الصفحات

2018/01/09

النجوم والكواكب في سماء ديوان – من جديد أخلق- للشاعر أحمد غنيم بقلم: محمود سلامة الهايشة

النجوم والكواكب في سماء ديوان – من جديد أخلق- للشاعر أحمد غنيم 
بقلم: محمود سلامة الهايشة


نقرأ في ديوان "من جديد أخلق" للشاعر أحمد السيد غنيم، عضو نادي أدب بني عبيد، وقد جاء ترتيب قصيدة "من جديد أخلق" التي يحمل الديوان عنوانها العاشرة داخل الديوان، وقد حمل الغلاف الخلفي للديوان بعضا من أبيات هذه القصيدة:
العشقُ في أحشائنا يتنمقُ ... والخوفُ من نار النوائبِ يحـرقُ
ضدان ما بين اللقاءِ وفرحه ... وغـمام بين قد يـلوحُ ويلحـــق
لما نظرتُ إلى العيون وحسنها ... خِلت الجمال بسحرهنّ سينطق
بــدر إذا ما جــاءَ ليلا باسما ... بـدت الـذكــاءُ بثـغـره تتــألـــق
وقد صدر الديوان عن فرع ثقافة الدقهلية، عام 2017، راجعة لغويا الأديب/ وحيد السواح، وإخراجه فنيا الأستاذ/ أيمن محمد عيد، لوحة الغلاف للفنانة رجاء صادق، وقد كان اختيار لوحة الغلاف موفق للغاية ومتسق مع الموضوعات المطروحة خلال قصائد الديوان كما سنرى من خلال قراءتنا لها.
السماء وما بها في قصائد شعر ديوان "من جديد أخلق" لأحمد غنيم، ففي قصيدة "ليلُ النوى" (ص87-89) يقول:
تبقى النواظرُ دونها دون الضيا ... فالشمس مشرقُ طلعَها المأمول
كمْ ليلةٍ في البعدِ سالتْ أدمعي ... وكأن دمعي في الحياة رسول
ما إن بدا بدتِ النجومُ حزينة ... وكأن ألـحـاظ الـنجـوم تسـيـل
          ففي الأبيات السابقة الشمس المشرقة، والنجوم على حالتين حزينة وتسيل، وشاعرنا أحمد غنيم يسير على درب شاعر الفصحى الراحل إيليا أبو ماضي في قصيدته "الشاعر في السماء" والتي يقول في أحد أبياتها:
فالأمر بين النجوم أمري .... لي الحكم فيها ولي القضاء
          وللنجوم حكاية طويل داخل ديوان – من جديد أخلق- فقد ذكرها الشاعر في القصيدة الرئيسية (ص44)، ووصف النجوم بأنها كالأرواح:
أما النجومُ كأنها أرواحُ منْ ... قد صابها منه سهاما ترشق
          فمن الواضح أن الشاعر أحمد غنيم من الشعراء المتعلق عقله وقلبه بالسماء، فعينه تراقب النجوم بل أصبح من عُشاق النجوم وحركتها وأشكالها، فهو يهيم عشقاً فيها، وهي بكل تأكيد تستحقفهو يحب كل ما على الأرض من خلال حبه لما تحتوي السماء من نجوم، فالشمس والقمر من النجوم. فجمع كلمة (نجم): نُجُوم ، و أَنجُمٌ ، و نِجَام، وقد ذكر الشاعر في الأبيات السابقة النجوم، بينما جمع كلمة (نَجمة): نَجَمات و نَجْمات و نُجوم. وبالفعل قام بذكر النجمات في إحدى أبيات قصيدته "زاد اشتياقي" (ص58) يقول فيه:
لا تلوموا واسألوا النجماتَ عني ... طول ليلي ماذا عن دمع المآقي؟
قد رأي بدرُ الليالي كيف موتي ... ألف ألف نازعات في عناقي
        يطلب الشاعر أن يسألوا عنه النجماتَ في الشطر الاول من البيت، وفي الشطر الثاني من نفس البيت طرح سؤال ويضع أداة الاستفادة في نهايته (؟)، ومعنى المَآقي : مَجَارى الدَّمع من العين (المعجم: الوسيط)، أي : من طرفها ممّا يلي الأنف :- نزلت الدموعُ من المآقي ، - جفَّت مآقيه (المعجم :اللغة العربية المعاصر). ولا يعد الشاعر أحمد غنيم أول من استخدم لفظة (المآقي) في شعر الفصحى، بل سبقه العديد من الشعراء الذين أدخلوها داخل نصوصهم، ومن تلك الأمثلة:
·        ثُمّ لمّا كفّت دموعُ مآقي ... هِ ومني ، وَحَنّ شَوْقاً وَأنّا (شعر)
·        أمَّ سَلاّمَ ، مَا ذكَرتُكِ إلاّ ... شَرِقَتْ بالدّمُوعِ مِني المَآقِي(شعر)
·        بانتْ فلم يألمْ لها ... قلبيْ ولم تَبْكِ المآقي(شعر)
·        جارِية بَيْضاء فِي رِتاقِ ... تُدِيرُ طَرْفاً أَكْحَلَ المَآقِي(شعر)

وبرغم من ذلك فإن أغلب الشعراء السابقين جاءوا بكلمة (دموع) وهي جمع (دمع) والتي أتى بها شاعرنا هنا مفرد. لذا فالشاعر أحمد غنيم من شعراء الفصحى المهمين، فهو يمتلك ناصية اللغة، مع خلفية ثقافية مميزة، بالإضافة للأفكار الفياضة، مما سيساعده بأن ضع اسمه وسط فحول الشعراء العرب خلال المرحلة القادمة بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق