الصفحات

2011/01/27

القصيدة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة مظاهر الحياة في الصعيد

هنا في الصعيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر : ياسر الششتاوي

هنا
في الصعيدْ
نكافح
من أجل أحداق فجر ٍجديدْ
عرفنا الحياة
وقلنا لها
لن نكون لوهم ٍعبيدْ
تجذرَ فينا
صهيلُ انتماءاتنا
ويشاهدنا الضوءُ
ننحت في الصخر
والأمنيات وقودْ
نغيرُ
ثم نغيرُ
والعزم ينجب بين يدينا
فضاءات صدق ٍ
نربي بها
ما نريدْ
هنا
في الصعيدْ
يناجي النخيل خطانا
ويسقي الفؤادَ
بماء ٍ
يسامر فينا
عناداً ظليلاً
فكيف
لصقل المنى لا نجيدْ ؟!!

هنا
في الصعيدْ
سمكنا الحضارة َ
حتى علونا
وصرنا أمام الوجودْ
وآثارنا
في ضمير التواريخ شمسٌ
تحنط نبض الخلودْ
تسافر فينا دماء المروءة
نحو منابعها
والمبادئ تقفو خطانا
وفينا يصلي الشهيقُ
بمسجد أعماقنا
والبكور نصيدْ
ويسقي الزفيرُ توجهنا
لعناق الحقيقة
إن بلوغ الحقيقة عيدْ
هنا
في الصعيدْ
وجوه المعابد ترنو لأفكارنا
وتزور دواخلنا
لترى ما سنفعل
كي للزمان نقودْ
أقمنا طريقاً
يغازل أمجادنا
لتسير عليه
وكي نصل البعثَ
قبل انهيار الأوان
ونشرح صدر الليالي

أقمنا
وسوف نؤم المزيدْ
هنا
في الصعيدْ
صلابة زند ٍ
وأمطار روح ٍ
تؤسس فتحاً
لنشبع
جوع الدروب
لوقت ٍرغيدْ
ستحكي الخيولُ
وتشدو
بما يتراءى
وتركب دهشتها
لتراقص نهضتنا
في زفاف السماء
لموج رؤانا
وتلك خلايا النجوم شهودْ
هنا
في الصعيدْ
كلام السنابل يأسر
والصوت فاح
شذى عرق ٍ
من أناس ٍ
لبعث الرقيّ جنودْ
فيا أيها النيلُ
كن شاهداً
قد أقمنا طريقاً
كأن خطانا عليه

عصافير سعْي ٍ
تروح خماصاً
وتأتي بطاناً
وتملك أجنحة ً
من صمودْ
فيا أيها النيل
كن شاهداً
ما نزال
نعتق فينا وفاء ً
لصنع غد ٍ
لا يكون التخلف
مهداً له
أو نزوجه
من دماء القيودْ
أقمنا طريقاً
هنا
وهنا
سيظل الطريق سعيدْ

إعلان نتائج مسابقة مظاهر الحياة في الصعيد

إعلان نتائج مسابقة مظاهر الحياة في الصعيد
انتهت لجان تحكيم المسابقة المشتركة بين جريدة "أخبار الأدب" ووزراة الإستثمار ومؤسسة المصري لخدمة المجتمع من فحص وقراءة الأعمال المتقدمة..
في القصة القصيرة فاز بالمركز الأول سامح علي محمد عن قصته"فتات"، والثاني أيمن رجب طاهر عن قصة"طهور زين".
وفي مجال شعر العامية فازت بالمركز الاول وفاء ياسر محمد عن قصيدتها "ساقط قيد"، والفائز الثاني إبراهيم رفاعي محمد السعيد عن قصيدة"روح للشتا".
وأخيراً في شعر الفصحي فاز بالمركز الأول ياسر سعيد الششتاوي"هنا في الصعيد"، و الثاني عارف خلف عبد الرحمن.
شارك في لجنة التحكيم نخبة من كبار الكتاب والنقاد ومنهم أحمد الخميسي ويوسف القعيد في مجال القصة القصيرة، وفي شعر الفصحي عبد المنعم رمضان، ومحمد سليمان، وفي شعر العامية أمل فرج، ومسعود شومان.
ومن المقرر نشر الأعمال الفائزة بالجريدة، وسيحصل الفائز بالمركز الأول علي خمسة آلاف جنيه، والثاني علي أربعة.


2011/01/26

اتحاد كتاب مصر يصدر بياناً تضامنياً مع الموقف الوطني للشعب المصري

اتحاد كتاب مصر يصدر بياناً تضامنياً مع الموقف الوطني للشعب المصري

في أول رد فعل من النقابات المهنية في مصر.. عقد اتحاد كتاب مصر جلسة طارئة مساء اليوم الأربعاء 26/1/2011 لبحث الأحداث التي يشهدها الشارع المصري الآن بدأها بالوقوف حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا، ثم وجه أعضاء المجلس التحية للجماهير التي خرجت تعبر عن مطالبها المشروعة، وبعد مناقشة استمرت حوالي ثلاث ساعات أصدر المجلس البيان التالي :
إن اتحاد كتاب مصر إذ يحيي الجماهير المصرية على سلوكها الوطني خلال اليومين الماضيين ، وهو يعلن تضامنه الكامل مع تلك الانتفاضة المجيدة ، ويؤكد مشاركته الكاملة لها في مطالبها المشروعة ، ويدين الأسلوب القمعي في التعامل معها، ويؤيد المطالب الدستورية التي عبرت عنها جماهير الشعب على نحو يكفل التداول السلمي للسلطة، وإلغاء قانون الطوارئ، ويطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين كافة، واتخاذ الخطوات اللازمة للقضاء على الفساد السياسي والاقتصادي والثقافي، ومحاكمة المفسدين فضلاً عن بقية المطالب المشروعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وقرر مجلس اتحاد كتاب مصر أن يظل في حالة انعقاد دائم حتى إشعار آخر .
كما قرر مجلس اتحاد كتاب مصر في جلسته الطارئه تنظيم وقفة تضامنية لأدباء وكتاب مصر في تمام السادسة مساء السبت القادم 29/1/2011 بمقره بالزمالك‬


اليوم في الخامسة مساء: أحلام السيد كتاب في برنامج كتابك معانا على قناة النيل للأسرة والطفل

اليوم في الخامسة مساء: أحلام السيد كتاب في برنامج كتابك معانا على قناة النيل للأسرة والطفل
تذاع اليوم في الخامسة مساء بتوقيت القاهرة حلقة جديدة من برنامج كتابك معانا على قناة النيل للأسرة والطفل وتعاد الحلقة في الخامسة فجر الغد الخميس.
الحلقة تتضمن لقاء مع الكاتب أحمد طوسون حول كتاب ( أحلام السيد كتاب) الصادر عن دار روائع مجدلاوي بالأردن وحصل بموجبه على منحة الإبداع من مؤسسة محمد بن راشد.
البرنامج من تقديم راندا شريف، وإعداد وليد خيري، وإخراج محمد إبراهيم.

2011/01/25

الرجاء عدم فتح رسائلي على الفيس بوك

الرجاء عدم فتح رسائلي على الفيس بوك
الأصدقاء الأعزاء
وصلتني رسالة صباح اليوم على صفحتي بالفيس بوك.. فتحتها فانقلب حال جهاز الكمبيوتر وأصبح الدخول منه إلى شبكة النت مستحيلا.
ودخلت الآن من جهاز آخر فوجدت عددا كبيرا من الرسائل بإيميلي تخبرني أنني تعرضت لفيرس يقوم بإرسال رسائل إلى قائمة أصدقائي على الفيس بوك
فالرجاء من الأصدقاء عدم فتح رسائلي على الفيس بوك حتى لا يسبب الفيرس الضرر لأجهزتهم، وهي ظاهرة انتشرت على الفيس اليوم فيفضل عدم فتح رسائل الفيس التي تحمل فيروسات مدمرة.

إعلان نتائج جوائز سعاد الصباح للإبداع

إعلان نتائج جوائز سعاد الصباح للإبداع
أسيوط ـ هيثم البدرى وضحا صالح

أعلنت دار سعاد الصباح الكويتية للنشر أسماء الفائزين فى مسابقاتها العلمية والفكرية والأدبية للعامين الماضيين وذلك بعد اعتماد رئيسة الدار الدكتورة سعاد محمد الصباح النتائج النهائية التى قررها المحكمون فى ثمانى مسابقات.

وأوضحت الدار فى بيان صحفى اليوم، أن معظم الجوائز كانت من نصيب المصريين ثم السوريين وبعض المغاربة واليمنيين وذلك لعدد 8 مسابقات علمية وأدبية تتضمن 4 مسابقات علمية تحت اسم جوائز الشيخ عبدا لله مبارك الصباح للإبداع العلمى، وأربع مسابقات أدبية تحت اسم جوائز الدكتورة سعاد محمد الصباح للإبداع الفكرى والأدبى)،

وذكرت أن الجائزة الأولى فى المسابقات العلمية كانت من نصيب هبة الله إسماعيل صابر السيد من مصر والجائزة الثانية حصلت عليها هبة بنت خالد الشاعرى من السعودية والجائزة الثالثة فازت بها نها محمد على أحمد من مصر.

وأشارت إلى أن المركز الأول فى المسابقة العلمية الثانية بعنوان (التعليم المهنى والصناعى وأثرهما فى التنمية) كان من نصيب هالة نبيل حمدى عارف من مصر وحصلت على المركز الثانى نادية محمد عبد الهادى محمد شبل من مصر، أما المركز الثالث فكان من نصيب أحمد مصطفى على حسين من مصر.

وأضافت أنه تم حجب الجائزة الأولى والثانية فى المسابقة العلمية الثالثة بعنوان (اختراع الكهرباء التى غيرت تاريخ البشرية) أما الجائزة الثالثة ففازت بها إيمان سيد محمد عطية من مصر.

أما المسابقة العلمية الرابعة التى كانت بعنوان (زراعة الأسنان فوائدها ومساوئها) ففاز بالجائزة الأولى فيها الدكتور زهير صالح سعيد نتو من السعودية والجائزة الثانية حصل عليها مجدى زكريا مساك زخارى من مصر فى حين فازت أسماء السيد حسن قنديل من مصر بالجائزة الثالثة.

وقالت الدار فى بيانها إن المركز الأول فى مسابقات الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الفكرى والأدبى تخصص (الشعر) كان من نصيب حسين محمد منير الخطيب من سوريا وحصل على المركز الثانى عمر سليمان يوسف من سوريا فى حين فاز بالمركز الثالث أحمد جمال على عساف من سوريا.

أما المسابقة الأدبية والفكرية الثانية تخصص (القصة القصيرة) فقد فازت بالجائزة الأولى العراقية ندى محسن مروح وحصل المصرى أحمد محمود الششتاوى الجارحى على الجائزة الثانية أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب المغربى توفيق باميدا.

وأضافت أن ثالث المسابقات الأدبية والفكرية كانت بعنوان (تعريب الطب وأثره فى الجامعات العربية.. المحاذير والحسنات) وفازت بالجائزة الأولى فيها مروة أبو بكر عباس حسين على من مصر والثانية مناصفة بين الدكتور محمد الجنيدى أحمد الجنيدى من مصر وأمانى نصر الله لبيب مرزوق من مصر أما الجائزة الثالثة فكانت مناصفة بين على سيد إسماعيل محمد وعمرو جمال شعيب أحمد من مصر.

وذكرت أن المركز الأول فى المسابقة الأدبية الرابعة التى جاءت بعنوان (أدباء المهجر وأشهر أعلامهم ونتاجهم) كان من نصيب غادة محمد عبد الحميد إبراهيم من مصر والمركز الثانى مناصفة بين مارى زكريا مساك زخارى وسارة محمد خلف من مصر والمركز الثالث مناصفة بين عبد الرحمن سعد أحمد باحادث من اليمن وعصام نصيف زكى بطرس من مصر.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المسابقات أقيمت على مدار 17 عاماً ماضية بهدف تشجيع الجيل العربى الجديد لتقديم إسهاماته الفكرية والعلمية، وإعطاء الفرصة لمئات المبدعين الشباب والشابات لنشر نتاجهم وتعريف القارئ العربى بمواهبهم.
نقلا عن اليوم السابع

هند أبو الشعر تكتب عن: تجليات سناء الشعلان في مجموعتها "تراتيل الماء"

 تجليات سناء الشعلان في مجموعتها "تراتيل الماء"
كاتبة تحمل في قبضتها عبقرية الماء


بقلم: أ . د. هند أبو الشعر/جامعة آل البيت/ الأردن

- متى يلجأ كاتب القصة القصيرة إلى التجريب وإلى إعادة تشكيل تقنياته ...؟
- وهل يصلح فن القصة القصيرة لطرح قضايا فكرية رصينة وإعادة تشكيلها وفق رؤية فلسفية من الكون و الحياة ...؟ أم إنها بطبيعتها قاصرة عن مثل هذا التناول ...؟ لينتقل القاص إلى ابتداع شكل جديد يكسر الحواجز الضيقة و الحدود المرسومة لخارطة فن القصة القصيرة ، ليعيد بدوره رسم حدود جديدة لهذا الفن ...؟
هذا التساؤل ظل يلازمني وأنا أقرأ ( تراتيل الماء ) لسناء الشعلان ، وعندما انتهيت ، لم انته من التداعيات التي صاحبتني ، وعدت إليه لقراءة ثانية بحس كاتبة قصة قصيرة تعرف مداخل هذا الفن وآفاقه وهواجسه ، فهل نحن أمام ( مجموعة قصصية ) كما يقول غلاف الكتاب ...؟ هل نحن أمام ( متوالية قصصية ) أم ماذا ..؟ هل يمكن لفن القصة القصيرة احتمال هذا الزخم في القول و التجريب ...؟ ولأن هذا الهاجس الفني يقلقني فقد استولى علي طوال قراءتي الأولى وأفقدني متعة التذوق ، لكنني استعدت حسي الفني بغزارة شلالات سناء الشعلان النقية المتدفقة في القراءة الثانية ، وتيقنت أن هذا الذي كتبته سناء يمثلها بكل تحولاتها الجميلة كاتبة مفكرة وأكاديمية و إنسانة ، تحمل روحا طيبة عصية على التدجين ، لا تقبل الوقوف في الطابور ، وتندفع إلى الأمام بجرأة جميلة .
يتغلب المضمون على الكاتبة حتى يعتقل القارئ ، فلا يسمح له بالانفلات ، ليظل المضمون هو السيد ، فقد استندت إلى التاريخ السردي المتخيل وقامت بتفكيكه بجرأة لأنها على ثقة من أنه حاضر في ذهن وذاكرة القارئ عبر موروثه الديني والإنساني وتراثه المتخيل في الذاكرة الجمعية ، وهذه الثقة بالمعرفة المسبقة في الذاكرة الجمعية أعطتها الجرأة على التفكيك وإعادة التشكيل بذكاء فنانة محترفة ، ومع أن المضمون ظل هو السيد ، ومع أن الماء ظل البطل في كل الحالات ، إلا أن الجديد الذي تشكل ، أعاد بدوره تشكيل الكاتبة نفسها من جديد أمامنا لنرى سناء الشعلان أمامنا كاتبة مفكرة ذكية ونقية مثل الماء ...!
ولأن الماء حالات عصية على الحصر ، تماما مثل الحياة ، ولأن الماء هو الحياة ، فقد تجلت الكاتبة مع كل حالة بفكرها ، فانبجس الماء من كل نصوصها ، واعتبرته الوحيد الذي يحفظ سيرة الحقيقة ، أي أن الماء هو الحقيقة عند الكاتبة ، إنه اليقين ، بدءا بماء السماء ثم ماء الأرض ثم البحر ثم البحيرة ثم ماء النهر وماء الينبوع ثم الشلال ثم ماء البشر ، أما قمة التجلي عند سناء فتبدأ بسرد سيرة ( مولانا الماء ) وتجليها بتفكيك سيرة التكوين وتتبعها لسيرة مولانا الماء الأزلية ورصدها بكل عصورها ، لنحس هنا بعمق ثقافة الكاتبة ومخزونها المائي الذي يتجدد بثقافات متنوعة تنبجس من كل نص بلا تكلف ، وهذا هو امتيازها نصوص مثقفة ومفكرة ومتدفقة مثل الماء بكل حالاته .
قرنت الكاتبة بين كل حالة من حالات الماء وبين الشخصيات التي أقحمتها أحيانا على هذه الحالة ، المقاتل الطيب النقي الذي يشبه ماء السماء ، والمرأة المخلوقة من ماء الأرض الآسن و المستنقعات والتي صنعتها الحياة بقسوة من إتحاد ماء أب مجرم و أم مومس ، والمرأة البحر التي لا تعرف الرحمة والتي تشبه البحر في تقلبها والتي تسمم حبيبها بكأس خمر مسمومة وتتقاسمها معه ، لكنها تشرب الكأس وحدها ليكون الرجل البحر الغادر هو الذي يبقى ، والأسير المريض ، أسير مرض الجذام الذي يشبه في أسره ماء البحيرة المأسور إلى الأبد في حدود البحيرة التي لا يسمح لها بالرحيل و الحركة ، ونماذج أخري لماء النهر والشلال والينبوع وماء البشر ،ـ كلها نماذج مصنوعة بتفكير كاتبة مثقفة تحمل منهجية أكاديمية واضحة .
والآن وبعد أن انتهيت من القراءة الثانية ، توقفت أمام هذه ( المجموعة القصصية ) التي تحمل الرقم التاسع في إنتاج سناء الشعلان ، وأحسست ن سناء أعادت تشكيل نفسها بذكاء قاصة مثقفة ، ومع أنني أحسست أنها فصلت الشخصيات على الحالة الفكرية ، وأن التشكيل كان نمطيا في بعض الشخصيات مثل شخصية بطل النهر مثلا ، لكن سناء تفوقت على نفسها ولم تقف في الطابور ... إنها لا تعرف ثقافة الطابور وتحسن اختراق الصفوف ولا تريد من هذا الوقوف في المقدمة ، فهذا ليس هاجسها ، إنها مثل الماء لا تعرف حالة واحدة ، هاجسها التجدد وهو ما قدمته في كتابها الذي لا أعرف إن كان مجموعة قصصية أم متوالية قصصية أم حالة أخرى .
سعدت حقا بأن يكون هاجس كاتبة أردنية بمثل هذا العمق والجرأة في التعامل مع تقنيات فن القصة القصيرة ومع الموروث و الذاكرة الجمعية ، جرأة في التفكيك و التشكيل ، تتصاحب مع ثقافة ومنهجية أكاديمية ، ألم أقل بأن سناء لا تعرف ثقافة الاصطفاف في الطابور وأنها تعرف تجليات الماء بكل حالاته المدهشة ...؟ وأقول أخيرا بأنني اعرف نقاء روح هذه الكاتبة وطيبة قلبها ، التي تجعلها تختار الماء بكل حالاته ليتدفق من صفحات قلبها وروحا وصفحاتها .

2011/01/24

إعلان قائمة قصيرة بالمرشحين للفوز بجائزة الشيخ زايد الأسبوع المقبل

إعلان الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب الأسبوع المقبل
توقع راشد العريمي الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن تعلن أسماء المرشحين للفوز بالجائزة في دروتها الخامسة في مختلف فروعها التسعة الأسبوع المقبل بناء على مشاورات أعضاء الهيئة الاستشارية، مشيراً إلى أن الجائزة ستختتم دورتها بحفل لتكريم الفائزين على هامش معرض أبوظبي للكتاب الذي يبدأ يوم 16 مارس/ آذار المقبل .

وقال العريمي أنه من المتوقع كذلك أن يتم إعلان أسماء القائمة القصيرة وذلك بهدف منح المرشحين للفوز في الفروع التسعة فرصة أكبر للتعريف بأعمالهم المتميزة التي تم اختيارها من قبل لجان التحكيم لما فيها من أصالة وابتكار وإبداع وإضافة معرفية متعددة، لافتاً إلى أن التعريف بأسماء المرشحين للفوز يضيف صدى أكبر لأهداف الجائزة والتي تتمثل في تشجيع المبدعين والمفكرين في مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية .

وفي هذا الإطار عقدت الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب اجتماعاً أمس في أبوظبي لمراجعة تقاريرالمحكمين في الدورة الخامسة للجائزة .
حضر الاجتماع علي راشد النعيمي ومحمد المر من الإمارات ورضوان السيد من لبنان، وصلاح فضل من مصر، ومحمد كافود من قطر، وعبد السلام المسدي من تونس، ويوجين روغان من المملكة المتحدة، بالاضافة إلى راشد العريمي الأمين العام للجائزة .
(وام)








2011/01/23

انتصار عبدالمنعم تكتب عن: أنشـــودة عربيــة من أجل سمير الفيل !!

أنشـــودة عربيــة من أجل سمير الفيل !!
انتصار عبدالمنعم
طالما تساءلنا عن حال دنيا الثقافة لو أمسك المثقفون بزمام الفعل الإيجابى متخلين عن عادتهم فى إطلاق التصريحات، والشجب والنقد، ومطالبة الجهات الرسمية بالتكريم والعلاج والنشر، وما إليها من أمور يطمح إليها كل إنسان كان حظه أنه ينتمى إلى عالم الكلمة والرأى والثقافة، طامحا فى أن ينال بعض اهتمام يقيه ذل السؤال وجرأة الأقزام الذين تطاولوا عليه بفضل مالهم حين ظنوا أن المال يُغنى عن القلم.
تعّود المثقفون على طلب كل شئ، وفى أغلب الأحيان لم تتحقق أمانيهم، وكثيرا جدا ما عبروا عن الاستياء، وكانت لهم ردات فعل تراوحت ما بين تصريح غاضب، أوتكوين جماعة أو جمعية مناهضة لشئ ما، ثم ما تلبث أن تزول وهلّم جرا. هذا الدأب صار سمتا عاما لعقود عجاف عديدة لم تثمر سوى الخلافات والنزاعات التى توالدت وتكاثرت مخلَفة وراءها مشاكل مزمنة لم ولن تقدر كل مفردات الشكوى على حلها.

وكثيرا ما سمعنا كبار الأدباء والمثقفين وهم يهاجمون سلبية وسطحية جيل الشباب الذين اعتبروا أنهم بلا أساتذة ولا مرجعيات، ثم وجدنا هؤلاء الكبار وقد انزلقوا فى نزاعات جانبية مؤسفة لا تمت إلى عالم الفكر والثقافة بأية صورة من الصور. وأكثر من هذا سمعناه وتألمنا وتمنينا أن يتبدل الحال الراهن وينصلح الشأن الثقافى برمته، مع علمنا اليقينى أن أمر إصلاح الثقافة لن يأتى فى يوم وليلة، بل بخطوات حثيثة ومستمرة وثابتة وجادة.
ومن هذه الخطوات الإيجابية التى جاءت أيضا من خارج العاصمة مثل فكرة مؤتمر اليوم الواحد التى جاءت بمبادرة من مجموعة أدباء طموحين من مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، جاءت مبادرة التكريم لواحد من أكثر الأصوات الأدبية نشاطا وإخلاصا فى مصر والوطن العربى.

على مدار مايقرب من الشهر اجتمع أكثر من خمسين أديبا وكاتبا عربيا فى مكان واحد وهو شبكة القصة العربية، من أجل تكريم الروائى والقاص المصرى «سمير الفيل» متخذين من بلوغه سن الستين مناسبة لتكريمه والاحتفاء به، قبل أن يكرمه وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى ضمن فعاليات مؤتمر أدباء مصر مؤخرا. جاءت فكرة التكريم من الدقهلية، من ابراهيم محمد حمزة؛ هذا الأديب الشاب والناقد الواعد الذى استطاع أن يقيم احتفالية دولية جمع فيها أدباء مصر والمغرب والجزائر والسعودية وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين والامارات جنبا إلى جنب.
استطاع هذا الشاب الذى لم يبلغ الأربعين من عمره أن يفعل مالم تفعله مؤتمرات وسفارات ودعوات قد يلبيها البعض، وقد يرفضها لاعتبارات التنقل والسياسة والجغرافيا وغيرها من مشاكل مستحدثة وأخرى متقيحة منذ زمن.
فبدون دعاية إعلامية قام ابرهيم حمزة الذى لا يعيش فى القاهرة بحشد رموز الأدب فى الوطن العربى ليكتبوا شهادات ودراسات أدبية جادة فاقت الخمسين شهادة ودراسة عن أعمال سمير الفيل التى تنوعت مابين الشعر والقصة والرواية والمسرح وأدب الطفل.

بل إن صاحب دار للنشر قرر أن يصدر كتابا رمزيا على نفقته الخاصة ليضم تلك الشهادات والدراسات كى يؤرخ لهذا الحدث الثقافى العربى الذى توحدت فيه الأقلام والقلوب بعد أن أعياها طول شقاق وتنافر . وفى كلمة بسيطة ساق «حمزة» مبررا بسيطا جعل من الفيل شخصية متفردة فى نظر كل من التقاه شخصيا أو افتراضا من خلال شبكة الانترنت:«سمير الفيل صورة لنضال الأديب والإنسان حتى يستوى قيمة كبرى، وهو فى عطائه لم ينس أمرين؛ إبداعه والآخرين، فتحول إلى مؤسسة ثقافية وإنسانية حقيقية، لخدمة ناس كثيرين، وأنا سأظل مدينا للعم سمير بأشياء كثيرة مثلما كثيرين، أمطرتهم دفقات كرم وشهامة هذا الرجل الجميل».

سمير الفيل الذى كتب عن الحرب أعمالا مثل: رجال وشظايا، خوذة ونورس وحيد، كيف يحارب الجندى بلا خوذة، نتهجى الوطن فى النور، والذى فاز بأول جائزة مصرية عن أدب الحرب عام 1974عن قصته «فى البدء كانت طيبة»، جاء الاحتفال به بردا وسلاما على أرض المثقفين العربية لتتحد على اسم شخص وتتفق على أحقية منحه تكريما فائق الجودة تام الصلاحية بلا طعن فى أحقية أو أهلية كما تعودنا فى تلك المناسبات التكريمية.
تحدثت الأقلام عن مواقف إنسانية جمعتها مع سمير الإنسان، وتحدثت عن سمير الأديب والمثقف الذى رأى الانسان الذى يقاتل لا الحرب نفسها، فقد كان على وعى بأن الانسان مع كل قذيفة تنطلق منه، يفقد بعضه الإنسانى الفطرى بداخله. اشتغل «الفيل» على البعد الإنسانى لكل شخوصه، سواء فى أعماله الشعرية التى بلغت خمسة دواوين، ورواياته الثلاث، ومجموعاته القصصية العشر وغيرها من أعمال مسرحية وحوارات متعددة.
سمير الفيل، هذا المدهش الذى تغنى للنوارس، تماما كما تغنى للكلوك والنعال، والذى عاش يتيما قبل أن يبلغ عامه الثانى، احتضنته قلوب متناثرة فى أركان الدنيا وكأنه مازال «فلفل» هذا الصغير الذى رصد عوالم البشر الذين شاهدهم وراقبهم بعينه الفاحصة، ليسجل كل شئ حتى إذا ما استوى عوده، واشتد ساعده قبض على القلم يسّطر حكايات مدهشة جعلته «العم سمير» الذى تغنت له من المحيط إلى الخليج نوارس تاقت إلى التحليق فيما وراء الحدود على شرف سمير الفيل، المصرى الأصيل نتاج نيل دمياط،وتراب مصرالمحروسة، وسماء ظللته وأصدقاؤه من الوطن العربى الكبير دوما، وإن تكاثرت عليه الغيوم، فسوف ينهض بأمثال هؤلاء الخمسين الذين اجتمعوا من أجل نورس سمير الفيل.

المصدر مجلة أكتوبر 23يناير2011

مكتب التربية العربي لدول الخليج يعلن الفائزين بجائزته

مكتب التربية العربي لدول الخليج يعلن الفائزين بجائزته
الرياض/وام/ أعلن مكتب التربية العربي لدول الخليج أسماء الفائزين بجائزته في الدورة المالية 1430ه-1432 .

ففي مجال البحوث والدراسات فازت كل من تغريد بنت علي بن صالح السديس وسمر بنت محمد العريفي والدكتور فوزي عبدالله خالد الحداد والدكتورة الجوهرة ابراهيم الصقية .

وفي مجال التجارب والمشروعات قررت اللجنة منح الجائزة مناصفة بين المشروعين .. مشروع تعزيز القيم التربوية فى المدارس في دولة قطر ومشروع / قيادة التغيير نحو مجتمع مدرسي عالي القيمة التربوية / التغيير بمدرسة جد حفص الثانوية بنات بمملكة البحرين .

وعبر معالي الدكتور على بن عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج بهذه المناسبة عن شكره وتقديره لاعضاء لجنة الجائزة التى عملت بكل دقة وموضوعية وامانة علمية فى تقويم الاعمال منذ اللحظة الاولى لوصولها حتى الاعلان عن نتائجها .

وتقرر ان تكون موضوعات الجائزة للدورة المالية الجديدة / 1432 و 1433 ه 2011 و 2012 م / فى المجالات البحثية الاتية .. الاعتماد المدرسي / واقعه .. فرصه .. تحدياته / والتعليم الالكتروني والتدريس المتمايز وتقييم الاداء المدرسي وسبل دافعية التعلم وذلك بالاضافة الى المشروعات والتجارب التربوية الميدانية .

وسيعلن المكتب قريبا عن شروط التقدم لللجائزة وذلك عبر بوابته الالكترونية ووسائل الاعلام المختلفة فى الدول الاعضاء بالمكتب حيث يمكن استقبال الاعمال بعد إعلان هذه الشروط .

فتح باب الترشيح لعضوية مجلس اتحاد كتاب مصر 13 فبراير القادم

فتح باب الترشيح لعضوية مجلس اتحاد كتاب مصر 13 فبراير القادم
قرر مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر بجلسته المنعقدة في 10 / 11/ 2010 فتح باب الترشيح لانتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس إدارة الاتحاد من الأحد 13 فبراير 2011 إلي الخميس 17 فبراير 2011.
يشترط فيمن يرغب في ترشيح نفسه لعضوية مجلس الإدارة أن يكون مسددا للاشتراكات حتى عام 2011 وأن يقوم بملء طلب الترشيح بنفسه على النموذج المعد بسكرتارية الاتحاد، من الساعة 11,00 صباحا وحتى الساعة 5,00 مساءً.

"النار الممطرة" قصيدة لياسر الششتاوي

النار الممطرة
ــــــــــــــــــــــ
( إلى محمد بوعزيزي )
شعر : ياسر الششتاوي

أوطاننا كم تقتل الإنسان َ
والمأمول منا يعتذرْ
القمع أضحى حاكماً
يرعى تأخرنا
وسيف الفقر
حول رقابنا
يحمي الكدرْ
أحرقتَ نفسكَ
طالباً بعث المطرْ
ملئوا الحياة عليكَ
إظلاماً
وظنوا أن خطو ظلامهم
لن ينكسرْ
كم أفسدوا
كم أجرموا
في حقنا
والحق حتماً ينتصرْ
أحرقتَ نفسَكَ
أيها الفاتح الأبواب
للآتي
لكي يزهو
ولا نرنو دماه تحتضرْ
من نارك الخضراء
سارت ثورة الإنقاذ
تشفي ما نروم
وتقتل الخوف الذي وأد المنى
بين الحفرْ
لن يرجع الماضي
على أحلامنا يسطو
ولن نحدو مساعينا
إلى غيِّ
فقد ولد الصباح
وهزنا صوت القمرْ
أحرقتَ نفسكَ
أيها المختار
من تنهيدة التاريخ
كي تسقي الخلاصَ
وينتهي عهد الحضيض
ويشرق العهد الذي كم ننتظرْ
كم عطلوا
كم خربوا
ما نلتَ منهم لقمة ً
أو كلْمة ً
تأسو محطات الضجرْ
كانوا أسوداً
في الغباء
وأنت َ وحدكَ
في الخطرْ
ما عدتَ وحدكَ
ذاك شعبكَ
قام يعطيك الذي يرضيكَ
شنوا ثورة ً
في خافق الميزان
أغلى من ملايين الدررْ
هي ثورة ٌ
كالماء ِ
في كفّ الصحارى
نبضها يحمي دماء الياسمين
ونورها
سيظل فينا يزدهرْ
يا أيها الشهداء
من أجل الضياء
زفافكم
عند استواءات اليقين
وستشهد الحفل الذي رمتم
أزاهير القدرْ
>

فتح باب الترشيح لجوائز مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري


فتح باب الترشيح لجوائز مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري
في دورتها الثالثة عشرة
دورة أبوتمام وعمر أبوريشة

 دمشق أكتوبر 2011

فروع الجائزة وشروطها:

1 - جائزة الإبداع في نقد الشعر: وقيمتها (أربعون ألف دولار)
  - تمنح لأحد نقاد الشعر أو دارسيه المتميزين ممن قدموا في دراساتهم إضافة مهمة في تحليل النصوص الشعرية، أو رؤية جديدة لظاهرة شعرية محددة قائمة على أسس علمية.
  - يحدد المتقدم المؤلَّف الذي يرشحه لنيل الجائزة وله أن يرسل باقي مؤلَّفاته للاستئناس.
  - يشترط في المؤلَّفات المرشحة ألا تكون من رسائل الماجستير أو الدكتوراه، وألا يكون قد مضى على صدور أحدثها أكثر من عشر سنوات تنتهي في 31/12/2011م.

2 - جائزة أفضل ديوان شعر: وقيمتها (عشرون ألف دولار)
 - تمنح لصاحب أفضل ديوان شعر صدر خلال خمس سنوات تنتهي في 31/12/2011.
 - للمتسابق أن يتقدم بديوان واحد فقط على أن يكون الديوان منشوراً.

3 - جائزة أفضل قصيدة: وقيمتها (عشرة آلاف دولار)
 - تمنح لصاحب أفضل قصيدة منشورة في إحدى المجلات الأدبية أو الصحف أو الدواوين الشعرية أو في كتاب مستقل خلال عامين ينتهيان في 31/12/2011.
 - يحق للمتسابق أن يتقدم بقصيدة واحدة فقط على أن يرفق بها الأصل المنشور،  ولا تقبل القصائد المنشورة في نشرات إعلانية أو دعائية.
الجائزة التكريمية للإبداع الشعري: وقيمتها (خمسون ألف دولار)
تمنح لشاعر أسهم في إثراء حركة الشعر العربي، وهي جائزة لا تخضع للتحكيم بل لآلية خاصة يضعها ويشرف على تنفيذها رئيس مجلس الأمناء، والمخولون بالترشيح هم أعضاء مجلس أمناء المؤسسة فقط

شروط عامة 1. يقبل النتاج المقدم باللغة العربية الفصحى فقط.
2. للمتقدم أن يتقدم إلى فرع واحد من فروع الجائزة فقط.
3. على المتقدم أن يرسل ثماني نسخ من النتاج المتقدم به لنيل الجائزة.
4. لا يقبل النتاج الذي يشترك فيه أكثر من شخص واحد.
5. يرسل المتقدم خطاباً مباشراً إلى المؤسسة  يذكر فيه رغبته في الترشيح لأحد فروع الجائزة ويحدد فيه النتاج الذي يتقدم به للمسابقة ، ويمكن للجامعات والمؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية أن تتقدم بترشيح من ترغب،  مع ضرورة إرفاق موافقة المرشح خطياً على ذلك.
6.  يرسل المتقدم سيرة ذاتية وعلمية له مستقلة عن خطاب الترشيح تشتمل على : اسم الشهرة، الاسم الكامل الوارد في وثيقة السفر، تاريخ الميلاد ومكانه، العنوان البريدي، رقم الهاتف، إنتاجه الإبداعي، ثلاث صور فوتوغرافية حديثة (10سم *15سم).
7. لا يجوز لمن سبق له الفوز بأي جائزة عربية أن يتقدم إلى الفرع الفائز به قبل مضي خمس سنوات على فوزه، على أن يتقدم بعمل آخر غير الذي فاز به، وعلى المتقدم أن ينصّ في خطاب الترشيح على أن العمل المتقدم به لم يسبق له الفوز بأي جائزة عربية، وفي حال ثبوت العكس فللمؤسسة الحق في إلغاء نتيجة المتقدم.
8. يحق لمن أسهم في تحكيم جوائز المؤسسة التقدم  إلى المسابقة في أي فرع قبل مرور دورتين من تاريخ مشاركته في التحكيم.
9.  المؤسسة غير ملزمة بإعادة الأعمال المقدمة إلى المسابقة، ويحق للمؤسسة إعادة نشر القصائد الفائزة، ومختارات من أعمال الفائزين.
10.  آخر موعد للتقدم إلى فروع الجوائز هو نهاية يوم 31  ديسمبر 2011.
11.  تعلن النتائج في النصف الثاني من عام 2012، وتوزع الجوائز في حفل عام يقام في شهر أكتوبر من العام نفسه.

التحكيم: يعرض النتاج المقدم على لجان تحكيم من المتخصصين في فروع الجائزة، بعد التأكد من مطابقته للشروط المعلنة، وقرارات اللجنة نهائية بعد اعتمادها من مجلس الأمناء.

المراسلات
ترسل طلبات التقدم والترشيح لجوائز المؤسسة باسم السيد الأمين العام للمؤسسة إلى أحد العناوين الآتية:
القاهرة: ص.ب 509 الدقي 12311 الجيزة- ج.م.ع، هاتف: 33030788  فاكس: 33027335  00202
الكويت: ص.ب 599  الصفاة 13006 الكويت - هاتف: 22406816 - 22415172،  فاكس: 22455039 00965 Kw@albabtainprize.org

2011/01/22

"آخِرُ الحُب الكي" قصيدة للشاعر أحمد الدمناتي

آخِرُ الحُب الكي
أحمد الدمناتي*
مِمْحَاةٌ
                                                     
أخذت ممحاة
ومحت قُبلاً طرية على خَدها
حلقت الشهوة كالسنونو
وحطت على حَبْلِ نسيان أخضر
مِكْوَاةٌ
آخر الحب الكي
هكذا قالت عرافةٌ
لامرأةٍ تُفرخُ الذكريات
تحت جُب وسادتها
مِحْبَرَةٌ
الحبر تُفاحُ البياض الأنيق
يُوبخ خريف الكتابة المُر
ويهش عن شاعِرٍ
يَقُص أُحجية الحنين لقصيدته الأخيرةِ
مُؤَامَرَةٌ
ما الفائدة
من تَحْريض رقصة الخريف على الانتحارِ
وذاكرة العُشبِ
تدفن تجاعيد التسلط
وشيخوخة الكبرياء
بفرحِ طِفْلٍ شَقِي


* شاعر وناقد من المغرب

حسن سرور يكتب عن: الأسطورة في روايات نجيب محفوظ لسناء الشعلان

الأسطورة في روايات نجيب محفوظ لسناء الشعلان

بقلم :حسن سرور
(باحث ونائب رئيس تحرير مجلة "الفنون الشعبية"مصر)

يمثّل كتاب " الأسطورة في روايات نجيب محفوظ للدكتورة الأردنية سناء كامل الشعلان دراسة دقيقة وممتعة في آنٍ،تكشف نشيج العلاقات بين عالم المأثورات الشّعبية المصريّة العجيب والمدهش بزخمه واتساعه وتنوّعه وتركيبه،وعالم نجيب محفوظ الروائي الممتدّ لأكثر من نصف قرن.وتبيني إمكانية لمدخل نقدي أدبي يقوم على دراسة الثقافة الشعبية(المحلية/الوطنية). ومن هنا وقفت الباحثة أمام المادة تتساءل كيف يمكن دراسة المادة الأسطورية في روايات نجيب محفوظ؟يتجاذبها اتجاهان،احدهما يدعو إلى تصنيف المادة وتوزيعها ودراستها وفق تقنيات السّرد الروائي،ومن ثم التركيز على استخلاص مقوّمات المعمار الروائي/الأسطوريّ وصولاً إلى تفكيك عُرى الترميز والمعنى في العمل مع التأكيد على أنّ هذا المنهج لن يسلب عملية الإبداع في الروايات شرطها التاريخي والجمالي.ودون عدّ النموذج الإبداعي مجرّد أسطورة مزاحة عن أصولها الأولى،بل تأكيد أنّه حالة إبداعيّة وإن استثمرت الأسطورة في طرح أسئلة جديدة،تتحدّد بأسئلة الواقع مع الحرص على الخصوصية القومية والمحلية للروايات.
إنّ قراءة الخطاب الروائي المحفوظي وما يتجلّى في نصوصه من توظيف الأسطورة أو استلهامها كليّاً أو جزئيّاً ،ظاهراً أو مضمراً،أو عنصر من عناصرها مجتمعة أو غير مجتمعة باعتبارها" قصة تحكمها مبادئ السّرد القصصي من حبكة وعقدة وشخصيات وما إليها"و"كما أنّها تحمل تعبيراً جماعياً بكلّ معنى الكلمة،وهذا التعبير الجماعي يتجلّى في أنّ الأساطير إنّما تعكس معتقدات الجماعة وفلسفة الجماعة ورأي الجماعة"،يستدعي البحث عن مفاهيم عدّة حول ماهيّة الأسطورة،وما علاقتها بالواقع والتاريخ والدّين،وعلاقة الأسطورة بالرّمز والأدب،ومن ثم محاولة رصد تلك النّصوص الإبداعيّة المجاورة والمتداخلة مع الأسطورة،سواء أكانت أدبية أو من المنجز الإبداعي الشّفاهي ،وما قامت به الباحثة لتصل إلى تعريف الأسطورة الذي تتبنّاه الدراسة،ويتلخّص في أنّها" قصص وحكايات تتضمّن وصفاً لأفعال الآلهة او الطبيعة أو للبشر الخارقين من ذوي الخصائص الاستثنائية،وهي تختلف باختلاف الأمم والأزمان والأماكن،فلكلّ أمّة أساطيرها التي تمرّ بتغيرات،فتعيد إنتاج أشكالها ومضامينها،ولكلّ شعب خرافاته الموضوعة للتعليم أو التسلية،وهي تعبير عن الحقيقة أو عن بعض منها بلغة الرمز أو المجاز" (ص29).
كما تحدّد الدّراسة عقد الأربعينات من القرن العشرين،عقد تأسيس ملامح واضحة للجنس الروائي في الأدب العربي،وهي مرحلة تستمدّ أهميتها من شرطها التاريخي الذي بدأ ينزع بشكل واضح إلى الحديث عن الذات القومية وعن الانتماء إلى العصر من جهة أخرى،وغدا الاتجاه نحو استلهام التراث والأساطير أداة مهمة في نقد الأوضاع السياسية والاجتماعية والقيم الأخلاقية المتحولة.ولقد كان لنجيب محفوظ نصيب كبير في إبداع الروايات التي توظّف الأسطورة،فخلق بذلك شكلاً روائياً عربياً له خصوصيته وتفرّده وتميّزه.
وتوظيف محفوظ للأسطورة في رواياته-كما ترى الباحثة- يحيلنا إلى عصفور أبعاد اغتيال نجيب محفوظ،ويسعى لربطها بما يسمّىبـ" الإرهاب الديني"الذي حاول عصفور تتبّع أسبابه ودلالاته،ومساءلة خطابه الذي يتخذ من التكفير لغة،حيث يؤكّد عصفور أنّ المقدمة الأولى للأسباب الأساسية الحاسمة التي أدّت إلى محاولة اغتيال محفوظ ترجع إلى نشر رواية(أولاد حارتنا) في حلقات يومية بجريدة الأهرام(1959)،وكان ذلك في سياق لم يخل من سخط المتزمتين دينياً وأخلاقياً ممّا ورد من إشارات تمسّ محرّمات الدين والجنس في الروايات السّابقة،وذلك من مثل:" أعلم أنّ لكلّ عصر أنبياءه،وأنّ أنبياء هذا العصر هم العلماء" لكن السّخط الذي سببته هذه الجمل سرعان ماكان يتبدّد؛لأنّ من يخدش المحرّمات من الأبطال كان يجد من يرد عليه من ناحية،ومن ثانية،ومن متصوفه يعرفون الله بقلوبهم العامرة بأجل الكشوف والحدوس من ناحية أخيرة.
ولكن(أولاد حارتنا) جاوزت ذلك كلّه،وعبرت الخطوط الحمراء في مارآه كثير من علماء الدين ومشايخ التطرّف الذين لم يفهموا الرّواية من حيث هي بنية خيالية،لا تقارب أيّ واقع تاريخي- مهما كان نوعه ومجاله- إلاّ بردّها إلى معانيها الثواني-بلغة الإمام عبد القاهر الجرجاني الأشعري- التي هي أصل المراد الذي لا يفهم إلاّ في تجاوب سياقاته.
وقد أخطأ هؤلاء المتزمتون مرتين:الأولى بتضخيم البعد الجيني الذي لم يلتفتوا إلى بعد آخر سواه،كما لو كان عمداً،وتحويل مجازات هذا البعد الذي لايفهم إلاّ في علاقاته بغيره من الأبعاد،وتحويل مجازاته التي لا تطابق الواقع بالضرورة الفنية إلى إشارات مباشرة منتزعة من سياقاتها،إشارات يتمّ تأويلها بما يُفضي إلى تكفير صاحبها.أمّا الخطأ الثاني الذي وقع فيه هؤلاء فهو أنّهم اختزلوا الرواية في قضايا دينية،أوّلوها على سبيل التكفير،وتجاهلوا تماماً القضايا الاجتماعية والسياسية التي هم في صدارة الرّواية ولاتشير إلى تعاقب الأديان إلاّ من خلال منظورها الذي يجعل الرواية من روايات النقد السياسي الاجتماعي بالدرجة الاولى،ورواية من روايات الإدانة الحاسمة لتحويل الوصاية على الأديان أو احتكارها إلى وظيفة تؤدّي في خدمة الظلمة الذين هم هدف الرواية الأوّل في دفاعها المجدي عن المظلومين المقموعين من(أولاد حارتنا) الذين يتبنّى قضيتهم"أوّل من اتخذ الكتابة حرفة في حارتنا رغم ماجرّه ذلك من تحقير وسخرية".ولم يكن غريباً أن يثور المتزمتون وكثير من رجال الدين ضدّ الرّواية،وناب عنهم الشيخ محمد الغزالي في تكفيرها،ونجح الضغط،فأثارت الرواية سخط الساخطين،لكن نشر الرواية لم يتوقف،وظلّت الأهرام- في عهد هيكل- تواصل نشرها حتى آخر حلقة. ولم ينجح الضغط إلاّ في هجرة الرواية إلى منفاها اللبناني،وطبعها في دار الآداب في بيروت تولّت توزيعها في كلّ أنحاء العالم في عشرات الطبعات.
ويذكر عصفور أنّ جائزة نوبل التي حصل عليها محفوظ قد أيقظت في مجموعات التطرّف الديني ذكرياتهم الغاضبة على(أولاد حارتنا) التي اتهموها بالكفر ولم يتوقفوا عن تكرار الاتهام الذي عاد في عنف أكثر وغضب عارم نتيجة ذكر الرواية في حيثيات منح الجائزة،الأمر الذي أضرم النّار التي خمدت لسنوات بعيدة،مؤكدة في عقول جماعات التكفير ضرورة القيام بالثأر الذي تأخّر طويلاً من صاحب(أولاد حارتنا) " الكافر" الذي كافأه الغرب "الفاجر" بالجائزة التي هي مكافأة لمحفوظ على كتابة رواية تعمل على تقويض الإسلام.ولم يعد الأمر يحتاج إلى احتجاج المشايخ(1959) وعلى رأسهم محمد الغزالي،وإنّما أصبح يجاوز ذلك إلى ضرورة الاستئصال التي أخذت تبدو منطقية وضرورية في السياق المتصاعد من عمليات العنف والاغتيال،السياق الذي أعاد(أولاد حارتنا) إلى قفص الاتهام من جديد والحكم على صاحبها بكلّ ما يترتّب على تهمة الكفر:إمّا إعلان التوبة وإمّا القتل.
سؤال مهم: لماذا نلجأ إلى الأسطورة؟وهذا السّؤال يوجهنا إلى جملة من البواعث دفعته إلى هذا الشّكل الروائي غير التقليدي،وتحاول الدراسة الكشف عن هذه البواعث التي حدّدتها بثلاثة: الباعث الفني المتمثّل في البحث عن شكل جديد ذي قدرة على الترميز،والباعث الثقافي متمثلاً في تأثّر نجيب محفوظ بالفلسفة (دراسته الجامعية)،وتأثّره بجماليات المكان(الحارة المصرية)والترجمة(ترجمته كتاب"مصر القديمة" لجيمس بيكي)،وتأثّره بالتراث العربي والعالمي الزّاخر بالحكايات والأساطير،وأخيراً الباعث السياسي المتمثّل في الظّروف السياسية والاضطهاد السياسي.
أمّا فصول الدراسة فكانت في ثمانية محاور رئيسية،بعد تمهيد لمنطلقات الدراسة وإضاءة حول منهجها ومفاهيمها،تفرّعت عن المحاور عناوين داخلية وتقسيمات عضوية دعت إليها الحاجة،وقد حرصت الباحثة على تتبّع المادة المدروسة/روايات محفوظ مخضعة إيّاها للترتيب الزّمني،وفق تاريخ تأليفها،وهو ترتيب بالطبع لايفرض على الباحثة أن تدرس كلّ الروايات.وسوف تختار مادة أسطوريّة عن كلّ محور من المحاور ،وهذا وفق ما تفرضه المساحة المتاحة،ولا يوفي هذا العرض بتقديم القارءات المتعمقة لكلّ الروايات المدروسة والتي تصل إلى 430 صفحة من القطع 17 × 24 سم .
يبدو أنّ بعض الأساطير ارتبطت بالمكان،وقد اعتمد نسيجها الحكائي على المكان نفسه،وعلى تقديسه،ومن ثم على أسطوريته.فالأفق هو المكان الأسطوري الشهير في الأساطير المصرية القديمة يكون مفتتح رواية(عبث الأقدار)،إذ جلس(خوفو بن خنوم)على أريكته الذّهبية"وكان يقلّب عينيه الثاقبتين بين أبنائه وصحابته،ويرسل بناظريه إلى الأمام حيث يغيب الأفق خلف رؤوس النّخيل والأشجار" فالمكان كذلك يشرف على" هضبة خالدة يرقب مشرقها أبو الهول العظيم" وكانت عباءة خوفو"تلمع حاشيتها الذّهبية تحت أشعة الشّمس التي بدأت رحلتها نحو الغرب"،وهذا المشهد المكاني الذي ترسمه الرواية مستهلّة به أحداثها،ينقلنا مباشرة إلى أسطوريّة المكان عند المصريين،فالأفق عندهم مقدّس،إذ هو مكان شروق الشّمس وغروبها،وهو يسمّى" آخت" وهو مسكن لإله الشّمس،الذي حمل عادة اسم" حور آخت"و"هبري" في هيئة" جُعل"مجنّح،إلهين لشمس الصّبح،بينما يُعدّ" أتوم" والإلهة التي برأس كبش سادة شمس المساء،أمّا الشّمس فتعدّ العين اليمنى للمساء،وعين الشّمس هي القرص الموجود بين قرني"حاتحور"وكان للشرق والغرب معنى واضح بسبب المسار اليومي للشمس،وكانت الافكار الخاصة بالميلاد والموت نرتبطة بتلك المناطق،فكان الشّرق رمزاً للحياة،في حين أنّ الغرب رمز للموت،ولذلك كانت المقابر دائماً في الغرب،وكان يُطلق على الموتى اسم"الغربيون" أمّا الهضبة فهي رمز للأزليّة لاسيما أنّ الرّب ارتاح على تلّ أزليّ بعد الخلق ،الذي فُسّر فيما بعد بأنّه مقبرة للإله.
وهذا المشهد الحكائي المكاني الأسطوري "يتعزّز بوقوع معبد"أوزوريس" بالقرب منه،ليعطيه قداسته،إذ قيه يقدّس الغله،ويضفي خيراته على المتعبدين وعلى المكان"ص80-81)
ثم تناولت الباحثة المكان الأسطوري(السّراب) كمرادف لرحم الأم.وفي(أولاد حارتنا) الحارة باعتبارها أفقاً كونيّاً يحوي البيت الكبير،والدهليز،والصّخرة. وفي (حكايات حارتنا) التكية حيث يأوي الدروايش،وينقطعون للعبادة والذّكر.وفي (اللص والكلاب) بيت الشيخ جنيدي والباب والممرّ،وفي(قلب الليل) حيث يعجّ المكان بالعفاريت والملائكة والشياطين.وفي( ملحمة الحرافيش) الخلاء،والتكية،والقرافة،والصحراء،والمئذنة العجيبة،وبيت صباح(كودية الزّار).وفي (ليالي ألف ليلة) جبل قاف ووادي الجنّ.
ومع الفصل الثاني نتعرّف مفهوم الزّمن الأسطوري كما تراه الباحثة زمناً مطلقاً قابلاً للاستعادة والتكرار والعودة إلى البداية عبر الطقوس،إذ أنّ القيام بالشعائر القديمة يسمو على الزّمان الأسطوري الأولى،فالزّمن الأسطوري هو زمن البدايات والعود السّرمدي وهو زمن مقدّس لا يعترف بالحواجز،ومن هنا تنشأ قدسية الزّمن الأسطوري،وهو بالتأكيد ليس زمن النّاس الحاضر،بل هو زمن الخلق الأوّل الذي يتكرّر،كأنّه زمن الحلم.
وتتجلّى أسطوريّة الزّمن في رواية (السراب) في البنية العميقة للأحداث عبر تقنية الاسترجاع التي يبدأ بها نجيب محفوظ،فبطل الرواية والسّارد لها في أنّ هو من ينقلنا إلى النّهاية عبر سطور البداية، التي تختزل رحلة وصفها بـ"بشوط طويل تنقطع دونه الأنفاس"،وهو يضعنا تماماً قبالة أزمته،فهو ضحية لها ضحيتان،أحدهما أمّه،والثانية زوجته،وهو يبحث عن خلاص،وبعث جديد في لحظة النّهاية،التي يسجّلها باسترجاع للأحداث،وتدوينها كتابة "أروم بعثاً جديداً حقاً،ويومذاك تصبح آلامي لاشيء يطويها الفناء إلى الأبد،فيمكنني لقاء أحبائي بقلب صافٍ ونفس نقية طاهرة"
وتقوم رواية( أولاد حارتنا) على زمن حلقي دائري،فكلّ وحدة من وحدات الرواية الخمس تشكّل حلقة ومنية مستقلّة عن باقي وحدات الرواية،وتختلف عنها،فلا رابط سرديّ أو سببيّ أو زمنيّ بينها،وتعدّ كلّ وحدة قصة قائمة بذاتها وبشخوصها،وبأحداثها،وتفصل بعضها عن بعض فاصلة زمنية كبيرة،غير أنّ مايجمع هذه الوحدات هو شخصية"الجبلاوي" الذي يربط بين الوحدات،وهو الذي كلّف الشخصيات بعمل ما في الحارة،ما إن يبدأ هذا التكليف حتى تبدأ أحداث الوحدة السّرديّة،فضلاً عن أنّ مكان الأحداث واحد،هو الحارة.
وابتداءً من عنوان رواية(ملحمة الحرافيش) يحيلنا نجيب محفوظ إلى الأسطورة عبر اختيار اسم"ملحمة" إذ في ذلك مافيه من إيحاء بحضور الأداء الملحمي الذي يرمي إلى تمجيد مُثل اجتماعية أو دينية أو وطنية أو إنسانية تتجسّد في مآثر بطل حقيقي أو أسطوريّ،وهي ذات مغزى واضح،تتضمّن أفعالاً عجيبة وحوادث خارقة للعادة.
أمّا الزّمن في رواية(ليالي ألف ليلة) فيكتسب أسطوريته من عدم تحديده،ومن إيغاله في القدم،ومن تعالقه مع زمن أسطوريّ آخر مفترض،وهو زمن حكايات ألف ليلة وليلة،وهو زمن منكفئ على نفسه،مغلق،لايحيل إلى زمن بعينه،وإن كان يحاول أن يربط بعض أزمانه بأحداث تاريخية مهمة،أو شخصيات تاريخية حقيقية،إلاّ أنّه يبقى زمناً خاصّاً،مقطوعاً عن تسلسل الزّمن التاريخي الخاضع للقياس والترتيب له سرعته الخاصة ومحدّداته الذّاتيّة.
وقد واءم نجيب محفوظ بين زمان الحكايا وزمان رواية(ليالي ألف ليلة) فكان الزّمن عنده مُغفل الإحالة إلى تاريخ محدّد،إلاّ تاريخ الرواية نفسها،وبذلك غدا الزّمان يتلخّص عنده في الجملة الشّهيرة" كان يا مكان في قديم الزّمان وسالف العصر والأوان".
وتُعنى الباحثة في الفصل الثالث بوظيفة الحدث الأسطوريّ في التأصيل وربط الحدث المتكرّر بالحدث الأوّل الذي يرتبط بالبدايات ،ويعدّ الفعل التكراريّ لحادثة أولى حفظتها الأسطورة. وقد توافر محفوظ على أحداث أسطوريّة كثيرة،استفاد منها في بنائه الرّوائي ،واستلهم بعضاً منها في تشكيل معمار أحداثها ،وبذلك خلق أحداثاً أسطوريّة موازية أو مشابهة لتلك الأحداث الأسطوريّة الأولى.
وقد تناولت الدراسة أساطير: الصراع مع القدر،والصّراع مع الآلهة،والصّراع مع الكائنات الأسطوريّة،والطوفان،وغضب الآلهة،والبحث عن الخلود،وقتل الشقيق لشقيقه،وقتل الأم وكره الأب،والانتقام المقدّس،والمسخ،والتحوّل،ومحاكمة الموتى،والرحلة إلى عوالم أسطوريّة.
ونقدم تناول الباحثة لأسطورة الطوفان:" تُجمع كلّ الأديان السّماويّة على وقوع الطّوفان،الذي عمّ الأرض جميعها،وأنّ الله نجى منه نبيه(نوح) والصالحين القلّة الذين اتبعوه.وهذا الحدث المفصلي في تاريخ البشرية قد تسرّب إلى الأساطير القديمة كلّها،ومثلما كان الطّوفان من أهمّ قصص الديانات كلّها،ومثلما كان الطوفان من أهم قصص الديانات السّماويّة،كان كذلك من أهم مرويات الأساطير التي تعزوه إلى أسباب عدّة،وتروى فيه تفاصيل متباينة،لكنّها تلتقي جميعاً عند مأساة الغرق،ومنحة الحياة.
ونجيب محفوظ يستدعي هذا الحدث في(ملحمة الحرافيش) في موقع واحد،وذلك عندما زار "عاشور النّاجي" الجدّ لأوّل مرّة "البوظة" ،وأخذ يسترق النظرات على فتاة "البوظة"،وأخذ يسترق النّظرات على فتاة البوظة"فلّة"،"فأسبل جفنيه،وتذكّر قصة الطّوفان"،ولعلّ هذا الاستدعاء كان لإسباغ صفة الخطر على سلوك"عاشور"،فهو الرجل التقي الورع،وهاهو يدخل حانوت" البوظة"،ويجلس بين السكارى،ويراقب"فلّة" وهو الآن على مفترق طرق،أمّا أن يحقّق السّبب المجهول الذي جاء لأجله،أو يغادر دون رجعة،وبين الخيارين يلوح الطّوفان الذي يهدّد بإغراق كلّ المذنبين،وعلى رأسهم التّقي" عاشور" إن انجرف في ما انجرف معه الآخرون.فالحدث المتمثّل في الطّوفان ماهو إلاّ استدعاء لقيم الخوف والانتقام الرّباني الذي يحلّ بالعصاة والمجرمين. وكلمة"طوفان" تختزل كلّ هذه المعاني،وتضيف إليها قيمة الاختيار التي تعدّ مفترق طرق تومئ إلى كلّ الاحتمالات،ويتوقّع كلّ الاختيارات"(ص152-153).
ويقدّم الفصل الرّابع نماذج من الشخصيات "الأبطال" التي تعبّر عن الجماعة ككلّ،قبل أن تكون معبّرة عن الذات الفرديّة.فالبطل الأسطوريّ في روايتي(عبث الأقدار)و(رادوبيس) بطل رغم أنفه؛لأنّه وُلد،فوجد نفسه الفرعون،ولذلك كان لابدّ له في الرّواية من أن يضطلع بكلّ صفات الفرعون الأسطوريّ الذي مجدّه المصريون،واللافت للنّظر أنّ شخصية العدو المضاد للبطل تكتسب أبعاداً أسطوريّة كذلك،فـ" أبو فيس" ملك الهكسوس والعدو الأوّل للفرعون"سيكننرع" وللشعب المصريّ في رواية(كفاح طيبة) يتحصّل على صفات أسطوريّة تقديسية،فهو في نظر الهكسوس"فرعون مصر وابن الرّب/ست..."
والشّخصيّة الأسطوريّة في رواية(الطريق) (سيد سيد رحيمي) تندثر بالاختفاء،وهي بهذه الصّورة تكتسب المزيد من الأسطورة والدهشة والتميّز،ولعلّ عدم ظهورها في الأحداث،إلاّ عبر أوصاف في السّرد اللاحق على لسان بعض شخصيات الرواية،حافظ على هيكلها الأسطوريّ،ولم يمزجها قط بالواقع.
وقد يكون الزّهد والانقطاع لعبادة الله هو صانع الشّخصيّة ذات الهالات الأسطوريّة عند نجيب محفوظ،وإن كانت أساطير الزّهاد أقرب إلى البطولة منها إلى الأساطير،ولكن بعضها يتلبّس الصّفة الأسطوريّة من خروجه عن المألوف والزّمن.فالدرويش الأكبر الذي ينقطع للعبادة في (حكايات حارتنا) أسطورة يؤمن بها كلّ أهل الحارة.
ويلتقط محفوظ أسطورة البغي المقدّس من الأساطير القديمة،ويعيد توظيفها في بعض رواياته،وقد تسرّبت هذه الأسطورة في رواية(اللص والكلاب) فتكون البغيّ"نور" هي الملاذ الوحيد لـ "سعيد مهران" وهي الحبّ الحقيقي المعطاء في زمن الخديعة والغدر.
وقد يضفي أسطوريّة على شخصيته النّسويّة في رواياته بإسباغ قوة جسدية خارقة عليها أو بعلاقاتها مع كائنات أسطوريّة،فأم عبده في(حكايات حارتنا) شخصية أسطوريّة بما تتوافر عليه من قوة جسدية هائلة،و"نجية" في الرواية ذاتها قد اكتسبت أسطوريتها من علاقاتها بالجنّ والعفاريت.بالإضافة إلى هذه الشخصيات هناك شخصية"عاشور النّاجي" و"وحيد" في (الحرافيش)،و"جمصة البلطي" في(الليالي)و (ابن فطومة)و(رحلة ابن فطومة).
وفي الفصل الخامس تختار الباحثة طريقة لتناول الكائنات الأسطوريّة تضطلع بتمثيل دور وظيفي ثلاثي في الرواية التي تستحضر أو تخلق الكائن الأسطوريّ،فهو من ناحية أولى يشكّل ركناً من أركان العالم الأسطوريّ،ومن ناحية ثانية يعزّز فكرة الإيهام واختراق قيود العالم المعيش،ومن ناحية ثالثة يحقق دوراً ترميزياً يكمل اللوحة التي تستحضرها الرواية عبر استثمار المنجز الأسطوري،وتبدأ بالأشجار التي تستحضرها الرواية عبر استثمار المنجز الأسطوريّ،وتبدأ بالأشجار التي تستحضر في المشهد المكاني،إذ لطالما عبد الإنسان الأوّل روح الغاب ممثلة في الشّجرة،ولم تكن عبادته موجهة نحو الشجرة بذاتها بل نحو الرّوح الكامن فيها،لذلك نجد المصريين يقدّسون الأشجار،لاسيما السّنط والصفصاف والجميز والطرفاء واللوتس والنّخيل والبان. فالشجرة ليست مجرّد كائن عادي في الأسطورة،بل هي ترمز إلى الحياة وإلى الحكمة والخلود،وهي مقدّمة لأنّها تجسّد التجربة الدائمة لتجدّد العالم،ومن الكائنات المقدّسة أيضاً النّسر،وفرس البحر،والعفاريت،والشبح،والغراب،والثور،والملائكة،وطائر الرّخ،والمارد،والعنقاء.
ويعرض الفصل السادس الموجودات الأسطوريّة،وهي في الغالي جمادات أو على الأقل ملموسات ومدركات،وهي بوجودها في الأسطورة،إنّما تشكّل تمثيلاً هيكلياً خاصاً يحتفظ بصفة الثبات،وتُستدعى لاستكمال شروط الأسطورة والوفاء بمتعلقاتها المادية التي تشكّل نسقاً متكاملاً،وتستدعي بذلك كلّ رموزها،وتستوفي كلّ مظاهرها المادية التي يتحقّق بوجودها بناء الصورة المادية والروحية لها.
وقدّمت الباحثة الموجود الأسطوريّ على قدر وجوده في الرؤية التي يقدّمها محفوظ في أعماله،متكأً فيها على الأسطورة الأم أو الحامل لأحداث الرواية،والموجودات في الدراسة:العصا السّحريّة،والصولجان،والنّار المقدّسة،وطاقية الإخفاء،وخاتم سليمان،والكتاب،والسّحر،والتعاويذ،والقمقم.
ويكشف الفصل السّابع عن علاقة روايات محفوظ بالرّموز الأسطوريّة باعتبارها جزءاً من " النّسق الاعتقادي" المتعلّقة بأنماط السّلوك والقيم السائدة في المجتمع والمتجددة والمتجذرة في آنٍ،ضمن تاريخ الفكر الإنسانيّ،وتبدأ الباحثة بموتيف المخلص الذي يلحّ على الأساطير القديمة بل على كثير من الديانات السماوية،وعلى الرّغم من تنوّع صورة المخلص وتفاوتها في كلّ السّرديات؛فإنّه يضطلع بمهمة واحدة هي ملء الأرض عدلاً بعد أن مُلئت جوراً.
ونجيب محفوظ يربط الرّمز الأسطوريّ للمخلص برحلة البشرية منذ بدايتها متمثلة في (أولاد حارتنا)،فأدهم الابن الطيّب الذي طُرد من البيت الكبير،لأنّه عصي والده الجبلاوي يحلم بلا انقطاع بالعودة إلى البيت الكبير،ويرى الجبلاوي مخلصاً له من الحياة الضنكة،بل الكل- أهل الحارة- يعتقد جازماً أنّ الجبلاوي مخلص لهم من بطش الفتوات،وضنك الحياة،لذلك يصيح كلّ مغلوب على أمره:" ياجبلاوي". والطريف في عمل محفوظ أنّ المخلصين الذين جاؤوا إلى الحارة ليخلّصوا أهلها من الظلم أمثال"جبل"و"رفاعة"و"قاسم" كانوا هم أيضاً يبحثون عن مخلّص لهم ممّا يكابدون،وبالمثل "عرفة"و"بعده"حنش"وعاشور النّاجي" في رواية (ملحمة الحرافيش) راعي الفقراء الذين رفعوه إلى مرتبة الأولياء،وعندما يشقّ البؤس تكثر الآمال المفقودة على المخلّص.ويتجاوز المخلّص المنتظر في رواية(الطريق) الإنسان الخارق أو النّبي الصالح أو القائد الملهم فيكون انتظاراً لإلهيخلص"صابر" بطل الرواية من الذّل والحاجة والوقوع في الرذيلة.
ورواية(الطريق) باعتبارها أمثولة أسطوريّة،تربط النّص بأحداث المجتمع قبل نكسة 1967،والبحث عن الأب"سيد سيد الرحيمي"فالرواية تحتمل كلّ هذه التأويلات،وتسمح بالمزيد منها. وننتقل إلى الخضر كرمز أسطوريّ للحياة والخلود،فيظهر الخضر في رواية"أبو المكارم" فينفذ العين أمر " الخضر" لتوّه ويقيم الضّريح،وبمرور الزّمن تتلاشى ذكريات أبو المكارم،وتبقى له الولاية،والثقافة الشعبية المصريّة،تسمّي هذه الظاهرة بأنّ الولي"بيّن" ولابدّ من إقامة مقام له،وذلك الحدث يتمّ عبر النبوءة أو الحلم الذي يأتي إلى أحد المسؤولين أو الأغنياء،وهي طريقة في صناعة الولي في الثقافة المصريّة الشعبيّة.
والخضر يتجلّى لـ" العاشور" النّاجي الوحيد من الوباء يمدّ له اليد،ويقود إلى سدرة المنتهى،ولعلّ هذا الظهور المرتبط بحالات الانتكاس والضعف هو نوع من استدعاء القوى الإيجابية المحفّزة للعمل والتفاؤل،لذلك تجد الخضر يظهر في اللحظات الحرجة في مخيّلة الشخصية الروائيّة،ونشير إلى الخضر الحديث(المتمرّد) الذي يكشف عن الإرادة الواعية والمثقفة وهو وليد الفكر المتبصّر،وهو شرط من شروط التغيير والإصلاح،ويظهر ذلك في شخصية"فتح الباب شمس الدين جلال النّاجي" في رواية (ملحمة الحرافيش)،ومن المتمرّد إلى العدد الذي يرتبط بمصير البشر،وللعدد ارتباطات بدلالات سحريّة في كثير من لمعتقدات،ولدى عدد من الشّعوب،وتبرز الأرقام ثلاثة وستة وعشرة لتخصّب الرمز برمزيتها الأسطوريّة؛فالحاجب الأكبر لملك الهكسوس"أبو فيس" جاء إلى طيبة،وقابل فرعونها"سيكننرع"،وهو يحمل له ثلاث رغبات من سيده،ويظهر العدد عشرة في رواية(أولاد حارتنا)،فالجبلاوي يحفظ وصاياه في سِفْر،ويجعلها عشرة شروط.
ويرتبط الرّقم عشرة شروط يجب توافرها في الملك.كذلك هو رقم الاكتمال والاكتفاء. والتقسيم الزّمني للقفزات الزّمنية لابن فطومة في رحلته،بدأ بأن يقيم في كلّ دار يزورها عشرة أيام،والرّقم أربعة عدد مقدّس يشير إلى منظومة الكون المتكاملة من العوالم التي وجدت وانتهت،وتتألّف من أربعة عصور،ويرتبط أيضاً بالطبيعة(الفصول الأربعة،والجهات الأربعة،والرياح الأربعة)،وفي الصّوفية الأقطاب اربعة،ومكونات أربعة(الماء والنّار والتّارب والهواء)والمربع رمز الثبات.ويستكمل الفصل بالرموز المرتبطة بالحلم،والأنوثة المقدّسة،والجنس،والدّعاء،والقربان،والموسيقى،والغناء،والرّقص،والمواكب،واللون.
وتقدّم الباحثة في الفصل الثامن( اللغة الأسطوريّة والبناءالسّردي" تصوراً يعتمد على معطيات نظريو الرواية خصوصاً المعمار الحامل للرواية،فتقول إنّ الوصف المثقل بالصّور الشّعريّة أهم مميزات أسطوريّة اللغة عند محفوظ في رواياته التاريخية الثلاث الأولى لكي يوحي إلى القارئ بجوِّ الغموض والسّحر والبعد عن الزّمام القديم حتى يندمج القارئ في خبايا الصّورة وخبايا المنظر،وهذه اللغة الأسطوريّة محمّلة بالألقاب والنّعوت التي تسبغ على الأشخاص خصائصهم وقدراتهم بالإضافة إلى اللغة الحماسيّة الخطابيّة واللغة الملحميّة،ولغة التكثيف،وتخصّب المفارقة اللغة الأسطوريّة بالقلق(القاضي الهكسوسي يتدلّى على صورة تمثال لربّه العدالة"ثمي""(كفاح طيبة).
والسّرد يأتي على لسان الراوي العليم الذي يهيمن على عالم روايته ويتدخّل بالتعليق والوصف الخارجي،وهو في روايات نجيب محفوظ التاريخيّة الثلاث راوٍ من خارج الحكاية،لاينتمي إليها،لذلك يرد بها بضمير الغائب.
وعُني راوي (أولاد حارتنا) الذي يستثمر طريقة السّرد الملحمي والقصصي الشّعبي بأن يذكر مصادر معلوماته،ويعلن أنّه ليس إلاّ مرويّاً له،سمع أحداث الرواية من مصادر أخرى ثم يعيد سردها بعد أن حفزه أحد أصدقاء(عرفة) على كتابة أحداث الرواية،ويحاول محفوظ إقناع القارئ بأنّه بإزاء سرد مرفوع إلى رواة كثر ومختلفين إلاّ أنّ الراوي في الرواية كان راوياً عليماً،يروي بأسلوب السّرد الموضوعي،وهو يتكئ في سرده على ضمير الغائب فضلاً عن استعانته بالسّرد والوصف والحوار. وتزوّد الأغاني اللغة في أولاد حارتنا بسمتها الشّعبيّة الغنائيّة(حطّة يابطّة يادقن القطّة)،و(مركب حبيبي في المية جاية راخيه شعورها على المسيّة).
وتنزع المفارقة والتّناص إلى كسر أسطوريّة اللغة وربطها بالموروث،فجبل يقول:" إنّ أسرتنا المجيدة تجري في دماها الجريمة منذ القدم"،أمّا التّناص فهو يربط الحدث الروائي بالحدث التاريخي بخيط سحري،فأهل الحارة الذين تعاونوا مع جبل وحفروا دهليزاً عظيماً ،وأغرقوا الفتوة،ورجاله قد صاحوا فرحاً بغرقهم قائلين:" هذه عاقبة الظالمين"،وفي هذا القول تناص واضح مع الآية الكريمة التي تعقب على غرق الظالمين من فرعون وجيشه الذين لحقوا بموسى وقومه.
ويستخدم الشّيخ علي الجنيدي في حواراته مع سعيد مهران في رواية(اللص والكلاب) لغة تعتمد على الإشارة والتلميح أكثر ممّا تعتمد على التعبير الصّريح أو المباشر،ويلحّ على لازمة لغوية هي جملة"توضّأ واقرأ"،فالوضوء هو رمز للطهارة المادية والمعنوية والقراءة رمز للمعرفة والبدء.وتكتسي اللغة الصّوفيّة الرّمزيّة في الرواية بالشّكل الشّعري المغنّي على هيئة أناشيد وابتهالات.ويتقاسم العرّافون وقارئو الطالع وشيوخ التكيات اللغة الترميزيّة مع الصّوفيّة في رواية(الطريق)و(حكايات حارتنا)واللغة الترميزيّة في (قلب الليل) المثقلة بالصّور والمحسوس والمجاز تنقل رحلة الإنسان من عهد الأسطورة إلى زمن سيادة العقل والإرداة.وتدخل لغة الترانيم والأناشيد بلسان أعجمي غير عربي في خانة اللغة الترميزيّة والغناء بالإنشاد بين اللغة في رواية(الطريق)،كما يلعب الوصف دوره التقليدي في نقل مظاهر الأبّهة والثراء التي تذكّرنا بقصور ألف ليلة وليلة،كما في قصر"رؤوف علوان" في رواية(قلب الليل) وفي رواية (ملحمة الحرافيش)يُذكي الوصف من حيوية اللغة الشّعريّة،ويجعلها تصف ببراعة الأشياء والأشخاص والأحداث.
وتنتهي الدراسة بثلاثة ملاحق،أولها ببليوجرافيا لروايات نجيب محفوظ حتى زمن الانتهاء من الدّراسة،وثانيها وقفة تعريفية عند نجيب محفوظ،وثالثها معجم بأسماء الآلهة والشخصيات الأسطوريّة والكائنات الخرافيّة والأماكن الأسطوريّة الواردة فيها.