الصفحات

2008/06/28

جائزة للتصوير الضوئي بقطر


إعلان شروط مسابقة آل ثاني الدولية للتصوير الضوئي
5 نوفمبر القادم آخر موعد لاستلام المشاركات
الدوحة - الراية:
أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة آل ثاني الدولية بالتعاون مع الجمعية القطرية للتصوير الضوئي شروط مسابقة آل ثاني الثامنة لعام 2008م.
وتهدف جائزة آل ثاني الدولية للتصوير الضوئي أن تكون هي الأولي بين المسابقات في العالم في هذا الفن، وتشرف عليها الجمعية القطرية للتصوير الضوئي وهي تتكون من قسمين هما: قسم المواضيع المحددة بحيث يكون هناك موضوع محدد للصور كل سنة تختاره لجنة المسابقة واختارت اللجنة المنظمة للمسابقة موضوع هذا العام عن الناس في أنحاء العالم.
ويدور موضوع المحور الرئيسي للمسابقة حول الانسان في جميع مناطق العالم والتي تتضمن صور بورتريه الناس بشكل عام الناس والطبيعة سواء رجال نساء وأطفال والناس من جميع الألوان والأجناس والديانات تصوير داخلي وخارجي ويجب أن تعكس الجوانب العاطفية لوجه الإنسان من الحظ والكراهية والانزعاج والفرح والحزن والحداد والغرام والحب ويجب أن تعكس العلاقات الإنسانية، بين الرجل والمرأة، والشاب والشيخ، والإنسان والحيوان.
والقسم الآخر للمواضيع العامة (محور العام) وتتاح فيه المشاركة بالصور الفوتوغرافية ذات مواضيع غير محددة مثل: المناظر الطبيعية، الحيوانات، والأسفار، والهندسة المعمارية، الزهور، الدعاية، الأطفال وفنون التصوير الرقمي.
وتقرر أن يكون آخر موعد لاستلام المشاركات من قطر والمشاركين في الخارج 5 نوفمبر 2008م. ولن يتم استلام أي مشاركات بعد هذا التاريخ.
وحددت اللجنة المنظمة للمسابقة جوائز المسابقة لعام 2008م حيث تشمل الجائزة الكبري 30 ألف دولار وكامير لايكا وميدالية ذهبية من الجمعية الأمريكية للتصوير الضوئي.
وهناك جوائز نقدية للمشاركين من العالم علي النحو التالي للمحورين (المحور الرئيسي - الناس في جميع أنحاء العالم - المحور العام) الجائزة الأولي 4000 دولار أمريكي وميدالية ذهبية من FIAP، والجائزة الثانية 3000 دولار أمريكي وميدالية ذهبية من FIAP، والجائزة الثالثة 2000 دولار أمريكي وميدالية ذهبية من FIAP.
وتشمل جوائز المسابقة النقدية للمصورين من دولة قطر للمحورين (المحور الرئيسي الناس في أنحاء العالم - المحور العام):
الجائزة الأولي 3500 دولار أمريكي وميدالية ذهبية من FIAP، والجائزة الثانية 2500 دولار أمريكي وميدالية ذهبية من FIAP، الجائزة الثالثة 1500 دولار أمريكي وميدالية ذهبية من FIAP.
وهناك جائزة لجنة التحكيم بقيمة 1000 دولار أمريكي لسبعة أعمال يختارها أعضاء لجنة التحكيم.
كما ان هناك جوائز خاصة لمصوري الشرق الأوسط (6 ميداليات ذهبية و1000 دولار أمريكي) بالاضافة الي 4000 دولار أمريكي لأفضل أربعة أعمال مشاركة.
وهناك 30 ميدالية ذهبية من مسابقة آل ثاني الدولية للتصوير لأفضل المشاركات علي مستوي لعالم.
نقلا عن جريدة الراية القطرية

2008/06/27

جويدة لنظيف وحسني بعد استبعاده: هذه بلاد لم تعد كبلادي






«جويدة» يكشف لـ«المصري اليوم» وقائع استبعاده من المجلس الأعلي للثقافة:

فاروق حسني أبلغني بخبر ترشيحي.. ومسؤول في المجلس أكد لي نفس الكلام

كتب أحمد شلبي ٢٧/٦/٢٠٠٨
بعيدا عن نفي أو تأكيد الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة، واقعة استبعاد الشاعر فاروق جويدة من المجلس الأعلي للثقافة، تحدثنا مع «جويدة» ليكشف لنا من وجهة نظره عن الأسباب الحقيقية للاستبعاد.. هل كلماته عن مافيا الأراضي وإهدار ثروة الشعب المصري، كانت السبب، أم أن علاقات ومصالح شخصية تدخلت؟!
* كيف تأكدت من قرار ترشيحك للمجلس الأعلي للثقافة خلفا للدكتورة فاطمة موسي؟
- منذ ٣ أشهر كان الوزير الفنان فاروق حسني يتحدث معي حول إحدي مقالاتي صباح يوم الجمعة، وقال لي إنه أرسل قرارا بترشيحي في المجلس الأعلي للثقافة إلي الدكتور أحمد نظيف خلفا للدكتورة فاطمة موسي، فشكرت الوزير، واعتبرت ذلك تكريما لشخصي المتواضع، وانتهي الأمر عند هذا الحد.
* هل رد مجلس الوزراء علي قرار ترشيحك؟
- بعد فترة من هذا الحوار مع الوزير حسني، كنت أتحدث مع أحد كبار المسؤولين بالمجلس الأعلي للثقافة، وسألته عن هذا الخطاب، فقال لي إنه بالفعل تم إرسال قرار ترشيحي إلي مجلس الوزراء، ولكن للأسف الشديد لم يأت الرد.
* هل حاولت البحث عن سبب يفسر عدم الرد علي قرار ترشيحك؟
- أنا شخصيا تعجبت من هذا التأجيل أو الرفض الصامت، أو التجاهل المتعمد، لأن الحال بقي علي ذلك ٣ أشهر كاملة، فلم يوقع رئيس الوزراء قرار ضمي إلي المجلس، وليس من الطبيعي أن يمكث خطاب من وزير لمدة ٣ أشهر في مكتب رئيس الوزراء.
* لماذا لم تستفسر من الوزير عن سبب الرفض؟
- قبل التصويت علي جوائز الدولة يوم الاثنين الماضي، كنت أتحدث مع فاروق حسني قبل الاجتماع بأربعة أيام، ولأن داخلي هواجس من موقف رئيس الوزراء طوال ٣ أشهر، سألت الوزير: ماذا حدث بشأن خطاب الترشيح الأول، فقال لي «الرد لم يأت من رئيس الحكومة، وأرسلت خطابا آخر بتجديد الترشيح»، وقبل التصويت بيوم واحد اتصلت بمصدر مسؤول في المجلس الأعلي للثقافة، فقال لي «خطاب رئيس الوزراء ضم ثلاثة أسماء هم: علي الدين هلال وصبري الشبراوي وعلي رضوان»، علي الرغم من أن الدكتور رضوان لم يكن مرشحا من قبل وزارة الثقافة.
* ماذا فهمت من هذا الكلام؟
- أدركت أن الموضوع انتهي وأنه تم استبعادي لأسباب غير معروفة.
* تردد أن الدكتور نظيف كان وراء قرار الاستبعاد.. فما رأيك في ذلك؟
- أنا شخصيا التقيت الدكتور نظيف ودار بيننا حديث طويل منذ أكثر من ٣ أشهر، ولم يصلني أي انطباع، وليس بيني وبين الرجل أي خصومة.
* هل مقالاتك عن بيع أراضي الدولة كانت سببا في الاستبعاد؟
- أنا لم أتحدث عن شخص الدكتور نظيف في كل ما كتبت، ولكنني تناولت قضايا مافيا الأراضي، ودور الحكومة في إهدار ثروة الشعب وبيع أصول الوطن، وتحدثت عن شركات ثم بيع أراضيها لتقام عليها العمارات وبيعت مصانعها في أسواق الخردة مثل شركة المراجل التجارية علي نيل المعادي، أو أراضي شركة النحاس بالإسكندرية.
وتحدثت عن أراضي العياط و٣٦ ألف فدان باعتها الحكومة لشركة كويتية بسعر ٢٠٠ جنيه للفدان، وتحدثت عن منتجعات الطريق الصحراوي، وقلت إن كارثة الأراضي هي أكبر جريمة في حق هذا الشعب، وطالبت بفتح هذا الملف، وهذا الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال، وأن الحكومة يديرها الآن مجموعة من رجال الأعمال يصدرون القوانين ويحصلون علي الأراضي بلا مقابل، ويضاربون في سوق العقارات، وأن المسؤولين في الدولة متورطون في ذلك، وطالبت بإعادة الأراضي لأصحابها وهم الشعب المصري.
* ألا تعتقد أن هذا الكلام كفيل بغضب رئيس الحكومة منك واستبعادك؟
- أنا كتبت عن قضايا تخص الوطن والأمة، فلم أتعرض لشخص رئيس الحكومة، وإن كنت قد اقتربت كثيرا من سلوكيات بعض كبار المسؤولين. والحقيقة أن هذا الخلط بين قضايا الوطن وهمومه ومشاكله واهتماماته، وبين مواقف الأشخاص هو أسوأ ما يهدد حاضر مصر الآن ومستقبلها.
* هل تعتقد أن القضية تحولت إلي قضية شخصية بينك وبين كبار المسؤولين بالحكومة؟
- الذين حصلوا علي الأراضي دون وجه حق، حصلوا عليها لأسباب شخصية وعلاقات شخصية، والذين وصلوا إلي المناصب اغتصبوها لأسباب شخصية، والذين استبعدوا من العمل العام رغم تاريخهم وكفاءتهم استبعدوا لأسباب شخصية، والذين اعتدت عليهم الدولة سواء في حقوقهم أو كرامتهم، اعتدت لأسباب شخصية، فهل تتصورون أن يلقي بالدكتور عبدالوهاب المسيري في صحراء مدينة نصر مع زوجته لأنه خرج في مظاهرة أو أن يعاقب فاروق جويدة لأنه يدعو للحوار، المشكلة في مصر الآن أننا أصبحنا تحكمنا العلاقات الشخصية، ولا يحكمنا القانون والدستور وحكومة الشعب، فالحكومة عندما تعاقب شخصا مثل فاروق جويدة، وهو واحد ممن يؤمنون بأبعاد الحوار والرأي الآخر والنقد البناء، فهي تدمر آخر ما بقي من منظومة القيم في هذا المجتمع، القضية ليست عضوية مجلس، ولكنها قضية فهم خاطئ لحدود العلاقة بين السلطة والصحافة، أدبية الرأي والرأي الآخر.
* هل يمثل قرار استبعاد «جويدة» من المجلس الأعلي للثقافة خسارة له؟
- رغم تقديري الشديد للمجلس الأعلي للثقافة وتقديري لأعضائه الذين أعتز بهم جميعا، فإن هذا المجلس لن يضيف شيئا لتاريخي المتواضع، ولم أطلب الانضمام، ولكن وزير الثقافة هو الذي أبلغني بذلك وهنأني قبل أن يصدر القرار، ولهذا تعجبت كثيرا من تأجيل إصدار القرار ٣ أشهر كاملة، رغم إلغاء الأمر بكامله قبل اجتماع المجلس الأعلي للثقافة الأسبوع الماضي.

نقلا عن المصري اليوم


فاروق حسني حاول تبرئة «نظيف» من استبعاد «جويدة»

ثم اعترف: «طلبت ترشيحه ولم يردوا»

كتب فتحية الدخاخني ٢٧/٦/٢٠٠٨

أثار انفراد «المصري اليوم» أمس باستبعاد اسم الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة من عضوية المجلس الأعلي للثقافة ردود فعل واسعة، حيث شهد مقر مجلس الوزراء ارتباكا واضحا منذ صباح أمس، وعقد فاروق حسني، وزير الثقافة، مؤتمراً صحفياً ظهر أمس، دافع خلاله عن د. أحمد نظيف، رئيس الوزراء.
كان الخبر الذي نشرت الجريدة تفاصيله، علي صفحتها الأولي أمس، قد أحدث غضباً في الأوساط الثقافية، كما بثته محطات تليفزيونية عديدة مساء أمس الأول، نقلاً عن «المصري اليوم»، ومنها برنامج «الحياة اليوم» الذي يذاع علي شاشة قناة «الحياة»، كما استهل المذيع البارز عمرو أديب برنامجه «القاهرة اليوم» بنقاش ساخن حول الخبر، نقلاً عن الصحيفة.
وقال فاروق حسني في المؤتمر : «رئيس الوزراء بعيد كل البعد عن موضوع الشاعر فاروق جويدة، ولو كان هناك خطأ فهو خطئي أنا، لأنني أبلغت جويدة أننا (نفكر في اختياره عضواً في المجلس الأعلي للثقافة)».
وزعم الوزير أن ما نشرته «المصري اليوم» كلام محرف تماما، لكنه عاد واعترف: «اتصلت منذ شهور طويلة بفاروق جويدة، وأخبرته أنني أنوي تعيينه في المجلس، وقد طلبت ترشيحه مرة واحدة وليس مرتين»، وأضاف: «إن مجلس الوزراء لم يقبل ولم يرفض ترشيح جويدة، وهذا الموضوع شأنه شأن موضوعات كثيرة لا يأتي فيها رد، وتحتاج إلي تذكير من جانبي».
وأشار الوزير إلي أنه كان ينوي ترشيح جويدة مرة أخري قبل انعقاد المجلس الأعلي للثقافة بأربعة أيام، لكنه وهو يتصفح أسماء المرشحين لجوائز مبارك وجد اسم جويدة بينهم، فعدل عن ترشيحه لعضوية المجلس، ورأي أن يتم تأجيله لمرة مقبلة، ورشح كلاً من الدكتور علي رضوان، والدكتور علي الدين هلال، والدكتور صبري الشبراوي.
وردا علي سؤال لـ«المصري اليوم» حول ترشيحه لرضوان، رغم أنه مرشح لجائزة مبارك، قال حسني: «عدم فوز جويدة بالجائزة أمر مختلف»، فسألته الصحيفة مرة أخري: ولكن جويدة لم يحصل علي جائزة مبارك أيضا؟.. فلم يعلق.
وقال حسني: «كان من المفترض أن أسأل جويدة هل تفضل عضوية المجلس أم جائزة مبارك، ولكنني توقعت أنه سيفضل الجائزة».

نقلا عن المصري اليوم

هذه بلاد لم تعد كبلادي

فاروق جويدة

كم عشتُ أسألُ: أين وجهُ بلادي

أين النخيلُ وأين دفءُ الوادي

لاشيء يبدو في السَّمَاءِ أمامنا

غيرُ الظلام ِوصورةِ الجلاد

هو لا يغيبُ عن العيون ِكأنه

قدرٌٌ .. كيوم ِ البعثِ والميلادِ

قَدْ عِشْتُ أصْرُخُ بَينَكُمْ وأنَادي

أبْنِي قُصُورًا مِنْ تِلال ِ رَمَادِ

أهْفُو لأرْض ٍلا تُسَاومُ فَرْحَتِي

لا تَسْتِبيحُ كَرَامَتِي .. وَعِنَادِي

أشْتَاقُ أطْفَالا ً كَحَبَّاتِ النَّدَي

يتَرَاقصُونَ مَعَ الصَّبَاح ِالنَّادِي

أهْفُو لأيَّام ٍتَوَارَي سِحْرُهَا

صَخَبِ الجِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ

اشْتَقْتُ يوْمًا أنْ تَعُودَ بِلادِي

غابَتْ وَغِبْنَا .. وَانْتهَتْ ببعَادِي

فِي كُلِّ نَجْم ٍ ضَلَّ حُلٌْم ضَائِع ٌ

وَسَحَابَة ٌ لَبسَتْ ثيَابَ حِدَادِ

وَعَلَي الْمَدَي أسْرَابُ طَير ٍرَاحِل ٍ

نَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِْربَ جَرَادِ

هَذِي بِلادٌ تَاجَرَتْ فِي عِرْضِهَا

وَتَفَرَّقَتْ شِيعًا بِكُلِّ مَزَادِ

لَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الِجيادِ سِوَي الأسَي

تَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ

فِي كُلِّ رُكْن ٍمِنْ رُبُوع بِلادِي

تَبْدُو أمَامِي صُورَة ُالجَلادِ

لَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجِعُ أرْضَهَا

حَمَلَتْ سِفَاحًا فَاسْتبَاحَ الوَادِي

لَمْ يبْقَ غَيرُ صُرَاخ ِ أمْس ٍ رَاحِل ٍ

وَمَقَابِر ٍ سَئِمَتْ مِنَ الأجْدَادِ

وَعِصَابَةٍ سَرَقَتْ نَزيفَ عُيُونِنَا

بِالقَهْر ِ والتَّدْليِس ِ.. والأحْقَادِ

مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نَجْم ٍ شَاردٍ

مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طَير ٍشَادِ

تَمْضِي بِنَا الأحْزَانُ سَاخِرَة ًبِنَا

وَتَزُورُنَا دَوْمًا بِلا مِيعَادِ

شَيءُ تَكَسَّرَ فِي عُيونِي بَعْدَمَا

ضَاقَ الزَّمَانُ بِثَوْرَتِي وَعِنَادِي

أحْبَبْتُهَا حَتَّي الثُّمَالَة َ بَينَمَا

بَاعَتْ صِبَاهَا الغَضَّ للأوْغَادِ

لَمْ يبْقَ فِيها غَيرُ صُبْح ٍكَاذِبٍ

وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لَظي اسْتِعْبَادِ

لا تَسْألوُنِي عَنْ دُمُوع بِلادِي

عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي

فِي كُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثَرَاهَا صَرْخَة ٌ

كَانَتْ تُهَرْولُ خَلْفَنَا وتُنَادِي

الأفْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَاءُ كَئِيبَة ٌ

خَلْفَ الغُيوم ِأرَي جِبَالَ سَوَادِ

تَتَلاطَمُ الأمْوَاجُ فَوْقَ رُؤُوسِنَا

والرَّيحُ تُلْقِي للصُّخُور ِعَتَادِي

نَامَتْ عَلَي الأفُق البَعِيدِ مَلامحٌ

وَتَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيِع أيَادِ

وَرَفَعْتُ كَفِّي قَدْ يرَانِي عَاِبرٌ

فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيَابِ حِدَادِ

أجْسَادُنَا كَانَتْ تُعَانِقُ بَعْضَهَا

كَوَدَاع ِ أحْبَابٍ بِلا مِيعَادِ

البَحْرُ لَمْ يرْحَمْ بَرَاءَة َعُمْرنَا

تَتَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ

حَتَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغَتْنِي لَحْظَة ً

وَاستيقَظَتْ فجْرًا أضَاءَ فُؤَادي

هَذا قَمِيصِي فِيهِ وَجْهُ بُنَيتِي

وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلْح ٍزَادِي

رُدُّوا إلي أمِّي القَمِيصَ فَقَدْ رَأتْ

مَالا أرَي منْ غُرْبَتِي وَمُرَادِي

وَطَنٌ بَخِيلٌ بَاعَني في غفلةٍ

حِينَ اشْترتْهُ عِصَابَة ُالإفْسَادِ

شَاهَدْتُ مِنْ خَلْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبًا

للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ

كَانَتْ حُشُودُ المَوْتِ تَمْرَحُ حَوْلَنَا

وَالْعُمْرُ يبْكِي .. وَالْحَنِينُ ينَادِي

مَا بَينَ عُمْر ٍ فَرَّ مِنِّي هَاربًا

وَحِكايةٍ يزْهُو بِهَا أوْلادِي

عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البِلادَ وأهْلَهَا

وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجَادِ

كُلُّ الحِكَايةِ أنَّهَا ضَاقَتْ بِنَا

وَاسْتَسْلَمَتَ لِلِّصِّ والقَوَّادِ!

في لَحْظَةٍ سَكَنَ الوُجُودُ تَنَاثَرَتْ

حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيَلادِ

قَدْ كَانَ آخِرَ مَا لَمَحْتُ عَلَي الْمَدَي

وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجَلادِ

قَدْ كَانَ يضْحَكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلَهُ

وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي

وَصَرَخْتُ ..وَالْكَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فَمِي:

هَذِي بِلادٌ .. لمْ تَعُدْ كَبِلادِي

2008/06/26

التعليم عندما يتحول إلى فجيعة











التعليم عندما يتحول إلى فجيعة






هذه ليست صورا أعقبت وقوع زلزال أو حريق أو كارثة طبيعية!
للأسف الشديد الصور كانت رد فعل لكارثة من صنع البشر..
اسمها امتحانات الثانوية العامة بمصر!!!!!!!!!!!!

( الصور نقلا عن جرائد المصري اليوم، الجمهورية، الأهرام، المساء، الأخبار )

2008/06/24

يمامة


يمامة

أحمد طوسون


يمامه وذكر يمام
طوال النهار يبنيان عشا.
حينما غربت الشمس، يمامة وذكر يمام فوق شجرة سنط عجوز يغنيان، وطفل صغير على الرصيف المقابل يحمل بندقية رش جديدة ويتعلم الصيد وطفله تطير طائرة ورقية من نافذة حجرتها.
أطلق طفل صغير طلقة رش وحيدة..
يمامه كانت تغنى سكتت عن الغناء..
وطائرة ورقية سقطت على الأرض..
وطفلة بكت.

2008/06/23

جوائز الدولة في مصر تُعلن في جوّ من التوتّر



جوائز الدولة في مصر تُعلن في جوّ من التوتّر
«مبارك» للراحلين والتشـجيعيّة لـ«بوكر»... والأسواني معاقب؟


القاهرة ـ محمد شعير

بدا أمس وزير الثقافة المصري فاروق حسني متوتراً خلال الاجتماع السنوي الذي عقده «المجلس الأعلى للثقافة» بهدف إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة، إذ كان الجميع يتوقّع أن تثار قضية حواره مع الصحيفة الإسرائيلية وتصريحاته عن استعداده لزيارة إسرائيل (راجع «الأخبار»، عدد أمس)، لكنّ الاجتماع مرّ من دون أي إشارة إلى الأمر، بل شهد بعض الاعتراضات من أعضاء المجلس على آليات الترشيح للجوائز والأسماء المرشّحة، وعدم تكريم رئيس الجمهورية للحاصلين على الجوائز.وأكثر الأمور المثيرة للجدل، كان ما ذكره الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عن عدم قيام أي مؤسسة معنية، بترشيح الروائي علاء الأسواني صاحب رواية «عمارة يعقوبيان»... كأنه يعاقَب على موقفه المعارض للنظام. الوزير ردّ على حجازي مؤكداً أن «الجهات التي لها حقّ الترشيح تتمتّع بالحرية الكاملة، ولن نمارس ضغوطاً على أحد». وبدا توتر الوزير أكثر وضوحاً في المؤتمر الصحافي الذي تلى اجتماع المجلس لإعلان الجوائز. إذ بمجرد أن انتهى من قراءة أسماء الفائزين، حتى ترك المنصة رافضاً الإجابة عن أسئلة الصحافيين.ورغم هذا الجوّ المتوتّر، إلا أنّ إحساساً عاماً بالارتياح ساد قاعة الاجتماعات بعد إعلان أسماء الفائزين بالجوائز بسبب الشعور باستحقاق الفائزين على الجوائز، وكذلك لقلة الجوائز المحجوبة هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، إذ تم حجب 15 جائزة من أصل 52.في جائزة «مبارك»، حصل اثنان من الراحلين عليها، وهما رجاء النقاش عن فئة «الآداب»، وسعد أردش عن فئة «الفنون». بينما ذهبت جائزة العلوم الاجتماعية إلى الخبير التربوي حامد عمار، ولا خلاف على استحقاق الثلاثة للجوائز.أما في الجائزة التقديرية، فقد حصل الروائي إبراهيم عبد المجيد على جائزة الآداب، بينما حجبت الجائزتان الأخريان بعد تنافس عليها بين الروائي عبد الوهاب الأسواني، وعبد العال الحمامصي، إذ لم يحصل أي منهما على ثلث أصوات المجلس اللازمة للحصول على الجائزة. وفي تقديرية الفنون، حصل عليها السيناريست أسامة أنور عكاشة، والموسيقى رمزى يسي، والفنان التشكيلي صبحى جرجس. وذهبت تقديرية العلوم الاجتماعية إلى أستاذ الاجتماع أحمد زايد، والأثرية تحفة حندوسة، ووزير التعليم السابق أحمد جمال الدين موسى، وأستاذ التاريخ لطفي عبد الوهاب.ومن بين سبع جوائز للتفوق، حجبت إحدى جوائز الفنون، بينما ذهبت الثانية إلى المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم، وحصل على جائزتي الآداب الروائية نعمات البحيري، والناقد المسرحي أحمد سخسوخ، بينما حصل على جائزة العلوم الاجتماعية جلال إبراهيم الرئيس السابق لـ«دار الكتب والوثائق»، وأستاذ العلوم السياسية محمد السيد سليم مؤسس وحدة الدراسات الآسيوية في جامعة القاهرة، وأستاذ المكتبات محمد فتحي عبد الهادي.ومن عجائب الجوائز في مصر، حصول الروائي مكاوي سعيد على الجائزة التشجيعية عن روايته «تغريدة البجعة» التي بلغت القائمة النهائية في النسخة العربية من جائزة «بوكر» العالمية، وسبب العجب أن سعيد كان مرشحاً لجائزة أكبر هي التفوق، ولم يتقدم للتشجيعية كما أكد لـ«الأخبار». واختارت اللجنة روايته للحصول على الجائزة لعدم استحقاق أي من الروايات المتقدمة للجائزة. أما الجوائز التشجيعية فتبلغ 32، تم منح 20 منها، وحجب 12. وأبرز الحاصلين على التشجيعية: وسام سليمان عن سيناريو فيلم «بنات وسط البلد»، فواز عبد الله الأنور في الشعر عن ديوانه «سيدة الأطلال الشمالية»، والناقد سامي سليمان في النقد عن كتابه «تحديد مناهج الأدب»، نبيل فاروق في أدب الخيال العلمي عن سلسلة «ملف المستقبل»، خالد عزب وأحمد منصور في التاريخ عن كتابهما المشترك «مطبعة بولاق»، وائل لطفي فى الفكر العربي المعاصر عن كتابه «ظاهرة الدعاة الجدد» وأحمد فضل شبلول في شعر الأطفال عن ديوانه «أشجار الشاعر أخواتي».

2008/06/22


أنا


نافذة.
شيش قديم.
خطوات متعثرة تحتك بأسفلت الشارع..
يطل وجه آدم من خلف السحابات الرمادية، ينفخ في وجهي غبارا سحريا.
تفتتن الصغيرات بوجه ليس لي.
وأنا..........
حين أطفىء سيجارتى بأناملى المرتعشة وأصبح نصف جسد حي، تلسعني النار ويلف وجهى دخان أبيض كثيف.
مغمض العينين أسعل.
لا يرأف لحالى بائع الكتب القديمة حين أشترى منه الجريدة المسائية، وتتأذى المرأة التى تجاورنى فى سكنى، والعجوز الذي يسكن فوق حجرتي، وصاحبي الذي يحتسى قهوته المرة، وأمعائي الغليظة.
وأظل أبحث عن دواء القولون، وآلام الظهر تعاودني...
أشعل سيجارة جديدة ولا أتوقف عن السعال، فتتأذى عيون المدينة.
ساعتها يتلبسني جان أزرق وأصبح كائنا هلاميا بشعا، أحمل بين يدى الكرة الأرضية وأتضاءل...
أتضاءل إلى إليكترون صغير سقط عن مدار الجاذبية بعنف
......................
وأُغلقُ الكوةَ فى وجهي.

عن الواحات البحرية :البشر والصخر وثقافة الصحراء !




هذا المقال كُتب في 18/5/2007 وأردت أن أعيد نشره هنا، صحيح أن أشياء كثيرة تغيرت منها أن الواحات أصبحت تابعة أداريا لمحافظة 6 أكتوبر.. لكن لم يتغير البشر أو الصخر أو ثقافتهم

عن الواحات البحرية :
البشر والصخر وثقافة الصحراء !


أحمد طوسون


مدفوعا بحمية الاكتشاف انطلق قطار مؤتمر القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي في المدة من 15/5 إلى 17/5 إلى الواحات البحرية التي اختارها مكانا لفعالياته عن ثقافة الصحراء .
طوال الطريق الذي قطعناه في خمس ساعات من الهيئة إلى الواحات لزمت الصحراء الصمت ولم تشأ أن تكشف لنا عن خبايا خبيئتها أو تروي عطش السؤال المتحفز بعيوننا وظلت سرا غامضا بوجهها القاسي وجبالها الصخرية التي تنوعت بين الأبيض والأسود ، لكنها منحت لبصرنا حرية التجول في الفراغ اللامتناهي حتى انهكنا السفر والتعب ، وتشققت حلوقنا عطشا لرؤية البشارة التي لاحت لنا أخيرا في الخضار اليافع هناك خلف التبة الرملية .
اخترق الأتوبيس سكون الواحة ولامس سعفات نخيلها وألقى بنا أمام فوهة الفندق الراقد في حضن الجبل ، ثم ذهب بآخرين إلى فندق آخر أكثر قربا من البيوت الفقيرة والنخيل والبشر.
داهمتنا رهبة من قسوة المكان وخشونته وتمنى كثيرون أن لو كان باستطاعتهم العودة إلى قراهم الآمنة بحضن الوادي ، وقضينا ليلتنا ما بين مراسم الافتتاح الذي غاب عنه كبار المسؤلين ، ثم الجلسة البحثية الأولى عن خطاب الصحراء ، حيث قدم د.أيمن تعيلب بحثه عن بنية الصحراء وتجليات العقل الجمالي العربي ، وحمدي سليمان عرض بحثه عن الثابت والمتغير في ثقافة الصحراء وما بين غرف الفنادق التي سكنتها الشائعات عن الطريشة وأنواع الحيات والعقارب التي تحوم حول المكان حتى غلبنا التعب واستسلمنا للنوم .
طبع الصباح قبلة ترحيب فوق جباهنا واستقبلتنا إجلال هاشم رئيس الإقليم بسعادة طاغية لنجاحها في تنظيم أول مؤتمر أدبي بالواحات ، وانتشرنا ما بين الندوات ( التي تتحدث عن التنمية الأقتصادية والثقافية والسياحية في الواحات والتي قدم أبحاثها عبد الوهاب حنفي ود.علية حسين ود.أميمة الشال وجلسة أخرى عن بداوة المرأة في الرواية العربية د. مصطفى الضبع ، وصورة المرأة البدوية في السينما لمحمد عبد الفتاح .) وبين الشوارع الفقيرة والبيوت الواطئة التي استقبلتنا بإبتسامة وعتاب .
كنا نسأل عن بلحها وزيتونها وكانت تسأل عن قاهرتنا البعيدة وناسها الذين نسوها طويلا .. كنا نسمع للرمال صهيلا ولا نعرف إن كان تعبيرا عن فرحة لقدومنا أم عن غضب لتأخرنا كثيرا .
ببساطة يمكن لأي زائر أن يكتشف الطيبة والسماحة التي يتمتع بها أهل الواحة رغم قسوة الصحراء وقسوتنا .. الصحراء قاسية على من لا يعرفها ولا يحبها ، هكذا يرددون ، لكنهم لا يخفون غضبهم في سؤالهم المتكرر الساخر عن جنسياتنا ، وكأنهم يستنكرون انصرافنا عنهم كل هذه السنين بينما يأتيها السائحون من كل مكان .
جمال آخر كشفته لنا الواحات بتشكيلاتها الصخرية والرملية الفريدة والتي يعجز الخيال عن تصورها في الرحلة السياحية التي نظمها لنا رئيس الوحدة المحلية للمناطق السياحية والتي بالتأكيد تحتاج إلى زيارة وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للأثار ليقررا بنفسيهما إن كان منظر المتاحف لائقا بسمعة مصر السياحية وبمكانة الواحات التي يأتيها السائحون للسياحة العلاجية وسياحة السفاري وسياحة الأثار ؟!
في المساء أمسية عن طرائق الحكي عند أبناء البادية لحمد شعيب ، والمرأة البدوية في الشعر د.صلاح فاروق .
الليل كان بانتظارنا بصحبة فرقة الواحات للفنون الشعبية التي أصرت أن تقدم فقراتها رغم اصرار صاحب الفندق على سحب مكبرات الصوت حرصا على عدم ازعاج وفد من الأجانب حضر لتوه إلى الفندق ، ثم بقسوة الصخر أنهى العرض وسط استهجاننا وانطفاء الأمل في العيون التي اشتاقت طويلا إلى التواصل مع أهل العاصمة وكاميراتهم التي هجرتهم طويلا .
عدنا إلى غرفنا تتحشرج في صدورنا آهه .
في الصباح فاجئنا الدكتور فتحي سعد محافظ الجيزة بإصراره على الحضور واللقاء بنا بعد أن حال اجتماع مجلس المحافظين بينه وبين حضوره الافتتاح .
تحدث كواحد منا ، قال إن الواحة بها 2 مليون نخلة وتقوم بتصنيع البلح وتصديره ، لكنها تحتاج إلى المزيد من المصانع ، تكلم عن مناجم الحديد ، وعن المياه الجوفية التي تكفي وفق الدراسات المؤكدة لاستصلاح مئات الآلاف من الأفدنة ، طرح أفكارا للإستثمار الزراعي مع حفظ حقوق أهل الواحة ، وتحدث المثقفون معه عن نسق عمراني حديث يحفظ للمكان خصوصيته ورغبة في الأهتمام بمتاحف الواحات وأقامة مركز تدريب للصناعات البيئية لاستغلال جريد النخيل وتصديرة والأهتمام بسياحة المتاحف ، وفي نهاية اللقاء وعد المحافظ أن يقام المؤتمر في أكتوبر كل عامين بالواحات ليرى المثقفون بأنفسهم التغيير الذي سيشهده المكان .
ودعتنا الواحة وأهلها الطيبون لكننا ما زلنا نشعر بالآهه ترج صدورنا فمن يستطيع أن يذكر الواحات بنا ويذكرنا بها بعد أن نسيناها طويلا؟! .

2008/06/20

فاعل أبوجليل تترشح لبوكر العربية في دورتها الثانية




فاعل أبوجليل تترشح لبوكر العربية في دورتها الثانية




ذكرت جريدة أخبار الأدب في عددها الأخير أن دار ميريت أعلنت ترشيحها روايات ( الفاعل) لحمدي أبوجليل، و(وداعا أيتها السماء) لحامد عبدالصمد، و(يوتوبيا) لأحمد توفيق خالد.. للتنافس على جائزة بوكر العربية في دورتها الثانية.


ميريت من الأسماء التي فرضت نفسها على الساحة الثقافية المصرية وتعد الآن الدار الأكثر متابعة من المثقفين لإصداراتها.


بوكر في دورتها الثانية من المرجح أن تذهب جائزتها إلى أحد الروائيين العرب من غير المصريين بعد أن حصل بهاء طاهر عليها في دورتها الأولى، مسايرة لعرف سائد بالعديد من الجوائز التي تراعي توزيعا جغرافيا عند منح جوائزها.

2008/06/19

جائزة طنجة الشاعرة .. تحت شعار: جسر القوافي


جائزة طنجة الشاعرة .. تحت شعار: جسر القوافي


بيان الدورة الثامنة .. أبريل 2008
تقديرا لدور الرواد الأوائل في إخصاب التجربة الشعرية و تجديدها، بالعالم العربي : الحديث و المعاصر، و على هدي الخطة المرسومة،فقد اقتضى نظر اللجنة الأدبية لـ جائزة طنجة الشاعرة أن تقترن الدورة الثامنة بشاعرين كبيرين صنعا طبوعا لألحانهما الشاعرة، و قد تغنت بعزف أخاذ.. بالإنسان، والطبيعة و الحرية والتاريخ...* صلاح عبد الصبور من مصر العربية* عبد الكريم الطبال من المغرب العزيز وهذه التوأمة بينهما هي تجسيد لوحدة أدبية و ثقافية على خريطة التاريخ العربي المعاصر...عن اللجنة المنظمة عن اللجنة الأدبيةد. محمد الحدوشي الورياغلي د. أحمد الطريبق أحمدوجائزة طنجة الشاعرة تحتضن كل المشاركات المقدمة باللغات الآتية:العربية، الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية.وسيشرف عليها تحكيما و تقويما أساتذة جامعيون و أدباء مختصون.و قد خصصت لكل لغة جائزتان:جائزة الديوان الأول : 5000 درهمجائزة القصيدة الأولى: 2500 درهمشروط المشاركة:أولا:- طلب المشاركة بخط اليد- نسخة من البطاقة الوطنية مصادق عليها - صورتان - عنوان المراسلة (الإقامة، الهاتف، الفاكس، البريد الإلكتروني،...) - أن لايتجاوز عمر المرشح 35 سنة (طبق البطاقة الوطنية) ثانيا:- نسختان من الديوان الواحد المشارك به (مرقون) أو (مطبوع) لا يتجاوز تاريخ طبعه أربع سنوات- نسخة من كل قصيدة (من القصائد الثلاث) المشارك بها(مرقونة أومكتوبة بخطواضح) - التزام يفيد بأن الديوان أو القصائد المشارك بها لم يسبق أن فاز صاحبهابجائزة شعرية ما.تاريخ تلقي المشاركات: من تاريخ نشر البلاغ إلى غاية 30 شتنبر 2008عنوان المراسلة: جمعية المبدعين الشباب / ص ب 1099 / البريد المركزيطنجة – المغرب
نقلا عن عناويين ثقافية

اتحاد الكتاب يعلن عن فتح باب الاشتراك في مسابقاته لعام 2008

أعلن اتحاد كتاب مصر من خلال موقعه الإلكتروني عن فتح باب الاشتراك في مسابقات اتحاد الكتاب والمسابقات الخاصة لعام 2008 والتي خصصت هذه الدورة لشعر الفصحى، وشعر العامية، والرواية. بالإضافة إلى مسابقة جائزة محمد سلماوي في كتابة المسرح للشاب (تحت سن 45 عاما) ومسابقة جائزة د. حسين فوزي النجار في الأعمال الأدبية التاريخية، ومسابقة جائزة د. عبدالغفار مكاوي في القصة القصيرة.
على أن يكون المتقدم لهذه المسابقات من الأعضاء العاملين باتحاد الكتاب، وألا يكون الإنتاج المقدم لأية مسابقة قد مضى على طباعته أكثر من ثلاث سنوات وفقا لرقم الإيداع وتاريخه، وأن يقدم المتسابق 6 نسخ من عمله، شريطة ألا يكون العمل قد فاز بأية جائزة من قبل.
وتقدم الأعمال بمقر اتحاد الكتاب بالزمالك اعتبارا من 21 يونيو/حزيران الجاري، وحتى 31 أغسطس/آب القادم.

إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة في العلوم والتكنولوجيا

فوز 3 علماء بجوائز مبارك و10 بالتقديرية و40 بالتشجيعية
-->-->أعلن الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس اسماء العلماء الفائزين بجوائز الدولة في العلوم والعلوم التكنولوجية المتقدمة لعام .2007وصرح الدكتور طارق حسين رئيس اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بأن الجوائز تشمل جوائز مبارك وعددها 3 جوائز وقيمة كل منها 400 ألف جنيه وميدالية ذهبية وجوائز الدولة التقديرية في العلوم والعلوم التكنولوجية المتقدمة وعددها 10 جوائز قيمة كل منها 200 ألف جنيه وميدالية ذهبية وجوائز الدولة للتفوق في العلوم والعلوم التكنولوجية المتقدمة وعددها 7 جوائز قيمة كل منها 100 ألف جنيه وميدالية فضية.. بالاضافة إلي جوائز الدولة التشجيعية في العلوم والعلوم التكنولوجية المتقدمة وعددها 40 جائزة قيمة كل منها 50 ألف جنيه وذلك بناء علي قرار الرئيس مبارك بمضاعفة قيمة الجوائز. واضاف انه تم اعلان اسماء الفائزين بجوائز الابداع العلمي الممولة من البنك الاهلي المصري وعددها 6 جوائز قيمة كل منها 25 ألف جنيه وجائزة المنصورة الطبية في مجال امراض الكلي والمسالك البولية وقيمتها 75 ألف جنيه وجائزتي اكاديمية العالم الثالث وقيمة كل منها الف دولار وجائزتي البحوث البيئية والتربية البيئية والتي تحولها اكاديمية البحث العلمي وقيمة كل منها 10 آلاف جنيه.أولا: الفائزين بجوائز مبارك في العلوم والعلوم التكنولوجية المتقدمة1­ الدكتور سعد زكي نصار استاذ متفرغ بزراعة القاهرة فاز بجائزة مبارك في العلوم الزراعية. وهو احد رواد المدرسة الاقتصادية الحديثة والمتقدمة في مصر والوطن العربي صاحب مدرسة علمية لها شهرتها تخرج منها اجيال واشرف علي 30 رسالة دكتوراة و26 رسالة ماجستير في الاقتصاد الزراعي. 2­ الدكتور أحمد أحمد جويلي امين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية. صاحب مدرسة علمية متميزة واجري العديد من الابحاث العلمية في مجال الاقتصاد الزراعي.. أسس الجمعية المصرية للاقتصاد الزراعي.3­ الدكتور محمد بهاء الدين فايز استاذ متفرغ بالمركز القومي للبحوث وهو احد علماء مصر المتميزين في مجال كيمياء المنتجات الطبيعية الدوائية.اشرف علي 18 رسالة ماجستير و16 رسالة دكتوراة نشر 94 بحثا في دوريات الصدارة العالمية والمحلية في مجال الكيمياء.
الجوائز التقديرية
جوائز الدورة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة: 1 دكتور مجدي عبدالسلام مدكور رئيس مركز البحوث الزراعية الاسبق.. بحوث مدرسة علمية في مجال الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية2 دكتور ابراهيم محمد نبيه (استاذ متفرغ بالمركز القومي للبحوث) تعتبر مدرسته العلمية مرجعا عالميا في مجال مقاومة الامراض المتوطنة.3 الدكتور احمد عبدالله حسام الدين شاهين (استاذ متفرغ بهندسة الاسكندرية. انشأ مدرسة علمية في مجال الهندسة الكهربية .4 دكتورة درية محمد محمود ابراهيم (استاذ متفرغ بالمركز القومي للبحوث) صاحبة مدرسة علمية متميزة .5 الدكتور مصطفي كامل العوضي (استاذ بالمركز القومي للبحوث) اول من ادخل علم الهندسة الوراثية في المجال الطبي .6 الدكتور صلاح الدين أحمد بيومي (استاذ متفرغ بهندسة القاهرة) صاحب مدرسة متطورة في مجال التصميم الميكانيكي الحديث.7 الدكتور السيد حسن حسنين (استاذ متفرغ بزراعة عين شمس) رائد من رواد الوراثة في مصر.8 الدكتور أحمد محمود فهمي عكاشة (استاذ متفرغ بطب عين شمس) صاحب مدرسة علمية متميزة ومؤسس لهذه المدرسة في الطب النفسي.9 الدكتور محمد لطفي عبدالخالق (استاذ متفرغ بعلوم القاهرة) رائد من رواد الجيولوجيا .10 الدكتور رأفت كامل واصف (استاذ متفرغ بعلوم القاهرة) رائد علم فيزياء الجوامد في مصر.
جوائز الدولة التشجيعية
أولا العلوم الرياضية: مناصفة بين كل من د. جمال جرجس لمعي 'استاذ مساعد بعلوم عين شمس' ود. جمال محمد عبدالقادر 'استاذ مساعد بعلوم الأزهر'.ثانيا العلوم الفيزيقية: د. محمد محمود أحمد 'مدرس بكلية التربية جامعة اسيوط'.
العلوم الكيميائية: د. كمال محمد حامد داود 'استاذ بعلوم القاهرة' ومناصفة بين كل من د. عماد احمد عبدالله 'استاذ مساعد بهيئة الطاقة الذرية' ود. عبدالجليل السيد عبدالرحمن 'استاذ باحث بالمركز القومي للبحوث' ود.ايمن ايوب عبدالشافي 'استاذ بعلوم عين شمس' وأحمد عبده علي شريف 'مدرس بعلوم القاهرة'.العلوم البيولوجية: د. مصطفي بيومي مصطفي 'مدرس بكلية التربية الرياضية بجامعة حلوان'، ومناصفة بين د. معتزة حسن حسيني 'باحث بالمركز القومي للبحوث' ود. سمر سمير يوسف 'باحث بالمركز القومي للبحوث'.العلوم الاساسية: د. سحر عبدالفتاح زكي 'مدرس بمعهد الهندسة الوراثية بمدينة مبارك'.العلوم الزراعية: د. اسامة سمير زكي 'استاذ بطب بيطري القاهرة' ود. منال عوض ميخائيل 'باحث مساعد بمعهد بحوث الامصال واللقاحات البيطرية' ود. احمد جلال السيد 'استاذ مساعد بزراعة عين شمس' ود. حامد الموافي حامد 'مدرس بزراعة المنصورة' ود. وفاء محمد السيد علي 'استاذ باحث مساعد بالمركز القومي للبحوث' ود. داليا محمد عبدالعزيز نصار 'استاذ مساعد بزراعة القاهرة'.ومناصفة بين د. اسامة مصيلحي صالح 'مدرس بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الاشعاع' ود. أشرف بكري عبده 'استاذ مساعد بزراعة عين شمس' ود. حسن عبدالمنعم ابراهيم 'استاذ مساعد بعلوم قناة السويس'.العلوم الطبية: د. راندا علي لبيب 'استاذ مساعد بطب عين شمس' ود. سري عطا عطا 'استاذ مساعد بصيدلة المنصورة' ود. سيد فكري عبدالوهاب 'مدرس بطب المنيا' ود. هدي يحيي محمود 'أستاذ مساعد بطب عين شمس' ود. احمد محمد رفعت 'مدرس بمركز الكلي بالمنصورة' وحنان فاروق مسعد خفاجي 'استاذ باحث بمعهد تيودوريلهارس' وابراهيم حسيني علي بدر'أستاذ بعلوم عين شمس' وعزة عبدالقادر مرسي أستاذ بصيدلة الاسكندرية ود. علاء عبدالمؤنس عبدالعزيز أستاذ مساعد بصيدلة المنصورة. ود. أحمد عاشور أحمد أستاذ مساعد بطب عين شمس ود. ريم سيد محمد مدرس بهندسة القاهرة ود. ايهاب عبدالفتاح محمد مدرس بهندسة طنطا ود. أحمد عبدالرحمن أحمد أستاذ مساعد بهندسة حلوان ود. خالد محمد ابراهيم باحث بمركز بحوث وتطوير الفلزات ود. أحمد محمد عطية أستاذ مساعد بمعهد بحوث الالكترونيات ود. أحمد السيد العربي استاذ مساعد بالفنية العسكرية' ود. عمرو محمد عزت 'مدرس بهندسة عين شمس' ود. شريف عبدالمنعم ابراهيم 'مدرس بهيئة الطاقة الذرية'.جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاساسيةالدكتور هارون محمد عبدالفتاح بركات 'استاذ بعلوم الزقازيق'و د. عبدالفتاح أحمد أحمد السيد 'رئيس بحوث بمعهد بحوث المحاصيل الزراعية' . ود. حسن ابوالعينين عبدالباقي 'مدير مركز امراض الكلي والمسالك البولية بجامعة المنصورة' . ود. حسام محمد حسان 'استاذ بهندسة الاسكندرية'. ود. محمد وحيد الدين عبدالله 'استاذ بعلوم القاهرة'. د. يحيي احمد بهي الدين 'استاذ بكلية الهندسة'. وتم حجب الجائزة السابعة.جوائز الإبداع العلمي الممولة من البنك الأهلي المصري: ود. اسماعيل اسماعيل بدوي 'استاذ غير متفرغ بالطاقة الذرية'.د. محمد عبدالمنعم العشري 'استاذ متفرغ بزراعة عين شمس'. ود. مظهر محمد فوزي 'استاذ متفرغ بزراعة القاهرة'. ود. عدلي محمود الشربيني 'استاذ متفرغ بطب القاهرة'. ود. محمد رضا محمد عوض 'استاذ متفرغ بطب الازهر'. ود. مصطفي محمد سليمان 'استاذ متفرغ بهندسة عين شمس'.جوائز المنصورة الطبية والبحوث البيئية: د. احمد ممدوح شومة 'استاذ مساعد بمركز امراض الكلي جامعة المنصورة ود. هشام احمد موصلي 'استاذ وعميد صيدلة الملك عبدالعزيز بجدة'، ود. احمد توفيق ابراهيم 'استاذ مساعد بالمركز القومي للبحوث'.جائزة المرحوم بها الدكتور محمد عبدالسلام في مجال علوم الاحياء وفاز الدكتور محمد علي علي 'مدرس بصيدلة القاهرة.يبلغ اجمالي قيمة جوائز الدولة 'مبارك والتقديرية والتفوق والتشجيعية' 5 ملايين و900 ألف جنيه وذلك بعد الزيادة التي اقرها الرئيس حسني مبارك في عيد العلم وصدر بها قرار جمهوري رقم 117 لسنة 2008.

صدور العدد 19 من مجلة الجوبة الثقافية



صدر العدد 19 لربيع 2008م من مجلة الجوبة الثقافية حاملا معه العديد من المواد الثقافية والأدبية والإبداعية وملفا خاصا عن مهرجان الزيتون الأول في منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية .. وقد تصدر الغلاف لوحة ضوئية معبرة عن أصالة زراعة شجرة الزيتون في المنطقة بعدسة الفنانة رهام الكايد ، وفي افتتاحيتها دعوة المشرف العام على المجلة ابراهيم الحميد إلى مراجعة خطط التنمية في المملكة لتحقيق التوازن بين المناطق..
وتقدم لنا الجوبه ملفا خاص عن المهرجان الأول للزيتون الذي نظمته منطقة الجوف كأول مهرجان رسمي للزيتون في المملكة والجزيرة العربية خلال الفترة من 21/11 وحتى 21/12/1428هـ ، ، بهدف الارتقاء بصناعة وتسويق منتجات الزيتون، وتطوير قطاع زراعته ، وقد ضم الملف دراسات عن الزيتون لكل من :
الدكتور خليل بن ابراهيم المعيقل عضو مجلس الشورى ، والدكتور الهاشمي المهري و الدكتور رشود الشقراوي الأستاذ بجامعة الملك سعود .
وتقدم لنا الجوبة دراسة في رواية البحريات لأميمة الخميس ، يقول فيها الناقد السعودي محمد الدبيسي أن الكاتبة اتخذت للمكان في هذا العمل منحى (أركولوجياً) يحفر في مستقراته وبناه الاجتماعية الأولى وتحولاته الحضرية اللاحقة ..في بناء سردي يستجمع جمالياته النصية من الإستراتيجية التي احترفتها الكاتبة ، لتعيد تشكيل المكان وضبط تحولاته وفرزها عبر شخصيات نوعية..هن (البحريات) حيث تستقصي الكاتبة- وبوعي باستراتيجيات السرد الروائي- القيمة المحورية الرئيسة للعتبات النصية..بوصفها نصوصاً محاذية،تبدأ من تشكيل لوحة الغلاف..وعبر النسبة غير المألوفة لذهنية التلقي -نسبة النساء إلى البحر - تنطوي على مفهوم (سوسيولوجي) لدلالة تلك النسبة..تنص الكاتبة عليها في (الغلاف الأخير) من الرواية : (البحريات نساء تقذفهن أمواج البحر إلى قلب الجزيرة العربية في المدن القديمة والجديدة ،وفيما تغير الموجة..تتجذر النساء البحريات في نسيج الحياة ..وتختلط حكايتهن بحكايات النساء الأخريات في البيوت المغلقة..التي يحكمها الرجال بغواياتهم ونزعاتهم الغريبة ) .
كما تقدم دراسة أخرى في قصيدة النثر الماغوطية لرامي أبو شهاب يقول فيها إن قصيدة النثر العربية اتخذت على يد الشاعر العربي محمد الماغوط بصمة متفردة، صاغها الماغوط في أعماله الشعرية حين تجاوز مقولات منظري قصيدة النثر واضعا لها بنية جديدة لا تتكئ على سابق.
وتدخل الجوبة في مواجهات ثلاثة أولاها مع الشاعر العربي الكبير محمد إبراهيم أبوسنه الذي ارتبط اسمه بالرومانسية الشعرية في مرحلة ما ،يقول في حواره الخاص بالجوبة " إننا أصبحنا في مرحلة سلطة النص في مواجهة سلطة النقد " ورأى أن " من حق كل جيل أن يطرح رؤيته الخاصة ولكن ليس من حقه أن ينفي الآخرين خارج الأسوار ولو أن كل جيل قطع ما يربطه بالجيل الذي سبقه لما بقي من تراثنا الشعري سوى موجة ضائعة" .
وهو الذي يقول إن الحاضر ينبثق من الماضي وأن المستقبل ينبثق منهما معاً ، وأن المقولة التي تقول لا شيء يأتي من لا شيء مقولة صحيحة، ولهذا فإن تفاعل الأجيال بدلاً من حروبها هو أنفع لحركة الإبداع الشعري ،ويأتي التفاعل الصحيح حين تتم مواجهة ما هو حقيقي في الشعر العربي بروح الاتفاق والموضوعية .
ويستطرد قائلا :إن على النقد أن ينهض بتأسيس الجسور التي تعبر عليها الأجيال الشعرية المختلفة ، ومن حق كل جيل أن يطرح رؤيته الخاصة، ولكن ليس من حقه نفي الآخرين خارج الأسوار. ولو أن كل جيل قطع ما يربطه بالجيل الذي سبقه لما بقي من تراثنا الشعري سوى موجة ضائعة ضائعة في غياب من التاريخ .


أما المواجهة الثانية فكانت مع الناقد والشاعر السعودي أحمد الواصل الذي اعتبر الأدب العربي ذا طبيعة مزدوجة مثل شخصياتنا ،وإن ما يميز الأدب العربي،وربما السامي منه ،أن السرد والشعر،جزء من بنية متشابكة، وقد فشلت كل المحاولات لفك جنس أدبي عن الآخر.
أما عن اختياره عنوان " سورة الرياض " لروايته فيقول إنه لم يختره عبطاً،لكن الموضوعات التي سيطرت على العمل،موضوعات علامة المدينة،وعلامتها هي تاريخها الأركيولوجي،وهو العراء(الصحراء)بحثاً عن منزلة أو شرف مكانة،ومن هنا جاء العنوان..
وجاءت المواجهة الثالثة مع الشاعر سميح القاسم الذي يعد واحداً من رواد حركة الشعر الفلسطيني الحديثة، احتلت تجربته وما تزال موقعا بارزا في مجمل الحركة الشعرية العربية ، بما حملته من تنوع وثراء وتطور على مستوى الرؤية والأسلوب ، وقد احتفي بها نقديا في كافة الأقطار العربية ،وتناولتها بالدراسة والتحليل أقلام كبار النقاد ، كما حظيت بالترجمة إلى مجمل اللغات العالمية .
ويتحدث القاسم عن قصيدته بأنها عنيت بهمه الشخصي ، وإنها قصيدته الشخصية الموغلة في ذاتيتها الحقيقية ، وليست الذاتية المستنسخة أو المستوردة أو التي تقلد وتسرق وتسطو هنا وهناك على ذاتيات الآخرين ، ويتابع القاسم قوله :قصيدتي هي بنت همي وهاجسي ووجعي وقلقي وغضبي ، وبما أنني -كما يبدو- عضو ملتحم بشعب ووطن وإنسانية .فحين عبرت قصيدتي عني ، يبدو أنها عبرت عن الشعب الفلسطيني وعن الأمة العربية وعن الأمة الإسلامية ، وعن المضطهدين ، وعن الفقراء والمحرومين والمقموعين في كل بقاع الأرض .
ويقول القاسم :ليس لدي إشكال لا مع قصيدة النثر ولا مع غيرها ، فالشعر ليس بالشكل ، إنما هو حالة وجدانية وسيكولوجية وفنية وذوقية ، فما زلنا نقرأ قصائد ابن زريق البغدادي ونشتعل إحساسا بها ، وقد نقرأ قصيدة نثر لشاعر حي الآن وننفعل بها ، إذاً ليست المسألة مسألة شكل ، هي مشكلة حالة شعرية ، الشعر حالة ، مناخ ، جو ، فضاء ، كثافة معينة .
وتنشر الجوبة قصصا لوائل وجدي وياسر عبد الباقي وعبدالله السفر وجعفر الجشي وحسن البقالي وعبد الحفيظ الشمري وليلى آية سعيد. كما تنشر قصائد لسوف عبيد وعبدالله الأقزام وإيمان مرزوق وعبدالله أبو شميس ومصطفى ملح ونوارة الحرش وأفراح الكبيسي وزكريا العمري .. نقتطف منها:

قليل من الماء يكفي
لنسقيَ عشرين زيتونةً ذبلتْ
وهواءً تجمد في رئتينا
ونسقيَ ، بعدئذٍ ، زمناً
شاخ فيه نشيدُ الصباحِ الأخيرْ (مصطفى ملح)

إذَا كانَ العِطرُ
فــوّاحًا
لَا يَـهُمُّ
شكلُ الـزّجاجة...! (سوف عبيد)


وتتناول الجوبة مقالات نقدية لمحمد الفوز في " انقلاب النص النسوي" و " بانت سعاد .. قراءة في اللغة والمعنى " للدكتور علي هنداوي ، و "الرماد للكاتب عبد المعز شاكر " تناولته الكاتبة هويدا صالح.
وفي باب نوافذ تناولت الجوبة مجموعة من المقالات لميسون أبو بكر في " رجل جاء .. وذهب " ومحمود الرمحي في " البروفسور منير نايفة أو ل من حرك الذرات " ،ود.عبد الحميد الديب في " من روائع البيان في حديث القران عن الدابة" ،والزبير بن مهداد في " المعلمون في تراثنا العربي" وأشرف الخريبي في " النص الرقمي " ومحمد تنفو في " القصة قصيرة جدا" .
كما جاءت الجوبة على فعاليات دار الجوف للعلوم ومعرض الكتاب الدولي بالرياض . وأخيرا أوردت قراءات لمجموعة من الكتب الصادرة عن المؤسسة وغيرها.
يذكر أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر، ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبد الرحمن السد يري الخيرية بمنطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية ويمكن التواصل معها عبر البريد الالكتروني
Aljoubah@gmail.com .

ابراهيم الحميد

2008/06/18

تراث الرواية العربية في سلسلة جديدة عن المجلس الأعلى للثقافة





تراث الرواية العربية في سلسلة جديدة عن المجلس الأعلى للثقافة


عن المجلس الأعلى للثقافة صدرت رواية الفتاة الريفية لمحمود خيرت ضمن مشروع يستهدف نشر الأعمال الروائية التي تمثل بواكير الرواية العربية والتي أشار إليها الباحث محمد السيد عبد التواب في كتابه بواكير الرواية العربية الصادر عن هيئة الكتاب المصرية والذي أرخ فيه لرواية وي إذن لست بإفرنجي كأول رواية عربية لكاتبها خليل أفندي الخوري التي صدرت بكتاب في بيروت عام 1860، وي سبقت الفتاة الريفية في الصدور ضمن سلسلة تراث الرواية بالمجلس الأعلى للثقافة بمقدمة للدكتور سيد البحراوي ودراسة لمحمد السيد، أما الفتاة الريفية فقدمها محمد سيد عبدالتواب ودراسة لخيري دومة

2008/06/15

محمد شاكر وهاله قرني يفوزان بجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة


محمد شاكر وهاله قرني يفوزان بجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة


فاز الشاعر محمد شاكر ابراهيم بالمركز الثالث مناصفة في المسابقة الأدبية لعام 2007/2008 بهيئة قصور الثقافة عن ديوان ( مقدرشي يكون روحه) في مجال شعر العامية.
كما فازت القاصة هاله قرني محمد بالمركز الثالث في مجال القصة المنفردة
خالص التهاني لمحمد وهاله

جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية في دورتها للعام 2008م



جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية في دورتها للعام 2008م


أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن بدء قبول الأعمال المتنافسة على الفوز بجائزة محفوظ للرواية العربية لهذا العام.


وقد أنشأ قسم النشر بالجامعة الأمريكية هذه الجائزة عام 1996م وقيمتها ألف دولار أمريكي مع ترجمة الرواية الفائزة إلى الإنجليزية ونشرها ، وتمنح لإحدى الروايات الحديثة في حفل يقام كل عام في 11 ديسمبر وهو اليوم الموافق لعيد ميلاد نجيب محفوظ ( 1911 – 2006م ) ، ومن الفائزين بالجائزة في دوراتها السابقة الفلسطيني مريد البرغوثي واللبنانية هدي بركات والجزائرية أحلام مستغانمي والمغربي بنسالم حميش ومن المصريين خـيري شلبي ، ويوسف أبو رية ، وإبراهيم عبد المجيد ، وأسماء الكاتبين الراحلين يوسف إدريس ولطيفة الزيات


تستقبل الجامعة الأعمال حتى يوم 25 يونيو 2008.


وعلى الراغبين التقدم بأعمالهم مصحوبة بسيرة ذاتية وخمس نسخ من الكتاب.


من المعروف أن الجامعة الأمريكية اعتادت أن تعطي الجائزة عاما لكاتب مصري والعام الآخر لكاتب عربي.


وآخر عمل فاز بالجائزة رواية (نبيذ أحمر) للمصرية أمينة زيدان.

2008/06/13

جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري ( الدورة الرابعة)

جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري
في الرواية والقصة القصيرة
"الدورة الرابعة"

تهدف مسابقة ساويرس للتنمية الاجتماعية للأدب المصري في الرواية والقصة القصيرة إلي تنشيط الحركة الأدبية في مصر وتشجيع صغار الكتاب علي الإبداع الفني وتحسين فرص ظهور المواهب الحديثة.

وفي ضوء النجاح الذي حققته الجائزة في
دورتها الأولي في 2005 والثانية في 2006 و الثالثة 2007، تنظم المؤسسة جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري في الرواية والقصة القصيرة "الدورة الرابعة" 2008. وسوف تستقبل أمانة الجائزة الأعمال المشاركة اعتبارا من 22 يونيو وحتي 7 اغسطس 2008 علماً بأنه سيتم تسليم الجوائز خلال شهر ديسمبر 2008.

على من يرغب التقدم لهذه المسابقة استيفاء
الشروط المذكورة أدناه ومليء استمارة الاشتراك مع مراعاة أن تكون الأعمال المتقدمة قد صدرت خلال الفترة ما بين أول عام 2005 وحتى نهاية عام 2007.

الفرع الأول :

1. جائزة أفضل عمل روائي وقيمتها مائة ألف جنيه مصري .
2. جائزة أفضل مجموعة قصصية وقيمتها مائة ألف جنيه مصري .

الشروط :
§ لا يشترط في المتقدم سن محدد .
§ تقبل الأعمال المرشحة من الأفراد وكذلك من الهيئات الثقافية والجامعات والمؤسسات العلمية .
§ يتم التقدم بكتاب واحد فقط لكل مؤلف .
§ لا يكون العمل المقدم قد حصل على جائزة قبل ذلك .

الفرع الثاني :

1. جائزة الرواية لأفضل عمل روائي لصاحبه :

أ - المركز الأول وقيمته اربعون ألف جنيه مصري .
ب - المركز الثاني وقيمته ثلاثون ألف جنيه مصري .

2. جائزة القصة القصيرة لأفضل مجموعه قصصية لصاحبها :

أ - المركز الأول وقيمته اربعون ألف جنيه مصري .
ب - المركز الثاني وقيمته ثلاثون ألف جنيه مصري .
الشروط :
§ يشترط ألا يزيد عمر المتقدم للجائزة في هذه الدورة على 40 عاما اى حتى مواليد 31/12/1968 .
§ يتقدم المؤلف أو الهيئات الاعتبارية التي تصلها دعوات من المؤسسة بترشيح الكتب .
§ يتم التقدم بكتاب واحد فقط لكل مؤلف .
§ لا يكون العمل المقدم قد حصل على جائزة قبل ذلك .

وللمرة الأولى بدءا من هذه الدورة "جائزة أفضل سيناريو" – "فيلم سينمائي روائي طويل"

الفرع الأول:
§ جائزة أفضل سيناريو مكتوب مباشرة للسينما
من حق أي كاتب مصري الجنسية التقدم لهذه الجائزة بنص سيناريو واحد فقط، على إلا يكون قد بدا تنفيذ إنتاجه حتى 7 اغسطس 2008
§ قيمة الجائزة: مائة ألف جنية مصري.

الفرع الثاني:
§ جائزة "العمل الأول" لأفضل سيناريو مكتوب مباشرة للسينما أو مأخوذ عن عمل أدبي مصري منشور
ويشترط في المتقدم لهذه الجائزة أن يكون مصري الجنسية وألا يكون قد سبق له كتابة نص سيناريو فيلم سينمائي تم عرضة على الشاشة من قبل وإلا يزيد عمر المتقدم للجائزة في هذه الدورة على 40 عاما أى حتى مواليد 31/12/1968.
§ قيمة الجائزة: ثمانون ألف جنية مصري.

على من يرغب التقدم لهذه المسابقة استيفاء
الشروط المذكورة أعلاه ومليء استمارة الاشتراك.

عملية الاختيار:
1. تستقبل أمانة الجائزة الأعمال المشاركة اعتباراً من الأحد 22/6/2008 وحتى الخميس 7/8/2008 ولا يلتفت للأعمال الواردة بعد هذا التاريخ.
2. بالنسبة للاعمال المرشحة لجائزة السيناريو يرفق مع نص السيناريو المتقدم الخط الدرامي العام للعمل فيما لا يزيد على (5) صفحات و بالنسبة لجائزة الفرع الثاني ( إذا كان السيناريو مأخوذا عن عمل أدبي) يشترط إرفاق الموافقة الكتابية للمؤلف الأصلي للقصة على تحويلها الى سيناريو بواسطة الكاتب المتقدم للجائزة.
3. ترسل 6 نسخ من كل عمل روائي أو قصصي أو سيناريو و مرفقة بصورة من الرقم القومي للمتقدم وذلك على عنوان المؤسسة (10 ش الديوان – الدور الثاني شقة رقم 3 - جاردن سيتي) يوميا من الساعة 10ص و حتي الساعة 3 ظ ماعدا الجمعة والسبت .
4. يتم تقييم الأعمال المقدمة بواسطة لجان محايدة من كبار النقاد والأدباء والسينمائيين.
5. سيتم إعلان النتائج وتسليم الجوائز في حفل كبير في ديسمبر2008 .

ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال برقم ( 1113331/012 )

2008/06/11

مؤسسة المورد الثقافي تعلن عن برنامج المنح الإبداعية للعام 2008


برنامج المنح الانتاجية للمشروعات الإبداعية للشبان و الشابات العرب 2008
ييهدف البرنامج إلى تشجيع ودعم جيل جديد من الفنانين والأدباء العرب، وذلك بتمويل مشروعاتهم الأولى، وكذلك بتقديم المشورة الفنية والإنتاجية والإدارية له، ومساعدتهم في إنتاج وترويج أعمالهم الإبداعية.
الموعد النهائي لتلقي الطلبات 25 سبتمبر 2008 ولا ينظر إلى الطلبات التي ترد بعد هذا التاريخيمكن الحصول على استمارة التقديم من
هنا
ترسل الطلبات بالبريد الاليكتروني الى:awards@mawred.orgأو إلى المركز الإقليمي: ص. ب 175 المهندسين – القاهرة – مصرللاستفسار اكتب إلى: mawred@mawred.org أو إلى فاكس (+202) 362 6748
تقبل الطلبات المقدمة من فنانين وأدباء شبان، من جميع البلاد العربية لإنتاج أعمال إبداعية في جميع المجالات الفنية والأدبية، وتتراوح قيمة المنح بين 500 الى 5000 دولار أو ما يقابلها بالعملات العربية. وترحب مؤسسة المورد الثقافي بالطلبات المقدمة من الإناث.لا تقبل الطلبات المقدمة ممن حصلوا سابقاً على منحة من مؤسسة المورد الثقافي إلا بعد مرور عامين على حصولهم على المنحة.
الشروط
أن يكون سن المتقدم/ة في 25 سبتمبر 2008 بين 15 و35 سنة، ولن ينظر في طلبات من تعدوا هذا السن
أن تقدم الطلبات باللغة العربية على الاستمارة المخصصة لذلك (
اضغط هنا للحصول على الاستمارة)
أن ترفق بالطلبات المقدمة صورة من بطاقة الهوية أو جواز السفر أو شهادة الميلاد
بالنسبة لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً يرفق بالطلب موافقة أحد الوالدين على التقدم بطلب المنحة وصورة من بطاقة هوية أحد الوالدين
أن يضم الطلب وصفاً تفصيليا للمشروع الفني أو الأدبي المطلوب تحقيقه لا يقل عن ثلاث صفحات
أن يضم الطلب سيرة ذاتية مفصلة للمتقدم/ة
أن يرفق بالطلب نموذج من إنتاج سابق للمتقدم/ة للمنحة؛ مثل شريط صوتي أو بصري أو صور فوتوغرافية أو نماذج مكتوبة، ولا يلتفت على الإطلاق للطلبات التي ترد دون نموذج لعمل سابق.
أن يرفق بالطلب ميزانية تفصيلية للمشروع الفني أو الأدبي المطلوب تحقيقه بالعملة المحلية لبلد المتقدم/ة، مع ملاحظة أنه لا يمكن استخدام المنحة لشراء أجهزة أو معدات.

2008/06/10

مسابقة في أدب الخيال العلمي

مسابقة م . سند راشد للقصص القصيرة ..
في سبيل دعم المبدعين الجدد .. يسر أسرة موقع سند راشد أن تقدم اول مسابقة في القصص القصيرة من نوع ( أدب الخيال العلمي ) .. و ستتاح للفائز فرصة نشر قصته في احد اصدارات دايموند بوك بالاضافة الى مبلغ مالي يبلغ 3000 دولار امريكي ..
شروط المسابقة : - ان تكون القصة قصيرة ( مابين صفحتين الى 10 صفحة A4)، - ان تكون القصة من أدب الخيال العلمي ،- ان تكون القصة لم تنشر او تفزز باي جائزة قبل ذلك ،- يجب ان يكون المتقدم اكبر من 16 سنه - لكل شخص الحق في الاشتراك بقصة واحدة فقط - يجب الاشتراك بالاسم الحقيقي مع طلب لاخفاء الاسم اذا كانت رغبه المشارك- يجب ان تكون القصة باللغة العربية و هي مفتوحة لجميع الدول العربية أخر موعد لأستلام القصص 15 - 7 -2008 يمثل لجنه التحكيم كل من : م . سند راشد د . تامر أبراهيم و سيختار القصة الفائزة الكاتب الكبير د . نبيل فاروق
للاشتراك من هنا
نقلا عن موقع م.سند راشد

استلاب الذات وقهر العشيرة- قراءة في مجموعة ( قافلة العطش ) لسناء شعلان


استلاب الذات وقهر العشيرة
قراءة في مجموعة ( قافلة العطش ) لسناء شعلان


أحمد طوسون


تصدر لنا سناء شعلان في مجموعتها (قافلة العطش ) عوالم قصصية تحتفي بالحب كجوهر وقيمة إنسانية عليا ، تمثل العلاج والخلاص لذات الفرد التي تعاني استلابا وقهرا من المجتمع الذي مازالت تحكمه مجموعة من القيم التي تصادر على إنسانية الفرد ، وترسخ لعطش الذات وحرمانها من التحقق الإنساني ( الأنثى أو الذكر – لا فرق ) وتزيحه إلى الوراء وتعلي من شأن المجموع على حساب أي قيمة أخرى.
ومن خلال موتيف العطش للحب والرغبة في الإشباع الروحي والمادي للذات للخروج من أسر الاستلاب تظل شخوص سناء شعلان في بحث محموم للوصول إلى ارتواء سيكون بالتبعية صادما ومتصادما مع قيم المجتمع باختلاف صوره البدوية منها والحضرية .
يبرز هذا المعنى بوضوح في قصة (قافلة العطش) التي اتخذت الكاتبة عنوانها عنوانا دالا للمجموعة .. حيث يركز القص على الصراع الناشب بين قيمتين ، قيم القافلة التي تحدد أهدافها في استعادة كرامة القبيلة التي أهدرت بأسر النساء في الغارات على مضاربها والحفاظ على الأعراض وصونها وجمع الشتات وفك الأسيرات .
وقيم الفرد الذي تسعى ذاته للتحقق الإنساني من خلال إشباع عطشها للحب والعشق .. والذي بدوره يصنع اختلافا في المفاهيم المتعارف عليها بين الفرد وبين القبيلة ، فبينما الذات تجد حريتها في تحقق الحب وإشباعه .. فتتخلى بطلة القصة عن حريتها المادية بإرادتها من أجل ما هو أكبر وأعظم ، حيث الوصول إلى مطلق الحرية المادية والروحية في إشباع عطشها إلى الحب ، (كانت على وشك أن تعتلي هودجها ، بقبضته القوية ، منعها من إكمال صعودها وقال بمزيد من الانكسار : من ستختارين ؟ نظرت في عينيه :" أنا عطشى ... عطشى كما لم أعطش في حياتي" .. اقترب البدوي الأسمر خطوة أخرى منها ، كاد يسمع صهيلها الأنثوي وقال : عطشى إلى ماذا ؟ . قالت بصوت متهدج : عطشى إليك... )1 .
فالبطلة اختارت البقاء إلى جوار البدوي الأسمر وفي أسره لتحقق حريتها الأنثوية وتحققها الإنساني بإشباع عطشها الجارف إلى الحب والهرب من أسر آخر أشد وطأة ، أسر القبيلة بتقاليدها وقوانينها وقيودها .
أما القبيلة فترى في فك الأسر المادي تحقق لمفهوم الحرية بنظرها ، ولا تستطيع أن تتفهم دوافع بطلتها حتى وإن اشتركوا معها- كأفراد - في حالة العطش إلى الحب ، لكنهم كبتوا مشاعرهم واستسلموا لأسر الأفكار بجدرانه التي تحجب القلب والعقل .. (صرخ الأب : خائنة ، ساقطة ، اقتلوها ، لقد جلبت العار لنا . كيف تختارين آسرك على أهلك ؟! ) 2 .
هذي المنظومة من الأفكار التي تحكم القبيلة تجعل من تساؤله في المقطع السابق سؤالا استنكاريا لتصرف البطلة وتعليليا لتطرف الأفكار الذي يجعل القبيلة تصم كل من يختلف معها بالخيانة وتحكم عليه بالقتل المادي والمعنوي .
والمفارقة أن منظومة القيم هذه تتخذ من العطش إلى الحب ذريعة للمنع والحجب والمصادرة ، بدلا من تشابك الأفكار وتحاورها ، ليطال المنع ما يختلج بالنفوس من مشاعر ويصادر على ما قد يحمله الغد من تباشير لأفكار جديدة ومختلفة ، تمثلت في وأد الطفلات وهن صغيرات ، خوفا أن يكبرن يوما ويكررن فعل البطلة بالنص .. ( شعرت القافلة بأنها محملة دون إرادتها بالعطش إلى الحب والعشق ، لكن أحدا لم يجرؤ على أن يصرح بعطشه ، عند أول واحة سرابية ذبح الرجال الكثير من نسائهم اللواتي رأوا في عيونهن واحات عطشى ، وعندما وصلوا إلى مضاربهم وأدوا طفلاتهم الصغيرات خوفا من أن يضعفن يوما أمام عطشهن )3 .
والسارد داخل النص يكشف عن انحيازه لقيم الفرد في مواجهة قيم القبيلة باستخدام ما يمكن أن نسميه تقنية المتن والحاشية .. فالمتن يتمثل في توصيف الحدث الأساسي بالقصة .. والحاشية تتمثل في تدخل الساردة بالتعليق الذي لا يخلو من دلالات واضحة ، فالساردة من البداية تستهل القصة بتعليق يبين أدانتها المسبقة للقبيلة ومفاهيمها واعتقاداتها .. ( كانوا قافلة قد لوحتها الشمس وأضنتها المهمة واستفزها العطش ، جاءوا يدثرون الرمال وحكاياها التي لا تنتهي بعباءات سوداء تشبه أحقادهم وغضبهم وشكوكهم .)4 .
وتنهي النص بحاشية أخرى تؤكد إدانتها للقبيلة التي لا هم لها إلا ترسيخ عطش الذات واستلابها .. ( العطش إلى الحب أورث الصحراء طقسا قاسيا من طقوسها الدامية ، أورثها طقس وأد البنات ، البعض قال إنهم يئدون بناتهم خوفا من الفقر ، لكن الرمال كانت تعرف أنها مجبرة على ابتلاع ضحاياها الناعمة خوفا من أن ترتوي يوما )5 .
التصادم بين قيم الفرد وقيم المجتمع يبدو واضحا في قصة ( سبيل الحوريات ) ، فافتقاد البطلة إلى الحب ( موتيف العطش ) يؤدي إلى عدم تكيفها مع المجتمع وخروجها عن تقاليده وقوانينه ، بالمقابل ينظر إليها المجتمع على إنها مجنونة لعدم إيمانها بقيمة وتقاليده ، ويظل المجتمع يمارس دور المتفرج السلبي تجاه الفرد الذي يعاني اغترابا واضحا عن المجتمع بقيمه ورؤاه ، وتظل الذات في استلابها وتشيؤها أسيرة الوحدة والاغتراب . ولا تملك ( هاجر ) بطلة القصة من سبيل لمقاومة قهر المجتمع ( بسلبيته )- ( هي مجنونة اسمها هاجر المجنونة ، لا أحد يعرف عنها أكثر من ذلك ، نهاراتها تقطعها بين سبيل الحوريات وفي الليل تتكور في ركن منه وتنام ملء شواردها ،لأكثر من مرة حاولت شرطة المدينة أن تبعدهاعن المكان لانها تسيء الى السيلح الذين يقصدونه ، لكنها تعود ........ ولم يعد أحد معنيا بابعادها ، حتى الشرطة نسيت الأمر )6 - إلا التعري الذي يفضح الغضب ويبدو كصورة لنفي العالم حولها والتعامل معه ومع مكوناته بعدم انتماء حقيقي وبخوف مصحوب بفزع ، وتصبح مظاهر الجنون وسيلة للحفاظ على الذات وإن استمرت معاناتها ويكشف تعري هاجر تعري المجتمع من القيم التي تعلي من شأن الفرد وحقه في الحياة الكريمة و الحب الذي يصبح في كثير من الأحوال مرادفا للحرية .
لذلك حينما تقابل هاجر ذاتا أخرى لفنان يعيش اغترابا ما مع المجتمع ، لكن ذاته الفنانة بما تملكه من قيم حب وخير ورغبة بالحياة ، تنتشل هاجر من استلابها وتتوافق مع ذاتها مرة أخرى بعد أن تحقق إشباعها المادي والمعنوي .. (دخلت هاجرإلى الشقة بكل رضى وسعادة ولم تخرج منها أبدا واختفت هاجر وافتقدها سبيل الحوريات وإن لم يفتقدها أحد أخر ، لأن المجانين لا يفتقدهم الناس )7 .
هذا التصادم والصراع يأخذ شكل مغاير في قصتي ( تيتا ) و ( تحقيق صحفي ) .. حيث يدور الصراع في القصة الأولى بين الطبيعة بعفويتها متمثلة في تيتا التي تفتقر إلى المدنية والتحضر لكنها تملك الأيمان بحب الحياة وتؤمن بالطبيعة بعفويتها الجامحة وقدرتها على مداواة الأمراض ، تلك الطبيعة التي نجحت في الأفلات من سطوة المدنية وقيودها وأدرانها ، في مواجهة العلم المتمثل في الطبيب الأوربي الأشقر، صراع تم تناوله في كثير من الكتابات العربية لعل أشهرها رائعة يحيى حقي ( قنديل أم هاشم ) ، لكن الساردة في النص تنحاز انحيازا كاملا للعشق والحب ، لعفوية الطبيعة وبرائتها البكر وقدرتها على أرواء العطش الكامن بالنفوس ، فالعلاقة التي تبدأ بكراهية الطبيب لتيتا ولخرافاتها تنتهي بإستسلام الطبيب لساحرته الجميلة وأيمانه بخرافتها لينتصر الحب.. ( خطا خطوتين الى داخل خيمتها ، كان يتفرس في قسماتها بنظرات جائعة ، قالت له بتلعثم وبشجاعة مزعومة : ها قد جئت إذن ، هل أقرأ لك كفك ؟ قال : بل جئت لأخطفك يا ساحرتي الجميلة .) 8 .
وكذلك الحال في قصة (تحقيق صحفي ) تهجر البطلة زوجها وعملها وحياتها ومدنيتها بعد أن صادفت في رحلة عملها إلى أرض تيغمار بالصحراء الغربية الحب الذي لاتقيده القيود ، الحب الخالص الذي انتظرته وظلت تحلم به .
حب يوحد الموجودات :
تقدم سناء شعلان في مجموعتها بانوراما متعددة المشاهد للحب والعشق ، لكن الحب الذي يربط بين الرجل والمرأة في النصوص حب أسطوري يمثل البؤرة التي تنسج حولها البنى السردية ، لكنه ليس الحب المتعارف عليه في العلاقة ما بين الرجل والمرأة .. إنه حب تصنعه مخيلة شخوص النصوص وأحلامهم ، ويصبح مخلوقا له صفاته الأسطورية وحياته المادية والروحية ، من أجل ذلك تسعى شخوص الكاتبة لترصده ومناجاته وعلى استعداد لتقديم حياتها قربانا لمخلوقهم الذي يعني الوصول إليه والأمساك به الوصول إلى اكتمال يهبهم خلودا .
لكن الحب بطبيعته مراوغ ، ذو لمحة صوفية تنطوي على أن الشيء يحمل داخله نقيضه ، فتمام اكتماله نقصان وفي نقصانه اكتمال .
ويتسع معنى الحب داخل النصوص إلى أفاق أبعد تصل به إلى بعد روحي يوحد بين الموجودات بكافة أشكالها ، من بشر وجماد وآلهة أسطورية ، يذيب ما بينها من فوارق ويصهرها في بوتقته ، ينزل بالألهة إلى مصاف البشر ويصعد بالبشر إلى مصاف الألهة .. يحول الجمادات إلى كائنات من دم ولحم ويضفي عليها شيئا من انسانيته ، ويجمد البشر إلى كائنات شمعية بلا قلب .
فلا نجد فارقا كبيرا ما بين عطش خيال المآته في قصة ( الفزاعة ) الذي عاش مصلوبا في أرض معشوقته ، وكيف نجحت دندنات معشوقته ولمساتها العفوية أن تجعل الحياة تدب في أوصاله ، وتهبه قلبا ينبض بالحب والغيرة فيتخلى عن صفاته كجماد ليصبح كائنا من مخلوقات الحب والعشق.أو مابين بطل قصة ( زاجر المطر ) الذي يتخلى عن انسانيته ليتحول إلى كائن شمعي مختارا ، اشباعا لعطشه إلى الحب بعد أن صادفه العشق مع مخلوقته الشمعية .
والبنى السردية في قصتي ( الفزاعة ) و( زاجر المطر ) تعتمد على التماس والتقاطع والنسج المغاير مع أسطورة بجمليون الذي تروي القصص عنه إنه أعجب بتمثال من العاج لأفروديتي نحته بنفسه فشغفه حبا ورجا الألهة أن تهبه الحياة ، فلما أجابت الألهة رجاءه تزوج التمثال الذي صنعه بيده .
كذلك يتلاشى هذا الفارق بين الكائنات في قصة (رسالة إلى الأله ) ، فيتساوى عطش الأله زيوس كبير ألهة الأغريق للحب مع عطش البطلة داخل النص للعشق ، فالعشق يذيب الفوارق ما بين البشر والألهة .
فكما جعلها العطش إلى العشق تكفر بزيوس الأله بما يمثله من قوة وسلطة لاتمس ، وبما يملك من جبروت قادر على أن يهبها العشق المطلق ، وتلعنه .. ( أمسكت بدواة وقرطاس وجلست إلى طاولتها الخشبية وكتبت بغضب وتحد يناسبان يأسها وإن لم يناسبا طبعها واستكانتها : رسالة إلى زيوس ... أنا وحيدة ...اللعنة عليك كيف تتركني أعاني من كل هذه المعاناة ؟ أريد حبا واحدا يملأ ذاتي ، يهصر أشواقي وذاتي ،يسكن ما بيني وبين جسدي ،أريد حبا يقتلعني من أحزان جسدي ووحدة ساعاتي ،أريده حبا قويا جبارا لا يعرف الألم ، أريده حبا يمسك بتلابيب روحي ويخلق حشرجات دامية في نفسي ، اللعنة عليك ، استجب لي ولو لمرة واحدة ) 9 .
العطش ذاته جعل زيوس يكفر بصفاته الألوهية ويتمنى أن يصبح عبدا لأله آخر قادر على أن يهبه حبا حقيقيا واحدا .. ( في لحظات قدرها البشر بآلاف السنين من صمت الأله زيوس واحتجابه دونهم ، تذكر كل من عشق من نساء والآهات ، كانت سلسلة طويلة من العشق والعشيقات ، عشق هيرا ،ويوربا ، ولاتوفا ، وإنتيوبي ، وديون ،ومايا ،وتيمس ،و يورنيوم ، ومنيوزين ،و أورينوما ، وسيميلي الجميلة ، والكمينة ، وداناي ، وليدا ، والكثير الكثير من اللواتي نسى أسماءهن . ذاق آلاف النساء ، عرف كل آهات وانكسارات العشق ،ولكنه ما زال يتمنى العشق ،ما زال يحلم بلحظة حب ، تمنى لو كان له هو الأخر إله ليرسل إليه رسالة يتضرع فيها كي يذيقه العشق الحقيقي ولو لمرة واحدة في الحياة . )10 .
هذا الأله الذي يتوق الى الحب أجاب استغاثة الأنسية وخلق لها هاديس إله الموت ليقبض روحها ، في دلالة واضحة وكاشفة .. كما أنه لم يستسلم لحالة الضعف التي داهمته وقهر رغبة العشق بالشرب وبأوامر زاجرة تمنع وصول رسائل العشاق إليه ، بينما الأنسية واجهت مصيرها برضاء .
وما يلفتنا في النهاية أن الكاتبة تعتمد في أغلب النصوص على بنية سردية ذات طابع أخباري ، السارد فيها من خارج النص يدير دفة الحدث ويوجهه و اللغة شاعرية تحتفي بالجماليات التقليدية للسرد .

هوامش :
1--سناء شعلان ، قافلة العطش ، ط1،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع بدعم من أمانة عمان الكبرى، 2006، ص12
2-السابق: ص12
3- السابق: ص13
4- السابق: ص9
5- السابق: ص13 و14
6- السابق: ص33
7- السابق: ص36
8- السابق: ص43
9- السابق: ص20 و21
10- السابق: ص23

2008/06/09

مقطع من رواية ( متى يعود الطبيب) قيد الطبع


مقطع من رواية (متى يعود الطبيب؟)

3


ساعة انغلق الباب خلفه ظل للحظات ساكنا مثل شجرة خريفية بلا أوراق.
طوى صفحة الأيام والليالي الماضية التي قضاها وحيدا كالصبار وانتظر.
ظل يستعطف السماء أن يسقط المطر وتورق شجرته الخريفية.
تأمل الحجرة بحثا عن تفاصيل.
أسرة ثلاث بملاءات بيضاء.. ربما مل اللون الأبيض الذي يطارده في كل مكان.. لم يعد له نفس الصفاء.
طالع وجه يحيى فوق أحد الأسرة، جالسا في وضع القرفصاء..
شعره لونه البياض ..يرتدى قميصا مقلما وبنطالا من الجينز الكالح، بهت لونه حتى أصبح مثل صباح شتوي ضبابي.
محمود يبدو أصغر عمرا.
يرقد على السرير الآخر مستندا بجذعه على وسادة من القطن في جلباب رمادي بلا أكمام.. يكشف عن عظام جسده الهزيل.
يتقاسمان الشحوب والصمت والتطلع بعينين جاحظتين إلى القادم ليشاركهما نفس المصير.. في انتظار استشفاء، قد يجيء، أو لا يجيء.
إلى جوار كل سرير كومدينو صغير.
إلى أحد الجدران تستند خزانة ملابس واحدة.. بالجدار المقابل لمح شاشة عرض سينمائي مستطيلة وصغيرة ، تشبه تلك التي رآها هناك.
تدافع إلى أذنيه صوت (المحقق )، ظل يحاول أبعاده عن رأسه، أطبق بكفيه على أذنيه وهرب بنظراته بعيدا.
على امتداد جانب واحد من جدران العنبر نوافذ زجاجية بدا الضوء منها أكثر سطوعا.. لم يتمالك نفسه ، هرع إلى النوافذ، يطل من خلف زجاجها على الطريق.
الإسفلت الرمادي بلونه الثقيل وخطوطه البيضاء الناصعة.. ظل يسير مع الخطوط البيضاء إلى أخر ما استطاعت عيناه أن تريا.
لم يكن هناك شمس.. لم ير لها شعاعات..هل حجبتها الغيوم والسحابات.. أم حجبتها البنايات الشاهقة المقبضة وأبقت له الظلال؟.
لم تصل عيناه إلى السماء.
شعر ببغض أمام المبنى المقابل الذي حجب عنه كل شيء، راوده خاطر أن يكون دخل هذا المبنى من قبل.
لن يكون إلا أكثر سوءا إن كان يُخبىء بين جدرانه أيامه المغيبة.
انصرف ببصره بعيدا.
ارتدت خطواته تتلمس طريقها إلى السرير الوحيد الخالي من صاحبه وهوى بجسده الذي شعر به ثقيلا إلى السرير تاركا لأعضائه حرية الاسترخاء بعد عناء طويل.
تداعت أمام عينيه الصور، أحيانا بطئية تجتر آلامها ووخزاتها ومرات متلاهثة.. منذ أول صورة- لحظة إفاقته الأولى- وحتى المشهد الأخير برفقة سلوى.
ارتعشت شفتاه.
أحس بهما باردتين متشققتين غير قادر على ضميهما.. وفى داخله دوت صرخات مجلجلة.. صرخات مفعمة بالأسى والعذاب، لم يدر إن كانت من وقع ذكرى أم توجس من آت.
اعتدل يحيى في جلسته.
هبط بساقيه النحيلتين وزحف بخطوات بطيئة ناحية عايد، جلس عند حافة السرير.. كانت عيناه تتطلعان إلى ناحية النوافذ الزجاجية، قال بصوت بطيء:
ـ الق بكل ما مضى خلف ظهرك
..................................
أهم شيء هو انك معنا هنا.
أما محمود فاعتدل في رقدته.
نام على ظهره متأملا السقف المقشور الذي لم يكن بعيدا.
عندما استيقظ داخله انطباع بأنه نائم منذ دهر.. بأن زمنا طويلا مر.. أطول مما يخطر على بال.. زمن لا يعرفه إلا من عاش خلف هذه الجدران وبين عنابرها.
كل لحظة فيه تساوى عمرا كاملا خارج تلك البنايات المقبضة، ولا تعدو لسكانها أكثر من تكرار لعقارب ساعة أبديه يلفها الجمود.
انتهاء لحظة وبداية أخرى لا تعدو أن تكون فيها إلا كمثل قطرة ماء حركتها ريح في بحر ميت لا توجد له منابع ولا ينتهي إلى مصب.
قطرة حركتها ريح وأعادتها ريح إلى ذات النقطة المتجمدة.
لحظة يتساوى فيها الضوء بالظلام
الشروق بالغروب
الحياة بالموت
أحيانا يشعر أن مفردة الحياة كلمة لم تخلق لقاموس تلك البنايات، لا يعرفها المرضى أو الممرضون.
لا يوجد فارق بين أحواض الفورمالين التي تسبح فيها الجثث بالمشرحة وبين الجدران التي تتدافع فيها الأجساد بين العنابر.
كلاهما لهما نفس الرائحة النفاذة.. نفس الصمت الأخرس.. نفس الشحوب الذي يسكن الملامح ويلف الوجوه.
كان الوحيد الذي استرعى انتباهه ما أذاعته مكبرات الصوت!
حين خرجا من العنبر، لمح محمود وهو يسبقهما إلى الممر.
تطلع إلى التمرجيات وهن يحتللن الممرات بالجرادل والمناشف، يدفعن التروليات محملة بأكياس سوداء كبيرة تتجمع فيها القساطر وأكياس البول والشاش المغمور بالمطهرات والدماء المتخثرة.
الوجوه الشاحبة تغادر العنابر في طريقها إلى الكافتيريا كعادة أيام الجمع.
رمقه يحيى بنصف نظرة وهمس كأنه لا يخاطب أحدا:
- رائحة الفورمالين الملعون!
عايد عبر درفتين ثقيلتين لباب معلق إلى داخل الكافتيريا.. سار بخطوات بطيئة واختار أحد المقاعد المرتفعة بالقرب من النافذة وجلس، اتكأ بمرفقيه على الطاولة المعدنية وتطلع من وراء الزجاج إلى الإسفلت الرمادي البعيد.
منذ أصبح من نزلاء العنابر بدا لمن حوله لا مباليا بشيء.
لا ينشغل بمكبرات الصوت التي تحدد النظام اليومي للمرضى.. ساعات مغادرة العنابر ..السماح بدخول المراحيض وضوابط استخدام الحمامات.. مواعيد توزيع الطعام والدواء.. مواعيد تشغيل شاشات العرض ..تنبيهات إغلاق النوافذ والأبواب.. مواعيد توجه المرضى إلى المغسلة لتنظيف وكي الملابس والأغطية…الخ
قائمة طويلة من الأوامر والنواهي لا نهاية لها تدوي بها مكبرات الصوت كل يوم، ثم تعود وتفرض خروقات لها أو تضيف التزامات عليها دون ضابط.
هل سيتغير العالم إن تغيرت عادات الجمع ولم يغادروا عنابرهم إلى الكافيتريات؟
اعتاد ألا يهتم بشيء مما يحدث حوله ولا ينشغل بأحد من أطقم الشغالة، بداية من عمال وعاملات النظافة والمصاعد ونهاية بالممرضين والممرضات أو العاملين بأمن المستشفى.
لم يلحظ عليه أحد أنه بادل أحدهم ولو حديث عابر.
كان ما يربطه بهم طاعة عمياء لا تفرق بين كبير أو صغير، طاعة مصحوبة بصمت مقهور، حتى إن حاول أحدهم إغداق بعض الود عليه، لم يكن ذلك كافيا ليستحلب شهية الكلام عنده.
البعض برر حالته بحال كثير من المستجدين الذين يدخلون إلى العنابر لأول مرة أو يعودون إليها بعد غياب، وعادة ما ينصهروا مع النزلاء والعاملين وعاداتهم الرتيبة بمرور الأيام.
الأيام وحدها كفيلة بمنحنا القدرة على التكيف مع أقسى الأشياء..كفيلة بإزاحة ذلك الستار الذي يحجب عنا ملامسة الأشياء ويجعل منها كائنات شبحية مرعبة لا قدرة لنا على مصاحبتها والتعايش معها.
مع إزالة الستار عنها نألف ملامحها الشائهة وتسقط عنها أسمالها الباردة ..تبدو قريبة الشبه من جراحنا.
تبدو قريبة الشبه من كائناتنا التي ترتعد داخل نفوسنا وتخاف من كل شيء.. المرض.. الألم.. الأسى.. الموت.
مع مرور أشهر تلو أخرى لم يستطع أحد كبح جماح صمت عايد وبات واضحا تجاهله لكل ما حوله.
فلا تربطه علاقة بالأشخاص ولا بالأشياء.
لم يعد أحد قادرا على تحديد ما إذا كان يشعر بوخز الإبر وألم القساطر والمناظير ومرارة الأدوية مثل باقي المرضى أم أن جسده أصبح يستعذب الألم ويحن إليه.
الأمسيات القليلة التي يسمح بقضائها بالكافتيريا ويتجمع فيها النزلاء من كافة أقسام الباطنة والمستوطنة والجراحة والمسالك والنساء ، غالبا ما كان يعارض صحبة يحيى ومحمود إليها.
حين يرضخ تحت الحاحهما، ينساق وراءهما دون رغبة حقيقية في مخالطة الآخرين .
ينتحي جانبا ويحملق من خلال خصاص النوافذ إلى العتمة اللامتناهية.
يبدو وكأن خوف ما يرج كيانه.
خوف لا سبيل إلى مواجهته إلا بهذا الهدوء والصمت.
وحدها ريم كان بمقدورها أن تقرأ ما في عينيه من أسى، تقرأ السؤال الرابض هناك دون إجابة.
لا توجد إجابات بين جدراننا العالية.
لا توجد أسئلة إلا داخل النفوس المختبئة داخل كهوفها.
إن ألح سؤال وسقط من صاحبه لن يجد إلا إجابة واحدة ..هل تعرفها يا عايد؟.
نعم..
إنها الغرفة .
إنها الإجابة الوحيدة التي يجيدونها..
إذا أحببت، إذا حلمت، إذا عرفت، إذا سألت، إذا تكلمت، إذا كرهت.
لن يكون لك إلا مصير واحد..كأنه قدر على كل النزلاء أن يلقوه.
أما نزلاء العنابر فكانوا يفكرون به على انه لا يحتاج إلى شيء من أحد ، كأنه خلف كل شيء وراءه واستراح .
لكنهم أخيرا لحظوا شيئا جديدا .
كان الوحيد بينهم الذي استرعى انتباهه ما أذاعته مكبرات الصوت .
شاهدوا أملا جديدا يرتسم فوق ملامحه ، لحظوا أن شيئا ما حرك الساكن داخله وأوقد تلك الومضة بوجهه .
تلك الكلمات التي رددتها مكبرات الصوت عن السماح بدخول الصحف إلى المستشفى .
دون أن ينظر إلى احد ، سأل بصوت بطيء جدا وخفيض جدا :
ـ ومتى يمكننا أن نحصل على الصحف ؟ ! لكن حتى إن سمعه أحد فلم يكن يملك الإجابة .