الصفحات

2012/01/21

"البهلوان " قصة: نايف النوايسة

البهلوان
• قصة: نايف النوايسة

جالَسَ كل النساء في الندوة الأدبية.. وأظهر لهن انه (الزغرت)* الوحيد بين كل هؤلاء الذين يتسمّون رجالاً.. تغزّل بهن جميعاً.. أطلق لكل واحدة منهن نكتةً.. وصفهن كلهن بالجميلات الفاتنات.. وجهه مكتنزٌ بتعابير يُواجه بها كل امرأة تصادفه.. وكان يلتقطُ الصور لهن بنهمٍ شديد..
أهدى كل واحدة منهن نسخة من كتابه.. كنّ يتصفحن الكتاب بسرعة.. تبادلن الغمزات، والإشارات، والضحكات..
وقفن فجأة..
تركن نسخ الكتاب المهداة على كراسيهن..
همست إحداهن بأذن أخرى: سخيف!
استفسر: أنا؟
قالت وهي تقهقه: لا، الكتاب..
مدّ لسانه وصرخ: ما الفرق؟!
انفضضن من حوله سراعاً..
الآن ليس حوله أحد.. وحده يرقص بين الكراسي كالبهلوان، كالمسعور، ويضحك بهستيريا.. ليس حوله أحد.. نادى.. لحقهن..
صددنه وأغلقن الباب بوجهه.. يضحكن بشدة.. يبكي بحرقة..
عاد إلينا مهشماً.. كنا صامتين.. أَشَحنا بوجوهنا عنه..
حملتُ قلمي ورحتُ أحفر في وجهه.. كان سلساً على الورق..
ابتسمتُ حينما انتهيت..في حين كان شخيره يملأ المكان.

المزار الجنوبي: 11ـ1ـ2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق