الصفحات

2018/12/10

وصلة .. بقلم: حركاتي لعمامرة.

وصلة
حركاتي لعمامرة. 
فتاة صغيرة ، شقراء البشرة والشعر حباها الله مسحة جمالية لاتضاهى ، مفخرة والديها في المدرسة ، تحتل المراتب الأولى في مدرستها في الدراسة و في شتى الأنشطة ، الفكرية والرياضية وكذلك في انشطة الرسم والاشغال كل معلمي المدرسة يعرفونها إسما وصورة ، صارت أشهر فتاة عرفتها مدرسة الإزدهار بالقرية ..
مديرة المدرسة التي تقيم بسكن وظيفي بداخل المدرسة تعتبرها إبنتها وتتمنى ان تبقى معها على طول الزًمن ،هي لم ترزق بأولاد طول حياتها تمنتها ان تكون إبنتها ، لكن وصلة لها والديها اللًذان يحبانها....هكذا حضيت وصلة بحب الجميع ،ولأن لكل منا من إسمه نصيب فإن وصلة إشتهرت بالوصل بين المتخاصمين في المدرسة فهي لايهنأ لها بال حتى تزيل الخصومات بينهم إشتهرت بطيب الخلق، والجمال وسرعة البديهة وحسن التسيير في كل الآمور ...
في هذه السنة ستكون وصلة على موعد مع إمتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي ...بدأ حزن يخيم على اجواء المدرسة  لخوف الجميع من مغادرة وصلة للمدرسة وترك مكانها فارغا ...وبدأ الخوف يتملك المديرة التي تخشى ان يعود محيط مدرستها الى الفوضى التي كانت عليها المدرسة قبل مجيئها إليها...
وصلة التي تقضي عطلتها مع ابيها وامها على شاطيء البحر ، لكن الذي لم يكن متوقعا ان وصلة حاولت ببراءتها ان تنقذ بنتا غرقت في البحر إلا ان قوة التيار وسرعة الموج كانت اقوى وكانت مشيئة الله لتسجل وفاتها ...
اصيبت الأم بالصدمة. واصيب الأب بنوبة من الجنون لم يكن ليصدق ماحصل لوحيدته ، ساد الشاطيء حزن عظيم لم يسبق ان شهده منذ عشرات السنين ، ونزل الخبر كالصاعقة على أسرتها المدرسية التي اعلنت الحداد قبيل العيد بأيام وحل بمدرسة الإزدهار حزن قبيل الدخول الذي سيكون حزينا ..حزينا ..فيا ايها البحر  عذرا إن هجوناك هذا العام فالبراءة لاتعرف للمحاباة طريقا ...فرحمة الله على روحك وصلة ...وصبرا لوالديها وعوض لمدرستها بمافيه خير...وتبقى وصلة إسما يخلده التاريخ دوما رغم صغر سنها فقد انجزت
مالم يقم به من عمر في الأرض عددا من سنين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق