الصفحات

2014/01/18

أرحني لكي بوحي يريح دواخلي !!! شعر: رعد الدخيلي



أرحني لكي بوحي يريح دواخلي !!!
شعر: رعد الدخيلي  ـ العراق  
 
أرحْني لكي بوحي يُريحُ دواخلي
أنا المُلْهَمُ الموجوعُ همّي بداخلي
أُبيحُ إلى الأحبابِ بعضَ شكايتي
وإنَّ اللبيبَ الشهمَ يدري تساؤلي
أنا الواقفُ الملهوفُ ظِلّي مؤانسي
ولا شئَ إلاّ الظِلُّ، فالكلُّ عاذلي
عِشاراً مِنَ الأعوامِ حُبلى بوحدتي
ولا يومَ منها مَنْ رأيتُ مقابلي
أرى الشامتَ المسمومَ يُرْسِلُ صِّلَّهُ
إلى قلبيَ المحزونِ ، والليلُ سادلي
صباحي ثقيلَ الخطو يمشي هنيهةً
ويكبو على ليليهِ في فجرِ ناحل ِ
أرآني زمانُ النسيِّ ألفَ حقيقةٍ
بها زيفُ آلافٍ تمــورُ بجاهلِ   
ولا زلتُ نَسْياً،مُذْ عَرِفْتُ حقيقتي
ومازلتُ أزهـو في بهاءِ شمائلي
أَرى جُلَّ تاريــخِ العبادِ خرافةً
بها ضاعتِ الأقوامُ في تيهِ غافلِ
وما ضعتُ فيها.. لن يضيعَ مُكابِرٌ
إذا ضاعَ غيري في زِحَامِ مهازلِ
أنا الواقفُ الموجوعُ ،فروةُ هامتي
كوتها شموسُ القيظِ في جمرِ هاطلِ
ولازلتُ فيها واقفــاً متنكِّباً
كتابَ نبيِّ الله ،لم يُلوَ كاهلي
ولا زلتُ أتلو ، لا أزالُ بوجهتي
إلى حيثُ أرنو واقفـاً بتفاؤلِ
أقولُ غـداً ألقاهُ، ربَّاً مبارِكـاً
وقوفي على أبوابِ ربٍّ بداخلي
تعايشتُ حسبي،ما انضويتُ لغامري 
على النفع يوماً،أو عشقتُ مُغازلي
وآخيتُ نفسي بالنبــوغِ مجاوراً
على الحقِّ سُكنى..ما هجرتُ مَنازلي
وأسلمتُ وجهي،كي أعيشَ لخالقي
وما عاشَ روحي في وجوهِ مماطلِ
تسربلتُ ثوبي، وأعتجرتُ عمامتي
تناسلتُ فيها، و أتَّلدتُ عوائلي
وروَّيتُ نخلي من فراتِ سقايتي
ومن دجلةٍ، قبل أرتضاعِ فسائلِ
وآثرتُ أحيا..صامداً بشكيمتي
كما عاشَ نخلي في جفافِ سواحلِ
هنا النخلةَ العلياءَ .. أوَّلَ غِرْسَةٍ
أتتْ أمنُّا حوّاءُ في أرضِ بابلِ
هنا الرَكْعَةَ العصماءَ صلّى بسومرٍ
نبيٌّ من الآباءِ .. أمَّتْ قبائلي
أراقتْ بنا الجوزاءُ نورَ سـمائِها
فشعّتْ بخَلْقِ اللهِ في كُلِّ فاضلِ
وما كانَ فينا مَنْ سواهُ مصاهراً
وما كُنَّ فينا لو رضينَ بسافلِ
فمَنْ راعَ أهلي في الخطوبِ،وما جرى
فأُغلِقَ بابُ الوَصْلِ بَعْدَ تواصُلِ
نُضَمِّدُ جُرْحَ الوَرْدِ مِنْ وَخْزِ شَوْكِهِ
بأنفاسِـنا الحمراءَ ، دونَ مُقابلِ
فيختالـُنا الجذلانُ مِنْ فَرْطِ عِشْقِهِ
ـ خريفاً ـ ربيعاً ضاعَ بين خمائل ِ
وكم كانَ أهلي في الظلامِ تَسُرُّهُمْ
شموعٌ على الأمواجِ تسري بِمائل ِ
وكم كانَ يَخْتٌ يستفيقُ لأُنـْسِهِ
رضيعٌ على الإفطام في حُضْنِ حاملِ
وكم كانَ شيخٌ في الصباح يَسُرُّهُ
طلوعٌ لنورِ الشمسِ مِنْ بَعْدِ آفل ِ
وكم كنتُ أُصغي في الصباحِ لشدوِها
ألا ليتَ لحناً من قديمِ بَلابُل ِ
ألا ليتَ صمتاً من ظلامِ أزقَّتي
ولا قَدحَ قيدٍ من سَرابِ مَعاقلِِ
ألا ليتَ خبزاً من إباءِ عجوزةٍ
ولا كَعْكَ عُهْرٍ من فُتَاتِ مَحافل ِ
أمِنْ نكهةِ الأيـامِ نصنعُ زادَنا
أمِ الزادُ آتٍ مِنْ دمـاءِ مَقاتل ِ
وكم كانَ كنا.. ما نقولُ،ولم يكنْ
سوى الحُبُّ فينا،لو يكونُ لقائلِ
على الحُبِّ عِشْنا في العراقِ أئمَّةً
إلى أنْ أتى إبليـسُ بينَ حبائـلِ
فألقى على بغدان ناراً تسومُها
وأبناءَ سُحْتٍ أوغلـوا بجحـافلِ    
أطاحَتْ على آشورَ آثارَ سومرٍ
فما قامتِ البطحاءُ بعد مَعاولِ
وما أغبَّرتِ الغبراءُ،ليلَ تأرقَمَتْ
عليها الصِّلالُ البيضُ ، فرطَ تخاذلِ
تناخيتُ وحدي،وأرتجيتُ بوحدتي
فما قامَ غيري بانتخاءِ بواسلِ
كأنْ قامَ ظِلّي كالفَقَارِ مناصري     
                                    فأطلقتُ سيفي في مَضاءِ مُقاتِلِ
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق