الصفحات

2014/02/08

حوار مع الشاعر المسرحي : عادل البطوسى




حوار مع الشاعر المسرحي : عادل البطوسى
الفائزبالجائزة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي للكبار بالشارقة
حاوره في الشارقة : إبراهيم اليوسف
أثناء فعاليات مهرجان المسرح العربي الذي أقيم في الفترة ما بين 10 ـ 17 يناير في رحاب الشارقة تحت رعاية سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة تم تكريم عشرات الفنانين والمبدعين العرب ومنهم الشاعر المسرحي عادل البطوسى الذي حصل على الجائزة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي للكبار ليضيف جائزة فريدة لجملة الجوائز التي حصل عليها من جامعة الملك سعود بالرياض والمجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة وغيرهما وقد كان هذا الحوار معه بقصر الثقافة بالشارقة :
ـ  كيف تقومون المهرجان العربي للمسرح في دورته الجديدة؟
ـ دعني أبوح لعنايتك بالإجابة في تساؤل بدوري : كيف يكون مهرجانا يرعاه حاكم عربي نهضوي تنويري شديد الثقافة ومبدع مسرحي شديد الحرص على رقي المسرح العربي مؤمن بقيمته الحضارية ورسالته التنويرية كسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي يعد رائداً من رواد المسرح العربي ؟ زد على ذلك أن هذه الدورة تقام في رحاب الشارقة المشرقة بسموه وكل المخلصين حول معاليه وكل الذين ساهموا في إنجاح هذا المهرجان الكبير
- إذن بالمناسبة كيف تنظرون إلى دورالشارقة مسرحياً ؟
ـ الإجابة بإيجاز شديد هي أن الشارقة شارقة المسرح بحق على جميع المستويات النهضوية التي تخدمه سواء عبر المهرجانات أو المسابقات أو المطبوعات الفريدة التي لا نجد ما يشابهها ـ إلا فيما ندر ـ بمختلف البلاد العربية الأخرى
- لكن أليس لكم ملاحظات على برامج المهرجان؟
ـ برنامج المهرجان كان يسير بدقة وعناية فائقة مثلما خطط له بجهد كبير وملحوظ قام به الأخوة القائمون على أمر الهيئة وكلهم قامات إبداعية مؤثرة وآسرة وفي طليعتهم المبدع الكريم الدكتور إسماعيل عبد الله والمبدع الكريم الأستاذ غنام غنام والأستاذة الكريمة ريما الغصين وغيرهم ممن أسرونا بإهتمامهم ورحابة صدرهم وحفاوة إستقبالهم ودفء محبتهم وكريم ضيافتهم ولكني أود أن أوجه عناية القائمين على أمر إختيار العروض المتنافسة للحصول على جائزة سمو الشيخ سلطان أن يختاروا عروضا قوية غير متفاوتة في قيمتها حتى تكون المنافسة أكثر صخبا وفعالية في الدورات القادمة إن شاء الله
- ولكن ما سبب عزوف الجمهورعن المسرح؟
ـ لن أقول لك ما يقوله الآخرون حول ثورة الإتصالات وشبكات التواصل الإجتماعي والسموات المفتوحة والإنترنت والفضائيات وما شابه ذلك ولكني أشدد على أن غياب النص المسرحي هو السبب ـ هإذا سلمنا بما تذهب إليه في سؤالك ـ فالكتاب المسرحيون الجيدون قليلون والمسرح منذ بدايته يعتمد على النص المكتوب بل وقد بدأ شعرا ودعني أبوح لحضرتك بسر أن أول مسرحية قرأتها كاملة كانت "الكسيتيس" التي كتبها الشاعر اليوناني يوريبيدس (438 ق .م) ومازالت تؤثر في حتى يومنا هذا فالمسرح عندي ليس أبو الفنون وحسب بل جامع الفنون ففي مسرحياتي تجدني أستفيد من الفنون التشكيلية والأوبرات والباليهات العالمية بل وأجدد في إستخدام التفعيلات والأوزان الشعرية
ـ هل تتكرم وتشرح لنا ذلك بأمثلة ؟
ـ بالنسبة للوزن أكتب بطريقة دائرية أي أن التفعيلة تستمر ولا تتوقف بالتسكين مطلقا في النص كاملا مع التواصل الحواري كما كتبت ـ كمثال ـ نصا مسرحيا بلا أسماء فالشخوص فيه بصفاتهم وليس بأسمائهم وفي هذا النص وظفت لوحات مثل الحرية تقود العالم لديلاكروا والولادة من البيض لدالي وغيرهما في النص كما وظفت مشاهد بعينها من باليهات لتشايكوفسكي وسترافنسكي وغيرهما في النص المسرحي وما شاكل ذلك كثير جدا ..   
- إذن بالمناسبة ماذا عن إدخال التقنيات الجديدة على العرض المسرحي؟
ـ هذا جيد ومبهر فالمسرح حياة متجددة ولكني أرى أنه أضر كثيرا بالمسرح كنصوص مكتوبة وهذا رأي شخصي لأن النص المسرحي أهم العناصر في المشهد المسرحي وأهم عندي من كل هذا الإبهار مثلما حدث في عرض الإفتتاح للفريق التايواني الذي كان مبهرا بحق بتقنياته الحديثة وفن الإبهار الضوئي ولكن بلا نص فلم يكن مؤثرا بالنسبة لي ولم يترك أي أثر مقارنة بعرض تونس الفائز بجدارة (ريتشارد الثالث) الذي إستلهم ويليام شكسبير سيد الشعراء المسرحيين في العالم على مر العصورعبر نص فصيح بديع وكذلك الجزء الفصيح من مسرحية العربانة العراقية ونهارات علول الإماراتية هذا بالإضافة إلى الإبداعات في كل مفردات المشهد المسرحي
ـ بالمناسبة : ماذا عن السينوغرافيا تحديداً ؟
ـ أقول لحضرتك : أذكر أني قبل سنوات قرأت قصيدة بمجلة آفاق عربية العراقية للشاعر الفرنسي فيليب لاركن بعنوان المبني كان يترك بين السطور فراغات بيضاء متروكة كثيرة ـ أو لنقل فضاءات ـ وأذكر أني كتبت عنها دراسة عنوانها : قراءة "البياض" في قصيدة "المبنى" لفيليب لاركن" أذكر لحضرتك هذه الواقعة للتأكيد على أني مهتم في كتاباتي المسرحية بكل مفردات المشهد المسرحي وأنا أكتب يصير دماغي مسرحاً صغيراً بكل فضاءاته وتقنياته النصية والتصويرية والضوئية والتشكيلية والجمالية لأرى كل التفاصيل جيدا حتى يخرج العمل الفني وافيا في مجمله متوافقا مع المفاهيم المعاصرة لتشكيل الفضاء المسرحي بكل مدركاته الشكلية وعناصره اللونية ونسيجه البنائي وتشكيلاته البصرية ..
- أعود وأسألكم : ثمة من يرى أن زمن المسرح إنتهى! بم تعلقون على مثل هذا الكلام؟
ـ أقول لك في حقب زمنية كانوا يقولون الشعر ديوان العرب وفي حقب أخرى هذا زمن الرواية فهل نستطيع أن نقول الآن هذا زمن المسرح ؟ يمكنني بالرجوع إلى ما شاهدته في الشارقة من إهتمام مسرحي من جهة ومن عروض مسرحية من جهة أخرى ان أقول لك بضمير مستريح ومصداقية وموضوعية أن هذا زمن المسرح رغم أن مهرجان المسرح بالشارقة تزامن مع مهرجان للشعر وآخر للموسيقا وآخر للفنون بالإمارة الإماراتية إلا أن مهرجان المسرح كان الأكثر تأثيراً جماهيريا وإعلاميا على كل المستويات العروض الندوات التنظيم التكريم الجوائز وما شاكل ذلك
ـ بمناسبة الجوائز حصلتم على الجائزة الأولى في مسابقة الشارقة فهل هناك جوائز أخرى حصلتم عليها ؟
ـ أجل فلقد حصلت بنعمة الله وحسن توفيقه على عدة جوائز في المسرح ومنها : جائزة جامعة الملك سعود بالرياض عن مسرحية شعرية ذات فصل واحد وجائزة المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية شعرية ذات ثلاثة فصول كما حصلت على جائزة الدولة للإبداع المسرحي للشباب وجائزة الدولة التشجيعية في المسرح الشعري كما حصلت على جوائز أخرى وأحدثها جائزة الدولة التشجيعية عن مجموعة شعرية للأطفال عنوانها (أحلام وعصافير) 2013م ولي عدة إصدارات متنوعة في المسرح والشعر والكتابة للأطفال بالإضافة لمساهماتي بالكتابة في عدة مطبوعات عربية بمختلف أقطار الوطن العربي ..  
ـ ولكن أين انتم من النقاد ؟ وماذا عن النقد المسرحي ؟
ـ أجيبكم على الشق الأول من السؤال : أنا أشبه نباتات الظل أحب أن أنمو وأبدع في هدوء وصمت بعيداً عن صخب الآخرين وهذه جزئية لا أحب أن أعرض لها ويكفي أن أقول لحضرتك أني حصلت على عشرات الجوائز ومنها جائزة الدولة ثلاث مرات وأصدرت عدة مؤلفات في الشعر والمسرح الشعري ولست عضوا في إتحاد الكتاب ولا أية إتحادات أو نقابات أخرى ومع ذلك فإني سعيد ومتصالح مع ذاتي الإنسانية قبل الإبداعية ، أما الشق الثاني من السؤال فهذا حديث ذو شجون قد تجمعنا الأيام ذات مهرجان آخر وجائزة أخرى إن شاء الله ونتكلم فيه بصراحة دون خجل ولا يحزنون وقتئذ سأقول لكم رأيي الصريح ورزقي على الله ..
ـ أظن أني فهمت رأيك ، أما من كلمة أخيرة تريدون قولها ؟
ـ بالتأكيد لدي كلمة شكر لا أجد غيرها رغم ثراء اللغة العربية بالمفردات ، شكرا لسمو الشيخ الإنسان والحاكم الفنان الدكتور سلطان القاسمي الذي باح في كلمة الإفتتاح بحبه لمصر وجهر قائلا تحيا مصر ، شكرا لأهل الشارقة الكرام الذين إحتضننونا بمحبة أخوتهم ، شكرا للأخوة القائمين على الهيئة العربية للمسرح على جهودهم الكبيرة ومودتهم الأثيرة ، شكرا لحضرتك على تغطياتك وحواراتك طوال أيام المهرجان وقبل كل هذا الباقات الجميلة أسجد شكرا وحمدا لله على توفيقه لي وفوزي بالجائزة الأولى وعلى وجودي في الشارقة المشرقة بالإبداع بمختلف أشكاله الجمالية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق