الصفحات

2013/01/21

"قصة بناء" قصة بقلم: أمل زياده


قصة بناء 

أمل عبد المجيد عبد المجيد  زياده

وقف آب فى بهو القصر الفرعونى وهو يحمل عدة اوراق بردى فى يده
وجال ببصره فى المكان  وهو يرى  الديكورات التى زين بها القصر ببذخ حيث كانت  الآنيه وادوات الطعام من الذهب الخالص
والمقاعد مطعمه بالعاج والفضه وهناك العديد والعديد من الخدم يعملون بلا كلل او ملل...
ووقع بصره على الفرعون او الملك  خوفو  الذى كان يتعبد فى احد اركان  القصر ويقف بجوارة خادمين يحملون له مرواح على شكل عصا طويله تنتهى بريش طاوس و  يحركونها برفق ورويه
وهو يتعبد فى صمت

وبمجرد ان فرغ من صلاته وتعبده اشار ل آب دون ان يلتفت له ... أشارة فهمها الاخير
فأسرع بخطا واسعه  اقرب الى العدو  وجثا امام خوفو  الذى أشار له بتعالى قائلا :ما الامر ؟.
اجاب آب : سيدى .. مولاى هناك بعض الاخبار الغير مطمئنه ؟
نظر اليه خوفو   بحده ثم قال له اتبعنى وسار امامه وآب يسير وراءه ورأسه منكسه  بأحترام وتبجيل
والخادمان لازالو يرافقونه حاملين مراوحهم المكونه من ريش الطاوس الازرق الجميل
التقط خوفو  ثمرة فاكهة من على الطاوله المستديره المصنوعه من الذهب الخالص
وقضمها   وجلس على كرسيه  المرصع بالماس والعاج والعقيق  الاحمر
وهو يقول بالا مبالاه : ما الآمر ؟
قال آب : سيدى  اخشى اننا سنواجه الايام المقبله بعض  المصاعب ؟
تطلع اليه خوفو بضجر قائلاً : ماذا تقصد ؟
اجاب آب : رصدت  عيوننا وجود بعض  القلاقل فى بعض القرى والمدن .
قال خوفو  بجديه : لماذا ؟
اجاب  آب وهو يضغط على حروف كلماته : يتذمرون  من الضرائب الباهظه التى فرضتها عليهم مؤخرا ... كما يعانون من قلة  فرص العمل .
ابتسم  خوفو وهو يتابع قضم ثمرة الفاكهه بالامبالاه  قائلاً : هل الامر خطير ام قابل للسيطره ؟
: كل شىء قابل للسيطره  يا سيدى
: كيف ؟
امسك آب الاوراق التى بيده وهو يعرضها على الملك قائلا : هذا اكبر  مشروع  فى عصرنا وسيخلد اسمك فى التاريخ
قال خوفو باهتمام : ماهذا ؟
تابع آب كلامه قائلاً : هذه اكبر  مقبره فى التاريخ ستبنى على هيئة هرم
، قاعدة الهرم
مربعة الشكل طول كل ضلع في 230 متراً، و ارتفاعه في 146
متراً، ، زاوية بنائه 5،51 درجة، سيبني هذا الهرم
بطريقة ضغط الهواء،
عددالحجاره  
قد يصل إلى نحو مليون حجر فقط وأن وزن الواحد منها يصل إلى 2 طن

وبهذا نقضى على البطاله لان  بناءه سيتسلزم  تشغيل اكثر من عشرين الف عامل
وبذا نكون قد قضينا على  اهم مشكله تواجهنا هذه الايام مقابل رواتب  ضعيفه  .
واصدار قرار بتخفيض الضرائب وما سيتم تخفيضه من الضرائب يخصم من رواتب العمال وبذا نكون شيدنا اكبر بناء تاريخى
وقضينا على المتاعب التى بدأت فى الظهور مؤخراً
حك خوفو ذقنه بيديه مفكراً ثم قال له : حسناً ... دعنى افكر واستشير  الكهنه فى الامر
يمكنك الانصراف
غادر آب القصر بهدوء .........
اخذ خوفو يفكر  بجديه لدرجة انه لم يشعر بأقتراب زوجته بتاح منه وهى تلقى عليه التحيه
التفت اليها قائلا ً يتجهم مرحبا
مابك  تبدو  قلقاً ؟

لا   تدرين مشاكل فى المملكه لا اكثر  ماذا كنتى تقولين ؟
لا شىء كنت اخبرك اننى سأسافر مع الاولاد الى بلاد بونت    نحن مدعون لحضور حفل زفاف  بنت ملك البلاد
الا يمكن ان تؤجلى أمر السفر قليلاً
لماذا ؟
بعد نفكير رد : لاشىء
حسناً سافرى  متى ستعودين ؟
قبل عيد شم الربيع  ؟
حسنا ً  سافروا
***********

وفى اليوم التالى اجتمع بمستشاريه من الوزراء والكهنه بحضور آب الذى عرض عليهم مشروع بناء الهرم ...
وقاموا باجراء استفتاء على المشروع صوت للمشروع اثنين ورفضه اربع فكانت النتيجه المحتومه لهذا المشروع العملاق هو الرفض التام .
وكان تعليقهم على  الرفض ان القلاقل محصورة فى مكان  ناء على الحدود الجنوبيه واقترح عليه البعض تغيير الحاكم لانه ضعيف الشخصيه ولا يتعامل بحزم مع مثيرى ومسببى هذه الفوضى .. لكن خوفو   ارسل  له خطاب تحذير اذا لم يسيطر على الامر سيقوم بعزله  وبعد عدة ايام وصله  وعد امير البلاد هناك بالتصدى لهم بكل قوة وحزم .

***************

وفى عيد شم الربيع   خرجت جموع الشعب تحيى الملك واسرته  الذين كانو يحرصون على التواجد فى الحدائق بين صفوف الشعب
وكانت الملكه واولادها يلقون على افراد الشعب اثناء مرور موكبهم  بالعملات الذهبيه والفضيه   وكانت الناس تتدافع من اجل الحصول على هذه العطيه ..
واثناء تدافع بعض الجماهير لالتقاط بعض العملات المتناثره على الارض يبدو ان  عدد الناس وهم يتدافعون اخاف احد الخيول فصهل بذعر وانطلق باقصى سرعه
داهساً بعض الموجودين من عامة الشعب

اسرع الجنود بالالتفاف حول الموكب وهم يمنعون الجماهير الغاضبه من المساس بالملك وعائلته

وسرعان ما انتشر خبر الحادث وكأنها القشه التى قصمت ظهر البعير و كانت اشارة البدء بأمر ما
حيث ا نتقل الحادث بين المدن والمحافظات والقرى وثار الشعب وهو يطالب بالثأر للجرحى والمتوفين .......
انتهزها فرصه كارهى الملك ونظامه واقتادو هذه الحملات ضده وهم يحثو جموع الشعب واهالى القرى والمدن على التجمع والاحتشاد  من اجل الرضوخ لمطالبهم
وبالفعل بدأت مساعيهم  فى النجاح واستجابت جموع الشعب المقهور للنداء وتجمعوا فى اكبر ميادين مدينة طيبه العاصمه
وهم يطالبون بالقصاص .......
خرج عليهم بعد عدة ايام  احد الكهنه وهو يعدهم بتنفيذ مطالبهم
وقابل الملك : الذى آبا ان ينفذ مطالبهم او يرضخ لضغط الشعب متحججاً ان الامر لا يعدو كونه حادث  ولا يستحق كل  ذلك
نصحه الكاهن ان يستجيب حتى لمطلب واحد من مطالب شعبه   وهو تخفيض الضرائب !
لكنه بغرور وغطرسه  واعتداد بالنفس رفض
وقرر ان يخرج عليهم فى احد الميادين للتحاور معهم ولتوضيح الصورة  لهم  وسط حراسات مشدده
رفض العديد من مستشاريه هذه الخطوه ووصفوها بالتهور وعدم المسؤليه
لكن الملك : لم يستمع لرأيهم هذه المره
اسرع مساعدوه بتهريب زوجاتهم وابناءهم  الى الحبشه  على متن المراكب النيليه خلسه

*****************

وفى احد المقابر الفرعونيه تجمع احد الكهنه ومساعدى الملك  المنشقين عنه مع عدد من الشباب ورجال الدوله  وهم يخططون للهجوم بشراسه
قال الكاهن : فى الوقت الذى سيقف الملك ليلقى بخطبته فريق منكم سيهاجم القصر ويستولى عليه ويأسر من به
ونقايض الحراس وقتها يسلمونا الملك  نسلمهم عائلاتهم
هز الموجودين راسهم موافقة
قال لهم الكاهن : فلتراعكم الآلهه .

*************
وفى اليوم التالى  احتشدت الجماهير الغاضبه وهى تندد بالحادث مطالبة بالقصاص
وفوجىء الجميع بحركه غير عاديه اعقبها ظهور الملك وسط العديد من الجنود
بمجرد ظهور الملك ثارت الحشود الغاضبه وهى تقترب من المكان الذى يقف فيه الملك وبدأ وا فى الاحتكاك بالجنود  بشراسه وفى نفس الوقت  هاجمت بعض الفصائل القصر الفرعونى
ونهبت ما به من كنوز
وأخذت النساء سبايا
واستطاعت بتاح الفرار  هى واولادها  بمساعدة احد الكهنه الذى اخفاهم فى احد مقابر الاسره الحاكمه
وسادت حاله من الفوضى والهرج والمرج وخرج الامر عن السيطره
واستطاع احد الجنود تهريب الملك لاحد الاماكن الآمنه
وبدأت  حمله موسعه للبحث عن الملك

وتم   عرض مكفأه مجزيه لمن يرشد عن  مكانه
ظل الوضع هكذا لعدة ايام  قال  الملك  للجندى : اشكرك ايها الجندى المخلص لقد انقذت حياتى
بمجرد ان تستقر الامور سأعينك  وزيراً
ابتسم الجندى  وهو يقول : لا اطمع فى اى مقابل يا سيدى
الآن لابد ان نفكر كيف سنخرج من هذه الازمه
قال الملك بغطرسه : ننتظر الدعم لابد ان اعوانى من جيراننا من الدول الصديقه ستقف معى لا يعرفون ملكاً للبلاد غيرى
قال الجندى : علمت يا سيدى ان الثوار يمشطون المناطق منزلاً منزلاً بحثاً عنك
قال الملك : والحل ؟
قال الجندى : لابد ان نغادر  المنزل خلسه يا سيدى
رغم ان فى ذلك خطورة على حياتك
قال الملك : يمكننى ان اتنكر فى زى  احد العامه
وفى المساء   وبمجرد ان خرجو من المنزل وجدوا احد الكهنه الذى يثق فيهم الملك  والذى استطاع التعرف على الملك ... والذى سعد الاخير لرؤيته كثيرا ً  .
ساروا سوياً ... وبالقرب من احد المقابر الملكيه توقف الثلاثه
قال الملك لماذا توقفنا ؟
اجاب الجندى : لان دورى انتهى الى هذا الحد
نظر اليهم الملك قائلاً بدهشه : ماذا تقصد ؟
اجاب الكاهن وهو يناول الجندى حفنه من الذهب  ..  : الامر لا يحتاج تفسير  ... كانت مهمة الجندى  ان يستضيفك لعدة ايام .ودفعه امامه الى داخل المقبره ...
وبمجرد ان دخلها الملك وجد زوجته واولاده بها وملابسهم رثه والفزع يعلو وجهوهم والاطفال يبكون وزوجته تبكى بترجى امام احد الكهنه  واحد رجاله السابقين الذي كان يتظاهر بالولاء له وبعض الجنود
التفت  الملك للكاهن  قائلاً : ايها الخائن وهم بالهجوم عليه
لكن احد الجنود قيده بقوه قائلاً
لا يوجد خائن هنا الا انت

ودفعوه بقسوه ليسقط امام اولاده على الارض محطما بعض التماثيل والاوانى
قال لهم وهو يقف بينهم : لا تخافوا  ......... الدعم فى الطريق
انفجر الجنود فى الضحك فى حين قال الكاهن لهم
يمكنكم الان ان تقومو بعملكم
حنطو جثته  وسنضعها فى احد الميادين الكبرى فى مدينة طيبه كى تكون عبره لكل طاغيه

والباقين  انتم احرار فى القرار الذى ستتخذونه ضدهم
حدق بهم الملك واتسعت عيناه بفزع   وهو يرى الكاهن مغادراً المكان
وسط عويل زوجته وبكاء اولاده ........


*مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق