الصفحات

2018/01/03

ماسات الأرض والسماء بقلم: د. أسماء الطناني



ماسات الأرض والسماء
بقلم: د. أسماء الطناني
إيداعهن أنهن لا يلمعن إلا لمعاناً قوياً، ومنتشرات في ارجاء وانحاء الأرض ، ويجب أن تضبط زاوية رؤية عينيك لهن كي تري اللمعان المشرق.
خلقهن الله من الماء، أجل ماسات من الماء يلمعن أثناء إختلاطه بضياء آشعة الشمس، يتطلب لمعانهن صفاء السماء، فلو أن سحابة ما قد حجبت ضوء الشمس لإمتنعن عن اللمعان فوراً، وكأن الشمس أمهن التي لا يعشن سوي بضيائها.
فوق الأنهار يجلسن، وفوق موجات البحار والمحيطات، كلما تحركت موجة نهر أو بحر أو محيط ظهرت تلك الماسات لامعة براقة علي صفحات الماء عذب كان أو مالح، لا يمكن إيداعهن في العلب الخاصة بالألماس عند البشر فهن ماسات لا تباع ولا تُشتري، وينطبق عليها قول الشاعر أمل دنقل: " هي أشياء لا تُشتري" .
لهن صفات سامية، فلا تجور ماسة علي لمعان ماسة أخري، ويتراصون بجوار بعضهن بطريقة تجعل الرائي يبتهج بلمعانهن القوي .
لا يمكن ليد بشر أن تحصل علي ماسة واحدة منهن، لا يحتجن لحفر مناجم والبحث عنهن كما الألماس الذي يرتديه الإنسان، ولا يتطلب حاسب قيمتهن الجمع والطرح والقسمة والضرب في جدول سعر الماس المعروف لكل بائع وشاري لذلك الحجر الكريم والذي يشمل سعر الماس حسب شكل الماسة ودرجة لونها و وزنها و درجة وضوحها، امور حسابية معقدة لا تندرج ماسات الأنهار والبحار تحت طائلتها .
و لتلك الماسات رفيقات في درب التلألؤ أخريات في السماء، هن النجوم المتلألئات في السماء في المساء، ياللجمال الرباني في شأن تلك الماسات التي لا تباع ولا تشتري، التي هي صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه، أحاطنا الله بماسات صباحية ومسائية من حولنا ومن فوقنا، طاقات من النور في كل مكان، جميلة أيما جمال ، لامعة أيما لمعان.
قال تعالي فيء سورة آل عمران: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) صدق الله العظيم.
هل وجدت يوماً أحد يبتاع نجماً في السماء؟ بالطبع مستحيل، إذن فهي الأخري أشياء لا تشتري.
سبحان الله علي بديع خلقه، ونشر الضياء والنور في كل مكان، فشمس تملأ الصباح ضياءً وبهجة وسعادة و طاقة مختلطة آشعتها بمياة الأنهار والبحار لتصنع ماسات الأرض ، وليل ينيره القمر وتزينه النجوم ، أشكال للنور صنعها الله لتسعد الإنسان في كل أوقاته.
فسبحان الله و الشكر لله الذي خلق حولنا كل شيء من حولنا ليسعدنا، وهنا أتذكر بيت شعر للشاعر المتفائل إيليا أبو ماضي حين قال : كم تشتكي وتقول أنك معدم والأرض حولك والسما والأنجم.. ولك الحقول و زهرها وأريجها و البلبل المترنم، والماء حولك فضة رقراقة والشمس فوقك عسجد يتضرم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق