الصفحات

2012/10/14

في بيتنا جرذ قصة: محمد نجيب مطر



في بيتنا جرذ
محمد نجيب مطر
عاد الزوج في الاجازة الصيفية من الدولة التي يعمل بها، وفي أول ليلة أخبرته زوجته أن هناك جرذاً في الفناء الخلفي للمنزل وأن عليهما التخلص منه، فأجابها أن الفناء مفتوح من الأعلى وأنه لا يمكن منع الجرذان من المبيت فيه، وأننا مهما بذلنا من جهد لطرد الجرذ اليوم فلن نتسطيع منعه من العودة في المساء، ثم قال لها : أهم شئ هو غلق النوافذ في الشقة لكيلا تتمكن الجرذان من الدخول، ثم ضحك مستهزءاً وقال : في النهاية هو جرذ صغير لن يتسبب في موت أحد، لم تمنعها الكلمات من القلق وقالت : لو تركناه سيعود بعائلته وأصدقائه وسيملأ المكان برائحته الكريهة وسيترك بقاياه وينقل الأمراض، ولما لم تجد اهتماماً بما تقول سكتت على مضض.
انتهت الإجازة وتحدد موعد سفر الزوج في السابعة صباحاً ولهذا كان عليه أن يخرج من البيت في الخامسة، وأثناء استعداده للنوم الساعة الثانية صباحاً بعد أن جهز حقائبه للسفر، وفي حديثه مع زوجتة سمعا حركة فوق خزانة الملابس في غرفة النوم، استنتجا منها أن هناك جرذاً فوق الخزانة، وأصرت الزوجة على طرد هذا المتلصص ومنعه من المبيت في الشقة، سألها الزوج في رفق أن تدعه ينام تلك الساعات الثلاث لأنه مرتبط بموعد طائرة، وأن تقوم في الصباح بالقيام بطرد هذا الغريب بعد سفره، ولكنها أصرت أن تقوم بطرده في التو واللحظة، فترك لها غرفة النوم وخرج إلى الصالة لينام فيها تلك السويعات القليلة، قامت الزوجة بالتقاط عصا وظللت تضرب على سطح الخزانة حتى قفز الجرذ من أعلى وخرج من الغرفة إلى الصالة حيث كان الزوج نائماً ويرتدي ثوباً فضفاضاً فاتحا بين رجليه ليجد الفأر فيه مكاناً للاختباء فيدخل بسرعة، فيهب الزوج مذعوراً وهو يقفز إلى الأعلى وإلى الأسفل و يصرخ في رعب والزوجة تضحك بهستيرية ويستيقظ الجيران على الصراخ العالى وصوت الارتطام بأرضية الشقة.
غضب الزوج مما حدث و لام زوجته في عنف، وقام في الصباح بتأجيل سفره وإخبار جيرانه بغلق نوافذهم ثم صب بعض المحروقات في الفناء الخلفي و أشعل النار لتلتهم البقايا والنفايات الموجودة في الفناء وتقضي على الجرذان، وقال لنفسه : من يترك النفايات لابد أن يتوقع الجرذان، ومن ترك كلباً يعوي في فناء جاره، فلابد أن يبيت الكلب في داره في الليلة التالية، وربما يبيت داخله.

هناك تعليق واحد: