الصفحات

2011/10/17

بيان رقم (2) " لنحن هنا" بشأن انتخابات مجلسى الشعب والشورى

لأن الأدباء المصريين، هم الضمير الحى لشعب مصر.. تنبأوا بثورة 25 يناير، وأعدوا لها، وشاركوا فيها، وتقدموا صفوفها.. فكان لابد لهم أن يواصلوا مسيرتهم معها، لا يتخلفون عنها قيد أنملة، وكان حتماً عليهم أن يعملوا على حمايتها من المخاطر المحدقة بها، وأن يحافظوا على توهج شعلتها، وأن يمارسوا أدوارهم الأساسية باعتبارهم أصحاب رسالة تستهدف رقى المجتمع وتقدمه؛ لكنهم ـ وهذا هو أمرهم ـ وجدوا أنفسهم بعد الثورة حيال أوضاع لا يمكنهم السكوت عليها، فسدنة الحياة الأدبية قبل الثورة مازالوا هم هم بشخوصهم وسياساتهم وممارساتهم، وما زالوا بنفس الأدوات والأساليب يهيمنون على الساحة الأدبية المصرية؛ وقد لحق بهم بكل أسف منافقون وإمعات ولابسو أقنعة ممن يستعجلون جنى ثمرات الثورة بأسرع ما يكون الجنى، فزادت أوجاع الحركة الأدبية، واستمرت مسلسلات الوأد والقمع والإقصاء والإزاحة والتهميش لكل طلع أدبى جديد متفجر بالنماء، وبات المخلصون من المبدعين والنقاد، والقليل النادر من منابر النشر الجاد، فى وضع المحاصرة التى تزداد إحكاماً يوماً بعد يوم.
 
      ولخطورة هذا الوضع، وللحد من آثاره الضارة على مصر الثورة، اجتمع  عدد من الأدباء، يمثلون عدداً من محافظات مصر، ممن آمنوا بدور الأدب كمحرك رئيس فى عملية النهوض بالوعى العام، على مجموعة من الأهداف فى مقدمتها:
 
  1.  تفعيل الاتصال الأدبى مع الجمهور العام بالخروج إليه فى أماكن تجمعه، بالأساليب والكيفيات التى تتواءم معه.
  2. مناهضة تيارات التسطيح والتجهيل والجمود والتعصب والردة داخل الساحة الأدبية المصرية.
  3. فضح صور الزيف وآليات الخداع ومسارات الانحراف التى أوهنت الحياة الأدبية المصرية.
  4. مقاومة الفساد الذى استشرى فى الحقل الأدبى وملاحقة المفسدين بكل الطرق المشروعة.
  5. الحض على استقلالية الأديب: رؤية وممارسة، ومقاومة محاولات احتوائه عند تعامله مع المؤسسات الثقافية: الحكومية والأهليه، أياً كانت أساليبها ومستوياتها ومصادرها.
  6. فتح آفاق إبداعية ونقدية جديدة تنطلق من واقع الثورة المتحرر من قيود الماضى البغيض.
  7. الضغط على السلطة السياسية لوضع استراتيجية ثقافية سليمة، منطوية على خطط رشيدة، وبرامج تنفيذية قابلة للتطبيق العملى، يعتنى فيها بالأدب والأدباء. 
  8. الارتقاء بالأوضاع الصحية والاجتماعية للأدباء، وتفعيل صندوق الرعاية التابع لوزارة الثقافة المنشأ يالقانون رقم 126 لسنة 1964م. بما يتواءم مع الظروف الراهنة ويكفل المحافظة على كرامة الأدباء.
     وقد اتفقو على أن يتخذ نشاطهم شكل الحركة، وأن يكون شعارها (نحن هنا).

وبين البيان التأسيسى والبيان رقم 2 البيان رقم 1 وكان يتعلق بأحداث ماسبيرو. نطمح إلى التأثير فى الواقع الأدبى لتحقيق الأهداف الموضحة بالبيان التأسيسى، ونعول على أدباء الجنوب.
قاسم مسعد عليوة
نحن هـنا
   ـــــــ
البيان رقم (2)
بشأن انتخابات مجلسى الشعب والشورى


     بمناسبة الإغلاق الوشيك لباب التقدم بأوراق الترشيح لانتخابات مجلسى الشعب والشورى، وبدء الحملات الانتخابية التى ستعم أرجاء مصر من أقصاها إلى أقصاها؛ ولأنه ينبغى، بل من الحتمى، أن تختلف هذه الانتخابات عن كل ما سبقها من انتخابات، لكونها أول انتخابات تجرى فى عهد ثورى مناهض لكل ما أدى إلى تدهور حياة المصريين، وأدى إلى تخلفها عن ركب الرقى والتقدم، فإن حركة (نحن هنا) الأدبية تتوجه بخطابها إلى كل من رشح نفسه ليخوض غمار هذه الانتخابات وتقول له: إن السلوك الانتخابى السابق، وربما كنت أنت أحد ممارسيه، ظل لعقود مصحوباً بحملات التشهير والسباب، فى مسيرات التأييد والسرادقات الانتخابية والصحف والمؤتمرات الحزبية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية، واقترن هذا السلوك بأساليب متعددة لشراء الذمم، تنوعت بين رشوة ظاهرة أو خفية، وتبن للمطالب القريبة لهذه الفئة أو تلك.. فإن جاء يوم الفصل، الذى هو يوم الانتخاب، ظهرت الهجمات السلطوية مدعومة بأداء شرس، من قبل قوات الشرطة والبلطجية والأشياع، للإجهاز على إيجابيات الديموقراطية بسكين التزييف والعصبيات.

     وللأسف الشديد، بلغ هذا السلوك من التأثير فى حياة المصريين مبلغاً عظيم الخطر، فصار موروثاً لصيقاً بالحكم فى جميع مستوياته الرسمية والشعبية، وهذا ما رصدت حركة (نحن هنا) الأدبية ارهاصاته بعد ثورة 25 يناير المجيدة، فالوعود فئوية لا تزال، والاهتمامات إما اقتصادية أو اجتماعية، ومؤسسة الحكم لا تولى الثقافة الاهتمام الذى تستحقه، وتقدم كما كانت قبل الثورة وزارة الداحلية على وزارة الثقافة.

    وبحثت الحركة عن الثقافة الحقة: آداباً وفنوناً وعلوماً بين اهتمامات المرشحين فلم تجدها، أقصى ما وجدته ذلك التنافس العنيف بين دعاة علمانية الدولة ومدنيتها من ناحية، وبين السلفية الوهابية بتشعباتها المختلفة من ناحية أخرى، أما الثقافة الصحيحة ومستقبلها وكيفية النهوض بها، وتحريرها من ربقة العبودية السلطوية، وإتاحة فرص انفتاح مثقفى مصر: أدباء وفنانين وعلماء ومهنيين على ثقافات العالم، والبحث عن مصادر لتمويل النشاط الثقافى بما يحافظ على استقلالها، فكلها أمور لايزل الطامحون لاحتلال مقاعد مجلسى الشعب والشورى تائهون عنها، مع أن من أشعل فتيل الثورة هم المثقفون، وهم من نقل شرارتها وحافظ على اتقادها.

     لهذا فإن حركة (نحن هنا) الأدبية تقول لك يا من قدمت أوراق ترشيحك لعضوية أى من المجلسين: إننا وكل من يقف فى صفوفنا من أصحاب الأقلام الشريفة سنقف منك موقف العداء المباشر إن لم تتقدم لناخبيك ببرامج منطقية تبين فيها رؤيتك، وما يمكن أن تقدمه لمستقبل الثقافة فى مصر فى مجالات الآداب والفنون والعلوم؛ وسنقف منك ذات الموقف إن لم تسع إلى الالتقاء بالمثقفين، غير المعزولين عن الشعب، فى مواقعهم على تعدد مستوياتها من النجع والقرية حتى العاصمة، ومن أدنى رابطة أو جمعية أو ناد حتى اتحاد كتاب مصر.
الاثنين 17 أكتوبر 2011م.                                                                                         نحن هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق