الصفحات

2012/06/01

أَرْجُوك.. لا تَبْتَسِم.. شِعْر/هناء أحمد على


أَرْجُوك.. لا تَبْتَسِم..
شِعْر/هناء أحمد على

أَثْنَاءَ حَدِيثكَ لا دَاعِى َمِنْ أنْ تَتَبَسّمَ... يَا عُمْرِى
فَكَفَانِى صَوتُكَ يَأْخُذُنِى
خَلفَ الإدْرَاكِ وَيُرْهِقُنِى
خَشِنٌ يَتَدَفّقُ إحْسَاسَاً
وَيَعِيثُ بِحِرْصِى إفْسَادَاً
وَبِعُمْقِ النّبْرَةِ يَجْعَلُنِى
مِنْ فَوقِ الجُرْفِ أُنَادِيهِ
أَنْ لُفّ كَيَانِى وَاجْرِفْنِى
بِحَدِيثٍ سِحْرِىّ ِالنّغَمَاتْ
كُلّى آذَانٌ صَاغِيَة ٌ
كُلّى ...تَسْلِيمٌ للْكَلِمَاتْ
أمّا أنْ تُطْلِقَ بَسْمَتَكَ البَيضَاءَ بِمَشْهَدِ أَحْلامِى
هَذَا مَا لا أَتَحَمّلُهُ
سَتَزِيدُ وَتَنْقُصُ دَقّاتِى فِى نَفْسِ الوَقْتْ
سَأَكُونُ بِآخِرِ جِِلْسَتِنَا
عُصْفُورَاً يَقْطُرُ إذْعَانَاً بِيَمِينِكَ أَنْتْ
هَلْ تَعْلَمُ أنّكَ مُبْتَسِمَاً
تَبْدُو كَرَبِيع ٍ يَعْرِضُ لِى
أَحْلَى الألْوَانِ فَيُغْرِينِى
بِكَثِيرٍ مِنْ عَسَلِ الأحْلامْ
هَلْ تَعْلَمُ أنّكَ مُبْتَسِمَاً
تَرتَاحُ خُطُوط ٌ حَولَ عُيُونِكَ مُشْرِقَة ً
وَبِظِلّ الأهْدَابِ العُليَا
أَتَنَقّلُ فِيهَا هَائِمَة ً
فَأَضِيعُ وَمَا أَحْلَى أَنْ أَبْقَى ضَائِعَة ً
فِى مِثْلِ خُطُوطْ
مَنْ يَبْحَثُ "أصْلا" يَا عُمْرِى
عَنْ أَىّ هُبُوطْ
فَإذَنْ :
 دَعْنِى مِنْ خَطٍّ أُنْقَل لِلآخَر فِى جُنْحِِ الصّمتْ
لِتَزِيد وَتَنْقُص دَقّاتِى فِى نَفْسِ الوَقتْ
وَأَكُون بِآخِرِ جِِلْسَتِنَا
عُصْفُورَاً يَقْطُرُ إذْعَانَاً بِيَمِينِكَ أَنتْ
هَلْ جَاءَ الليلُ بِنِصْفِ اليَوم ِ يُفَاجِئُنِى؟
أمْ أنّ عُيُونكَ قَدْ أَمَرَتْ..؟
فَأَطَاعَ الجَوّ سَوَادَ عُيُونِكَ مُعْتَرِفَاً
بِالليل ِ القَادِم ِ مِنْ عَينَيكْ
هَذَا مَا كُنْتُ أُحَاذِرُهُ وَأَتُوقُ إلَيهْ
الآنَ سَأُحْبَسُ رَاضِيَة ً
 بِالنّجْم ِ اللامِع ِ فِى عَينَيكْ
الآنَ سَأَفْتَحُ صَدْرِى كَاشِفَة ً كُلّ الأسْرَارْ
أَتَضَوّرُ شَوقَاً يَا عُمْرِى
أَتَصَبّبُ عِشْقَاً يُؤْلِمُنِى
هَلا سَجّلْتَ بِتَفْصِيل ٍ هَذَا الإقْرَارْ
أَتَصَبّبُ عِشْقَاً يُؤلِمُنِى
لِوَمِيض ِعُيُونِكَ يَأكُلُنِى
للصَدْمَةِ بَينَ فُؤَادَينَا فِى بَدْءِ عِنَاقْ
أَتَضَوّرُ شَوقَاً يَا عُمْرِى
لِهَدِير ِ زَفِيرِكَ فِى أُذُنِى
لا يَعْرِفُ حَدّاً لِلأشْوَاقْ
للغَزْوِ الكَاسِح ِ مِِنْ كَفّيكْ
للطَوقِِ القَابِض ِ مِنْ زِنْدَيكْ
لا يُدْرِكُ مَعْنىً لِلإشْفَاقْ
لِمَذَاق ٍأَطْمَعُ أَنْ يَبْقَى عِنْدَ الآفَاق ِ يُدَلّلنِى
وَيَظَلّ يُفَاجِىءُ إحْسَاسِى
مِنْ كُلّ لَذِيذٍ بِالأرْوَعْ
يَا خَوفِى مِنْ عَسَل ِ الأحْلامْ
أَرَأَيتَ حَبِيبِى بَسْمََتَكَ البَيضَاءَ وَمَا تَصْنَعْ
أَرَأَيتَ الظُلْمَ بِمَحْض ِ جَمَالكَ  كَمْ يُخْضِِعْ
أَرْجُوكَ تَكُفّ عَنِ البَسْمَةْ
أَوْ خُذْنِى الآنَ إلَى الأحْلامْ
لِطَريقٍ مَنْ يَذْهَب فِيهِ
حَتّى للنّفْس ِ
 فَلَنْ يَرْجِعْ

هناك تعليق واحد: