الصفحات

2018/04/04

البحث عن قلب ضال,, شعر: عزت الطيري

البحث عن قلب ضال
عزت الطيري

 أخبىءُ قلبىَ
مابينَ قوسٍ وقوسٍ
ومابين قابٍ وأدنى
ومابين قابٍ وقابٍ
وأعلنُ فى السرِّ
لاحبَ لى

ولا حقل لى
ولابيتَ لى..ولا محض بابْ
ولاسقفَ يمطرنى بالتراب

ولالا سوى فُسحةٍ من سراب
وقالوا نفتشُ فى جوفهِ
ربما خبأَ الحبَّ
بينَ البطينِ
وبين الأذين
وبين تلابيبِ تلك الضلوعْ

ومابين شطِّ على النهرِ
ومابين صوت الأوزِّ
وبطبطةِ البطِ
مابين هذى الزوارقِ
حين تضللنا بانكسارِ القلوع

وقالوا
يجوعُ الفتى والفتاةُ
ولايأكلانِ
رغيفَ الخنوع
وقال المغنى
أرى حبَّهُ الصحوَ
بين الأغانى

أرى بنتَ روحٍ وريحٍ
تروحُ
تلوحُ
تبوحُ
وتملأ سربَ الأوانى
بماء المحبَّه
وإن مات هذا الفتى العبقرىِّ
سنبنى على قبرهِ الغضِّ قُبَّه
وننثرُ فوقَ ثراهُ الحبوبَ
ليلقفها الطيرُ
نختارهُ للبلادِ وليّاً
يطوف عليه المحبونَ
يرتشفون كؤوس الصبابةِ
صبٌّ وصبَّه
تقولُ اليماماتُ
وقت الهديل
دعوه يغنى

ويسبق بالأغنيات
الرقيقات
سربَه

يقولُ المليكُ
أنا سيدٌ للبلادِ العبادِ المهادِ
الحصونِ الغصونِ
فكيفَ يغنى بأرضى
فهاتوهُ
غلّوُهُ
ثم اصلبوهُ
على جزع ريحٍ

وراحه

وطار الفتى
كالحمامةِ
حطَّ على غيمةٍ
كى يواسى جراحه
وطارتْ فراشاتُ حقلٍ
إليهِ
وأعطتهُ كرَّاسةً
كى يؤرخَ
أحلامَهُ المستباحه

وكان الهوى محضَ واحه
ومرجَ اشتعالٍ وساحه
وطيفا ملوَّن

وأعطته أشجارُ جميز أقلامها
كى يدوِّنْ

وغابتْ شموسٌ
ونامت فؤوس ٌ
على الأرضِ
عطشى
تنز العرقْ
فأذنَ فى قلبهِ الرخوِ
صوتُ المؤذِّنْ
فقامَ وهاما
وحوَّل أقلامهُ
حربةً وسهاما
وشكَّ السهامَ بقلب المرابى
وكفِّ الحرامى
وجوفِ المنافقْ
وصدرِ الذى لم يجرِّب كفاحا
ولم يحرسَ الأرضَ
لم يتعوَّدْ
أزيزَ الرصاصِ
وفوح البنادقْ
وفى كبدِ الخائنينَ الذين يبيعونَ أوطانهم بالرخيصْ
وفى عقرِ دارِ الخسيس المخنَّثِ،
وفى كل شىءٍ يُذكَّرُ فى جمع تكسير نَحْو المؤنث
وصرفِ المُدنَّس
وصكِّ استقاله
وكانت فتاةٌُ غزاله
تسيرُ
توزع فى كل ناحية برتقاله
وتمضى كما المهرةِ الجامحه
ولمْ تكُ فرصتُها سانحه
وقالت أحبك
قال لها لا أحبُّ
ففى الروح عطلٌ
وفى القلبِ ثقبُ وغُلبُ
• وقالت أريدك
قال الحدائق متعبةٌ من ضجيج الشجر
وهذا القمر
يغازلُ خذَّ الثمر
ليرضعَ من شفة البرتقالِ
رحيقَ المحالِ
وقالت وقال
ولكن وقت القصيدةِ
مرَّ
وفرَّ إلى جهةٍ نائيه

فاتعظْ
وارتطم بالحنانِ
اعتصم بالمجاز الجميل
ولذ بالخيال النحيل

وفزْ
بالمسره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق