الصفحات

2018/09/24

ملابس المشهورات في مهرجانات لا تمثل المرأة المصرية ولا ترقى لتمثيل المجتمع برمته بقلم: رانيا مسعود


ملابس المشهورات في مهرجانات لا تمثل المرأة المصرية ولا ترقى لتمثيل المجتمع برمته
بقلم: رانيا مسعود

إن ما انتشر مؤخرًا من ملابس لفنانات ومذيعات وشخصيات بارزة إعلاميًا على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شاشات الفضائيات لمهرجان العري المتنافِسات فيه الفنانات على إظهار وكشف مفاتنهن بصورة فجة لا ينتمي لمجتمعنا المصري الذي تحكمه ضوابط أهمها وجود مؤسسات دينية كالأزهر الشريف والكنيسة المصرية. وارتداء تلك الشخصيات على هذا النحو لا يمثل ما تحاول به كل شخصية التحدث إلى الجماهير من خلال منبر إعلامي أو عمل درامي يمثل المرأة المصرية الكادحة الملتزمة بردائها الساتر لمفاتنها، وهو ما يكشف لنا الفجوة الكبيرة بين ما يقدمه لنا الإعلام المصري من رؤية غير سليمة للواقع المعيش ورسالته التي يدعو لها في ملابس تلك الفنانات الإغرائية؛ إذ أن انتشار المسلسلات التي تدعو للفضيلة والحملات التي تدعو لعدم التحرش بالنساء في المجتمع، والنغمة التي تنتشر من ضرورة احترام الشخصيات الكبرى لمؤسسات الأزهر والمؤسسات الرسمية الدينية لا يُطبَّق على الواقع. كيف باللهِ أيتها الممثلة ترتضين لنفسكِ أن ترتدي أمام إخوتك في المجتمع ما أنتِ عليهِ الآن وأنتِ في أعمالك الدرامية ومسلسلاتك الرمضانية ترتدين الحجاب أو حتى الملابس التي ترتديها الأمهات والأخوات في بيوتهن ثم تطلين للمجتمع من خلال برنامج يدعو إلى عدم التحرش والتخلُّق بالأخلاق الواجب اتباعها بناءً على ما يسود المجتمع من فكر وسطي ديني جميل يمثله الأزهر؟
هل يوافق أيُّ شيخ من الأزهر الشريف على مهرجانات العري التي تدعو للتحرش بهذه الفجاجة؟
ولماذا يصر الشيخ الفاضل على أن يهذِّب الفتاة في المجتمع ويخرج عليها من خلال البرامج ليزجرها إذا ما ارتدت لونًا ملفتًا في حقيبتها التي تحملها أو فرطت في زيها وحشمتها، ولا يتحدث هذا الشيخ نفسه للإعلاميات والفنانات ليتقين الله في العاطلين من الشباب غير القادر على الزواج وفي الفتيات اللائي يقتدين بالعري والبهرجة وتغريهن مظاهر البريق والأُبَّهَة التي تظهر بها كل فنانة ومشهورة منهن؟
إذا كان وقت المسلسل وعرضه في التليفزيون المصري وفي الفضائيات المصرية ولباسك المحتشم أيتها المشهورة لا يُهَذِّبُ من روحك ويجعلك تنتهجين هذا النهج في ارتداء ملابسك التي تظهرين بها للناس في المناسبات العامة، فلا داعي أن تدعي الفضيلة والمثالية أنتِ وغيرك من النساء وتظلين طوال حلقاتك تدافعين عن القيم والشرف والمُثل والأخلاق، فمن الأولى أن تطبقيها عليكِ قبل أن تعظينا بها. وإن كان مهرجان أو مناسبة عامة سيجعلك تتخلين عن ملابسك المحتشمة التي تمثلين بها المرأة المصرية الكادحة في أفلامك، فلا للمهرجانات ولا للمناسبات العامة التي تجعلنا ننشق عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا المصرية الأصيلة.
ورسالة لكل شخصية مشهورة أوجهها بمنتهى الحزم: أنتِ في مناسبات العزاء تقفين بملابس ساترة، وفي العمرة والحج ترتدين ملابس الاحتشام، فإن كنتِ تتخيرين للهِ هذه الملابس فلماذا لا تتخيرين للمجتمع الذي يراكِ في كل هذه المناسبات الملابس نفسها؟ فإن كانت القدوة التي تقتدين بها وأنتِ ترتدين مثل هذه الملبوسات هي المرأة الغربية في مهرجاناتها، فعليكِ إذًا أن تعيشي بعيدًا عن هذا المجتمع وطبقاته الفقيرة التي تستتر اتقاءً لله ورغبةً في أن يلبسها الله ثياب الستر والعفو ليرزقها في الدنيا رزقَ الكفاف. وإن كنتِ تستعرضين بهذا العري أمام الشاشات وتدعين أن الإسلام الوسطي الجميل الذي يمثله تيار الأزهر الشريف هو الأقرب إليكِ وإلى غيركِ من النساء في المجتمع الذي يشيع فيه التحرش بالأنثى، فعليكِ إذًا أن تدعي لمثل هذه المهرجانات ممثلين من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ليشاهدوا ما أنتِ عليهِ من اتباع الإسلام الوسطي الجميل والمسيحية التي تدعو إلى ارتداء ما يليق وزيُّ عذرائها ساترٌ لها في كل صورها بالكنائس المصرية، بل والعالمية.
ورسالة أخرى أوجهها للرجال القائمين على هذه المهرجانات:
في كل مهرجان ترتدون السُترات المحبوكة وأغلبها بلون قاتم ليلائم هذه المناسبة، فكيف تقبل أن تختنق أنتَ بحبكة السُّترة على جسدك ولا تراعي في زوجتك أو زميلتك من المشهورات قدرًا ولو قليلًا من هذا الستر؟
وأخيرًا أسأل الله أن يعيد للفن دوره الحقيقي في تقويم المجتمع دون البعد عن أخلاقياته وقيمه وعاداته ودينه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق