الصفحات

2018/03/28

انتحار غير موجع بقلم: نورهان خليل

انتحار غير موجع
نورهان خليل
"قتل النفس كمن قتل الناس جميعاً" اقتباس ديني معروف في كل الديانات السماوية. نشهد دائماً على محاولات انتحار، بعضها ينجح و بعضها الآخر يفشل. تعددت الأسباب و الانتحار واحد. الحل الأخير لضعفاء النفوس هو التخلص من الحياة. معظم الناس يستصعبون الأمر في البداية و لكن هو بسيط جدا. لن تشعر به إلا بعد زمن من البدء به. لكن هل يحتاج الانتحار وقت للوصول الى الموت المحتم؟ في الحقيقة يبدأ الانتحار المقصود على شكل عذاب صفير يضاف إليه غض طرف عن السبب و محاولة تناسي أو تهرب من المشكلة. يصبح روتين يومي للشخص. هو لم يختاره بمحض إرادته، و لكنه سمح له بالتغلغل في نفسه، مختبئاً وراء ستار المسامحة. لكنه يظهر للعيان أنه سذاجة ما يسمح لهم بدخول المسرحية و لعب دور بها. هذا المازوخي المتلذذ بالعذاب يموت كل يوم بكامل إرادته. يعشق دور الضحية، لكسب العطف أو يمكن ليجسد ظاهرة في المجتمع. و لكن في الواقع بات معظمنا يتجسد بصورة من هذا المثال. فبات الانتحار القاتل أرحم بمراحل من الانتحار السهل اللذيذ. عمره لحظة الى عدة دقائق بعدها ينتقل الى غياهب الحياة الثانية. بينما الذي اختار السهل فهو يقتل نفسه ألف مرة، يعيش جحيم الحياة ليتدرب على جحيم الآخرة. في النهاية، روحنا تحتاج الى أن تروى من الحياة. و عندما توضع أمامها حواجز تصبح عطشى إلى أن تذبل و تموت. انتحار الروح أصعب بكثير من انتحار الجسد. كلاهما ملك لرب واحد و لكن المعذب الوحيد هو صاحبهما. ثق أن لا شيء ولا أحد يستحق أن تضحي بذرة من أثير حياتك بهدف جعله متلذذاً بانتصاره على نفسك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق