الصفحات

2018/09/14

وفاء شهاب الدين: نكتب الحياة كما نتمناها

وفاء شهاب الدين: نكتب الحياة كما نتمناها

دائما ما تثير الجدل، لكشفها عن المسكوت عنه فى مجتمعاتنا، والخروج على آليات السرد المتعارف عليه، وتسجل وجهة نظرها عن العالم، وتمرر الحقائق عبر ما تكتبه، تكتب قصصا واقعية، رغم انتمائها إلى عالم الخيال أكثر من الواقع، تتحدث فى هذا الحوار عن روايتها "مهرة بلا فارس"، التى رأى البعض أنها تقدم فيها سيرتها الذاتية، ومشكلات النشر وأكثر ما يشغل بالها الآن كمواطنة مصرية وروائية ترصد الأحداث .



كتاباتك تثير الجدل.. فهل يقلقك ذلك؟

- الكتابات التى تثير لدى القارئ الرغبة فى الاطلاع عليها لا تقلق، بل على العكس أرى فيها نوعاً من التميز الذى يحرص عليه الكاتب، تسبب عناوين رواياتى كثيرا من التساؤلات تجعل دوما الأسئلة تلاحقنى،



ما الظاهرة الاجتماعية أو الثقافية التى تستفزك وتثير مواجعك؟

عالمنا يزخر بكثير من الظواهر الاجتماعية المؤرقة والموجعة .. ظاهرة التحرش والتي تنتهك فيها آدمية انسانة كل >نبها أنها تعيش في مجتمع تناسى قيم الانسانية والآدمية وسار كل حسب قيمة المتدنية وأخلاقياته المنتهية ،ما أكثر ألماً من رؤية طفل فقير يذهب رفاقه إلى المدرسة ويذهب هو إلى عمل مذل ينتهك طفولته وآدميته، ما أكثر وجعاً من مريض يحتاج لعلاج ولا يجد ثمن الدواء، أو رؤية مبدع تتعامل معه دور النشر بفوقية وتستبيح حقوقه المادية ولا يجد وسيلة للحصول على حقوقه ..ووزارة ثقافة لا تهتم بكونها تحمل راية تثقيف شعب كامل ورعاية آلاف المبدعين الذين يتضورون جوعاً ومرضاً فتتجاهلهم بدعوى ضعف الإمكانيات، ما أكثر ما يؤلمنا ولا نستطيع معالجته.

هل ترين فارقا بين المرأة المبدعة وغيرها؟ وأين يقع الرجل لدى كلتيهما؟

- تجنح المرأة دوما للتعبير عما يدور بداخلها، فتمنح القارئ رؤية للعالم من خلال الذات الأنثوية، فلا يلعب بها الرجل دور البطولة المعتاد، فيخرج العمل على غير ما تعود الرجل، ويعود ذلك إلى اختلاف شخصية المبدعة عن المرأة العادية، التى يمكنها أن تتحمل إيذاء الرجل بلا شكوى، فالمبدعة تحمل كلماتها روح التحدى وتأبى خضوعاً مذلاً ، فتكتب للحياة كما تتمناها أحيانا وكما تعيشها أحيان أخرى، ولكن فى النهاية لا رواية يمكن أن تكتب دون أن تحتوى رجلاً،

بحكم معايشتك للوسط الثقافى المصرى.. هل يعانى ترهلا؟


- فى الحقيقة أنا بعيدة جدا عن الوسط الثقافى .. تقتصر علاقاتى على عدد قليل جدا من الأصدقاء فلم أستطع الاندماج معه فهو ككل وسط فى مصر يعانى الشللية .. وتلعب العلاقات الشخصية به دورا كبيرا لذا فضلت التركيز على عملى فهو من سيقدمنى بجودته إلى القراء، فأنا أكتب للقراء والتاريخ إن لم احصل على ما أستحق الآن سأحصل عليه فى المستقبل.



لم قمت بكتابة المقال  الحاد "المبدعون ودور الرعاية الاجتماعية" ردا على الوزير جابر عصفور ؟

لم يكن حاداً بدرجة كافية  فقط أصابني الغضب من اللهجة التي يتحدث بها اولي السلطة في مصر ،لم أدرك كيف يمكن أن يتحدث الوزير عنا نحن الكتاب بتلك الطريقة المهينة وكأن من يحتاج إلى تلك المنحة هو شحاذ يمد يده لسيادة الوزير فينهره بقسوة بحجة أن الوزارة ليست داراً للرعاية الاجتماعية ..

ماذا تفعل وزارة الثقافة للمبدعين وماذا تقدم لهم؟ هناك الآلاف من الكتاب الذين يحتاجون لدعم الوزارة ولا يجدون من يمد يده إليهم سواء في نشر أعمالهم أو تسليط الضوء عليها فيقعون فريسة لبعض دور النشر التي تستغل ذلك للأسف..

لا أحد ينكر مدى عجز الوزارة وترهلها وضياع دور الشباب الواعد بها ولا سيطرة الشللية والمصالح على هيئاتها وجوائزها وليس أمام سيادة الوزير حلاً أمام كل تلك النوائب سوى منع بضع جنيهات عن الكتاب الذين يحتاجون إلى وقت ومبلغ حقير يقتاتون منه ويطعمون أبنائهم مقابل تقديم عمل إبداعي يستحق..

كان الوزير السابق فاروق حسني يمنح منح التفرغ لكل من احتاج تكريما لعقله وجهده واحتراما لكرامته والآن وبعد ثورتين لم نجد ممن يتغنون بأهمية القوى الناعمة سوى التعامل مع المبدعين بشكل لا يليق ..

المؤسسات الثقافية في مصر لا تحتاج ثورة ولا عشر ثورات هي تحتاج في الواقع إلى الإزالة الكاملة، كما تفعل الحكومة مع المباني المخالفة والتي تفجرها بالديناميت، عليها أن تتخلص من ذلك الكيان الفاشل المسمي ظلما بوزارة الثقافة والتي تنفق مليارات الجنيهات بلا فائدة حقيقة للمبدعين ولا للشعب الذي تفشت به آفات التحرش والإدمان والعنف وغيرها.





هل العلاقات عبر الانترنت حب افلاطوني ام تسلية ام البحث عن سراب ؟

الانترت منح مجتمعاتنا فرصة ذهبية لإظهار عيوبها اللي لا تحتمل، العلاقات عبر الانترنت تسلية واستغلال لطرف آخر غرير ولعب بمشاعر العلاقات الحقيقة تأتي بالمواجهة بالتعامل المباشر وليس بالتخفي كجبناء خلف شاشة ..

هل يخشى الرجل المرأة المتطرفة في الحب ؟

التطرف في كل شيء مؤذي فطبيعة الرجل تختلف تماما عن طبيعة المرأة الرجل لا يفهم امرأة تعطي بلا حدود تهتم بلا حدود ،تموت إن أغضبها وتعود للحياة حين يبتسم..الرجل يعطي بقدر محدد يهتم بقدر،يخشاها نعم لانه لن يستطيع مجاراتها أبدا ويفضل عليها علاقة سلسلة لا تجهد مشاعره.

لماذا تخاف المرأة الحب ؟

لا يوجد امرأة تخاف من الحب فطبيعة النساء الحالمة تميل إلى من يساندها ويوفر لها عالماً من المشاعر،يؤسس لها بيتا ويمنحها أطفالاً ..الحب بالنسبة للمرأة العربية هو بداية الحياة التي تعرفها والتي تتمنى أن تعيشها دائما ..

– “أورجانزا” آخر إصداراتك..عما تدور ؟

أورجانزا عمل أدبي متكامل لا أستطيع أن ألخصه في عدة شهور هي حياة كاملة مميزة تستحق الإطلاع رواية بداية جديدة ومختلفة عن كل كتاباتي الأخرى ربما مثيرة جدا للجدل لكنها عميقة وتناقش بصورة محترمة مشكلة كبيرة يمر بها عدد كبير من الناس بعد عدة سنوات من الثورات وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ..

– في روايتك ” تذكر دوما أنني أحبك؟ مالذي دفعك لكتابة هذه الرواية الرومانسية؟ كيف نقلت مشاعر الرجل والمرأة من ناحية عاطفية ؟ ومن أكثر نكراناً أو عرفاناً للحب منهما؟

في الحقيقة لم تكن “تذكر دوما أنني أحبك” روايتي الرومانسية الوحيدة فأنا منذ كتبت كلماتي الأولى كنت أكتب الرومانسية فقط اخترت لهذه الرواية عنوانا ناعماً لأني سئمت جنوح معظم الروائيين الشباب إلى الأسماء الغريبة والتي تهدد بفقدانناً لهويتنا العربية ،مسألة نقل المشاعر مسألة شديدة التعقيد في ظاهرها لكنها بسيطة لدي موهبة نفثها الله عز وجل بمخيلتي إن أردت التعبير عن رجل تسكنني بلحظتها مشاعر الرجل وإن أردت التعبير عن امرأة فالأمر ليس بصعب جداً، كل من الرجل والمرأة يحمل جزءا من الشر يتمثل في النكران نظلم إن حصرنا تلك الصفات الإنسانية في جنس واحد لأن تركيبة البشر النفسية متشابهة جدا من الداخل تختلف فقط باختلاف التربية والمجتمع ..


ــ هل تذكرين أول كتاب وقع في يدك؟

نعم كانت رواية مترجمة صغيرة الحجم بعنوان «بن كيزي طبيب القلوب» أخذته من مكتبة والدي حين كنت في الصف الرابع الابتدائي

جائزة.. أو كلمة.. شجعتك على مواصلة الطريق؟

كلمة قالها لي د. جمال عيسى أستاذ الأدب في جامعة طنطا حين عرضت عليه أول قصصي القصيرة قال لي أمام الزملاء «يوما ما ستكونين أكبر كاتبة في مصر» وعلى أمل تلك البشارة أواصل رغم كل انكساراتي.

ــ كاتب ترك بصمة مهمة عليك؟

إحسان عبد القدوس

ــ متى وكيف نشرت أول نص لك؟

نشر نصي الأول حوالي 2007 في جريدة الراية القطرية كانت قصة بعنوان «رجال للحب» فقط أرسلت النص للمسئول عن الصفحة فنشرها بلا تردد

ــ كيف تفهمت الأسرة رغبتك أن تصبحي كاتبة؟

كان والدي خطيباً مفوهاً وله أشعار كثيرة ..وساندتني والدتي جدا في الوصول إلى ما انا عليه الآن رغم معارضة الوسط الاجتماعي الذي أنتمي له فاحتراف الأدب كان ضد الأعراف والتقاليد الريفية .

ــ هل هناك أصدقاء شجعوك؟

طبعا الكثير من أصدقائي ساندوني وقاموا بتشجيعي.. كنت اكتب الصفحة واعرضها عليهم ونظرات الانبهار في أعينهم وكلمات التشجيع تحفزني جدا على تكملة طريقي

ما هي طقوسك مع الكتابة؟

مكان متسع، موسيقى هادئة، قلم رصاص، الكثير من الأوراق

ــ تجربة أول كتاب نشرته؟

«مهرة بلا فارس» كان تجربتي الأولى في النشر، لا شعور في هذا العالم يضاهي شعور اللمسة الأولى للكتاب الأول.. متعة..انتصار..تميز.. احاسيس مختلطة لا أدري كيف تجتمع معا..

ـ ماذا تعني لك الجوائز؟

تقدير مادي ومعنوي للكاتب تساعده على اتمام منجزه الادبي واهتمام القراء بأعماله، حصلت على جائزة واحدة من اتحاد كتاب مصر للقصة القصيرة عن قصة «سندريللا حافية» لكنني عزفت عن المشاركة في المسابقات الادبية لغياب الشفافية وظهور مافيا التربيطات والشللية في معظم الجوائز العربية ..

ـ كتاب تمنيت كتابته؟

كتاب لعبة الملاك لكارلوس زافون ..هذه الرواية تعبر عني جدا وأشعر أنني كتبتها في عالم ما قبل الحياة

عمل تخططين لإصداره قريباً؟

أحاول الانتهاء من كتابة روايتي الأخيرة «غواي» أول رواية عن البدو عن العادات والتقاليد البدوية المميزة .

ـ حكمتك؟

إن الارادة هي ذلك القوي الأعمى الذي يحمل العقل المبصر الكسيح على كتفيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق