذا وجب على المصور الصحفي والمصمم والمخرج توظيف الصورة أحسن توظيف لإضفاء الجماليّة الفنية عليها.
إن هذه الزاوية التي اختارها وحبذها المصورة الصحفي لتغطية هذا الحدث السياسي مكنته من تقديم صور الغلاف وتدعيم موضوعها، ومكنته كذلك من تستخدم كأداة هامة تؤثر مباشرة في القارئ ،وتغير من موقفه ووجهة نظره اتجاه الأمين العام وإيديولوجية حزبه ،وتحفزه لكي يتعاطف ،لان المهم في الخطاب البصري ان يستميل قناعات مترددة الى صفه.(6)
إن تعدّد واختيار الزوايا في فن التصوير الصحفي له فلسفته ومبرراته الجماليّة، وبالتحديد الجيّد لهذه الزوايا الخاصة التي اختارها المصور الصحفي لمجلة "تيل كيل" كانت نوعية منحت كثيرا للصورة الصحفية معنى خاصّ وهادف.حيث أنها نقلت لنا نوعا من الخبرة الفنية و تعبّر عن رؤية المصور الصحفي والمجلة في ان واحد في تقديم الرسالة البصرية ،فضلا على أ نها تحاكي مضمون الحدث السياسي ،وعليه وجب على المصور الصحفي التركيز على زاوية التصوير بقدر قيمة صورة
الموضوع وتوظيفها  الى أقصى حد كعنصر له وظيفته التعبيرية والإرسالية الراسخة والمؤثرة، بالتالي فلكلّ زاوية من زوايا
التصوير الصحفي يكون لها الدور في نجاح او فشل التأثير البصري ،الذي تتميز وتنفرد به كل صورة لخدمة و بناء المعنى
الذي يعدّ إجراءا ضروريا لتحقيق الهدف العام من الصورة الصحفية لهذا العدد.  
- التّكوين في صورة الغلاف .
اخذ التكوين في هذا الغلاف مكانة خاصة بالنّسبة للمصوّر الصحفي ما أكده في وضعوا براز جميع التفاصيل وكل

-5- رستم أبو رستم ،رستم أبو رستم ،جماليات التصوير،دار المعتز للنشر والتوزيع ،عمان ،الأردن ،ط 1،سنة 2008 ،ص 72.
-6- خليل محمد الراتب ، خليل محمد الراتب،التصوير الصحفي،دار أسامة للنشر والتوزيع،عمان،الأردن،ط 1 ،،ص 18سنة 2012.
(6)
العناصر التيبوغرافية فيتبادل علائقي متآلف ومتناغم ،ما يبدو في تشكيل التوازن الذي يحس به المتلقي من خلال قوة الصورة وبيان اتجاهاتها بالعناصر التّشكيلية اللازمة من توزيع الخطوط والظلال والألوان والإيقاع وعمق الفضاء والأشكال والكتل.مع أن قواعد تكوين الصورة الصحفية ليست قارة ولا قانونا راصا بقدر ما أنها تلعب تمثلات الإشارات والعلامات ،التي تكشف عن الاستجابة الحسية للمتلقي والمستقبل الايجابي المستهدف . وبذلك تكون جميع هذه العناصر التشكيلية قد ساهمت في إحداث الأثر الفني والجمالي ، لجذب انتباه و خلق الإحساس الجمالي لدى المستقبل لموضوع المجلة ، والتّحكم في مشاعره(7).
- الترويج والدعاية السياسية:
في اتجاه الترويج والدعاية السياسية ترتبط هذه الصورة الصحفية التعبير عن الآراء المختلفة التي سيقدمها الأمين العام الجديد لحزب الاتحاد الدستوري وهي كذلك محاولة للتأثير على الرأي العام وبتقديم الصورة الدعائية في شكل يبرز أهمية هذا الرأي وأنه هو الأحسن وهو الأفضل من بين كل الآراء الأخرى المتواجدة في المجال السياسي داخل الحزب او خارجه . ويمكن ان نصنفها آلية من آلية الدعاية للحملات الانتخابية.
-القيمة الجمالية لصورة الغلاف:
اتفق الباحثون في الجماليات على ان الفن هو المعالجة المهمة والواعية بوسيط من اجل تحقيق هدف جمالي معين. والوسيط هنا هي الصورة الصحفية المتمثلة في غلاف المجلة , فكل المصممين المعاصرين لا يغفلون معرفة أهمية الوسيط وان يعطوه الأولوية القصوى في تحقيق الجذب وشد انتباه المتلقي , ويمكن ان يلعب في هذا الموضوع دور الأداة الحامل والمعبرة عن الفكرة الفنية للموضوع , فقد أكد كروتشه ما مفاده "ان الموهبة لايمكن ان تنفصل عن الوسيط, والعمل الفني لايمكن ان يظهر للوجود بدون الوسيط" .وصورة هذا الغلاف لمجلة "تيل كيل" الذي لم ينحصر قط  دوره الجمالي في إظهار موضوع الخطاب السياسي كمادة عرضية يروج لها . بقدر ما ان هذا الإظهار المقصود يعتمد على دراسة قبلية لتناسق الأشكال وانسجام الالوان التي تعد في حد ذاتها مثيرا بصريا مهما يدفع المستقبل الى الاستمتاع والتأمل والتفكير الجلي في بنية هذا العمل الفني لصورة الغلاف , هذا التأمل منبعث ومرتبط بالجمال والتناسب الدقيق والتام والمقنع في وحداته وعلاقاته التشكيلية المتناغمة فيما بينها وبين كل المثيرات البصرية الأخرى المدركة ايجابيا والحسية التي تمتاز بالتفاعلية في إخراج المكامن الداخلية للمتلقي للرسالة البصرية والاتصالية. وبما ان التصميم والإخراج يشكلان عملا علميا وتقنيا تم تطبيق فيه كل النظم الجديدة في فن التصميم الانفوغرافي الذي أضفي على صفحة الغلاف الحيوية والتنوع والجاذبية التي زادت من فرصة إضافة  قراء جدد , وهذه المجهود الفني  سيفيد المجلة عملية الترويج والتأثير الذي سينعكس إيجابا بدوره على المردود ية الشرائية وعملية ترويج وبيع المنتج الصحفي  .






7- عبد العزيز مشخص ،أساسيات التصوير الفوتوغرافي ،مكتبة الملك فهد للنشر ،جدة ،المملكة السعودية ،سنة 2012 ،ص57

    (7)
الرموز الاساسية لصورة الغلاف.
التركيب الأساسي للصورة:
ان صورة الغلاف هي مجموعة من الرموز البصرية الدالة على معنى ما ،وهذا المدرك البصري من الأشكال،والألوان والحركة والكتل والفراغات والخطوط  تحمل وتشير الى دلالات ومعاني ظاهرة وأخرى ضمنية .فالرمز بقوته الدلالية له معنى ومعاني متعددة بحسب السياق الذي يفرضه الموضوع ونوع الكلمات و الخطوط والرسوم والألوان والحركات أو الإشارات التي ساهمت في بناء هذا المتن البصري وعلى أساس هذه التفرعات التي تم عليها  تقسيم الصورة الصحفية  الى ثلاث كوحدات من الرموز التي شكلت بنية الصورة عامة ومنها صورة الغلاف خاصة ولقد حددها مارسيل دي شمب"Des champ" في: الرموز التشكيلية، والرموز اللغوية، والرموز الأيقونية أو البصرية ويمكن تفسير هذه الأنواع الثلاثة من الرموز على النحو التالي:
-الرموز التشكيلية: تتمثل في الأشكال، والخطوط،والظلال والإضاءة،والألوان والكتل والتركيب والتوازن والمتضادات والتي تحمل دلالات متداخلة ومتعددة ونجد تطبيقاتها جلية في الجانب التشكيلي والجمالي للصورة الصحفية.
-الرموز اللغوية : نجد في الصورة الصحفية هذا النوع من الرموز وهو أصغر جزء في التركيب وفي اللغة ويتمثل في الكلمات والجمل القصيرة جدا التي تتمتع باستقلالية خاصة في المعنى، وكذلك في تحديد الضمائر بدقة  تفاديا لأي تأويل غير مرغوب فيه كما انه يبدو جليا ان كل نهاية لتصريف الأفعال يخلق توترا  في الحفاظ على استقلالية المعنى.
-الرموز الإيقونة : وهي تتجلى في كل الصور الضوئية، ونماذج الخرائط الجغرافية، والتصاميم التوضيحية. والرموز. ولان الأيقونة هي إشارة وإحالة إلى وجود علاقة تشابه و تماثل بين الشيء"الموضوع" الذي قدم كمتن بصري مستقل له حدود التواجد اللازمة في بنية التركيب ، والشيء الذي ينوب عليه  .وللرموز في هذه الأيقونة العديد من العناصر الهامة والأساسية التي لها  مساهمة وافرة في اغناء صورة الغلاف ، نذكر منها الآتي:
كان فعل اختيار صورة الموضوع وما يمثله من أهمية بالغة في تحليل وفهمنا للصورة المقترحة للامين العام لحزب الاتحاد الدستوري . وكذلك نلاحظ من خلال الدراسة لهذه الصور الصحفية ان للتكوين أهمية كبرى أيضا في فهمنا لبعض الدلالات التي تحتوي عليها الصورة. وبناء على هذه الأهمية القاطعة للتكوين فهو بذلك هو فن لتنظيم عناصر تشكيلية و أيقونية لصورة الغلاف بكيفية  تجعل المشاهد والمتلقي يتجه نحو مركز الاهتمام ويتبع ذلك حتمَا تبعا لقوة و جمالية الصورة التي مكنته من  جملة من الدلالات المختلفة على شكل رسائل مشفرة ومتعددة  تستدعي تفكيكها وإدراك مغزاها، كذلك تحليلها الى وحدات صغرى تسهل فك رموزها.
وفي هذه الصورة يمكن ان نعزل رموزها الأساسية ، ويمكن تلخيصها على النحو التالي.
مثل الخطوط وهي رموز النقل والربط التشكيلي والالكترونية في الصورة الافتراضية، وهي من أصل نقط وحبيبات الفضة بالنسبة للصورة الضوئية.وهي التي تختص بالتكوين التشكيلي و المورفولوجي للصورة.وخاصة ما يتعلق بتوزيع الكتل والخطوط والظلال. أما الرمز اللوني فهو يحيلنا الى معرفة معنى الدلالات التي تفرزها الألوان وعبرها نعرف علاقة الانسان
               
(8)
بالطبيعة وما تحدثه من تأثيرات علينا. فالإنسان يتمثل الركون والانكماش والبعاد الاجتماعي والعاطفي في اللون الأسود، ويرى معنى التضحية والعنف والقوة والحرارة في اللون الأحمر وغيرها.
-2 -البعد والفعل التواصلي لصورة الغلاف.
- دراسة العناصر التواصلية للصورة الصحفية .
من خلال الاطلاع على العناصر التواصلية للصورة الصحفية لمجلة تيل كيل نلاحظ ان هذه الصورة لا تقتصر فقط على الإخبار والترويج لموضوع معين بل هي حامل يؤثر ويتأثر بالعديد من المتغيرات الأخرى التي سنتطرق لها في هذا البحث على الشكل التالي .
-الأهداف التواصلية للصورة الصحفية:
تستهدف العملية التواصلية لهذه الصورة الصحفية الىي تحقيق ما يلي:
- تزويد المتلقي بمعلومات صحيحة وجديدة وصادقة على الزعم السياسي الجديد لحزب الاتحاد الدستوري ،وعلى أساس هذه المعلومة تتاح الفرصة من اتخاذ القرارات الصائبة.
- تزويد المتلقي بهذه المعلومات الجديدة والإضافية لمن لم يطلع عليها من قبل،حول  الزعيم مدار البحث.
- تصحيح معلومات أو مفاهيم أو أفكار خاطئة  تقليدية علقت في ذهن المستقبل الذي لم يكن يساير التغيير من قريب.
- تهدف الصورة ومن خلالها المصدر تحديث الثقة وإلى التأثير في اتجاه المتلقي وخاصة في الجوانب التي تقوي و تعزز وتدعم الاتجاه والمواقف السياسية المساندة لزعيم الحزب.
- تهدف صورة الغلاف كذلك ومن خلال المرسل إلى التأثير على سلوك المتلقي إما نحو الأفضل أو نحو الأسوأ.
- مساندة النظام الحزبي، وذلك بتحقيق الإجماع والاتفاق بين منخرطيه ولجنه التنظيمية والقطاعات الأخرى التابعة له إيديولوجيا و تنظيميا.
 *عنصر الجمهور.
 يجب وضع الجمهور المتلقي للصورة في أساسيات العناصر التي تتواصل وتتفاعل مع المنجز الصحفي وذلك للتعرف على مدى تأثير المتغيرات المرتبطة بالعناصر التواصلية للصورة ومدى تحقيق الأهداف ومدى استخلاص معلومات الخطاب البصري.
 *العناصر التواصلية التقريرية في الصورة الصحفية .
يقول رولان بارت مامعناه وما يفيد ان عناصر الرسالة التقريرية هي لوحدها من يتحمل  المسؤولية الإنسانية عن الخداع الترويجي ،إذا كانت جيدة في اختيار عناصرها الأيقونية والدلالية ستنجح في إيصال الرسالة كاملة، وإذا معتلة  ورديئة



(9)
فالفشل سيعتريها . ولكن ما معنى أن تكون الرسالة البصرية ما جيدة أو رديئة؟ هذا التساؤل سيثير فينا تفكيك معطياتها الاساسية .وإن كان الشعار له الفعالية المطلوبة  لتحديد مسار الرسالة والخطاب السياسي للمتلقي ، ليس معناه ان الصورة قدمت جوابا شافيا، بقدر ما هي إلا سبيل لهذه الفعالية التي تبقى غير أكيدة في استخلاص النتائج الجيدة .قد  يتمكن شعار هذه الصورة الصحفية لمجلة "تيل كيل" أن يغري ويجذب دون أن يقنع،لما له من مجاري واتجاهات مختلفة في القدرة على تحليل معناه والقدر على التأويل الصحيح والمستهدف ولان- المجلة نخبوية المتلقي وخاصة الناطقون باللغة الفرنسية – وهذه المكونات هي الأساسية التي تنبني عليها الصورة الصحفية سيميائيا، بالإضافة الى المكونات التداولية كالمرسل، والرسالة، والمتلقي،والقناة ، واللغة ، والمرجع، والأيقون. لان هذه العناصر تتقاسم الأدوار و وطائف معينة كالوظيفة التعبيرية، والوظيفة الجمالية، والوظيفة التأثيرية، والوظيفة التحليلية ، والوظيفة الوصفية، والوظيفة المرجعية، والوظيفة الأيقونية والوظيفية الاتصالية. 
*عنصر التباين.
نلاحظ  أن عنصر التباين له دور أساسي التواصل البصري لهذه الصورة الصحفية حيث انه اتخذ دورا دراميا ناجعا حين نتصفح الصورة الصحفية الفنية المركبة تقنيا ، بحيث يفترض من المتلقي ان يأخذ بعين الإعتبار المعنى المقدم له من طرف الإضاءة ونحن نقرأ الصورة الصحفية ، مثلا إذا كانت الإضاءة على الجانب الأيسر فالمنجز البصري المقدم يعد منتجا مستقبليا ماهو غير وارد في هذه الصورة أما إذا كانت الإضاءة مركزة على الجانب الأيمن فالمنجز البصري مرتبط بالماضي أي بالأصول والتقاليد،وكذلك المعرفة بالفعل وهو كذلك يغيب في صورة الغلاف.
لكن المصمم المخرج لصورة الغلاف أبى ان يفضل الإضاءة الآتية من الأمام  وثلاثية الأرباع في زاوية الصورة -على يمينها-  كعنصر أساسي للتواصل البصري ، وهذه التقنية والزاوية المختارة عادة ما تضيء الأحجام والخطوط المستهدفة بالضبط وتركز عليها قصد إعطائها القوة البصرية والقيمة الجمالية .
-الوظيفة الاتصالية للصورة حسب "رومان جاكوبسون"
     *البعد الدلالي للصورة.
  تتسم هذه الصورة بالتعدد الدلالي الباطن والظاهر الذي يقدم للمستقبل على أساس عدة مدلولات. ومن ثم فان النص اللغوي في هذا التركيب يلعب دور الموجه لإدراك المتلقي ويقود قراءته للصورة لأنه لن يتجاوز الحدود المرسومة له في التأويل وبذلك يكون هذا النص هو صاحب سلطة على الصورة مادام يوجه ويتحكم في قراءة الصورة ويكبه عنانها الدلالي .ان النص اللفظي يقود الى المعنى المنتقي سلفا . (8)



8-رولان بارث،بلاغة الصورة،في قراءة جديدة للبلاغة القديمة،ترجمة،عمرأوكان، إفريقيا الشرق،سنة 1994،المغرب.

(10)
3- الأوجه و الصيغ البلاغية لصورة الغلاف.
*البلاغية السيموطيقية وترجمتها تشكيليا في صورة الغلاف .
اكتسبت هذه الصورة  قيمتها وعلامتها، من التعارض والتقابل مع جميع العلامات الأيقونية لتشكل المعنى معها في شبكة من العلاقات، وصورة الغلاف هذه استخدمت فيها منهجية العلاقات المتصلة بين العلامات لتشكيل هذا المعنى الذي أريد لها تتضمنه ،حيث كان الاشتغال الشامل عليها مكثفا لتصبح بمنزلة صورة "محمد ساجد" علامة كبرى سيطرت على المخيال البصري والذهني للمتلقي المستقبل لهذه الرسالة المرئية .في هذا السياق ترمي البلاغة السيميولوجية في هذه الصورة ً الصحفية الى توضيح المعنى عندما تعجز أو لا تكفي الدلالة المباشرة للعلامة(الصورة) لتحقيق الغرض المرغوب ،وبما أنها صور مرئية فإن الدلالة المباشرة للعلامات التي ترى في الصورة هي ما يتعرف إليه المشاهدون مباشرة من أشياء في الصورة مثل  الجسد وأجزاؤه.... بغض النظر عن اختلاف ثقافاتنا، ولا يمكن فصل الدلالة المباشرة للعلامة عن الدلالة المصاحبة للصور الصحفية التي ترتبط بثقافتنا الاجتماعية وبالجوانب النفسية والشخصية كالعواطف والاتجاهات والمواقف والمعتقدات، ولذلك  نجدها متعددة المعاني ومختلفة التفسيرات بعكس الدلالة المباشرة، ومع ذلك فإن تفسيرها يتوقف على فهم الشفرات الاجتماعية التي يشترك فيها كل من المرسل والمستقبل، لأنها بمنزلة إطار مرجعي لفهم ما تعنيه.الصورة الصحفية بكل مكونات بنيتها الأيقونية  وتعتمد كذلك الصيغ البلاغية السيموطيقية لهذه الصورة الصحفية التسويقية على تجاوز الدلالة المباشرة للإيحاء وللدلالة المصاحبة له، مثل الاستعارة والكناية والتشبيه والمقابلة والمفارقة والمبالغة وغيرها من الصيغ البلاغية. وتقوم هذه الصيغ البلاغية بوظيفة مهمة لمتلقي ومشاهد الصورة الصحفية التسويقية، حيث أنها تراوح بين تكثيف العرض الدلالي للصورة و إحلال الرمز مكان الأشياء الأخرى ، وذلك لإبراز المعنى الذي لا تكفي الدلالة المباشرة للعلامة لتوضيحه، وتتمثل هذه الوظائف في الصورة البصرية الحسية وفي المعرفة المختزنة والمختزلة فيها والموجهة والمقصودة  دون السقوط فيما يسمى بالتشابك والتنميط أو التوحد.  
*بلاغة صورة الغلاف :
تحددت بلاغة صورة الغلاف في أنها تتوفر على مواصفات فنية وتعبيرية وجمالية وإعلامية وأخلاقية عالية وكذلك أنها تمكنت من إعطاء الحدث و الموضوع المصاحب لها حيوية ومصداقية في تجسيد ما تريد هذه الصورة الصحفية ان تجسده لخدمة غايات وأهداف ونشاطات الاتصال البصري في الإعلام والإعلان والدعاية والعلاقات العامة للمجلة *. وبما ان عصرنا موسوم"بعصر الصورة "بامتياز وذلك راجع لسيطرتها واحتلالها مواقع متميزة وخاصة في وسائل الإعلام و الاتصال .إنها تستمد تأثيرها في الصحافة المكتوبة  والمرئية والافتراضية بفضل عناصرها الدالة وبوصفها علامة وحامل مباشر ينقل المعلومات والأخبار  ويوثق الأحداث و المواقف والاتجاهات إلى شرائح واسعة من القراء ، كما أنها تساهم بالتأثير على اتجاهات الرأي العام.و نعرف ان أركان العملية التواصلية تتكون من نضام تراتبي :المرسل و المستقبل و الرسالة و الوسيلة و
* رولان بارت 1994.ص. (97).
 (11)
الهدف و التشويش...تشكل الصورة الصحفية  في العملية الاتصالية عنصري المرسل و الرسالة في آن واحد ،وبالنسبة لمكان الصورة في غلاف المجلة كحامل إعلامي وأخذها مجمل الصفحة وهي ملونة تدل على قوة الموضوع ماديا وعلى تكلفة إنتاج المجلة لصورة الغلاف. أما دلالة الجانب اللساني المصاحب والموجه كتبت عبارة "نظام  ساجد "بحجم كبير لإثارة الانتباه وإبراز خاصية شخصية الموضوع وبأنه قوة بيضاء قاهرة بلطف  القطب الاقتصادي ،كتبت باللون الأبيض كمشعل منير قادم العتمة للدلالة على الصفاء والنقاء في المشروع السياسي الجديد الذي استقدمه ساجد بلون احمر كطاقة وحرارة لاتستنفذ.
*الوظائف والدلالات الممكنة لصورة "محمد ساجد" على غلاف مجلة تيل كيل.
بما ان الصورة الصحفية أصبحت مادة أساسية من مواد الجرائد أو المجلات و لم تعد ذاك العنصر الجمالي المنغلق في تأثيث فراغات الصفحات فقط بل انتقلت الى ابعد من هذا وذاك وأصبحت ذات سلطة في الإعلام الوظيفي و هي خير تعبير عن الأخبار والأحداث...و في هذا السياق فإن هذه الصورة الصحفية نسجت لوجودها الكاسح العديد من الوظائف وهي على النحو التالي.(9)
*الوظيفة الإخبارية لصورة الغلاف:
نلخص هذه الوظيفة الإخبارية- بصفتها الوسيلة الإعلامية في مجلة "تيل كيل " في العوامل التالية:ان هذه الصورة واقعية ولشخصية سياسية معروفة وسريعة الفهم و الاطلاع،وبدقتها المتناهية في عرض وتقديم كل التفاصيل الضرورية لتعزيز وإقناع الجمهور المستهدف أحسن وأدق من التعبير اللفظي المسموع،و بما أن التكنولوجيا الحديثة طورت العدسة الى حد تفوق العين البشرية في الموضوعية و لاستثبت في اللقطة إلا ما تراه بالتفصيل الدقيق. الصورة الفوتوغرافية هي أنجح وأهم وسيلة إعلامية في الجريدة بأكملها فبإمكانها أن تعطي المضمون أو الهدف بصورة أسرع من حيث الإطلاع وبصورة أفضل من التعبير اللفظي وهي تعطي كذلك لحظات خاصة من لحظات النبأ بشكل بياني مفصل .
والتصوير الفوتوغرافي الصحفي بدقته المتناهية يمكن أن يعطي تفاصيل أكثر دقة من مشاهدة الحدث الواقع فعلا والقارئ الحديث لا يستطيع أن يقتنع بمجرد وصف لفظي لحادث أو لاجتماع أو لموقف ما وإنما يقتنع عندما يرى هذه الأشياء أمام عينه وعيون القراء في هذا العصر هي تلك العدسات المركبة في آلات التصوير التي يوجهها المصورون الصحفيون كل يوم لالتقاط الأخبار وتسجيل الأنباء وعرضها على القراء في أسرع وقت وكلنا نعلم أن العدسة أدق من العين البشرية لأنها موضوعية ولا تلتقط إلا ما تراه بدقة وتفصيل أما الإنسان تتأثر رؤيته للأشياء بعوامل ذاتية كثيرة متداخلة .
*الوظيفة السيكولوجية لصورة الغلاف.  
تهدف هذه الوظيفة الى خلق وتحقيق جملة من الأهداف الإجرائية المؤثرة والراسخة في ذهن وسلوك المستهدفين ،وبذلك
تبني هذه الصورة الصحفية المركبة نوعا من التعاطف مع متن موضوعها ومع قضيته ووضعه السياسي الجديد، وفي هذه
الصورة عمل المصمم المخرج على تقديم متطلبات نفسية و عقلية، صيغت على الشكل الدعائي و الإعلاني الذي ينتصر


9-المجلة الجامعة – العدد السادس عشر- المجلد الثاني- أبريل- 2014 م
(12)

للعمل أولا وأخيرا على استمالة والتأثير على المشاهد بالمبالغة وتكثيف قوة جوانب تيبوغرافية مهمة في الصورة للإقناع وباختيار المنتج السياسي المقترح.
ترتبط هذه الصورة ارتباطًا وثيقًا بسيكولوجية الإنسان وهي في هذه الوضعية تحل كمنبه أساسي تفك له بعض المتطلبات النفسية والإدراكية ولها القدرة ان تشحن ذاكرة القراء والمتصفحين للمجلة  وان تثبت في ذاكرته نوعا بصريا وتقويه باللالوان وصورة الموضوع بالإضافة الى صورة النص التيبوغرافي الإعلاني و الإعلامي. وبالحديث عن صورة المعلن به  يحدث الانتقال من المرئي الى السمعي والى الصورة الذهنية المتبقية من الصورة الحقيقة لصورة الغلاف ، وبشكل لا شعوري نحاول تجميع مفردات الصورة الذهنية بالكلمات والعبارات بشكل مقبول عبر سردها للآخر والوقوف على أهمية صورة السياسي على صفحة المجلة .و يقول في هذا المجال الكاتب الروائي ( إيفان تور جينيف ) في رواياته ( أباء وأبناء ) "أن الصورة الواحدة قد تعرض ما استطاع كتاب أن يقوله في مائة صفحة حيث أن حاسة البصر ذات أهمية كبرى بالنسبة لشعور الإنسان ودرجة فهمه لذا تنبع أهمية الصورة في العمل الصحفي في أنها تجذب الانتباه وكثير الاهتمام وتقدم وسائل مؤثرة في رواية خبر ما ".
كثيرا ما تقف الكلمات عاجزة عن إيصال مضمون نص الصورة الى المتلقي ،وخاصة إذا كان التباين في اللسان  او عندما تفتقد العملية التواصلية للصورة وفي غياب الرسم والحركات التفسيرية بالإشارات. ومن أهمية الصورة إذن في هذه الوضعية  أنها تشبع حاجة المتلقي القارئ والمطلع  كما أنها وتؤثر فيه بتوظيف اللفظ والصورة واللذان يصبغان بعدًا آخر على المستقبل للرسالة البصرية .
*الوظيفة التيبوغرافية لصورة الغلاف:
من العناصر البارزة بالأبيض والأحمر وبدرجة متفاوتة الحجم نجد العنوان الذي يدخ في خانة العناوين الوصفية،حيث ركز المصمم على تشكيل صورة وصفية لموضوع المتن التيبوغرافي فى ذهن وإحساس القارئ، وعمل كذلك على فاعلية الجذب التي فعلتها الالوان في تفاعل متضاد وبدرجات ضوئية متباينة تجعل المتصفح لهذه الصورة يعلق في الموضوع، وبما ان هذا العنوان وظف كلمات قوية تدعو فضول القارئ يتضاعف لقراءة المضمون الإعلامي .وتبقى هذه أهم العناصر التيبوغرافية التي شكلت صورة الغلاف و للفصل بين المواد لتفادي تصادم وتداخل عناصر متن الموضوع.
*الوظيفة التعليمية لصورة الغلاف:
لعبت الوظيفة التعليمية للصورة الصحفية دروا أساسيا في تقديم صورة الموضوع المعلن به بدقة متناهية في الملاحظة والإخراج والتصميم  والتناسب بين الفراغات والمليء ، حيث تناولت الصورة بالشرح والتقديم البصري التوضيحات لكل المعاني الواردة في النص الأيقوني و التيبوغرافي المنشور على صفحة الغلاف ،وهذه  العملية التعليمية لها نصيب كبير في ترسيخ المعلومات البارزة في الذاكرة.




(13)
*الوظيفة الاقناعية لصورة الغلاف:
وظفت هذه الصورة الصحفية كوسيلة و أداة لإقناع المتلقي و بالتالي تثبيت المادة والوصلة البصرية المكتوبة في ذهن المشاهد(حيث تعدل الصورة ألف كلمة.

*الوظيفة الاتصالية لصورة الغلاف:
توصف الصورة الصحفية بأنها مادة والية اتصالية ناجعة تقيم العلاقة بين المرسل والمتلقي ، فمرسل الصورة في هذا الغلاف ضمنيا لا يقترح علينا رؤية محايدة لمحتوى خطاب الصورة والمجلة والمصور وكذلك جميع العناصر التشكيلية التي تصاحبها في البناء الإجمالي للغلاف ، والمتلقي "يقرؤها" انطلاقا مما يسميه الباحث الفرنسي ( جون دافينيو ) "بالتجربة الجمالية للمخيال الاجتماعي "، حيث ان أن الصورة في هذه الوضعية لا تخاطب فقط حاسة البصر لدى المتلقي ، بل تخاطب وتحرك جميع الحواس للتفاعل معها ، وكذلك مرجعيته وميراثه السوسيو-عاطفي والثقافي.
وبما ان الصورة في هذه الوضعية لا يستقيم خطابها لوحدها، يرى بعض العلماء بأن هناك علاقة تكاملية بين الكلمة والصورة ، إذ يقول ميتز (Metz ) ، في خلاصة قولة في هذا المجال بأن هناك ضرورة لمد الجسور بين أنماط التواصل على تباينها ، ذلك أن الصورة في تصوره لا تشكل إمبراطورية مستقلة بذاتها ومنطوية على نفسها وعالما منغلقا لا يتواصل مع محيطة ، بل هي كالكلمات ، وكل الأشياء الأخرى ليس باستطاعتها الانفلات من كونها متورطة في لعبة المعنى ، فاللغة الملفوظة تمنح الصورة معنى محدودا من خلال تقليصها المعاني التي يمكن أن تشتمل عليها.(10)
*الوظيفة التوجيهية لصورة الغلاف:
الصورة الصحفية هي فضاء مفتوح على كل التأويلات، ولتحقيق اجراة الخطاب البصري كون مرفقا في أغلب الأحيان بتعلق لغوي يسمى الشعار وفي هذا الإطار تحيلنا الصورة على قراءة النص الذي يثبت فيه الداعي أفكاره وحججه وتوجيهاته .
* الوظيفة التمثيلية لصورة الغلاف:
 تقدم لنا الأشياء ومكونات الشخص المعلن به والاشكال والألوان والاطار والتيبوغرافيا أبعادا تمثيلية  كل يلعب دورة في تناغم وبدقة تامة لتحقيق المعنى من النص البصري ، الشيء الذي قد تعجز عنه اللغة تمثيلا في كثير من الأحيان، أي أنها تبقى المرجع الأول والأخير الذي يجد فيه النص البصري تجسيده وتقويمه، إذ أن المتلقي يغدو ويروح بين النص والصورة ليظل باله معلقاً بالصورة .
* الوظيفة الإيحائية لصورة الغلاف:
الصورة عامة والصورة الصحفية خاصة تعبير يغازل الوجدان ويغذي الأحلام، لأن عالم الصورة في هذا العصر مفتوح على مصراعيه لاستهلاك الكم الهائل وبدون استئذان من الصور التي تنهمر من كل جهة والتعامل معها قابل لكل التأويلات
لانها تحاور اللاوعي، وتوحي لنا بمشاعر تختلف في طبيعتها من مشهد إلى أخر.



10-احمد عبيد.التحليل الموضوعي للصورة الصحفية  الأسس والتطبيقات. العربي للطباعة والنشر.ط 1. ص.52 .2015.

(14)
*القيمة الجمالية:
للصورة قيمتها الجمالية من حيث كونها عملًا فنيًا يستوقف النظر ويبعث الاهتمام في نفس القارئ فهي تستطيع أن تجعل الصفحة ذات مظهر مليء بالحيوية والنشاط والتنوع ويصبغ عليها جاذبية قد تجعلها قابلة للمطالعة والصورة بهذه الصفة تفيد الصحف من الناحية التجارية والتسويقية ولذلك كثير من الصحف الطبية والمثيرة تستخدم أكبر مساحة من فضاء
صفحاتها لأجمل الصور الملفتة والمثيرة للانتباه والمطالعة خاصة في الواجهة الأولى للغلاف.
الصورة والكلمة في هذه البنية تستدعي الانتباه والتذكير بأن هذه الصورة الصحفية ، لم تعد تقف في الصف الثاني بعد الكلمة، بل أنها في  هذا النموذج تجاوزت كل حدود اللغة لتكون هي العنوان والدال والمدلول في ثنائية سوسيرية متلازمة ، وهي ذاتها التفاصيل، وتحتل المكان الأبرز في صفحة صاحب الموضوع، وبفضل الثورة التكنولوجية الجديدة المتطورة أصبحت الصورة متطورة نوعيا.ومع ذلك ما تزال الصورة في صحافتنا المغربية المحلية منها والجهوية بحاجة الى الكثير لتطوير الفعل الفوتوغرافي، ولا سيما تقويم عملية تصنيف واختيار الصورة الصحفية المناسبة للترويج والإعلان وللخبر.

خاتمة

لاشك بان الصورة الصحفية عامة حين تتوافر لها شروط الجودة في الإبداع والإنتاج الجيد ستمثل بلا منازع أداة للتواصل وستحقق عمومية المعرفة البصرية،على جميع الأصعدة سواء في الفئات العمرية والنوع الاجتماعي وكذلك في
 ومما سبق نستخلص مدى أهمية الصورة الصحفية، وخصائصها،وكذلك مصادرها في المجال والعمل الصحفي،وتأثير التقنيات الحديثة عليها خاصة في عملية الانتاج والاسترجاع وكذلك الحفظ وعلاقتها بالنص اللغوي التي لها أهمية قصوى في تحديد مجرى ومعنى الصورة لتفادي التأويل الجانبي الذي لا ترغب فيه المجلة الإعلامية.وعلى هذا الأساس لا يمكن ان ننكر العمل الكبير الذي يقوم به القائمون على المؤسسات الصحفية لمجلة "تيل كيل" كمنبر صحفي يخاطب النوع المستهدف ،ومن أجل هذه الفئة التزمت المجلة بالنهوض وتقديم المادة الصحفية التي تروق جمهورها ،وهذا يبدو جليا من خلال التنوع الموضوعاتي الكبير الذي تحتويه المجلة ،كما ان منهجية في رصد كل الإمكانات المساهمة في الارتقاء بالخطاب البصري وبغرض استقطاب أكبر عدد من الجماهير ،ولعل الأنواع الصحفية الأخرى ليست ساكنة في المنافسة لنقل الجودة والاستفراد بالتميز في طرح الموضوعات ونقل الأحداث الخبرية  لدليل على ان الجودة هي الفاصل،وبما أن الصورة أحد الأسس البارزة لهذه الأنواع الصحفية ،التي تساهم في بناء الذوق العام للجمهور الذي يتعطش لرؤية صور ومادة صحفية ذات بعد فني وجمالي ، لان العامل والرؤية الفنية لعرض الصور الصحفية  في المجلات و الجرائد يتطلب التكوين العلمي في المجال،ذلك ما يفرضه  الانفتاح والتطور الإعلامي الكبير الذي تشهده الإنسانية جمعاء و ما زاد من الإقبال على المنتوج الصحفي الذي  يقدّ م الصورة الفوتوغرافية كمادة مهمة و بطرق تقنية متطورة ،ويحاكى بها  مضمون النص التحريري المرافق لها ، للتعبيّر  بموضوعية عن الأحداث وبتثبيتها وتوثيقها . (11)


(11)احمد عبيد.التحليل الموضوعي للصورة الصحفية  الأسس والتطبيقات. العربي للطباعة والنشر.ط 1. ص.52 .2015.


(15)
المراجع
(1)غلاف مجلة تيل كيل المغربية الصادرة باللغة الفرنسية، العدد 668.
(2) نور الدين احمد النادي )وآخرون( : التصوير الفوتوغرافي ، عمان ، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع،2009 ، ص 143
(3)نور الدين النادي: فن الإخراج الصحفي، ط 2، عمان، مكتبة المجتمع العربي، 2006، ص 79.
4)محمود علم الدين : ثورة المعلومات ووسائل الاتصال  التأثيرات السياسية لتكنولوجيا الاتصال : دراسة وصفية ، بحث منشور في مجلة السياسة الدولية العدد الصادر في يناير 1996.
(5)محمد عبد الحميد،السيد بنهيسي.تأثيرات الصورة لصحفية،النظرية والتطبيق :الطبعة الأولى،2004.ص85.
-(6) رستم أبو رستم ،رستم أبو رستم ،جماليات التصوير،دار المعتز للنشر والتوزيع ،عمان ،الأردن ،ط 1،سنة 2008 ،ص 72.
(7)خليل محمد الراتب ، خليل محمد الراتب،التصوير الصحفي،دار أسامة للنشر والتوزيع،عمان،الأردن،ط 1 ،،ص 18سنة 2012.
(8)عبد العزيز مشخص ،أساسيات التصوير الفوتوغرافي ،مكتبة الملك فهد للنشر ،جدة ،المملكة السعودية ،سنة 2012 ،ص57
(9)*رولان بارث،بلاغة الصورة،في قراءة جديدة للبلاغة القديمة،ترجمة،عمرأوكان، إفريقيا الشرق،سنة 1994،المغرب.
(10)المجلة الجامعة – العدد السادس عشر- المجلد الثاني- أبريل- 2014 م
(11)احمد عبيد.التحليل الموضوعي للصورة الصحفية  الأسس والتطبيقات. العربي للطباعة والنشر.ط 1. ص.52 .2015.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق