الصفحات

2011/10/22

شبح ابتسامة

شبح ابتسامة
مريم سمير احمد *

وقفت اقتربت منه كان التمثال لاخناتون نظرت إلى الأرض في ألم ونشوه ، التفت التمثال يمينا ويسارا صوب عينيه ناحيتي ثم نزل من فوق قاعدته الصلدة نادى على قائلا : مريم مريم
نظرت له غير مصدقه ... فركت عيني وحدقت فيه كان هو يقف امامى يشد يده على خصره وينظر لي في استغراب ثم قال : لماذا لا تردين على ندائي
وقفت انظر إليه .. كان هو اخناتون بملابسه وتاجه الفرعوني وذراعه المكسورة شعرت بحب تجاه هذا الملك رددت قائله : هذا غريب فالمفروض إن تكون تمثالا وليس غير ذلك
فقال وهو يقف معتدلا:نعم اعرف هذا ولكن أردت إن أوصل لكي رسالة من أجدادك
ثم وقف منتصب إلقامه ونظر إلى عيني مباشره قائلا: لا تيأسي من مصر يا مريم رغم ما بها ورغم ما أصبح فيها ... لا تندمي على انك منها إن بها أشياء تجعلك تصلى لأعلى درجات العشق لها فرددت عليه قائله بمرارة : وبها أشياء تجعلني اكرهها .
فقال: حتى لو كان ذلك لم لا تحاولى إن تنظفيها ؟؟ ... مصر يا مريم كالجوهرة الثمينة عندما تخرج من محاجر الجنوب ما إن تنظف وتصقل حتى تلمع ويشد لمعانها كل من حولها فقلت : أنا وحدي فقال:ابدئي بنفسك فقلت : ماذا لو فشلت فقال : حينما تجاهدي في سبيل بلدك لن تفشلي فقلت : ولكن أنا خائفة ، قال : أتخافين وورائك الفراعنة وإمامك مصر ؟ فابتسمت فمد يده واعطانى شيئا وأغلق يدي عليه ثم قال : لا تفتحي يدك حتى تخرجي من المتحف ... هيا اذهبي ولا تنسى وصيه أجدادك ، كان الزحام قد بدأ يقترب من القاعة الخاصة بالملك اخناتون وأسرته . تركت التمثال خلف ظهري وجريت إلى بوابه القاعة ثم التفت وقربت يدي من فمي وأرسلت قبله في الهواء إليه وقلت :ابلغ سلامي لاجدادى ، كان قد رجع كما كان في البداية فوق قاعدته الصلدة قائلا : حسنا ثم رأيت على شفتيه شبح ابتسامه وعند بوابه المتحف فتحت يدي فرأيت مفتاح الحياة لقد اعطانى مفتاح الحياة ... الأمل .
ألتفت إلى حفيدي الصغير ونحن نقف إمام تمثال اخناتون قائله : هذه القصة حدثت لي فعلا منذ عشرين عاما ، فقال : وهل تعتقدين أنى اصدق ما قلتيه ؟
فقلت : لايهم المهم ايمانى أنا بأن هذا قد حدث فعلا ثم أعطيته مفتاح الحياة ليراه ومشينا نحو باب القاعة نظر حفيدي إلى مفتاح الحياة ثم أعاده لي وهو يقول : جدتي اننى أصدقك ثم جرى إلى خارج القاعة احتضنت المفتاح والتفت إلى التمثال غمزلى غمزه ثم ابتسم ... ولا تزال شبح ابتسامته على شفتيه حتى الان ...

*السويس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق