الصفحات

2018/06/21

"لهيبُ الكتمان" جديدُ أحمد أيت أعريان في دار نعمان للثَّقافة

"لهيبُ الكتمان" جديدُ أحمد أيت أعريان
في دار نعمان للثَّقافة
 
صدر عن دار نعمان للثَّقافة كتابٌ جديدٌ للرِّوائيِّ المغربيِّ أحمد أيت أعريان يحملُ عنوان "لهيب الكتمان"، ويقعُ في 192 صفحة من الحجم الوسط.
تتمحور الرِّواية حول معاناة أسرة مغربيَّة مناضلة ذاقت الأمَرَّين بسبب مشاركة أحد أبنائها، وهو الأستاذ حسن العيني، في تظاهرة وقعت في مدينة القصبة في بداية الثمانينيَّات من القرن الماضي. وخوفًا من اعتقاله آنذاك، اختبأ في سرداب بمنزل أسرته مدَّة عقدٍ ونيِّف، ولم يُقدِّمْ نفسه إلى رجال الدَّرك الذين ظلُّوا يبحثون عنه طيلة هذه المدَّة – إلاَّ بعد ظهور حكومة التناوب التي ترأسها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، اليساري المعروف. ونظرًا إلى القمع الذي كان سائدًا في الفترة التي اختبأ فيها حسن العيني في السرداب، فقد عانى من الخوف والحرمان الشيءَ الكثير سواء على المستوى النفسي أو الجسدي. كما عانى أفرادُ أسرته الذين كتموا سرَّه معاناةً مزدوجة، وذلك خوفًا من العثور عليه في السرداب من طرف الدركيِّين، وخوفًا أيضًا من معرفة أقاربه الآخرين حقيقة أمره، لأنَّ أب حسن العيني وأمَّه وزوجته تعاهدوا في ما بينهم على كتمان سرِّ اختبائه. وبسبب هذا الكتمان العجيب والغريب في الوقت نفسه عاشَ أقرب المقرَّبين إلى حسن العيني (ابنه وأخوه وأصهاره وأصدقاؤه) في حيرة وقلق لأنَّهم كانوا يجهلون مصيره.
واعتمادًا على الخيال، تتبَّع السَّارد مسار شخصيَّات الرواية من البداية إلى النهاية، كما تفنَّن في إبراز ما يمور في أعماقها من أحاسيس وتناقضات؛ بالإضافة إلى إبراز علاقاتها المتوترة بالواقع الاجتماعيّ والسياسيّ في هذه الفترة العصيبة التي انتهت بظهور هيئة الإنصاف والمصالحة التي عملت كل ما في وسعها من أجل إطفاء أجيج الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المجتمع المغربيّ.
وترمز هذه الرواية في العمق إلى التحوُّل الذي عرفه المجتمع المغربي في بداية الألفيَّة الثالثة بفضل ما قامت به هيئة الإنصاف والمصالحة، كما تشير في الوقت نفسه إلى خطورة انتكاسة الحريات العامَّة في المغرب والعودة إلى زمن العسف والاضطهاد.
 
وأمَّا المؤلِّف، أحمد أيت أعريان، فأستاذٌ وباحث، نال شهادة الماجستير في الأدب العربي الحديث من كليَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة بالرباط عام 1993، مارس مهنة التعليم في الثانوي وفي الجامعة، وبدأ نشر قصائده الشعريَّة في جرائد ومجلات وطنيَّة وعربيَّة منذ عام 1981، وقد صدرت له عدَّة دواوين شعريَّة منها: "هديل الحلم" عام 2000، و"منمنمات بألوان الشغف" عام 2003، وكان نالَ عن المخطوط جائزة ناجي نعمان الأدبيَّة في العام عَينِه، و"دوائر الإغراء" عام 2006، بالإضافة إلى كتاب في النَّقد بعنوان "بنية الإصلاح في الشعر المغربي الحديث" - دراسة نصيَّة تحليليَّة، ورواية "هوامش الصمت" عام 2017، وصدرت عن المركز الثقافي العربي. والمؤلِّفُ، إلى هذا، عضو فخري في دار نعمان للثَّقافة، وفي جمعيَّات ثقافيَّة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق