الصفحات

2015/03/22

والشجر يرقص بطريقةِ ما .. شِعر : أميرة الوصيف

والشجر يرقص بطريقةِ ما ..
شِعر : أميرة الوصيف
الشجر يرقص بطريقةِ ما
وستائر الغُرف
 تموء
وتمد يدها الخَفية
لمُباركة جنون السماء
مَنزل صغير منقوش على كَف الطريقِ
؛ يتلصص على أنغام الغروب الأحمر
وتقشعر جدرانه من فَرط الشَجن
أريكته
تُشبه الحفريات
أوشكت على الذوبان
فى حضرة الرقص الجميل
وشجرة صفصاف تتطفل على نافذة قريبة
من الأرض !
وتُريد أن تلعب مع ابنة الأربعة أعوام
 
حانوت قديم
يُلَوح لوقت السَهر
بعنقه المُمتَد
وسِرب حمام ثلجي اللون
؛ يلتهم قِطع السماء
بنهمِ يعرفه من يُجيد التأمل
وصلاة فى قلب أحدهم
تطول وتطول
كلما لامست قطرات الندى
جبين الحبيب
 
الشجر يصرخ بطريقةِ ما
و يدفن سِره "الربيعي"
فى أذن الشتاء
و أنا لا أُجيد الوصف
إلا اذا حركني الخيال
بخيوطه المُتشابكة
كالعرائس المُتحركة !
 
أنا تماماً كظِل قمر
ليلة مُثابرة
أُلازم الساهرين
أينما سافروا !
وكطيف بائعة اللبن
التى تبكى معدتها
من العَطش اليه !
أُلازم الوقت
ويُلازمنى
أحرس عقارب ساعاته
ويتركني فترة الليل
وينام !
الوقت ينام !
والحركة تنام !
والفكرة
لا تنام
القمر
لا ينام
وجع فقير الأرصفة لا ينام
حلمك العائد من الأمسِ لا ينام !
صوت مدفع الحرب
لا ينام
جدتك التى تئن فى قبرها
لا تنام !
هاتفك المُثقَل بالرسائل النصية
لا ينام
جفن طبيب مُرهَق
يحاصره الأرق
ولا ينام
دقات قلب عامل فندقنا الفاخر
ترتبك
ولا ينام
وأنا والشجر نرقص
وأنا والشجر نصرخ
وكلانا
صِدقاً
لا ينام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق