الصفحات

2012/10/18

( آية اللدد البغيض ) شعر: فرغلي الخبيري



آية اللدد البغيض
 فرغلي الخبيري
إلى أؤلئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!!

ما كان يجمعنا على أثدائها يوما يفرِّق جمعنا
وكأننا فيما نأى بك أو دنا
لا أنت أنت ولا أنا
وكأننا .. ضدان ، لا رحم تؤلِّف بيننا
أو فسحة مما يضيق بنا تُلملم شعثنا
أو لم يكن من أمرنا رَشَد نثوب إليه من شَطَط ،
وقد شـطَّت بنا لغتان من رأبين مُنصَدِعين ،
لا بهما استقام لسان أرشدنا ولا أغنى سُـدور سَفيهنا في غيه ،
عما بدا بيني وبينك من خصومة ألف قابيل وهابيلٍ ،
فعلَّـك باخعٌ نفسي ونفسك يا ابن أمَ لتصطـفي من أحـرفي ،
لغــة تضل بهديها ، أو تهتـدي بضلالها
عَلَّ الضلالات التي تغشى نهارك تصطفيك لليلها
أو عَلَّ في الليل الملبد بالكوابيس ،
التي لم تستطع صبراً على تأويلها
ما ليس يشفي من غثاء القول بعض غليلها
فاركض بِغَيّـِك ،
إن هذا ليس مُغتَسلا لعجمتـها ، ولا رِيَّــا لظَمْأتها ..
ولا فيما يلي ما تصطلي من وحــلها
أرض تلـوذ بظلها .
فبمن تلوذ ؟
وبأي مُصْطَبَر تعوذ ؟
ولأي مُرتحل ستسبق ،
والخطى شدَّت وثاقك مرتين إلي شِراك نعالها
فاشدد رحالك شطر لا جهة تلوذ بذلها
اشدد رحالك لا الرياح تشُقُّ أستار الظلام ،
ولا الرماح تفض أختام الكلام ،
ولا البراح يؤوب من سَعَة إليك ،
الوقت مُنقلب عليك ،
ولا ترى أرضا
وكم شمس تقلبت السماء بها ووحدك من يبوء بليلها
فاجمع شتاتك ، إنما في عُجمـــة الآذان مُتسع لصوتك
في ظلامك ألف متسع لينطفئ النهار ..
وليس من آت يبـدل خوفها أمنا ،
ولا في نهرها رِي ، ولا في غيمها إمطار ..
فبما رغاء في شرايين الكتابة قد تكلَّس حبره ،
صَدِئت مفاصلنا انتظارا للذي يأتي على غير انتظار
صدِئت مفاصلنا وأنت تروغ في أشتاتها
حتى إذا نادى مناديها ، أدرت جميع ظهرك لي ، ووجهك للفرار
فلأي منقلب فرارك من كتاب ليس أخونه الفرار
ولأي عار !
ها قد أجاءتك المخاضات العسيرة في الكتاب
إلى لظى حصبائها
فاخلع عل الحصباء مما لا يليك من اللظى نعليك منتعلا يديك
وكل وجهك راغم في مَلِّها
وأهِلْ عليها من بقية مُهْلها ،
ما ليس ينفرج الظلام عليه
ولا الصباحات اللواتي في فــرارك قد يئسن من المحيض
وكلما فاضت تغيض
وكلما غاضت تفيض
فبأي فاتحة وقد بتنا على طرفَيْ نقيض
ستظل تقرأ من صحائفها البغيضة آية اللدد البغيض
وتظل تحفر تحت كل قراءة قبرا ،
وتنشد فوق كل مَناحة شِعرا ،
وتطلب عند كل قصيدة ثأرا
لتبرأ من دم أنا أتقيه
ويداك والغتان فيه
وبكل حرف ناتئ عن أبجديتها إذا تغري بعجمته عَماية قارئيه
تتأوله ..
أنا أتقيه ،
وحبل فتنتها الذي قد لفَّ أعناق النهاية في يمينك أوله
فاستفت أرجح أصغريك وأنت تطلب ثأره وجميع سيفك قاتله
يا ألف قابيل يؤجج نار عجمتها وينفخ في الرماد
ياجيش ردتها الذي طمس البياض على خريطة وجهها بيدالسواد
أنفخ ليستعر الرماد
انفخ لتحترق البلاد
حتى إذا صيرتها شيعاً وأحزابا نصبت على خرائبها المزاد
وسملت آخر مفردات الضوء في العين التي قرأتْـك
حتى سال بؤبؤها على الأحداق
واستعجم الوراق
ولوى لسان العجمة الأوراق
وتطوحت بسيوفه أعناق
فغدا على رأس البلاد مُبَيِّر ، وعدا على أطرافها شَقَّاق
وإذا على أطلالها ، في كل شبر راية فوق الرماح
ودويلة فوق الجراح
وإرادة بيديْ دَعِي
وإدارة صلَّت وقبلتها الإمام الأجنبي
فلتبك يا ابن العلقميّ
وطنا تُخَرِّبه عليك كما تُخَرِّبه علي ،
لتبك يا ابن العلقميِ ......
ولترق أسباب الخراب بسُلَّم
متربصا بي بين صمتيَ مكرها وتكلمي
هذا فمي .. فيما تباكى أو بكى
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
ولكان لو عـلم الكـلام مكلمي
فلأي جرح سوف ينزفني دمي ؟
ولأي محرقة ستكتحل العيون بما تخلَّف من حرائق أعظمي
ورمادها ما زال يطمس فوق وجهي ضحكتي وتجهُّمي
وأنا وأنت وما نأى بك أو دنا
حجرا الرحى فيما تدور به طواحين الوقيعة بيننا
فاسبق إلى ما كان يجمعنا على أثدائها يوماً وفرَّق جمعنا
واستفته لِمَ كلما استفتحتها بابا
سددت أنت بكل ما أوتيت من خَوَر أماميَ ألف باب
فاقرأ إذا شاءت إرادات القراءة عل في آياتها فصل الخطاب ،
اقرأ فإني قد قرأتك في سطور توهُّمي
من قبل أن يأتيك في خبر القراءة من دمي
أفلا شققت له وريدا في ترابك
ومنحته في عُجمة الوراق سطرا في كتابك
ومنحته في عتمة الأوراق شمسا للقراءة
ليرى بها ما ليس يختلف الرواة عليه ، وليس تكذبه النبوءة
ويرى بها صدأ الحروف المستحِمَّة في الحلاقيم الصديئة
ويرى بها ما كان في صدأ الحروف يغرغر
ويراك في خبب الخطى تتعثر
ويرى وأنت تروغ في أشتاتها
تنعي بضاعتك التي رُدَّت عليك ،
وكل حظك أن ما بيني وبينك في فرارك خاسر
يا ليته لا يا ابن أم
و ليت ما بيني وبينك عامر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق