الصفحات

2012/05/19

شخصية مصر بقلم د/صديق الحكيم


شخصية مصر
بقلم د/صديق الحكيم
**فاتحة القول
من الأخبار المفرحة والمبهجة بالنسبة لي وسط هذا الكم الهائل من الأخبار المحزنة والمستفزة هو خبر إصدار طبعة شعبية من كتاب "شخصية مصر" للعالم المصري الدكتورجمال حمدان ، حيث وقعت الهيئة العامة لقصور الثقافة عقداً مع اللواء عبد العظيم حمدان، شقيق دكتور جمال حمدان على إصدار خمسة آلاف نسخة من الكتاب ومما زاد من فرحتي أن هيئة قصور الثقافة قررت أن يكون سعر النسخة من المجلد الواحد ثمانية جنيهات وهذا يعني توفير فرصة سانحة للشباب بل ولجميع فئات الشعب المصري والعربي أن يقرأوا شخصية مصر كما رسمها حمدان بعد محنة من أشد المحن التي مرت بها مصر ألا وهي نكسة 67
وكتاب "شخصية مصر" دراسة فى عبقرية المكان قد صدرت الطبعة الأولى منه سنة 1967 فى 300 صفحة من القطع الصغير، ثم صدر الكتاب كاملاً فى أربع مجلدات بين عامى 1981 ـ 1984. ويناقش الكتاب شخصية مصر الإقليمية الناتجة عن مكانها الجغرافى على الخريطة وتميز البيئة المصرية وكيف كان لتميز الموقع أثر على وضع مصر الثقافى والسياسى وتطورها الاجتماعى، والعلاقة بين الإنسان المصرى والطبيعة والنيل، وكيف صاغت تلك العلاقة الحضارة المصرية.
فالكتاب هو إعادة اكتشاف لشخصية مصرالعظيمة ومسح التراب عن وجهها إثر الهزيمة المريرة في النكسة وحالة اليأس القاتل التي ألمت بالشعب المصري وقتها فجاء كتاب "شخصية مصر" ليبث الأمل عن طريق الحقائق العلمية وليس بالكلمات الجوفاء التي تدغدغ مشاعر الناس ثم ما تلبث أن يتلاشي تأثيرها مثل الزبد  مصداق لقوله تعالي في سورة الرعد (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ)
**خاتمة القول
هذه دعوتي للجميع لقراءة شخصية مصر من جديد في هذا الوقت العصيب الذي تمرفيه مصر بمخاض عسير وبالرغم من حيازتي لهذا الكتاب الرائع منذ عقدين من الزمان إلا أنني قررت أن أشتري أكثر من نسخة لأهديها لأصدقائي وهذا ما أوصي به القراء الكرام عسى أن يكون هذا الكتاب سبباً ودافعاً لأن نحب مصر ونخلص العمل من أجلها بعيدا عن كل الصراعات التي شغلتنا كما كنا في 25 يناير ومابعدها وما ذلك علي الله بعزيز إذا صدقت النوايا وتوفر العزم
عاشت مصر حرة قوية كريمة
الجمعة 18 مايو 2012
** للتواصل مع الكاتب: sedeeks@yahoo.com        Sedeeks2011@twitter.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق