الصفحات

2013/04/18

حوار مع الناشطة الاجتماعية، غادة هيكل، والمرأة المصرية



حوار مع الناشطة الاجتماعية، غادة هيكل، والمرأة المصرية
حاورها الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، الثقافية، التي أقوم بها، مع مجموعة من السيدات والشابات العربيات، من المحيط إلى الخليج، بهدف تسليط الضوء عليهن، وشحذ هممهن، وإظهار، رقيْهن، ومدى تقدمهن، فكرياً، وثقافياً، ومدى احترامهن للرجل، وخصوصيته، َأتناول في هذه الحوارات دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم به، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، ووضع المرأة بشكل عام، في مجتمعها الذي تعيش فيه. وحقيقةً، طبيعة أسئلتي المطروحة، يتناسب مع مستوى، وعلم وثقافة وعمر، من أتحاور معها، وتجربتها بالحياة أيضا، كان لقائي هذه المرَّة، مع الناشطة الاجتماعية المصرية غادة هيكل، والتي تتصف شخصيتها بالذكاء، والصراحة والوضوح، والطموحات الجيدة، والشخصية الراقية، والثقافة والوعي الكبيرين، ولديها فكر وطني تحرري رائع، وتدافع عن حقوق المرأة بعقلية متفتحة وواعية لديها ثقة بالنفس كبيرة وعميقة، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:
من هي السيدة غادة هيكل؟؟؟
غادة هيكل، هي غادة بيومى محمد (غادة هيكل)، حاصلة على شهادة ليسانس آداب، قسم تاريخ، ودبلوم في التربية وعلم النفس، وحاليا أحضر الماجستير، زوجة وأم لأربعة أطفال، وكاتبة قصصية، وأمين مساعد القصة، بشعبة المبدعين العرب، وعضو بجمعية شمس النيل، لعلوم الأهرام، والاتحاد العالمي لعلوم الحضارة الإسلامية، رئيس القسم الثقافي، بجريدة عين الشعب جريدة شهرية
ما هي القيم والمبادئ التي تؤمن بها السيدة غادة هيكل؟؟؟ أومن بالحرية للإنسان، اى كانت ملته، أو دينه أو نوعه، أو انتمائه الحزبي، أو الطبقي فالعنصرية هدامة، بأي شكل من الأشكال، الحرية في كل نشئ، في الكتابة في الرؤى والرأي، في العمل ولكن في نطاق من الأخلاق التي تحميها.
هل انت مع حق المرأة بالعمل واستقلالها سياسيا واقتصاديا واجتماعياً؟؟؟
المرأة لها الحق في الاستقلال في كل شيء فى ضوء المعرفة الحقوق والواجبات، فالإسلام كفل لها هذه الحرية والاستقلالية المالية كما أنها شاركت فى العمل منذ بدء الخليقة وكان لها صوت في المشورة، كما حدث مع السيدة عائشة رضي الله عنها وكان لها دور في المجتمع تساعد وتساند حتى في الحروب، كان لها دور مهم في مداواة المرضى، فالمرأة شريك في كل شيء، ومن يغفل هذه النقطة فهو خاسر، وبالنظر للتاريخ نجد أن المرأة في العصر الفرعوني وصلت لأعلى المناصب، كرئاسة الدولة، إذن فهي لها الحق أن تمارس الحياة بكل أشكالها مادام لها عقل يفكر وقلب ينبض.
هناك من يدعي ان المراة لا يجوز لها ان تعمل ويجب ان تكون مقيمة في بيتها ولزوجها، كيف تردي على هذه المقولة الخاطئة؟؟؟؟
هي بالفعل خاطئة، لأن المرة لها دور مهم جداً في العمل، لا يمكن الاستغناء عنها فيه، فمثلا قطاع الطب، لابد وان تكون المرأة أساس فيه، وكذلك قطاع التعليم وغيرها، وحاليا أثبتت المرأة تواجدها في كل المجالات، فكيف يعطيها الإسلام كل الحق في العمل، وآتى اليوم بعد كل هذا التطور المعرفي والحركي في العالم، أعود بها إلى مرحلة أهل الكهف، وبأي منطق أعود إلى البيت واحدد إقامتي فى خانة واحدة أسميها خانة النساء ،وكأني بيدق شطرنج، يحركونه أو لعبة تقاطع الكلمات، وضعوا حروف اسمي، وكلما لملمتها بعثروها.
المرأة المصرية تتبوأ مراكز حساسة في كافة مراكز المجتمع المصري في الجامعات والبنوك والمؤسسات الاجتماعية المختلفة وخلافه، هل وصلت هكذا بكل سهولة وعلى طبق من ذهب ام عبر نضالاتها عبر مئات السنين، ارجو التوضيح؟؟؟
يا الله، المرأة تحارب منذ نعومة أظفارها حتى يكون لها شأن فى الأسرة بين الذكور، تحارب حتى تتميز مثلهم، وفى المدرسة تحارب حتى يكون لها صوت مسموع، وفى الجامعة تحارب حتى لا يستهان بها وبعقليتها، وفى العمل تحارب حتى تثبت كفاءتها، هي تحارب وتتعلم وتحصل على أعلى الدرجات بمجهودها الفردي، وقلما وجدت من يعينها أو يعطيها الفرصة كب تثبت وجودها، فكم من الرجال لا يرتضون مثلا أن ترأسهم امرأة في العمل، ونحن نتكلم عن الرجال الشرقيين بصفة عامة، المرأة المصرية مجتهدة ومضحية، وتناضل في كل المجالات، واستطاعت إثبات وجودها بعقلها وخبرتها وتفوقها، ولكن لازالت توضع العراقيل أمامها، فحربها مستمرة.
ما هو رايك بنظرة الرجل المصري للمراة المصرية بشكل عام وتعامله معها وهل انت راضية عن هذه النظرة؟؟؟
الرجل المصري هو بالأساس رجل شرقي، ولكن مصر بطبيعتها منفتحة على العالم أكثر، ومفتوحة لكل العالم، لذلك ومع مرور الزمن، تعلم المصري وخاصة من خرجوا منهم للدول الأوربية، تعلموا أهمية المرأة كشريك، وليس تابع كنفس، لابد من احترامها، لا كجارية تلبى رغباته، ولكن وللأسف هناك دعوات كثيرة داخل المجتمع المصري تظهر من آن لآخر، تنادي بحرمانها من حريتها ومن حقوقها، والعودة بها إلى عصر آخر، وزمن لم تولد لتكون فيه، سوى إشباع لرغبات الرجل فقط ،وكأننا ننتقل من حالة الإنسانية إلى الغابة ،ومع ذلك، نحمد الله أن تواجدت بعض الأصوات والأقلام التي تدافع عن المرأة، وتعيد التوازن لها فى المجتمع المصري، رغم ما يحدث، كتبت قصة قصيرة جداً بعنوان: خانة النساء في هذا المضمار
كتمت شجونها بداخلها، وأغلقت على حلمها الأبواب، سطرته في ورقة، الزمن توارى بين حروف الكلمات، قتلُ الحلم في لحظات، وأغلقوا النور، وسكروا الأبواب، متفوقة، حالمة، قوية الشخصية ،لا تخطو بمكان إلا وتتألق فيه، لا تخط بقلمها، جمال روحها يطغى على جمال شكلها، إلا وأبدعت الحرف.تتفتح لها الأبواب دون أن تطرقها، ولكن هيهات: زمانها ليس بزمن الحرية ،مكانها ليس بمكان الأقوياء، وتفوقها لا يشفع لها ! فوضعت النهايات قبل أن تولد البدايات طروا في كتابها حروف ليست بالكلمات، مجرد قرارات، عودي إلى خانة النساء، فلست من طائفة الأميرات. لم تملك حق الاعتراض، وسكنت قوقعة المرأة، وما زال الحلم يراودها.
ما هو تقييمك لمستوى وعي وثقافة وتعليم المرأة المصرية وهل انت راضية عنها ام هناك حاجة اكثر لتوعية المراة المصرية وتعليمها والأخذ بيدها؟؟؟
المرأة المصرية هي أساس التعليم في مصر، فهي ألام التي تعلم في البيت قبل المدرسة، فكيف ابخسها حقها في التعليم ،وقد أثبتت تفوقها التعليمي في كل المجالات، فهي طبيبة، ومهندسة ومدرسة، وعالمة ذرة ،لكن هي من حقها أن نوفر لها ما يساعدها على الارتقاء في التعليم وإتاحة الفرصة لها، مثلا في المنح الدراسية بالخارج، كي تطلع على مستجدات العلم في العالم، نجد هنا نوع من التمييز بالنسبة لها، فالرجل أحق بهذه المنح من المرأة، وقد تعوقها ظروف البيت والأولاد، وهذا أيضا عائق لا يساعدها فيه الرجل، وكذلك نظرة المجتمع إليها إذا خرجت وسافرت وحدها، ولكن المرأة وحدها لا تحتاج معاونة، فهي مقاتلة فيما يخص تعليمها وتفوقها وتميزها.
هل ساهمت المرأة المصرية بالثورة ضد نظام الحكم الدكتاتوري البائد وفي المظاهرات وخلافه، ام كانت تقمع في البيت وكأن ما يحدث لا يعنيها؟؟؟
لاااااااااااااااااااااااااااااا، ساهمت بدور كبير جدا كنت تجد المرأة تحمل الطعام مسافات من بلاد مختلفة، لتأتى به إلى الشباب والرجال داخل ميدان التحرير، وقد لا تأخذ قطعة من الطعام حتى تطمئن على أنهم آكلو، وقفت بجانب الرجل تهتف بكل عزمها، تشابكت الأيدي في حالة روحانية عالية، حتى رفرف الحمام فوق الميدان، وكأن الملائكة تحوطهم، المرأة كانت عامل مهم جدا لثبات الرجال في الميدان، وحمايتها من بطش الشرطة، فكانت تمدهم بالعزيمة والإصرار، وترفض التراجع، فكيف يتراجعون هم ،حتى المتواجدون بالبيت، كانت دعواتهم تصل إلى الميدان، فتزيد من قوتهم، كانت المرأة روح الثورة وركنها المتين.
ما هو رأيك سيدتي بالثقافة الذكورية السائدة في المجتمع المصري، ومعظم المجتمعات العربية، والتي تقول: أن المرأة جسمها عورة، وصوتها عورة، حتى اسمها عورة، والمرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة والشيطان رضعا من ثدي واحد؟؟؟
ههههههههههههه شر البلية ما يضحك، فعند الأزمات نسى المرأة تقف كتفها بكتف الرجل، تتشابك الأيدي، وعندما تهدأ الأمور، نعود لنبحث في المرأة، أقول إن كانت المرأة عورة، فأنت من هتكت سترها، وان كانت ناقصة عقل، فهذا لأنك تحاول الحجر على عقلها، وان كانت ناقصة دين فلماذا قيل الجنة تحت أقدام الأمهات، وان تحالفت مع الشيطان، فلأنك أكثر منه قساوة وعداوة. إما....وإما نهرها بشده حتى تلتزم بأوامره، انصاعت في هدوء الجواري، صمتت كثيراً، لم يرضه صمتها، زاد في شدته طال صمتها، وقعت بين فكي رحى، إما ... وإما..اختارت الثالثة.
هل بؤمن السيدة غادة بالتعددية السياسية وحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر والديموقراطية والانفتاح الاجماعي والعدالة للجميع؟؟؟
إن كانت التعدية الحزبية في صالح المواطن، فأهلا بها، ولكن ما نراه اليوم، هو فوضى حزبية، لا تؤدى إلا إلى التناحر والصراعات، وكل هذا يعود على الوطن بالانهيار على الصعيد السياسي والاقتصادي، وحتى على الصعيد الأخلاقي، ولكن أنا أومن بحرية التعبير في إطار أخلاقي، العدالة الاجتماعية مهمة ليسود المجتمع نوع من الرضي والاطمئنان، العدالة هي أساس تطور المجتمع.
هل السيدة غادة مع حكم الاسلاميين لمصر، وقتل كل من يخالفهم كما أفتى بعض شيوخهم( محمود شعبان) ولماذا؟؟؟
أنا مع حكم الإسلام، وأرفض مصطلح الإسلاميين، فهذا يجعل كل مادونهم، لا ينتمون إلى الإسلام ونحن بالفطرة مسلمون، والإسلام لم يبح قتل النفس، ومن يفتى بذلك، فهو لم يتعلم ألف باء إسلام، أنا خريجة جامعة الأزهر تعلمت على يد مشايخ هم بحق أهل لذلك، فلابد ألا نستمع لمن يتطرف بالقول أو بالفعل، ولابد وأن نعود لأهل الثقة من العلماء، الذين درسوا وفهموا الإسلام ووسطيته، وعملوا بها، فكل متطرف لابد وأن يزول، والباقي هو الخير في هذه الأمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس) فكل ما هو شاذ قولاً أو فعلاً، مصيره إلى الزوال، بحكم الطبيعة البشرية التي ترفض ذلك.
ما هي اسباب ظاهرة التحرش الجنسي التي نسمع بها كثيراً في مصر هذه الايام؟؟؟
هذه مصيبة الانفلات في كل شيء في مصر حاليا، التحرش ليس بجنس المرأة فقط، ولكن هو تحرش بالمجتمع، وبالدولة ككل، تحرش بالفكر وبالجسد، ولكن نحن دائما لا نرى سوى الصورة الحسية والأفعال المجسدة، وهى تتمثل في التحرش بالمرأة، وكما قلت في حالة الأزمات، يضيع كل هذا الهراء، ومع هدوء الأمور نبحث عن المرأة، لأنها الواجهة الحضارية لأي مجتمع، ورمز لنجاحه، والتحرش بها يصيب المجتمع في مقتل، ويعود به إلى الوراء، قد يكون أسبابها الفراغ والبطالة، والتناحر السياسي، وهى جزء كبير منه، وقد يكون لأغراض خارجية لإظهار أسوأ ما في المجتمع، وإفشال حركة التقدم فيه.
ما هي علاقة السيدة غادة بالقراءة والكتابة، وهل لك كتب مطبوعة أو منشورة، وما هي آخر أعمالك؟؟؟
اعشق القراءة، وخاصة في التاريخ، بحكم دراستي، ومشروع الماجستير، ثم كتب الأدب، الروايات القصص أيضا، بحكم موهبتي، سواء للكتاب المصريين، بداية بنجيب محفوظ، ويوسف إدريس صبري موسى والمخزنجي وغيرهم، والأدب العالمي، اعشق منه أنا كارنينا، كتابات ماركسز تولوستوى، وما يترجم من الأدب العالمي، إن شاء الله لي مجموعة قصصية بعنوان (خانة النساء) تحت الطبع، واكتب حاليا متتالية قصية عن الثار، وهى قصة حقيقية، حدثت منذ فترة، معظم كتاباتي في الجرائد والصحف، سواء الورقية أو الاليكترونية.
كلمة اخيرة تود ان توجهها السيدة غادة للمرأة المصرية؟؟؟
أقول لها أنت من أعظم نساء الأرض، فلا تتراجعي، وأنت عزتك من عزة هذا المجتمع، ومن يفرط فيك، فلا قائمة له، ولا رفعة ،كوني كما أنت أبية، انتزعي حقك الذي كفله لك الإسلام في ضوء من الأخلاق، الذي عرفك به العالم، وأقول لمصر، مصر أصبحت الأكفان فيك ثائرة وعيون الأطفال ترنوا، وقلوب العذارى جفاها الحب، والبكر انتهك عرضها وهمس الليل نيران مؤججة، وتغريد الطير دماء سائلة، جدران معلقة حجارة صماء، تناثرت مع قلوب الحكماء، وجلاد ينتظر الموت على الأبواب، وشقيق يبحث عن فتاة الخبز، بين التراب كما سوريا، غراب ينعق، ويرد غراب وضجيج الحواري، أنهار دماء وصمت المدافع، أصبح لنا محض رجاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق