الصفحات

2010/08/04

بيحاول يهرب من صيد الكوابيس



بيحاول يهرب من صيد الكوابيس


(قصيدة للشاعر الراحل/محمد عبدالمعطي)
بعد ما كتب النص بتاعه وفرّغ شحنته وارتاح
افتكر إنه ما يفرقشي كتير عن باقي إخواته
قام ماسك قلمه وشاطب علي أول سطرين
وابتدا يضرب كف بكف
علشان كده كان بيحاول يتأخّر بمزاجه
عن مواعيد الشغل
وبيضيّع وقته ف لعب الطاوله
ويتعمّد يخسر أحياناً
لما يطنّش علي قرص الزهر
ويسمح للقواشيط المسروقه تعدّي علي راحتها
بيّاع اللب في سينما الحريه بياخد دوره "
وبيركن راسه علي الحيطه ويتسمّر
بعد ما شاف البطله المسكينه بتلعن جبروت جوزها التالت
كان بيجرجرها بكل غباوه وبيبيع جسمها لكلاب الأرض
بعدها دلق اكياس اللب في وش زباينه
" وخطرف بكلام موش مفهوم
قبل ما يسرح بخياله
الكوابيس كانت بتطارده وتجبره علي كتابتها
وتفتح له الصندوق إللي ابتدا يخرج برّه
بيقولوا عليك شعاراتي بتتكلم عن بغداد والقدس
وعشان مايقشّرش ف جلده
ويقفل آخر ضرفه ف قلبه
بيستنجد باصحابه إللي ما خدهمش الصندوق
في الوقت ده كات إيده بتشطب ع السطر التالت والرابع
والنص بيفقد تفصيله مهمّه وسقفه بيتعرّي
آخر كاس لعبت في دماغ الواد التعبان "
ما قدرش يفكّر غير في بحور الدم وكرابيج الهجّانه
بعدها كان ماشي بيتطوّح
: وبيطلق صوته المبحوح ويغنّي
" إهدا حبيبي كده وارجع زي زمان
ماقدرشي يفرّط في أسامي اخواته ويطردهم برّه النص
بس وهوّه بيشطب حواليهم كان بيعيط من جوّه
ويتحسّر علي أطفال الشامبو ومساحيق العضم المطحون
وأما استشعر تريقة القاعدين علي لغة الشعارات
ما لقاش قدّامه إلا محاوله وحيده استبعدها بسرعه
ما هو مش معقوله ها يقطع شرايينه
ويستنّي لآخر نقطة دم ما تتصفّي
. . . . ويسحب خرطوم الحمّام ويــ
أكيد هايقولوا الميّه من النيل "
والنيل يعني محبّة مصر بتجري في شرايينه
وأكيد التجّار اياهم
" هايحملوا جتتك التعبانه ويبدءوا مزاداتهم
اتتاوب قبل ما يتأخر قلمه
ويشطب ع السطر الخامس والسادس
ويسيب النص المكتوب للمجهول
مدّت إيدها ولعبت تحت عبايته "
إتعطّرت الدنيا
" فقال العشا ممدوده لحد الفجر
شال الإشارات والهمزات
وفواصل نصّه المكتوب قدّامه
وفكّر ف مطبات الشارع
وعساكر آخر الليل والفردوس المفقود
إنّما قبل ما يشطب آخر سطر
ويلعن أبو مجازات العالم
ضحكته كات بتقطّع في شفايفه
وهوّ بيقرا في مانشيتّات الصحف اليوميه
وبيبص علي وشوش الناس
من وقتها بيحاول يكتب في قصيده جديده
وقلمه بيهرب منّه
وبيسكن في لبّيسته
ويغرق في النوم


محمد عبد المعطي مايو - 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق