بقلم: آية حرب
بعض الأمنيات بعيدة عنيدة نرقبها بصمت وصبر كبير، معقدة وإن بدت يسيرة للعالمين ،تجتاحنا بقوة فتتوهج ونتوهج ،ثم بمر الأيام تستكين فنتستكين.
لمحته يوما من خلف الزجاج ،خطف بصري و أثارني ، رجوت أن أحصل عليه ولا ينتهي مطافه إلا عندي. كانت وقفتي أمامه ستطول لولا تلك النظرات الغريبة التي حدجتني من مكان ليس ببعيد .
حذاء أحمر لامع كم سيكون جميلا لو أقتنيه، مدبب من ألامام سيجعل قدمي أجمل، حتما سيناسب فستاني الأسود الجديد ، سيبرز حسنه وحسني ، وسأختال به متأنقه متألقه ، أراه يرتفع عن الأرض سأبدو به أطول وهذا بالتحديد ما أحتاج إليه . أمي دوما تقول: أن قدمي بيضاء صغيرة كقدم السندريلا، وأني جميله مثلها ، فيتمتم قلبي يائسا نعم وفقيرة مثلها أيضا يا أمي ،بلا جاه وبلا حذاء يجلب لي أمير مثل أميرها، من أين لي أنا بحظها وحذائها إن كان أوان المعجزات والساحرات الطيبات قد انتهي . لازلت أذكر في مطلع هذا العام حين أعجبتني صوره فتاه اميريكيه في مجله كنت أطالعها، كانت فاتنه ترتدي ثوب علي بساطته أنيق ، فستان أسود طويل ينحني مع جسدها الممشوق ، شد قلبي بهاؤها ، فواصلت العمل أشهر طويلة متتالية وذهبت لأمرأة في حينا أشتهرت ببراعتها ورغم الوهن لازالت بين أصابعها حنكة السنوات قابعه ، أسلمتها النقود وصورة الفتاة وأنصرفت ليتها تعلم انها لن تحيك لي مجرد ثوب بل حلم كان قبل اشهر من العمل المضني بعيد. وأني أسلمتها ليس فقط كل ما أملك من نقود بل أيضا الأماني العظام وصبري الطويل. وبت أنتظر من يومها حلمي الذي لم أظنه إلي هذا الحد سيكون عنيد!
عندما أرتديه سأعكص شعري بشريط فضي أو أسود لامع ،لالا سأنمقه وأتركه ينسدل ، سأجلب أحمر شفاه وردي وأستعير من أمي خاتمها الوحيد.. نسخت في خيالي شكلي وأسهبت في حلمي إلي أن جاء يومي المنشود.
تماما كما توقعت جميل، جعلني فاتنه ،أنيقة مثلهن، حتي أمي وصانعته كلاهما قالت لي ذلك أعدت النظر لنفسي مرات إلي أن سقط نظري علي قدمي.. سقطة شوهت أناقتي وأدمت قلبي، كيف لا وحذائي بالي يتساوي بالأرض بالكاد يناسب عملي والجامعه. خلعته وأعدت النظر شعرت لحظتها أني نصفين ،فصاحبه الوجه الجميل والفستان الأنيق وصاحبه الحذاء البالي والقدم المتعبة كلاهما تنتمي إلي فصيل . ومن يومها وقد أيقنت أنه طالما سأرتدي ثوب فلابد من حذاء مثله جديد ، ولكن كيف والدراسة غول يقضي علي جل راتبي وما يذر منه إلا القليل .
قطعت يومها مسافه طويلة إلي محل أحذية بعيد فرأيت ذاك الأحمر الأنيق ، لولا نظرات البدين التي أتتني من الداخل وشقت قبل جسدي كرامتي ،أعرف تلك النظرات جيدا لما تراودني وعلام تقايضني فأرتعدت وأبتعدت.
أشهر اخري من الكد والعمل بلا شوكلاته ولا ترفيه فقط مزيد من العمل و الأدخار وكثير من الصبر .
كاد العام أن ينقضي و يزول ورغبتي في حذاء جديد خفت أوراها ومللت انا الصبر الطويل ،تكسر عزمي وأبعدت عن خاطري أمنيتي أن اختال مثلهن في ثوب أنيق فلو هذا هو الاكتمال حقا فلن أكتمل يوماً بالتأكيد ،حين وجدت في إنتظاري علبه أنيقه أغلقت بشريط وردي جميل ..خفق قلبي وقفز أكاد من فرحتي ألامس السماء ،لمعة عين أمي تخبرني بصدق حدسي نعم إنه حذاء . فتحت العلبة علي عجل فخفت بداخلي الخفقان ،هو بعينه ذاك المدبب بحمرته ولمعانه الجميل... ولكن بمرور عام انقضت موضته وزال من عيني رونقه الكان جميل.
ما بين اليوم والأمس أحلام تولد وأخري تموت وبين أحلام راودتنا وأخري ودعتنا كم ظللنا بين الرغبه والمنال عالقين .
أذكر يومها أني أجبت أمي بإبتسامة باهتة ربما فضحت ما بي. وانسحبت صامته أتمتم بكلمات شكر لا أعيها وقلبي يئن في حزم لن ارتديه.
كنت قد تناسيت ،أبتلعت ألمي وأبعدت عن ناظري فستاني الذي لمره - هو الآخر- لم أرتديه و ظننت يا أمي أني نسيت. لما يا أمي أيقظتي الحلم من جديد!
أهدرت أموالها وأيقظت أحلامي وذكرتني بذاك الحذاء ذا اللون الجديد ،حذاء يرتفع أيضا عن الأرض ولكنه ليس مدببا بل من الامام مستدير ، نقودي لن تكفي لشرائه فهو ابهظ ثمنا وأجمل بلونه الكشمير.
لو أخبرتني انها ستفعل لكنا تعاونا وتقاسمنا الثمن وحصلت أنا علي ما أريد ولكن شيء من هذا كله لم يحدث ومتروكة أنا وحدي في ساقية الأماني أبتهل وأدور.
أعلم أني سأمرر بالغصب ذلك الليل الثقيل وسيأتي عليا الصباح وانا أمام الحذاء أراقبه وأتمني من جديد و أعلم أن نظرات صاحب المتجر ستواتيني من جديد.. قبل ان أتداخل في جلدي وأفر من أمامه هاربة كقط مذعور.
ربنا يوفقك يا رب
ردحذفربنا يخليك يارب
ردحذفقصه جميله ومعناها اجمل
ردحذفاتمني لك التوفيق
ربنا يخلي حضرتك يارب
ردحذفقصه معبره فعلا برافوووو ايه
ردحذفالله يخليكي يارب
ردحذفالله عليكي يا إيه ممتازه جدا بالتوفيق دائما
ردحذفموفقه ايه
ردحذف