الصفحات

2012/09/15

قصيـدة الوعـد شعر : حسن النجار



  قصيـدة الوعـد
     شعر : حسن النجار
     1

آمنةٌ كانت في أقصي الدار
تمشط شَعر الرأس
وتصبغه بالحناء .
تنظر قافلةً تأتي ، وتروح
تُلامس سترتها
وتنادي غلمان الروح
فيأتيها مدد الرؤيا .


 ـ كانت إن جاعت
  تأكل من تمر الريح
 
 
وتفتح سيرتها للطير العائد ـ

    حين أتاها الطلْقُ
    التحفتْ بترابِ الأرض
    وزُمَّتْ تحت الآهةِ
    يحرسها ملَكان نديمان .

    فهل كانت تعرف أن الأرض
    قد أستعرتْ بدم الأشياء
    وأن اليوم هو الموعد ؟

       2
مولعٌ أن أراكَ هنا
مولعٌ أن أراكَ هناك
وفي الحالتين استملتُ القصائد
من رغوة في الهواء الطليق
وبيني وبينك ماءٌ وليلٌ
وصحراءُ شردٍ
      مطوقةٌ
      بالغمام .
أجيئكَ في أول الليل ،
 آخره
في وضوح النهر علي
 جبل الوعد ،
  في سكرة الجسد المتلهف

وهو يطالع أسماء من بايعوك
 
 ومن قاسموكَ الطريق
 ومن طوقوك بعشق البرايا
 ومن حملوا عنكَ رهج الطريق
     إلي سدرة المنتهي ..
  والسماءُ معطرةٌ بخيولٍ
  من الله
  تسعي إلي الله ..

        3
    كان أجمل لو تأتي الآن
     ممتشقا سيفكَ الذهبيَّ
     وفي طرف ثوبك يسمو هلالٌ
    
    يعيد إلي الأرض
     ذاكرةَ الأرض
     يوقظها من سبات المواجع ..
يرسم آخر مملكة في نشيد الغياب
ويمنحني بعض ترتيلةٍ ..

ـ ذلك الصوت يأتي من الماء
     أم من خلايا القصائد ـ
إن الطريقَ معبدةٌ
ورعاياكَ ينتظرونكَ في كل منعطفٍ
علَّ في آخر الأرض بابا
يقال له مرتقي الفتْح ..
من يرفع الآن غيرُكَ
    هذا الظلامَ الكثيف
ومن يدفع الآن غيرُك
 
هذا الجوادَ المكبل ،
من يحتوينا بعشق الفتوحات ؟

__________________

 
hasannagar@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق