الصفحات

2014/05/12

ليالى الجوارى الطقس الأفريقى لألف ليلة وليلة.. يقص ويحلل: اشرف مصطفى توفيق

ليالى الجوارى
الطقس الأفريقى لألف ليلة وليلة

نيجيريا:(بوكو حرام) تعلن الفتيات المخطوفات سبايا.. وسيتم بيعهن مقابل 12 دولاراً للواحدة!
                                                                                                                                                   يقص ويحلل: اشرف مصطفى توفيق

اعلن زعيم جماعة بوكو حرام الاسلامية في شريط فيديو امس ان الفتيات اللواتي خطفن في منتصف نيسان/ابريل في شمال شرق نيجيريا ستتم معاملتهن على "انهن سبايا وسيتم بيعهن وتزويجهن بالقوة". وقال ابو بكر شيكو في الفيديو الذي يستغرق 57 دقيقة ":خطفت الفتيات. سأبيعهن في السوق وفق شرع الله". واعتبرت 223 طالبة مفقودات وسرت انباء حول احتمال نقلهن الى تشاد والكاميرون المجاورتين حيث سيتم بيعهن مقابل 12 دولارا لكل واحدة منهن. وكان شيكو يشير الى 276 تلميذة خطفن من مدرستهن في شيبوك في ولاية بورنو في 14 نيسان/ابريل. وتمكنت 53 تلميذة من الفرار وما زالت 223 فتاة في قبضة الخاطفين، على ما اعلنت الشرطة يوم الجمعة. وقال شيكو ان خطف الفتيات اثار الغضب "لاننا نحتجز اشخاصا كعبيد"، مضيفا انه خطف الطالبات لان "التربية الغربية يجب ان تتوقف" وان على الفتيات "ترك (المدرسة) والزواج". في الفيديو الجديد بدا شيكو واقفا بزي عسكري امام الية مدرعة وشاحنتي بيك-اب مزودتين برشاشين. ووقف ستة مسلحين مقنعين في كل جانب. وبالرغم من عدم وضوح التسجيل يمكن التعرف الى وجه الزعيم الاسلامي الذي تكلم بالهاوسا والعربية والانكليزية، عند تركيز الكاميرا على وجهه. في الدقائق ال14 الاولى انتقد شيكو الديموقراطية والتعليم الغربي ومن لا يؤمن بالاسلام. وتطالب بوكو حرام، التي يعني اسمها "التعليم الغربي حرام"  
عندما يمارس الجنس خارج اطار الزوجية يسمى زنا سواء (اذا تم بالتراضي- او بالحب بلا مقابل – اوالبغاء بمقابل) أو اغتصاب (اذا تم غصبا).. هذا ماعرفناه فى كليات الحقوق.. والغريب هو موضوع السبايا والجواري والذي (برأيي) اسوء من الزنا ويتعداه للاغتصاب, فيحق للرجل ممارسة الجنس معهما ولا يحق لهما الاعتراض،أوالرفض كما انه لا يوجد حد أقصى لعدد الجواري الذى قد يصل ل 1000 ويستطيع الرجل ممارسة الجنس معهن متى اراد؟! وباستطاعة الرجل ان يقدمهن هدية لاصدقاءه ؟!وتنقل ملكيتهن له الى غيره..؟! اجد كتب تتحدث عن الجواري والإماء في صدر الإسلام وما استتبعه من عصورإسلامية في زمن بني أمية وبني العباس وكتب فى فقة السبى والسبايا. وكتب عن الجوارى المحظية‘والسلطانات المنسية‘من الإيماء فى دولة الإسلام‘ ومقالات صحفية عن ابناء السبى الذين اصبحوا ملوك وامراء وخلفاء على المسلمين؟! كيف لم تمتد يدى لها ؟!
  1.  ويعتقد البعض أن القصد من التعبير المجازي لكلمة  جارية  هو المرأة السوداء أو السمراء،وقد يعود سبب ذلك، لما ألفوه من مفهوم دلالي خاطئ فما هو معنى الجارية لغة وشرعاً إذن ؟.. وعلى من يطلق ؟ وما نصيبه من الذكر في القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وما نصيبه من الذكر في لغة العرب وفي موريثهم التاريخي والثقافي ؟وتقول د. بدرية أوجوك آن فى كتابها "تاريخ الجوارى" الجارية تأتي بمعنى : السفينة ، والجوار والجاريات جمع جارية، ومعناها السفن  قال تعالى إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ  فِي الْجَارِيَة أيضاً قوله تعالى وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ . والجارية تأتي بمعنى الأنهار لجريانها ، قال تعالى  فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ..والجارية: تأتي بمعنى الفتية من النساء،ومنها تكون الجارية وهي الأمة المملوكة بملك اليمين والتي يكون أساس مصدرها هو الأسر في حرب مشروعة ضد الكفار- وما جويرية الا جارية صغيرة -  والجارية: تأتي بمعنى الجوري، ينطق الاسم بياء مشددة جويرية حين ينسبونها إلى الجوري وهو الورد الأحمر فيقولون: جورية كما ينطقون حورية وقد يصغرونها فيقولون: جويرية، وجور مدينة فيروزاباذ واليها ينسب الورد فيقال: جورى والجارية تأتي بمعنى الشمس،والجارية تأتي بمعنى الريح، وما يجب تعريفه هنا هو الجارية الأمة المملوكة بملك اليمين.. والجواري والإماء كلاهما مرادفات لما معناه السبايا المأسورات في الحروب المشروعة ضد الكفار،ففي قديم العهد عندما تكون هناك معركة وينتصر فيها المسلمين يكون من بين أسرى العدو الكافر سبايا من النساء يقال سبيت النساء سبياً وسباء ، ووقع عليهن السباء وهذه سبية فلان: للجارية المسبية وتقول خرجت السرايا فجاءت السبايا والسبي ما يسبى والجمع سبى والنساء لأنهن يسبين القلوب،يسبين فيملكن ولا يقال ذلك للرجال لأن الغالب تخصيص الأسر بالرجال والسبي بالنساء والجمع سبايا 
  2. وترى" فاطمة المرنيسى" فى كتابها السلطانات المنسيات" أن معنى السبي اصطلاحا لا يكاد يخرج عن التعريف اللغوي السابق،وكذلك في التفريق بين السبايا والأسرى فالسبايا هم الصبيان والنساء الذين ظفر المسلمون بأسرهم أحياء والأسرى هم الرجال والمقا تلون إذا ظفر المسلمون بأسرهم أحياء كذلك وأساس نشأة السبي وجود النساء والصبيان في ميدان القتال،ووقوع الأسر على الجميع ومن هنا أيضاً تساق النساء أسيرات، فيصرن بعد القسمة في أيدي المحاربين  ولما كان الشأن الغالب أن يقتل بعض أزواجهن ويفر بعضهم الآخر حتى لا يعودوا إلى بلاد المسلمين، كان من الواجب على المسلمين كفالة هؤلاء السبايا بالإنفاق عليهن ومنعهن من الفسق، لأن من المصلحة لهن وللبيئة الاجتماعية ،أن يكون لكل واحدة منهن - أو أكثر - كافل يكفيها هم الرزق‘ولذا يدافع الامام الكستانى‘والامام محمد أبو زهرة عن الإسلام بإيضاح أن: [ الإسلام ما فرض السبي ولا أوجبه ولا حرمه أيضاً ، وإنما أباحه لأنه قد يكون فيه المصلحة حتى للسبايا أنفسهن ومنها أن تستأصل الحرب جميع الرجال من قبيلة محدودة العدد مثلاً ، فإن رأى إمام المسلمون الكفء أن الخير والمصلحة في بعض الأحوال أن ترد السبايا إلى قومهن جاز له ذلك ، أو وجب عملاً بقاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد ، وكل هذا إذا كانت الحرب دينيه فإن كانت الحرب لمطامع الدنيا وحظوظ الملك ، فلا يباح فيها السبي.]
  3. وما لفت نظري هو قول الجاحظ: كان ميل العرب للإماء أكثر من الحرائر لأن الجمال في كثير من نساء هذه الأمم المفتوحة أوفر، والحسن أتمّ فقد صقلتهن الحضارة وجلاهن النعيم، ولأن العادة أن لا تُنظر الحرة عند التزويج بخلاف الأمة، لذلك صار أكثر الإماء أحظى عند الرجل.. قالرجل قبل أن يملك الأمة قد تأمل كل شيء منها وعرف ما خلا خطوة الخلوة فأقدم على ابتياعها بعد وقوعها بالموافقة، والحرة إنما يستشار في جمالها النساء، والنساء لا يبصرن من جمال النساء حاجات الرجل ومواقفهن قليلاً. والرجال بالنساء أبصر قد تحسن المرأة أن تقول أنفها كالسيف وعينها عين الغزال، وعنقها إبريق فضة وشعرها العناقيد، وهناك أسباب أخر بها يكون الحب والبغض. ومن أقوال العرب الأمة تشترى بالعين وترد بالعيب، والحرة غل في عنق من صارت إليه؟! ومن الملاحظات الجديرة بالرصد ، أنه على الرغم من كثرة الغزوات التي وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ،وما كان يمكن أن يستتبعها من أسر وسبي  إلا أنه لم يكن له صلى الله عليه وسلم من السراري إلا أربع ويعود السبب في ذلك لصلابة الإيمان، وصلاح الأخلاق،وشدة الرقابة على السلوك تلك الرقابة التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمبادئ التشريع الرباني. قال أبو عبيدة : كان للنبي أربع   : مارية وهي أم ولده إبراهيم ، وريحانة ، وجارية أخرى أصابها في بعض السبى  وجارية وهبتها له زينب بنت جحش.. ومن الملاحظات الجديرة أيضاً ،في ذلك الزمن،هو أن السبيه لم تكن تستباح لكل الرجال ، وإنما هي لرجل واحد تشبه علاقته بها علاقته بزوجته ،وفي هذا أيضاً احترام لآدميتها وتكريم لمشاعرها ولكن بعد موته صلى الله عليه وسلم ، و بانقضاء زمنه ، و زمن الطبقة الأولى من الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ،ومن معهم من المسلمين ، فقد قام على من أتى من بعدهم صراع بين الدين والدنيا ، وتحول بعض الخلفاء والحكام والأغنياء من المسلمون ،بداية بعهد بني أموية وبني العباس ، إلى حياة جديدة 
  4. فبإشراق أسارير الدنيا عليهم ، ولتمكنهم من أطايبها بما نالوا من ثراء عريض ، فقد اقبلوا عليها إقبال عاشق غاب رقيبه، يشبعون نهمهم من لذاتها، وما أتاحت لهم الفتوح أن يحظوا ببنات الأعاجم ، وقد أتينهم مأسورات ، فأسرن قلوبهم بجمالهن .فشيدوا القصور،تحيط بها الحدائق الغناء،وازدحمت بها الجواري والسراري، من نساء الروم والفرس والترك ،وأسرف البعض في استعمال ذلك بل وتعداهم إلى حياة المجتمع والأسرة،ولكن دون مراعاة لروح الشريعة الإسلامية ،وذلك عن طريق الشراء،حيث لعبت النخاسة دوراً هاماً في انتشار ذلك في محيط المجتمع الإسلامي،والإسلام برئ منه وهو مخالف لروح الشريعة بلاد جدل وليس من الإنصاف أن نحمل الإسلام تبعات ذلك ، و ما استتبعه من إنعكاسات سلبية، أدت إلى تفكك كيان دولة الإسلام ، وروابط المجتمعات والأسر الإسلامية .وإذا ذهبنا إلى العصر الأموي والعباسي، نجد أن هناك تحولاً طرأ على نمط الحياة وانتقال إلى طور جديد ، أخذ فيه بعض الخلفاء ينعمون برخاء كان ممتنعاً عليهم في عهد الخلفاء الراشدين . فقد ارتفع قدر الجواري عندهم لدرجة أنه بلغ ولع بعض الخلفاء بهن أن شغلته عن أمور الدولة ، ولأن البعض منهم لم يكونوا قدوة صالحة ، فقد أثر ذلك سلباً على مجتمعاتهم ، وأصابها ما أصاب بعض أولئك الخلفاء من ولع ،وجاءهم الجواري بضروب من الغناء و الطرب وفنونه . ففي مكة والمدينة ظهرت أول طبقة من المغنين ، فألفوا من ألحان الفرس والروم ألحاناً جديدة .وقد شاعت شهرة الكثيرات منهن بحديثهن الممزوج بالأدب والفكاهة والشعر ، فهذه دنانير تخرجت في المدينة ،ثم حملت إلى بغداد ،وأخذت عن ابن جامع، واشتراها يحيى بن خالد البرمكي ، واسمع الرشيد غناها ، فاشتد إعجابه بها ووهبها عقداً قيمته ثلاثون ألف دينار،وبعد قتل الرشيد البرامكة دعاها إليه وأمرها أن تغني ، فقالت له يا أمير المؤمنين ، أني آليت أن لا أغني بعد سيدي أبدا فغضب وأمر بصفعها فصفعت، وأعطيت العود فأخذته وهي تبكي أحر بكاء،واندفعت تغني :يا دار سلمى بسارح السند .. بين الثنايا ومسقط اللبد .. لم رأيت الديار قد درست أيقنت أن النعيم لم يعد ..فرق لها الرشيد وأمر بإطلاقها .وهذه عنان جارية للناطفي ينشدها شاعر فيقول :وما زال يشكو الحب حتى رأيته تنفس في أحشائه وتكلما، ويطلب إليها الشاعر أن تجيزه فأجازته قائله :ويبكي فأبكي رحمة لبكائه ..إذا ما بكى دمعا بكيت له دما وهاتان جاريتان من مولدات اليمامة يعرضان على المتوكل بحضوره وزيره الفتح بن خاقان ، فنظر إليهما وقال إلى أجملهما : ما أسمك ؟ قالت : سهاد ، فقال لها : أنت شاعرة ؟ قالت : هكذا يزعم مالكي ، قال : فقولي في مجلسنا هذا شعراً ترتجلينه وتذكرينني فيه، وتذكرين الفتح بن خاقان، فتوقفت هنية ثم أنشدت :أقول وقد أبصرت صورة جعفر .. امام الهدى والفتح ذي العز والفخرأشمس الضحى أم شبهها وجه جعفر.. وبدر السماء الفتح أم شبه البدر فقال للأخرى أنشدي ، فقالت :أقول وقد أبصرت صورة جعفر.. تعالى الذي أعلاك يا سيد البشروأكمل نعماه بفتح ونصحه ..فأنت لنا شمس وفتح لنا قمر. فأمر بشراء الأولى ورد الأخرى ، فقالت له لم رددتني؟ قال : لأن في وجهك نمشا ، فقالت :لم يسلم الظبي على حسنه .. يوما ولا البدر الذي يوصف..الظبي فيه خنس بين والبدر فيه كلف يعرف فأمر بشراء الثانية. وكذلك عريب جارية عبد الله المراكبي صاحب مراكب الرشيد ، وكانت نهاية في الحسن والجمال والظرف وحسن الصورة وجودة الضرب وإتقان الصنعة والمعرفة بالأنغام والرواية للشعر والأدب ومنهن فضل وعلم وقد نشأت في المدينة وتعلمتا فيها الغناء وحملتا إلى الأندلس فاشتراهما عبد الرحمن الداخل الأموي وجاريته قلم الرومية ، وقد أرسلت صبية إلى المشرق ، وتعلمت في المدينة الغناء وحذقته .ومنهن العبادية جارية المعتمد بن عباد، وكانت أديبة ظريفة شاعرة ، وقمر جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي صاحب أشبيلية،وكانت من أهل الفصاحة والبيان والمعرفة بصوغ الألحان ، وقد جلبت من بغداد وجمعت أدباً وظرفاً ورواية وحفظا،مع فهم بارع وجمال رائع ومن الجواري من كانت تستعمل حيلة لوصال سيدها ، تدل على فطنة وذكاء من ذلك أن الملك عبد العزيز بن السلطان صلاح الدين الأيوبي، كان أحب في أيام أبيه قينة حسناء وشغف بها ، فبلغ ذلك صلاح الدين الأيوبي فمنعه من صحبتها فحزن ولم يمكنه أن يجتمع بها، ومضى على ذلك عدة أيام فسيرت إليه مع خادم كرة من العنبرفكسرها فوجد فيها زرا من الذهب ، فلم يفهم مرادها ، فجاء القاضي الفاضل فدفع إليه الكرة وسأله أن يعرفه ماذا تعني، فقال القاضي في الحال : أهدت إليك العنبر في وسطه زر من التبر رقيق اللحام .. فالزر من العنبر تفسيره .. زر هكذا مستترا في الظلام! ( إنه الطقس الأسطورى لألف ليلة وليلة فقد صار"شهريار" يتزوج كل يوم بكراً ويقتلها ولم يزل على ذلك وخرج وزيره يقتش فلم يجد بنتاً,فأصبح مقهوراَخائفاً, وبخاصة أنه له بنتان ذاتا حسن وجمال ,الكبيرة شهرزاد ,والصغيرة دنيا زاد. وكان البنتان سمعا حكاية الملك, فقررت الكبرى أن تتزوجه فإما تعيش ,أوتكون فداء لبنات المسلمين, وأوصت أختها الصغيرة إذا توجهت للملك تبقى معها وقبل أن يقضى منها حاجته تقول أختى حدثينا حديثا غريباً نقطع به السهر ونسلى مولانا,وسيكون فى حديثى الخلاص أن شاءالله؟! ونجح الأختين فيما أتفقا, أذن الملك لشهرزاد أن تحكى وتقص, ويتكرر الأمر،ففى كل ليلة تأت (دنيا زاد) وتقول:يأختى أتمى لنا حديث أمس, ويأذن الملك ويسمع الحكايات! فالحكايات المستمرة، وبقاء(دنيا زاد) معها فى الليالى منع شهريار أن يقضى(وطره)؟! فمرة تقول لها : أتمى حكاية التاجر والجنى، فترد : حبًا وكرامة إن أذن لى الملك. فيقول شهريار: احكى..ويتكررذلك لألف ليلة وليلة. فبيئة الرواية كلها إسلامية وفيها حكايات عن هارون الرشيدى ووزيرة وكلام عن العصر العباسى بتوسع) وفي ذلك يقول الإمام السيوطي : في دولة بني العباس افترقت كلمة الإسلام وسقط اسم العرب من الديوان وأدخل الفرس في الديوان،واستولت الديلم ثم الأتراك وصارت لهم دولة عظيمة وانقسمت الممالك عدة أقسام،وصار بكل قطر قائم يأخذ الناس بالعسف ويملكهم بالقهروكان، من مظاهر التنازع على السلطة وتنافس أمهات الأولاد على عهدة الخلافة إثارة الحقد بين الإخوة ، وكيد بعضهم لبعض وإقدام الأخ على قتل أخيه أو على قتل أبيه.
  5. كان في بغداد شارع يسمى (شارع دار الرقيق) انتهب في الفتنة بين الأمين والمأمون ونعاه الشاعر في قصيدة آخرها: ومهما أنسى من شيء تولى فإنـي ذاكــــر دار الرقيق لقد غمر العالم الإسلامي بالسبايا، لكثرة الفتوحات والذين هم عنصر الغنيمة فيها فغصت قصور الخلفاء بالجواري والفتيات الحسناوات، حتى أصبحن في قصور الخلفاء في أواخر الدولة الأموية ذا مكانة عظيمة وتركن أثرا ظاهرا في الحياة الاجتماعية داخل البلاط وخارجه.قال ياقوت في معجم البلدان في ذكر (الجعفري) القصر الذي بناه المتوكل على الله وكيف عمربالسبايا والأقنان الحسان من أبناء البلاد المفتوحة، ومنهم أحيانا أبناء الملوك والأمراء بعد الفتوحات ففي أواخر الدولة الأموية كانت الجواري يثبتون في قصر الخلفاء مكانة هامة ويتركن أثرا ظاهرا في الحياة الاجتماعية داخل البلاط وخارجه،يقمن في أجنحة خاصة بهن،وتجري عليهن النفقة الواسعة ويعشن في بذخ وترف، وقد تستأثر إحداهن أحيانا بعطف الخليفة وحبه فتغدو حظيته المختارة ويفضلها على سائر أزواجه وجواريه،وأحيانا يرزق الخليفة من حظيته ولدا،أو أكثر فتغدو أم ولد فهذه الدولة الأموية نرى أن بعض خلفائها يتخذون من نسل الجواري مثل يزيد بن الوليد بن عبد الملك، فقد كانت أمه فارسية من السبايا. وكانت الخيزران سبية من خرشنة بلدة قرب ملطية ولدت موسى الهادي وهارون الرشيد ابني محمد المهدي. ويزيد بن الوليد بن عبد الملك أمه شاهفرم بنت فيروز ومروان بن محمد بن أمة كردية وأبو جعفر المنصور أمه بربرية تسمى سلامة، والمأمون أمه تسمى مراجل، والمعتصم أمه تسمى ماردة الواثق أمه تسمى قراطيس والمتوكل أمه شجاع. وسمت العرب ابن العربي إذا كانت أمه أمة، الهجيني، والهجيني المعيب، وكانت بني أمية لا تستخلف بني الإماء قال الأصمعي في تعليل ذلك: إن الناس يرون أن امتناعهم عن توليتهم استحقاراً لهم وهذا غير صحيح وإنما كانوا يمتنعون عن ذلك لأن بني أمية كانوا يرون أن زوال ملكهم على يد أبن أم ولد(هجين) او ابن من امه ونجد في الدولة العباسية ثبتا حافلا من خلفاء عظام ولدوا من الجواري، أولهم المنصور ثاني خلفاء بني العباس، فقد كانت أمه جارية تدعى سلامة. وكان للخليفة المهدي عدة جوارٍ شهيرات مثل رحيم التي رزق منها العباسة، والخيزران أم ولديه موسى الهادي وهرون الرشيد أعظم خلفاء الدولة العباسية. وكانت أم المأمون جارية تدعى مراجل، وكان المعتصم بالله والواثق والمستعين والراضي والمستكفي وغيرهم من خلفاء بني العباس جميعا من أبناء الجواري. ونجد بين خلفاء الأندلس عدداً من نسل الجواري، مثل عبد الرحمن الناصر أعظم خلفاء الأندلس فقد كانت أمه جارية أسبانية نصرانية تدعى ماريا، وكذلك هشام المؤيد بالله، فقد كانت أمه (صبح) الشهيرة (أورود) وهي جارية نصرانية بشكنسية (نافارية) لبثت زهاء عشرين عاماً تسيطر بنفوذها على حكومة قرطبة، وكانت اعتماد جارية المعتمد بن عباد وأم أولاده المعروفة بالبرمكية من أشهر نساء الأندلس وأسطعهن خلالاً. وفي مصر الإسلامية وصلت إحدى الجواري إلى ذروة الملك تلك هي شجرة الدر الشهيرة وهي الملكة الوحيدة التي تولت الملك بمفردها في تاريخ الإسلام كله. ونستطيع مما تقدم أن نقدر مدى ما انتهى إليه مركز الجواري في قصور الخلفاء من الأهمية والنفوذ، ولم يكن ذلك النفوذ سياسيا فقط بل كان اجتماعيا أيضا، وقد تعدى القصر إلى المجتمع الخارجي. فقد تحشد الجواري من مختلف الأمم ولا سيما الأمم النصرانية المجاورة مثل الدولة البيزنطية وأرمينية وبلاد البلقان وروسيا (أو بلاد الصقالبة ) وثغور الأدرياتيكك وجزر البحر الأبيض وأسبانيا ثم الأمم الإفرنجية القاصية ويؤتى بهن أيضا من الهند وتركستان والحبشة، وكان فيهن الأجناس الممتازة التي كانت تتمتع بحضارة رفيعة كالروميات والإيطاليات والهنديات، ولهن أثر عظيم في بعض نواحي الحياة الاجتماعية الإسلامية فقد كان منهن أعظم الموسيقيات والمغنيات والراقصات، ولهن أثر عظيم في سلالة المجتمع الإسلامي الرفيع (الأرستقراطية)، وقد كان الكثير من الأمراء من أبناء الجواري الحسان ذوات الشمائل الجميلة والشقرة الباهرة والعيون الزرقاء وتملأ أخبار الجواري النابهات فراغاً كبيرا في الأدب العربي، وتستطيع أن تقرأ في كتب الأدب العربي فصولا فياضة وفيها الكثير مما يلقي الضياء على مبلغ ما انتهت إليه الجواري من رئاسة في الفنون الجميلة، ويورد ابن بطوطة نبذاً شائعة عن جواري قصور الهند. وقد كان للجواري أثر عظيم في سياسة القصور الإسلامية، ونستطيع أن نتصور ما كان يترتب على نفوذ جارية هي أم خليفة أو قرينة خليفة، وهن كثيرات كما قدمنا من الأثر في تدبير الشؤون العامة. نعم إن هذا النفوذ قلما ينتهي إلى حد التأثير في المبادئ الجوهرية لسياسة الخلافة، ولكننا نستطيع أن نلاحظ أنه كان يشتمل كثيرا من التفاصيل الهامة، ويؤثر في أحايين كثيرة في سير السلام أو الحرب. (ثمة ناحية أخرى كان للجواري فيها أثر قوي، ذلك هو ميدان التجسس، فيعهد إلى بعض الجواري البارعات في الحسن أن يقمن بأعمال التجسس على القصور الملكية، وكانت قصور بغداد والقاهرة والقسطنطينية كثيرا ما تلجأ إلى هذه الوسيلة للوقوف على ما تريد معرفته من أنباء القصور الخصيمة ومشاريعها. وقد ذاعت تجارة الرقيق في العصور الوسطى ذيوعا عظيماً، وكانت ثغور البحر الأبيض المتوسط وجزره أعظم مراكز هذه التجارة، وكان الرقيق من أسرى الحرب أو الغزوات الناهبة يحمل آلافاً مؤلفة إلى ثغور مصر والشام، فيحمله التجار إلى أقاصي البلدان الإسلامية في أفريقيا وآسيا، وكان أقطاب هذه التجارة الممقوتة يبذلون عناية خاصة لتعليم الجواري الحسان وتثقيفهن في مختلف الفنون وإعدادهن للخدمة الرفيعة في قصور الأمراء)
  6. وتعالج العلاقة الجسدية مع السبايا بدقة تشريعية شديدة فيكتب الفقه تحت عنوان متكرر لدى علماء الدين" باب وطء السبايا": قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حَدَّثنا يزيد بن زريع، قال: حَدَّثنا سعيد عن قتادة عن صالح بن أبي الخليل،عَن أبي علقمة الهاشمي، عَن أبي سعيد الخدري «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين بعثًا إلى أوطاس فلقوا العدو فقاتلوهم وظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن أناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله في ذلك:{والمحصنات من النساء إلاّ ما ملكت أيمانكم} [النساء: 24] أي فهن لهم حلال إذا انقضت عدتهن».المحصنات من النساء معناه المتزوجات، وفيه بيان أن الزوجين إذا سبيا معًا فقد وقعت الفرقة بينهما كما لو سبي أحدهما دون الآخر.وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأبو ثور واحتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم السبي، وأمر أن لا توطأ حامل حتى تضع ولا حائض حتى تحيض، ولم يسأل عن ذات زوج وغيرها ولا عمن كانت سبيت منهن مع الزوج أو وحدها فدل أن الحكم في ذلك واحد.وقال أبو حنيفة إذا سبيا جميعًا فهما على نكاحهما الأول وقال الأوزاعي ما كان في المقاسم فهما على نكاحهما فإن اشتراهما رجل فشاء أن يجمع بينهما جمع وإن شاء فرق بينهما واتخذها لنفسه بعد أن يستبرئها بحيضة.وفي قوله: «إذا انقضت عدتهن» دليل على ثبوت أنكحة أهل الشرك ولولا ذلك لم يكن للعدة معنى.وقد تأول ابن عباس الآية في الأمة يشتريها ولها زوج، فقال بيعها طلاقها وللمشتري اتخاذها لنفسه وهو خلاف أقاويل عامة العلماء، وحديث بريرة يدل على خلاف قوله.قال أبو داود: حدثنا النفيلي، قال: حَدَّثنا مسكين، قال: حَدَّثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عَن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان في غزوة فرأى امرأة مُخجًا فقال لعل صاحبها ألمَّ بها قالوا نعم، قال لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره كيف يورثه وهو لا يحل له».قال الشيخ المخج الحامل المقرب، وفيه بيان أن وطئ الحبالى من النساء لا يجوز حتى يضعن حملهن.وقوله: «كيف يورثه وهو لا يحل له» أم كيف يستخدمه وهو لا يحل له، يريد أن ذلك الحمل قد يكون من زوجها المشرك فلا يحل له استلحاقه وتوريثه، قال أبو داود: حدثنا عمرو بن عون، قال: حَدَّثنا شريك عن قيس بن وهب، عَن أبي الودّاك، عَن أبي سعيد الخدري ورفعه «أنه صلى الله عليه وسلم قال في سبايا أوطاس لا توطأ حامل حتى تضع ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة».فالسبي ينقض الملك المتقدم ويفسخ النكاح.وفيه دليل على أن استحداث الملك يوجب الاستبراء في الإماء فلا توطأ ثيب ولا عذراء حتى تستبرئ بحيضة  قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حَدَّثنا الفضل بن دُكين، قال: حَدَّثنا زهير، عَن أبي الزبير عن جابر، قال جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن لي جارية أطوف عليها وأنا أكره أن تحمل، فقال أعزل عنها إن شئت فأنه سيأتيها ما قدر لها، قال فلبث الرجل ثم أتاه فقال إن الجارية قد حملت، قال قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها».قال في هذا الحديث من العلم إباحة العزل عن الجواري، وقد رخص فيه غير واحد من الصحابة والتابعين وكرهه بعض الصحابة.وروي عن ابن عباس أنه قال تستأمر الحرة في العزل ولا تستأمر الجارية وإليه ذهب أحمد بن حنبل.وقال مالك لا يعزل عن الحرة إلاّ بإذنها ولا يعزل عن الجارية إذا كانت زوجة إلاّ بإذن أهلها ويعزل عن أمته بغير إذن.وفي الحديث دلالة على أنه إذا أقر بوطء أمته وادعى العزل فإن الولد لاحق به إلاّ أن يدعي الاستبراء وهذا على قول من يرى الأمة فراشًا وإليه ذهب الشافعى وقد أراد الرشيد أن يتفادى النزاع بين أولاده فقسم الدولة بين أبنائه الثلاثة: الأمين والمأمون والقاسم ، فجعل شرقها للمأمون ، وجعل غربها للقاسم ، وجعل ما بينهما للأمين وعهد إليه بالخلافة ، على أن يؤول أمرها من بعده للمأمون ثم للقاسم ،وقد فعل ذلك إرضاء لأمهاتهم ، وزعم أن ذلك حل لإزالة الخلاف بينهم.غير أن النزاع ما عتم أن قام وأتسع ونشبت الحرب الضروس بين الأمين وأخيه المأمون ، وكانت في واقعها حربا بين العرب الذين آزروا الأمين وببن الفرس الذين آزروا المأمون، وكان انتصار المأمون على الأمين انتصاراً للفرس على العرب،وكان مقتل الأمين بيد طاهر بن الحسين الفارسي سهما أصاب العنصر العربي في مقتله ، وكان جزاؤه أن أقطعه المأمون خراسان فكان ذلك بداية الانفصال السياسي الذي تتابع بعد ذلك في الدولة الإسلامية ، 
  7. ونتيجتاً لازدياد أعداد الجواري من نساء الروم والفرس والترك وانتشارهن في المجتمعات الإسلامية ، فقد أستغل ضعاف النفوس ذلك ، ما دفعهم إلى إقامة مدارس خاصة لأهداف وأغراض كانت دنيئة .وكان في طليعتهم مخارق وعلوية وابن سريج وابن مسجح ومعبد والفريض وطويس وقد أخذ هؤلاء في تدريب الجواري الغناء والضرب على الأوتاروتعليمهن كيف يجملن أنفسهن ويسترن عيوب أجسامهن ،ويسلين الرجال بالعزف على الآلات الموسيقية وقد كان منهن طبقة عرفت بالعازفات، يستخدمن كما تستخدم المسامرات في اليابان في الليالي الحمراء يمرحن ويعزفن ويرقصن رقصاً فنيا أو خليعاً كما يعلمهن أيضاً كيف يتصنعن الحب والدلال .ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ، بل استمر الفساد الخلقي بأوسع مما كان عليه ، فقد كان من أولئك الجواري طبقة عرفت باسم الخليلات وكن يعشن مستقلات،ويستقبلن في بيوتهن من يغوين من العشاق من فساق المسلمين ثم يبتن مع من يردن من الرجال للحصول على أكبر أجر مستطاع ليفسدوا عليهم دينهم ودنياهم ثم يشغلونهم بعد ذلك عن أسرهم وأبنائهم ، ويقبضون من ضمائرهم روح الأبوة الصالحة ، ويدفعونهم إلى وئد الوفاء نحو زوجاتهم وإهمال شئونهن وشئون أبنائهم ، ما يؤدي في نهاية المطاف، إلى تراخي الروابط الأسرية. ومن ثم لا قدر الله انحلال تلك الروابط ، ثم موت نواة المجتمع .وهكذا فإننا نرى أن الولع المبالغ فيه ، في حب الجواري والقيان من نساء الروم والفرس والترك وغيرهن،قد احتل مكان الصدارة عند بعض الخلفاء والحكام وغزو الحسان منهن قلوب بعض أفراد مجتمعات المسلمين، الذين أسرفوا في استعمال ذلك ،بلا ضابط شرعي ،وبلا فهم ودراية بالغاية الشرعية نحو مسألة الجواري والإماء ،فهو كما استعرضنا أن الإسلام ما فرض السبي ولا أوجبه ولا حرمه وإنما أباحه لأنه فيه مصلحة للسبايا أنفسهن ، تلك المصلحة التي كانت أحد مقاصد روح الشريعة الإسلامية النبيلة لسبايا الحروب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق