الصفحات

2018/12/19

اتحاد الكتاب العرب يحيي اليوم العالمي للغة العربية

اتحاد الكتاب العرب يحيي اليوم العالمي للغة العربية
حبيب الصايغ: نحتفل بلغتنا يوم نفرضها لغة للتعليم وشرطا للعمل

أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة أمينه العام الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي حبيب الصايغ، بيانًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر/ كانون أول من كل عام، يوم اعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الأساسية في الأمم المتحدة، أكد فيه على أن اللغة هي وعاء الفكر، وأنه لا توجد أفكار عظيمة أو إبداع أدبي راقٍ من دون بناء لغوي متماسك، يقوم على استيعاب أسرار اللغة وتطويرها.
وأكد الأمين العام للاتحاد العام إن اللغة العربية واحدة من أهم اللغات الحية، يتحدث بها حوالي أربعمائة مليون عربي، وهي لغة الشعر، فن العربية القديم المتجدد الذي عرفناه بها وعرفناها به، كما أنها لغة البدايات المبكرة للكثير من العلوم مثل الجبر والكيمياء والفلك والطب، تلك العلوم التي وضع العرب الأولون مبادئها وألفوا فيها كتبًا لا تزال مراجع مهمة في مجالاتها حتى اليوم.
وطالب الصايغ وزراء التربية والتعليم في الدول العربية، وكليات الآداب، بالاهتمام باللغة العربية وآدابها بشكل أكبر، في كل ربوع الوطن العربي، من خلال تطوير مناهج التعليم التي –في معظمها- لا تتوافق مع التطور الكبير الحادث في مجالات المعرفة، مما يؤدي إلى عزوف الدارسين عنها، وأن تكون غريبة في بيئتها التي نشأت وتطورت فيها، فالحفاظ على اللغة العربية لا يكون بتجميدها ومقاومة تطورها، بل باستيعاب التغيرات التي تدخل عليها، فقد ماتت كل اللغات التي لم تستجب للتطور، مهما كان عدد المتكلمين بها، وأن الاحتفاء الحقيقي باللغة العربية في الوطن العربي إنما يكون بفرضها لغة للتعليم وشرطًا في سوق العمل.
وأعرب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عن قلقه من تهميش اللغة العربية في مهدها، وسيادة لغات أخرى مثل الإنجليزية والفرنسية، في الإعلام مثلًا، أو في الإعلانات وأسماء السلع والمحلات التجارية، أو بانتشارها الواضح على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح الشباب العربي يستخدم الحروف اللاتينية بشكل موسع على حساب الحرف العربي، وكلها مقدمات قد تؤدي إلى انزواء اللغة العربية بكل حمولاتها المعرفية والبلاغية لصالح تلك اللغات.
وقال الصايغ إن اللغة هي عنوان الهوية، والشعوب التي تفرط في لغتها تفقد هويتها الوطنية والقومية بسهولة، وهذا هو المدخل الذي يتسرب منه الاستعمار الجديد، ذلك الذي لم يعد يستخدم الجيوش النظامية والآلات الحربية، ولكنه يستخدم الثقافة لتغيير هويات الأمم فيسهل السيطرة عليها، وتوجيهها الوجهة التي يريد، وفرض أسلوب حياته وثقافته عليها، وبالتالي تكون تابعة تنفذ ما هو مطلوب منها دون إرادة، ودون أمل في المشاركة والتطوير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق