أوركيسترا قصصى
عبد العزيز دياب
عندما تكتب
قصة قصيرة ناقصة لا تحتفظ بورقتها، شيعها إلى الفضاء وانتظر، لا تفعل أكثر من ذلك.
واحد غيرك هو
الذي سيفعل، أتعرف؟ هو الرسام السِّكير الذي تراه كل ليلة يتطوح وهو يرسم على صفحة
الفراغ، فتسب الخمر وصانعها وحاملها وشاربها، وتسب الرسم والفنون، لكنه عندما يعود
مرة أخرى إلى نفس المكان، يسأل عن لوحة رسمها ههنا، سوف تتأمل الفراغ أمامك وتبتسم،
تتساءل هل ألصق الفراغ على الجدران رسومات لقطط وكلاب وشجر؟ لعل ذلك هو سبب خشوعه
أمامها يقهقه...
هذا هو الرسام
السكير، هو من سيلتقط قصصك الناقصة، يقوم بإكمالها، سيفعل ذلك عندما يكون في أروع
حالاته، لأن تكملة قصة قصيرة على طريقة الرسام السِّكير لا تعادلها كل خمور
العالم، الأمر فقط يتطلب الوصول إلى النغمة التي تعزفها القصة، سيظل يبحث عنها وعندما
يمسك بها يكون قد حقق كل شيء.
لا يبقى أمامه
إلا تحديد الآلة الموسيقية المناسبة لنغمة القصة: جيتار. طبلة. كمان. ساكس.. ..، يرسمها
في المساحة البيضاء المتبقية من الورقة التي كتبت فيها قصتك الناقصة، بمجرد أن
ينتهي ستسمع وأنت في مكانك النغمة التي كان ينبغي أن تكتمل بها....
كل قصة ناقصة
بآلة موسيقية.
وكل آلة
بنغمة.
تكثر النغمات،
وتكثر الآلات.
تكتمل الفرقة
الموسيقية وتظل في انتظارك، فلا تغيب عنها كثيراً، لأنك أنت الوحيد في العالم الذي
يمكنه قيادتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق