الصفحات

2014/01/18

في الطريق نحو الضريح المقدس.. بقلم: د.ماجدة غضبان المشلب



في الطريق نحو الضريح المقدس
د.ماجدة غضبان المشلب

ملمس الضباب كملمس جدار قاس....
قمته العالية تعوي بين صدغي.. ويقيم سرداقه مهترئا بين جفني.. حاشرا سكاكينه الحادة في وسادة دمع طافية تتسربل بحزنها حتى امتداد المدى المبتور الفضاء..
ظل النور يحتشد في بؤبؤين جزعين يصحوان على جلبة فقأ عيني اليمنى..
مستنقع مستوحش يغلي في المحجر المستلب لعطايا البصر.. يستحيل شيئا فشيئا لبركان يحصد حممه من قطيع أشلاء مجهولة الهوية..
بضع بحيرات في مستقر ما.. تفتقر لأرتعاش مويجات ماء.. قصور رمل تتهاوى تحت ضجيج الموج الدامي، وقدماي تشتهيانه أرضا تردي ارتعادهما القادم من حيث زُرع الطريق..
بصمات بنقوش مميزة تستقر على راحتيّ كفيّ وانا احاول التشبث بالجدار المهول الزلق..
وقع اقدام حافية يضطرب في أزقة تأريخ خاو من قرطاسه ومداده.....
حفيف رأس يتدحرج مغادرا جسده.. ساقان ترفسان تحطمان بعض الواح زجاج تهوي نحو قعر ادرد مضطرب الحواس..
خطوات دون سبيل.. والبصمات تنمو على كفي كأنصال حشائش غابة.. انفاس تعلو.. وأخرى تعدو.. محاجر مظلمة تتساقط كثمر التوت..
أشباه ظلي تتزاحم.. وصوتي يتلون بألوان اصداء تتردد بين أذن صماء وأخرى مغلقة بتراب قبر..
حكايات قد ابتدأت كحصى ينمو متعجلا في دروب المهرولين نحو مهجع الشمس.. وأخرى تتلوى بين رحى الزمن.. وكثير غيرها ربما سيولد هذا الصباح من صرخة تتعثر في حنجرتي..
قطرات تسرق تنهيدة السماء.. وغمام يتفوه بلغة لا يفقهها المطر..
لغط لا ينتظم في صفوف الكلام.. صراخ يتمرد على طاعة المسامع ولذة الإصغاء..
الضريح المنتصب في رحاب العبق يتشذب من ركام رحلة كانت.. وثانية ستكون بعد لحظات..
كل شيء يتأهب للرحيل.. جذوع النخيل المتوجة بقبب ذهبية والمنارات التي تعوي بصوت قتيل.. زبد الماء الناضح بذكرى ضفاف فرات.. ظمأ الأرض لوطن ضرير.. أصم.. أبكم.. أوراقي التي استقامت بين شبح هور وحنين ناي وحيد..
خطوات ضريح تحفرها الريح على اقدام عارية.. وجموع عديمة اللون والرائحة تعقبها في سباق مع غبار الكون..
تستدق النهايات حتى تضيق بها مسالك السماء.. ينتشي الضياع بين الأيدي المتضرعة ويستطيل كغابة يجهضها أفق شامخ..
القوافل لا تتبع بضعة سطور متبقية.. والضياع لا يستهل زحف المدن..
شيء ما بين محجري السالف.. وقصور الرمل.. والأيادي الفارغة يخدش حياء الزمن.. لينسل الضريح وحيدا من بين خرائط العار..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق