الصفحات

2015/12/15

الثائر والموت قصة بقلم: مارينا سوريال

الثائر والموت 
مارينا سوريال

ايقظتنى اختى فزعة مساءا بالكاد استطعت ان افتح عيناى وهى تصرخ فزعا.....سرعان ما انتبهت للمياه التى تغوص بداخلها قدمى ...حملتها فوق كتفى ...ركضت ....كان الطين بقدمى يعوق تقدمى ...صرخت حتى اوقظ من فى البيت ...كانت اختى معلقه بكتفى تصرخ .....لم استطع سوى الركض بعيدا بقدرما استطعت ...كان الجميع من حولى يركض بلا توقف ..لم التفت لمن دهسوا تحت الاقدام...كان السيل جارف..... جلست على التل القريب ننظر للمياه تغمر بيوتنا .....نظرت لاختى ..ضممتهالصدرى ....صباحا خرجت امى من تلك الدار الضيقة لتستقبلنى كانت زغاريد النساءتتبعها ..كنت الوحيد الذى خرج الى القاهرة وعاد اليهم بعد سنوات يحمل شهادته معه....ارادت امى ان تشارك جيرانها الفرحة......ذبحت لاجلهم بطتها الوحيدة ....جلست وجاراتها ينظفونها بعناية ويسكبون المياة الساخنة عليها ...كانت اختى الصغيرة تركض امام الدار تحمل عروسها الخشبية التى احضرتها لها معى فى اول اجازة لى بعد ان عدتفى نهاية عامى الاول للدراسة ....ركض خلفها بقية اولاد الجيران فلم يروا لعبهمثلها من قبل .....نظرت لى اختى بامتنان فتلك اللعبة اعطتها الافضلية على الباقين الذين جلسوا من حولها ينظرون اليها باجلال.....كانت اختى الانطوائية التى تبكى كثيرا حتى تصرخ بها امى لتكف عن البكاء تضحكوتركض ...لم تطلب منها امى ذلك اليوم الذهاب للبلدة القريبة على بعد 3كيلو لتملاءجرتنا بالماء فقد تطوعت عنها ....برغم مشاهدتى لفتيات الجامعة .... لم اشاهد اجمل منها تلك السمراء ....شاهدتها صدفا فى يوم وتبعتها فى باقىالايام ......واليوم ركضت حتى اراها ....كنت قلقا من ان تكون خطبت لاخر ......كنتاشاهد ركض اختى واسمع ضحكاتها ممزوجة مع ضحكات مكتومة للنساء فى مكانهن المخصص...بينما جلست انا مع بقية الرجال بجوار ابى ......كنت اشعر بالفخر من نظرات ابىوبقية الرجال ...لم يحظى واحد منهم من قبل بتلك الشهادة ...تحدث عم محروس مباركاعند دخوله مجلسنا بعد ان رحب به ابى الذى كان يوقره .....ربت على ذراعى ..ها قدعاد ابننا عصام ....استمع لى يا ولدى انت الان صوتنا فى وسط رجال المحروسة لابد ان تخبرهم ان هناك بنى بشريعيشون هنا وبحاجة الى حقوقهم ....قل لهم اننا لا نتسول بل نطالب بحقوقنا...لطالما نظرت لعمى محروس باعجاب ورغم علمى بتوقير ابى له الا ان نظرات القلقالتى كنت اراها على وجهه كلما جلسنا سويا امام الدار على المصطبة بالساعات هو يقراوانا استمع له ....كانت حكايته مثار تندر بين اهالينا واعجاب جعل تعلقى به يزدادعن الحد......... اخبرنى انه ولد هنا ...لكنه سمع مياه قادمة اليه يوما فجرا ايقظتة فتبعهالايدرى كم من الوقت تبعها حتى وصل لضفافها ....كان اللقاء الاول له بالنيل رغم اننصف عمومتهم يعشيون عليه ....بعد ان وجدوه فى منتصف اليوم التالى لم تتوقف حكايتهمعن محروس ....همست عجوز القرية ...مسته جنيه وسلبته روحه وجعلته يرطن بلغتها.....ينظر لى محروس نحن عشقنا الجبل قالوا لى جاء جدنا الاكبر لديه هربا واصبحملجأ وولد به ابنائنا ولم نفكر يوما بالابتعاد عنه يقولون انها وصيه جدنا الاكبرالا نترك الجبال .....قالت العجوز لعنه اصابت راسى ...كنت اركض وحيدا تجنبنىالصغار والكبار لكنى عرفت طريق المياه كانت طرقه طويلة لكن اتعلم ياعصام عندما اصل الى هناك واجلس ....اسمع رناته الهادئه ....اخلدللحلم ...حلم ان ابقى متجاورا معه الى الابد .........اخبرنى انه راى المراكبالواسعة وشاهد اناس مختلفون فى احاديثهم وملبسهم عنا وان ابناء عمومتنا يعرفون لهجاتهم ....لم اتخيل يوما ان اركب فى مراكبهم تملكنى الخوف والرهبة منحركة المياة من تحتى ..اعتقدتها ستلقى بى عنها بعيدا وهى تهتز رافضة فتى اسمراللون اشعث الشعر غطت الاتربة جسده ان يستلقى على سطتحها ....لكنها هدئت تحملتنى ولم تنقلب بى ....نمت على ذراعها واخذت تهدهدنى مثلما فعلت معى امى...ناديتها امى ...كان ابناء عمومتى يضحكون منى عندما اناديها امى وانا اركض فاتحاذراعى واستقلى على ذراع مركبها واداعبها بيدى ...كانت يداى تنافس اسماكها الصغيرة.... علمونى لغتهم وعلمت نفسى كتاباتهم كانت هناك عجوز بيضاء تاتى كل عام فى نفسالميعاد تعلمنى فى اخر مره تركت لى كتبها ورحلت لم ارها منذ ذلك اليوم....سكتمحروس تنهد بحزن عندما تذكرها حسدته اناايضا تمنيت ان ارى الجنيه لكن امى لم تسمح لى بالركض بعيدا ابدا ....كان هو ايضايعلمنى لغتهم تركت بقاى اطفال اهالينا وركضت الى جواره استلقى وانا اقرا له منالكتب التى يحضرها معه من بعيدا ...فى جبلنا لم تكن هناك تسلية وحيدة سوى الركضعلى الرمال وكان من عليه تحميل جره الماء يعد متميزا عن الباقين فهو يرى وجوها مختلفة لم نراها من قبل ويسمع كلمات مختلفة ياتى ويرددها على مسامع بقيتناونقف نحن مذهولين امام شفتيه التى انفتحت وتستطيع قول ذلك وكنت انا اشعر بالحزنفاركض بين يدى صديقى محروس الذى يكبرنى باثنى عشر عاما ...أساله وهو يجيب كنتسعيدا لان صديقى يعرف كل شى ...وعدنى ان ياخذنى معه الى المياة ويعلمنى الكلماتالغريبة ...لم استطع ان اخبر امى تسللت منها فى منتصف الليل حيث المياه ...عندما رايتها اول مره ..جفلت ابتعدت خوفالولا انه امسك بيدى ووضع قدمى الساخنتين على اطرافها البارده ...كنت اركض من حولها واعود قافزامن شباكنا قبل حلول الفجر ...تمر الاشهر ولا يشعر احدا بخروجى وعودتى ....اعتدتالمكوث الى جواره ومحروس يقرا على من لغتهم الغريبة ...قال لى ذات مره ان تلكالمياه لها لغتها ايضا فهى ككل كائن يعيش على الارض له صوته ولغته ولكن احبائهافقط ومن يمتلكون القلوب الصافية لها منتنفتح قلوبهم فيسمعون صوت كلماتها ويفهمونه ...هى تميزهم عن بقيه المخلوقاتبالحديث ....ميزت محروس حسدته ارادت ان تميزنى انا ايضا ...فركضت وحيدا كل ليلةاجلس الى جوار ضفافها وانا اتحدث اليها لتخبرنى عن سرها ولكن مضت الاشهر من دونطائل ...ذهبت لمحروس باكيا اخبرته فضحك لم يغضب او يصرخ ...قال ستحدثك يا عصام يوم تريد هى وليس انت .... اخذنى محروس من يدى فى صبيحة اليوم التالى الى القرية القريبة منا ..مشينا3 كيلو مترات قبل ان نصل ....قال لى انها تدعى مدرسة وهى ستعلمنى كيف اتحدث ومنذ اليوم مهمتى اناتعلم منها هى ....ومن حينها وانا اتعلم فيها كانت الكلمات صديقتى ولم اصادق احدامن اولادها ....لقبوننى بفتى الجبال ..تفحصونى بنظراتهم لم ابالى فقد تعودت على العودة والجلوس الى محروس ...اخبرنى ان جدنا افترقعن جدهم هربا من بطشه فلجأ الى الجبالوعندما فشل جهم فى الوصول اليه اخذ يتندر عليه من بعيد وابناءه هم مثله ....حفظتكلماته فى قلبى ولم اخبر بها احدا عددتها سرا عليه ان يبقى لى بمفردى .......محروسكان من جمع الى المال من اهالى بلدتنا ...قال لى تلك المره سارسلك بعيدا ...سألتههناك نيل ...ابتسم وقال انه فى كل مكان سيتبعك .....كانت امى تخفى دموعها لتقفقوية بين النساء ...لم تحتضننى امامهم قالت صرت رجلا الان وستغترب عنا.......اليوم صباحا كانت تذبح البطة الوحيدة التى استطاعت امتلاكها وكانت لناوللاهالينا بعد ان اخبرهم محروس اننى حصلت على شهادتى الجامعية ...عدت اليهم ولااعرف كيف ساخبرهم اننى سارحل عنهم ثانيا غدا وربما لن اعود لن اصبحت من هناك الان عظامى لن تعود لتستلقى على الجبال مره اخرى ولن تتدثر بالسماء غطاءا لها....ولن تنام مكشوفة الجدران وتنتظر دورها فى ملىء جرتها بالماء .....لم يمهلنىقدرى فرايت المياه التى احببت تغمر كل ديارنا ولم استطع حماية سوى اختى التى نامت من كثره البكاء الان بين ذراعى ....سمعت صوت العجوز ياتى من بعيد كانت تصرخ بترنيمة الحزن وصوتها مرتفع ...هبطتت دموعى تملىء وجهى ومن تبقى من اهالينا يلقىالتراب على راسه على الجبال التى جرفهاالسيل ............. عندما طرقت بابه فى ذلك الوقت المتاخر وقف يحدق بى مذهولا ...تمتم حسن ماذا هناك ؟ماذا حدث لك؟.....كنت لاازال احمل اختى فوق كتفى وهى مغمضة العينين لاادرى ماذا اصابها منذ تلك الليلة وهى لاتتحدث ولم تنطق بكلمه ...لم يكن عقلى يستطيع التفكير سوى فى البحث عن مكان يصلح ايواء لنا بعد ان سكنا العراء لاشهرو نحن نعيش تحت الصدقات والمساعدات من القرى والمدن المختلفة .....لم استطع ان اتحمل سكن الخيام وتحمل البرد القارس والجلوس بلا مؤى بعد ان تاكد من فقدان اهلى وكانت حالة اختى تزداد سوءا فلم اجد سوى جمع تذكرة القطار ولم استطع ان افكر بسوااك حتىاجد موضع لى .....نظر حسن لى باشفاق الى اختى التى جلست بلا حراك ولا كلمات...قال لاتزال تعانى من الصدمة عليك مراجعة طبيب ...نظرت اليها كانت تحملق فىالفراغ طوال الطريق لم تطلب ماء او طعام .......... كان لا يزال صدى صوت امى يرن داخل اذنى وهى مجتمعه مع النساء يقمن بتحضيرالطعام ...كانت امى تقف لتشرف على تحضير المأدبة التى لم تشهدها الجبال منذ ان عادلهم محروس الصبى الملبوس من قلب البحر حاملا خيراته معهم ....يخبرهم عن كل ماشاهده من بلادا اخرى بعيده .....حكى لهم عن بلاد تأكل الحشرات واخرى تكره الحيوانات واخرى تعيش على الاسماك قال لهم ان الجنيه لا تبخل عليهم ... فى كل صباحتخرج من الماء فى كامل بهائها تلقى باسماكها الصغيرة داخل شباك الصيادين ....تسمع ضحكاتهم الرنانه من بعيد ...صغارا يتجمعون لرؤيتها من بعيد ...تلوح لهم بزعانفهاثم ترحل من جديد ..... هل حكى لهم انه قرر مره ان يقف على الشاطى وحيدا قرب الفجريلتمس منها الخروج مره واحدة لرؤيتها عن قرب ...وانها سمعت صوت بكائه الحزين وخرجت....كيف كان وجهه وهو يصف عندما سمحت له بلمسها من بعيد ....سألها ستعود من جديدلم تجب ....انتظرها مرارا ولكنها لم تاتى فقرر الهبوط اليها وهو لايعرف البحر...ألقى بنفسه فى داخله غير مبالى الا بصورتها التى سحرته لم يدرك الايادى التى تجمعت من حوله .... كان يهذى حملوه الىالمشفى ....عندما استيقظ كان ينادى عليهم اخبرنى انه رأهم والديها وتحدث معهم...هى قبلت بحبه ولكن عادات اهلها مثلنا ...لازواج من غرباء .....حدثهم بلهجتهم وسمعهم يتحدثون بشأنه بلهجة لا يعرفها ....استيقظ بين ايدى البحاره قال اعتقد اننى منتحر جديد لديهم ارسلونى للمشفى لم يصدقوا حكايتى لذا انتظرت حتى حل المساء وهربت...لديهم يسجن من يحاول الانتحار وانا اردت البحث عن جنيتى ... سألته هل ستعوداليها من جديد ...ابتسم لاتخبر احدا ...ابتسمت ....وانا اسمع صوته يقص على الرجال قصصة التى لا تنتهى من البحار البعيدة ...ابتسم ....عندما اخبرت امى اننى اريدالذهاب الى البحار ايضا مع عمى محروس ....خفت .... لم ارى نظراتها تلك من قبل ولاول مره اشعر بالخوف من عينيها التى كانت مؤى لى من قبل .....محروس ندهته الجنيهولم يعد منا يا ولدى عده ابوه ميتا وامه سلمته الى الخالق ...لكنك انت عزوتنا يابنى مع اختك الصغيرة ...تريد ان تتركنا لتخطفك الجنيه مثله ....اهون على اشوفك ميتمن ان تترك ابوك ....أسأل نفسى مرار كلما تذكرت ذلك اليوم كيف وافقت على رحيلى للقاهرة لاكمل تعليمى ....تقول منذ زمن قبل ان نسكن الجبال كان هناك جدى يلقبونهبالافندى وكان هناك شيخ يعلمه كانت تتحدث عنه بحب ....وعندما اسألها المزيد تصمت...ربما ارادتنى ان اشبه جدى الاكبر...... احبس دموعى ...سقطت بيوتنا المصنوعة من الطين .....اتذكر وجهيهما اخر مره...لاول مره اراهما سعيدان ..خلدا للراحة مبتسمين .....لم اخبرهم اننى كنت راحلا....عندما ارسلونى فى صبيحة احد ايام السبت فجرا الى تلك المدينة الواسعة وقف والدي وبجواره امى بجلبابهم المهترىء ....يودعانى اسفل الجبل وقف كبار رجال اهالينا للوداع ..تماسكت امى ولم تعد تبكى ....هبطت قدمى على مدينة التراب ..تعجبت من حسن الذى اراد الرحيل منها منذ اللحظة الاولى ...لماذا كانت تشبه جبلى الحبيب كلاهما به اتربه وله حدود وقواعدة معروفة احداهم واسعة مترامية الاطراف وجبلناايضا ضخم ولم يصل احد لقمته من قبل ......كلاهما انت صغير مهما مر بك العمر لن تساوىمقدار نقطة امامهم ......كان حسن يسكن من قبل بالقرب من المياة عندما سألته عنجنيه محروس ...ضحك ..ضحك منى كثيرا حتى غضبت منه اقسمت الا احدثه مرة اخرى....لكنه اقترب منى البحر ممتلى ء من جنياته اى واحدة تقصد ...... بداخلها عرفت معنى ان تكون صغيرا واقسمت اننى سأعود لها كبيرا ..... رفضتان اخفض لها راسى ....كان حسن يقول ستحطم لك تلك الراس اللعين .....اقول رأسى مثل صخور الجبال ...الجبال تبقى دائما اتعلم انها ايضا بلاد تحميها الجبال وتحاوطها من كل جانب انها لى انا مدينتى الواسعة وجبالنا من بعيد تحميها ...كان يستلقى على ظهره وهو يضحك .....اليوم عدت اليها مثلما اردت ولكن الجبال سقطت اغرقتها المياه..... اقترب منى قال شقيقتك كانت لاتزال هناك صامته تحدق فى فراغاتها ....فتحتفمها بالقوة وحملتهما على الطعام والشراب ..كانت تستجيب كأله تريد من يوجهها وهى بلا اراده .....اقترب من عينها انادى عليها .....كانت بسمه ...وهى بسمهتركض من الصباح امام البيوت توقظ الصبيان والفتيات .....تراها النسوه فتبتسمن...تركض خلفها الفتيات فتقوم بتوزيع المهام اليومية عليهن ...كانت تلعب وسط الصبيهولا تهابهم تدخل فى عراك مستمر معهم ولا تعود سوى منتصرة ......يغضب منها ابىفتلين عزمه عنها امى ....كان جزء منها سعيدا ....لم تعنفها يوما على ما تفعله اوتعاقبها كانت حره طليقة تركض طوال النهار وسط صخور الجبال التى حفظتها .....قصت لىذات يوم بعد ان عدت لهم فى اجازتى عن مجموعه من الغرباء اتوا وطلبوا من شيخناالكبير تسلق تلك الجبال لم ندرى ماذا لينا ان نفعل ...كانوا يحملون معهم صناديقسوداء صغيرة .....بها بقعة بيضاء كبيرة فى امامها فقط يخرج منها صوت فيركض الصبية من امامها .....قلتلها اتوا لتصوير الجبال ....لم تدخل جبالنا كاميرات المدينة من قبل .....كانت تكرهالخوف لذا عندما اقتربت منها الكاميرات مره اخرى لم تخف منها ...لم تتسلق الجباللاعلى من قبل لذا ركضت امامها كانت تعلم الطريق ....جلسوا فوق السطح واضاءواصناديقهم كثيرا هكذا قالت لى وعندما هبطتت اعطوها بعض الاوراق الكثيرة لاتفهم ماذاتفعل بتلك الاوراق فى اليوم التالى استيقظ الجبل على صوت ضجيج كانت تركض وخلفهاحبل طويل ربطتت به جرس اعطوه لها وخلفه الاوراق ...تسابق الصبيه للركض خلفها كذلكالفتيات اراد الكل لمس لعبتها الجديدة لكنها رفضت ..كانت تدور وتلف من حولهاالاوراق وصوت الجرس مجلجلا فى الجبل كنا نضحك وهى تخبرنى عندما عدت ...كنت اضحكولم اهتم بالدموع التى سقطت من عينى واخفيتها عنها سريعا .....انظر اليها الانصامتة اطعمها بيدى بينما احضر لها حسن جارته الممرضة لتراها ...كانت ترفض الدواءمن يدها ..كنت احشر الاقراص فى فمها فتفتحهما طواعية ...كانت تعى من انا ...لاتزالترفض يد الغرباء ....لم يكن امامى سوى تركها داخل المشفى كانت حالتها معى ستزدادسوء ..اجلس فى بيت صديقى الوحيد من المدينة الواسعة ذات الاتربه ....وبجوارى احملشهادة اعتقدتها تكفى من قبل واردت ان احصل منها على المزيد ....لكن اجد سوى المهنه التى اعرفها فحملت الصخور على كتفىمثلما كنت افعل صغيرا ولكن تلك المرة لاجل المال وليس للهو كما مضى .....كنت القىبصخورى ونيران صدرى تشتعل اكثر ولا اجد من يطفئها ...كان الكل من حولى يغلى ولايجد له كوب ماء يسكن ذلك الغضب الذى ملىء صدورنا .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق