الصفحات

2013/03/11

قراءة في رواية الظل الأبيض (تجربة في الاستنارة ) للكاتب عادل خزام .


قراءة في رواية الظل الأبيض (تجربة في الاستنارة ) للكاتب  عادل خزام .
كــــتــــــبـــــه / رعــد حــــيـــدر الـــــريــــمــــــي (كـــاتــــــب وقـــــــــــاص)
     تطل علينا مجلة دبي الثقافية بعددها (93) فبراير-2013م المحتوية على عدد من المواضيع الشيقة والممتعة والتي تشرق منها مسيرة النور بكل ما يردفه هذا الصرح الثقافي والأدبي  من مشاركات هادفة وإبداعات تحلق في فضاء الأدب الحديث. والمتناولة لكثير من الرؤى والأساسية للمثقفين كما دأبت.
 فمسيرتها العطرة والفواحة بكثير من الجمال ؛غير متوقفة على ذلك بل أردفت هذا العدد بكتابين(الســـــرد وأســئــــلـــة الـكـيـنونة- بحـوث مؤتمر عُمان الأول للسرد)
و(رواية – الظل الأبيض –تجربة في الاستنارة -رواية )ونحن في هذه المطالعة الماخرة عباب لجج الكتاب الجميل ،السهل الممتع في مفرداته ومعالمه والناشر لكثير من أطروحات الـــفــــــكـــــر والـــــــطــــــــــــــارق لـــــــعـــــــــدد مـن أبـواب الـمسكوت عنه يســعـدنا الـــنــــهـــل مــــن هـــذا الـــمـــد الـــزاخـــر مــن أرض الـــــــــــعــــــروبة ﴿الإمــــــــــارات﴾ بــــمـــــا يــــعــــب مــــهـــــــــجـــــــــــــنا .  
الـــــــمــــــــــــؤلــــــــــــف :-
عادل خزام :- شخصية إماراتية كاتبه بامتياز، تتصف بكثير من الوعي المثمر والفكر المستنير؛ لا من خلال تجربته (رواية – الظل الأبيض) بل من خلال ما جسده طيلة مسيرة حياته العلمية سواء شعرًا ,نقدًا ,نثرًا, والداعي بكل جرأة وصدق إلى ولوج أبواب  انعدم فيه قطر الكلم ؛ ولأنها باتت أرض يخاف كل المسافرون العبورإليها لشدة ظلامها وذلك من خلال حديثه عن (الدين ــ الجنس ــ سياسة الحكومات) ؛ ليبحر هنا في روايته (وحيدة الصدور) في ثلاث أثافي تكاد لا تسقط قدر النور من على وعائها الممتلئ إثارة وفكر وإنارة في قرع زاوية كثر السؤال عنها وإلحاح الناس سواء بالنطق والاستفسار عنهـا أو بإثــــارة بــعـض دواعي نتائج تـــــقــود في قـــــطــــف الثمر إلى هـــــــــــــــــــــــــــــــــــذه الحقائـــــــــــــــــــق.
الظل الأبيض :-
استهل كاتبنا الناجح كتابة بتقديم لملمه هبات جهده في باقة ورد اهداها جميلة مربوطة بخيوط الوصل والعرفان الثمين إلى شرف عائلة ؛ لتأتي الرواية في (200 )صفحة من القطع الصغير في (17) مقطع تنقل فيها المؤلف بين الغموض والدهشة والتفصيل في جزئيات وحقائق يعكر  فهمها حيناً ويجذر أحيانا إعادة مطالعتها.
متنقلا بنا في معارج روايته بين حصر القارئ وترك مندوحة رحبة للانطلاق ،وبين مضاعفة حده التوتر وإماتته، وبين تقديم بعض النصائح والسرد الجميل في قالب آخذ بإسلوب جميل على لسان أشخاص يقدمها للقارئ بأشكال يمكن تقبلها, وفي قوالب يدعوا فيها القارئ إلى محاولة إعادة النظر في رهبانية تعود مليا على ردها واقف على أعتاب النبش ؛وهنات -ازعم في نظري كمطالع- إنه من الأولى اختصارها رفقاً بوقت القارئ كذكر الأماكن بشكل مفصل قد لا يفيد القارئ غير المعايش وإخلاله بهذا النمط لأماكن جرى ذكرها مكتفي فيها بالإشارة إلى مكان عام وواضح سواء كان مدينة أو بلد و في الجهة الأخرى نجد الكاتب وصل إلى الكمال في تجسيد معنى عنوان روايته< الظل الأبيض> في قالب الاستنارة من خلال معالجات كثر طرقها على وجه القصد والتذكير من خلال إعادة جملة من وصايا أجَملها في الصبر والتحمل والدعوة الصريحة إلى التعامل مع الوجع بشكل مختلف يحمل مبدأ النظر إليه من جهة الاطمئنان لا من جهة الخوف والاستعانة بعده أشكال من التطبب والحيلولة دون الوقوع في مطب التسرع رامزاً إلى معنى أكبر من معنى الوجع ذاته  تجاه كل مقلق ومفزع غير غافل مبدأ الجنس والحوارات النفسية الطبيعية - في نظري ونظر المؤلف- من خلال الإفتتان بالجمال من حيث هو غير مهمل مالا يستطاع اغفاله وإهماله الجمال سواء أكان هذا تصرف أو أرض كحديثه عن( خور دبي هذا اللسان المائي) صفحة(23) أو صورة وكذلك حديثه عن نور وشعر برهان غير أني عاتب المؤلف بإهماله بالتحكم بمشاعر القارئ من خلال الهدوء في مواقف كان يجب فيها إلهاب القارئ على سبيل المثال موت برهان ورد تصرف زوجته نور لم يكُ  محبوك حبكة جيدة  من خلال تصور نور بمشاعر باردة ونظيره شخصية الــــرواية إبــــــراهــــيـــم تــــجـــــــاه خبر مـــوت نــــــــــور أيـــــــــــــــــضــــــــــــــــــــا وهذه الأمور من التي تجر القارئ إلى تفاعل مع قلم الكاتب حسب ما يقتضيه الحال والمقام .
الجديد في هذا السِفر الأدبي
الجديد في هذه التجربة أن المؤلف نجح إلى حد كبير ورائــــع في إقحام روايـــته كــثـيراً من نصوص السرد بخلاف بعض الروايات الــتــي يــبـــدوا فيها السرد واضح وربما ممل أحيانا ؛لينجح الكاتب في إغلاق روايته من خلال لملمة خيوط روايته ربما بالنهاية المحتمة الموت كما فعل( بنور) وكذلك( برهان)  مرتكز شخصيتا الرواية .
 و كما نجح أيضا في عدم إهمال التاريخ في روايته من خلال حقائق أثبتها بكل صدق وشجاعة ق وجمال كحقيقة أخلاق دعاة أندونيسيا من أهل اليمن وغيرها .
كانت هذه جولة قصيرة وهي كما أسميتها (مطالعة )وقفنا فيها على أجمل ما تضمنتها هذه الثمرة اليانعة مع التلميح أو الإشارة إلى شذرات الرأي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق