الصفحات

2012/10/14

((... على الرمل كما الكتابة، يامطر )) شعر: أحمد محسن العمودي



((... على الرمل كما الكتابة، يامطر ))
أحمد محسن العمودي

لكِ الليل -من قِبَلِيْ- بعد المنتصفْ
أُفْرِغُ فيهِ ما بلغَ التراقيَ منكِ.. قبل الأختناق،

يااا..
ظِـــفَّـــــةُ قمرٍ وقعَ في ضوءهِ
مـــوجــةٌ  تُراوِحُ مكانها بجلد البحرِ.. والذَّاتْ
قُـــبْـلَـةٌ  تعضُّ شفَتيْها..
ثمَّ تعتذِرُ بجفافِ الرَّملِ في سَمْتِيْ!

فهل أتاكِ حديثُ رملي الحَضْرَمِي؟
"دُعِكْتُ بهِ حتّى شابهَ لوني
وفاضَ الزُّجَاجُ نقيّاً بقلْبِي
دُعِكتُ وريدًا يُجَاهرُ باسْمِي
لِكي يَتَوَافقَ ظلِّي بدرْبِي
وحينَ انتبَهَتُ لِخَلْقِي الجديدَ
لَثَمتُ الصحارى بِطَالِعِ هَدْبِي"

وهل أتاكِ حديثُ رملٍ لمْ يَتبعْكِ؟
مشيتُ فيهِ حتَى تَعثَّرَ
حتّى رَبَتَتْ يميني على قلبي..
وأودَعَتْهُ قلقي:
أثَمَّةَ حضنٌ فيكِ ينتظر؟
.....
أضربُ نظرةً في إِثْرِ أُخْتِها:
- "إِنِّي سقيمٌ بعد المنتصف"!
وَأَنَّى لراعي الليل أنْ يُعَوِّلَ على فَرَضيَّةِ البحر؟!
الريحُ ضربٌ من ماضي شراعي
فإلى أين تُشِيرُ الساعة خلف الشاشة الكرستالية؟
وكم متصفح في العمر يحتملُ لُعْبةَ التَّخفِّي..
وبطءَ نوباتِ أجهزةٍ (ذكيّة)!!
بلا شاعريةٍ..
تُنْجِزُ الأعمار بسكتةٍ قلبية.

أسْتَشْرِبُ وجهَكِ بكلِّ قرمزيَّتهِ تِلكْ
هناكَ ما يحيلني إلى دُوَارِ الخمرْ
بِيْدَ أنّ ثمَّةَ سُكْرٌ في العينين.. يَفْرِي!
وقبل التعجب من نفاذِهِما
وبَدَاهة الأبجدية لديكِ في الاحتلال شعرًا
أُعلِنُ هكذا..
باسم عشقي لـــ(الكاملِ) و(الطويلْ)
لا طاقةَ ليَ اليوم بقصيدة النثر هتِهْ
قد تعِبَتْ كواحِلُ خيلي من:
"حَوْدَبَةِ الإنزياحاتِ
"انعدامِ الوزنِ
"فوضى َتَرجِّي التخْيِيلِ
"انتظارِ هَجْسٍ يتعكَّزُ كسلَ البُرودَةِ
"ومِنْفَضةٌ مَزْكومةٌ بأعقابِ السجائرِ...
فلستُ صوفيًا ولا أنتِ تجلِّيات ما قبل ألف عامْ
يا امرأة على مفْرَقِها.. يُزْهِرُ البرتقالُ بأصابعٍ ذكيَّةْ
فأيّ نَسِئٍ كان إصبعي   في تلك القرية الذكية؟!

عدتُ وخلعتُني على مرمى خِصْلَتَينِ من تاجِكْ
لأراكِ..
أبهى.. وأَمَرّْ!
وأراكِ قصيدةً..
فضيعة الاسْتِنفارِ نثراً، في ضيقِ فستانٍ..
مستغنٍ حتّى عن مُماحكاتِ النَظَر!

أضربُ نظرةً في إثْرِ أُختِها:
إنّي كَسِيْفٌ آبَ عن إحصاءِ المفاتنِ
فهل فُتِنْ
؟
نصف الموائد التي اعترضتُها
قمتُ عنها محتسبًا وجهَ عشيرتي
وخمرها لمَّا يزلْ يقْطُرُ من أشْدَاقي،
ونصفها الآخر..
جلستُ أَحْثُ الحداثةَ فيها
كيما لا يُقال "أعرابي" أَدْمَى التَّنقُّلَ
وَأَدْماهُ..
اقتفاءُ المراعي اليابسةْ،
وبين عباءتي وربطة عُنُقي.. كنتِ
مثل أزمنةٍ أخرى
إستقمتُ فيها كما أُوْحِيَ إليَّ.. فـــــــ وجدتني وحدي!
قرَّبْتُ ساعةَ يديْ من أُذني
كانت:
تيك.. تيك.. تيك...
-تُدَوْزِنُ انْفِرادَةَ المَقِيْل-

ماذا رأيتِ في تسابق ملامحي..
تتدافع بالكلام إليكِ؟
هل أتاكِ وقت إذْ
أنِّيْ لم أُبالي بأيِّ عُرفٍ
فأُثْخِنْتُ بِعَفَوِيَّةٍ.. كَسُرياليَّةِ اِسمِك!

ثم ماذا قرأتِ في انتقاعِ صحرائي باللَّظى؟
كنتُ أقلبُ الجمرَ لأشاغل لهفتي
وأُجَبِّرُ كِسَرَ المواجعِ.. في تَشقُّقَاتِ فراستي،
يمرُّ الماءُ بي مهزوماً
بلا ريٍّ
بلا عشبٍ
حتى بلا أنْ يُجدِّدَ البدوي كُحل عينيه بعد البَلل!!
هل أتاكِ وقت إذْ
أَنِّي كنتُ أُحَشْرِجُ الكلماتَ بالكلماتِ
ليبقى النَّصْلُ برَّاقًا
وتبقى الدماءُ حرَّة.. كي تبقى دماءً أو فراتَ

أضربُ نظرةً في إثْرِ أُختِها...
إنِّي على الرملِ كما (الكتابة).. يامطرْ
قد لا نتعانق في موسمٍ
لكِنَّا حقًا لن نفترقْ
فما بيننا..
يَنُودُ غصنٌ، شقَّ صدرَهُ تغريْدُ قصيدةٍ
(تَرْمِيْنَ، و أَرْمِيْ إليَّها)
فَعِمِي حبيبةً..
أنتِ أيَّتُها القصيدة.

سبتمبر / 2012
شاعر يماني مقيم بالقاهرة
Ahmed_Alamoudi24@yahoo.com

هناك تعليق واحد: