الصفحات

2018/02/25

فضائح المواد الفيلمية على مواقع التواصل الاجتماعي بقلم: رانيا مسعود

فضائح المواد الفيلمية على مواقع التواصل الاجتماعي
بقلم: رانيا مسعود
للمواقع الاجتماعية دورها البارز في تواصل الأفراد والجماعات، وتأصيل الروابط فيما بينهم. إلا أن هناك ما يشوب هذه العلاقات من أخلاقيات تتنافى مع الذوق العام والقيم والموروثات الصحيحة والدين. ومؤخرًا ينشرُ أغلبُنا موادًا فيلمية لبناتنا في المدارس سواء في أوقات اللهو والمرح واللعب أو في أوقات أداء الحصص الرياضية بأداء الرقصات والحركات الإيقاعية أو في أوقات الهزل والمزاح بين الأصدقاء والصديقات. وقد لاحظتُ من خلال ما وجه من انتقادات إلى تلك المواد الفيلمية عدة أشياء؛ فأهم ما يميز تلك المواد الفيلمية أنها من التقاط الطلبة والطالبات أي أنها لحظات عفوية لا تدخل فيها لأي عضو من أعضاء هيئات التدريس. هنا لا بد أن نُخرج ما يحدث من إطار التدخل التربوي بأي حال من الأحوال. لاحظتُ أيضًا أن العروض الرياضية والرقص الإيقاعي المقدم في المدارس، وبرعاية وإشراف التوجيه الرياضي في المدارس، قد عُرضت بصورة تهكمية ساخرة ناقدة وجهت الإساءة إلى وزارة التربية والتعليم وأروقتها بالاتهام بالفساد. ومن الملاحظ كذلك أن بعض تفاصيل المناسبات المرتبطة بالحب، وغيرها من علاقات قد تكون منتقدة أيضًا وتلقى من النساء والرجال هجومًا ممنهجًا، وطريقة مستفزة في العرض، وتناقل مهين. وبناء على تلك الملاحظات السابقة أود أن أوجه إلى من ينقلون تلك المواد الفيلمية رسالة بتقوى الله في أعراض نساء مصر والكف عن نشر تلك المواد المهينة المسيئة للفتيات صغيرات السن. وهذا الذي تنشرونه ما يدخل إلا في حدود الآية الكريمة: "الذين يحبون أن تشيع الفاحشة..." وإلى جانب ذلك هناك ما يدخل في إطار الآية الكريمة: "إن بعض الظن إثم" وكثير من الآيات الكريمات التي تحد من الفضح بهذه الطريقة المستهجنة لأعراض الفتيات. بالنسبة لما يقدم من عروض راقصة، وغيرها من العروض الرياضية في المدارس هي من باب الترفيه وإخراج ما بالفتيات من طاقات لا بد من توجيهها فيما يفيد أجسامهن ويقوي عضلاتهن، وهو شيء مشروعٌ ولا حرجَ عليه. أما المواد الفيلمية الراقصة لفتيات من داخل الفصول فأقولُ قولًا باتًّا فيها لا أريدُ أن يتهمني فيه أحد: إنه لا مانع من أن تؤدي الفتاة تلك الحركات أيضًا، وإن كبتتها لا تعد إنسانة طبيعية، فالنساء لا بد أن يلقين ما يلقاه الرجال من وسائل ترفيه ولعب ولهو، وإن كان الشاب في أي لحظة من لحظات فراغه يقيم لنفسه ولرفاقه ملعبًا يزاول فيه رياضته المفضلة بركل الكرة، فللفتاة أيضًا أن تقيم لنفسها ولرفيقاتها وقت فراغهن حلقة رقص مستترة بعيدًا عن أعين الخبثاء. وبالنظر في ثقافة المجتمع المصري، فإننا نجد أن المجتمع يعزل الفتاة عن الفتى في هذا العمر، إلا أن المجتمع لا يقدم لأفراده ثقافة تقبل الآخر، وتقبل ما له من حاجات جسدية واحتياجات ترفيهية نفسية لا تلقى حظها من الانتشار في مجتمعنا. أما عن لقاء فتاة بفتى وتلقي الهدايا في أعياد مبتدعة فهو مما لا يجب أن نثني عليه إذ أن هذه المناسبات تلهب لدى المراهقين المشاعر التي لا بد أن تتدخل الجهات التربوية والأسر في تهذيبها إلى أن تلقى مسارها الطبيعي بالارتباط المشروع، ولا يخفى علينا ما انتشر من زواج عرفي سري في مجتمعنا، وهو يعود إلى عدم تربية الشباب على القيم الحقيقية للزواج، وضرورة اتباع ما يشرع وما يسن إلى أن يصل الشاب والفتاة إلى نواة المجتمع الحقيقية الأسرية بالزواج. وعن نشر هذه المواد بيننا أقول إن رفعت بعض الفتيات مادة فيلمية لفتاة في فصلها ترقص، فمن باب الأمانة لا بد أن تستر الفتيات الأخريات هذه المواد ولا تنشرها ولا تريها إخوتها ولا تريها أحدًا من مبدأ التباهي والتفاخر بما يصنعنه الفتيات أو حتى من مبدأ النقد الجارح لبعضهن. وعلى الوجه الآخر فهناك في مدارس الفتيان ما يمكن أن يفضح أمورًا أكثر جرحًا للمجتمع من ذلك المنتشر في مدارس الفتيات. أما عن نشر مواد الأفلام الخاصة بالعروض الرياضية والترفيهية الراقصة فلا بد أن نتفهم ما لهذه العروض من أهمية شديدة في مدارسنا وما ينبغي لها أن تهذب في بناتنا وأبنائنا من قيم رياضية حركية وما تخلقه فيما بينهم من روح التآلف والمودة والتعاون والانسجام. وعلى التربويين أن يشجعوا على نشر هذه القيم، ونشر ثقافة الرياضة والحركة والترفيه بين المعلمين والطلبة والمعلمات والطالبات. أما ما يؤخذ على الفتيات بالذات من معايب ومساوئ يلقي من ينشر هذه المادة الفيلمية على مواقع التواصل الاجتماعي بها على فساد وزارة التربية والتعليم أو غيرها من مؤسساتنا التربوية -وإن كنت غير مدافعة عنها- فهو من أسوأ ما يمكن أن يلطخ سمعة المواطن والدولة بمؤسساتها بالهدم دون البناء. وأخيرًا، فلينظر كل منكم إلى نفسه في مثل هذا العمر، وكيف كان يسلك من سلوك عشوائي غير متزن لم يكن ليحكم أحد عليه بمقاييسكم هذه بإقامة مقصلة كتلك التي أقمتموها لهؤلاء المراهقين بشن الهجوم عليهم بما لا يُقيِّم لهم علاقاتهم بطريقة إيجابية، ولا يهذب لهم نفوسهم، ولا يحفظ عليهم سريتهم. وإن كان في مجتمعنا المصري ما انتشر من هذه المواد عن الشباب والفتيات داخل المدارس، فإن هناك ما لم ينتشر من مجهودات مهمة وأنشطة هادفة مصلحة للفرد والمجتمع، لكنها لا تلقى ما لقيت مواد الأفلام الفاضحة من نشرٍ راجع في الأصل إلى مجتمع لا بد أن ينظر في تربيته الجمعية بعدم الخوض في أعراض الآخرين وعدم إساءة الظن والتسرع بإطلاق الأحكام ووجوب ستر الفضائح وعدم إعلانها بهذه الصورة الفجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق