الصفحات

2016/02/09

(التراث الشعبي.. عدد جديد)



(التراث الشعبي.. عدد جديد)
شيماء عبد الرحمن
صدرَ العدد الجديد من مجلة (التراث الشعبي) وهي مجلة فصلية تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة أخذت على عاتقها الاهتمام بفولكلور الشعوب ومما جاء في أفتتاحية هذا العدد التحدث عن التراث المادي وغير المادي للتنوع الثقافي العراقي وقد تعزز الاهتمام بهذا الجانب بداية السبعينيات من القرن الماضي بإنشاء المركز الفولكلوري الذي تولى جمع ودراسة وأرشفة التراث الشعبي للكثير من الاعداد الخاصة التي تناولت محور من محاور التراث اللامادي.
وتناولت محور المجلة نص كلمة معالي السيد وزير الثقافة والسياحة والآثارفرياد راوندوزي في ندوة التضامن مع التراث وحماية التنوع الثقافي في العراق التي أقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع مكتب منظمة اليونسكو في مدينة أربيل قال فيها: (إن التنوع الثقافي هو سمة مميزة للبشرية، فهو يمثل تراثاً مشتركا للإنسانية، وينبغي أن ينظر للثقافة أنها مجمل السمات: الروحية والمادية والفكرية والعاطفية، التي يتصف بها مجتمع أو مجموعة أجتماعية وعلى أنها تشمل، إلى جانب الفنون والآداب، طرائق الحياة وأساليب العيش معا ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات.
ونعترف، والاعتراف محبة، أن التنوع الثقافي يستمد معينة من تجارب وإسهامات جميع البلدان والثقافات والشعوب، فهو يعزز القيم الإنسانية ويقيم أرضية مشتركة حيث لا يمكن لأي ثقافة أن تدعي الفضل على سائر الثقافات. لذا بات التنوع الثقافي مفهوماً متداولاً بل مفعلاً عند الشعوب المتحضرة التي تدرك أبعاده وأنعكاساته على حياة الفرد بأعتباره مصدراً للتبادل والإبداع. وبهذا المعنى فن التنوع الثقافي هو التراث المشترك للإنسانية وينبغي التأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
وأشارَ الى ما شهدهُ العراق من حروب ونزاعات دموية وصراعات دموية وصراعات طوال مائة عام، فلحق باقليات والجماعات المنتمية للأرض والوطن أفدح الأضرار. وتعرض العراقيون إلى حملات إبادة وقتل وتهجير قسري، ولم ينقشع الليل بعد عام 2003، إذ تعرض العراق إلى هزات عنيفة بسبب العنف وتوافد الفكر المتطرف، وأستهدف الأقليات بالدرجة الأساس في محاولة لإفراغ البلاد منهم، لتأتي بعدها عصابات داعش وسيطرتهم على الموصل وقيامهم بسبي وخطف وقتل وتشريد مئات الالاف من الأقليات التي تستقر في نينوى.
ومن الضروري التشجيع على إدراك أهمية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي والارتقاء بهذا الإدراك، ولاسيما من خلال البرامج التعليمية والبرامج الرامية إلى زيادة توعية الحضور، والاعتراف بأهمية إسهام الفنانين وجميع المشاركين في عملية الإبداع، والأوساط الثقافية، والمنظمات التي تدعم الفنانين في عملهم، وبدورهم المحوري في إثراء تنوع أشكال التعبير الثقافي.
تناولت المجلة عدداً من المواضيع منها (سيرة بني هلال.. سرد الحكاية والتاريخ) للدكتور: قيس كاظم الجنابي تحدث فيها عن سبب إنشاء (السيرة الهلالية) حيث يعتقد بعض الباحثين أن هزيمة المصريين أمام الإستعمار الانكليزي بعد ثورة عرابي باشا قد ساعدت على نشأة هذه السيرة خلال السنوات (1882- 1885) والتي تبلغ أكثر من عشرة آلاف بيت، حتى قيل أن الشاعر لم يتعرض صراحة لأحداث الثورة العرابية، فروي أنه هدد بالعقاب الشديد إن لم يكف عن التغني بأمجاد العرب والتلميح الى السلطان والخديوي.
كما جاء في المجلة موضوع آخر عنوانهُ: (دراسة مقارنة.. بين المثل العربي والعالمي) للدكتور نجاح هادي كبة تطرق الباحث فيه الى المثل وأهميته في حياة الشعوب فهو مستودع تجاربهم، وسلاحهم في الرد على خصومهم، ومنه يتوادون ويتآلفون، فله أهمية أجتماعية وأقتصادية وسياسية وثقافية زيادة على وظيفته القانونية.
تحدثت المجلة عن موضوع آخر عنوانهُ: (من المظاهر اللغوية الخاصة بأطفال بغداد) للكاتب محمد علي رشيد تناولت الطفل وما يحتلهُ من مساحة واسعة من التراث الشفاهي غير المادي. فنجدهُ في الادب الشعبي، والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية. كذلك في التراث المادي. وهو أحد حاملي هذا التراث. وترتكز دورة حياة البشر في الاساس على الطفل.
وجاء في موضوع: (الغناء البدوي) للكاتب ناصر محسن الساري يبين فيه الفرق بين الغناء البدوي الصميم وبين الغناء السائد في ريف البادية، وأنه قد يتوهم بعضهم حين يعتبرون الربابة من الالات الموسيقية المتداولة في البادية، فالربابة ظهرت بين أبناء ريف البادية، أي الأرياف والقرى المحاذية للبادية.
أما ماقيلَ في موضوع (شخصيات غرائبية رسخت أسماؤهم) للكاتب فخري حميد القصاب. ما يبين إن الشخصيات العراقية في كل مدينة بالغرابة- والعجائبية أحياناً- في تصرفاتهم وسلوكهم إذ رسخت أسماؤهم في ذاكرة الاجيال التي عاصرت الاربعينيات والخمسينيات، بل وحتى مطالع الستينيات من القرن الماضي، وأصبحوا ناراً على علم في مدينتهم التي ولدوا فيها ورحلوا عنها تاركين للاجيال الطالعة صوراً حية في الجنون أحياناً وفي السلوكيات غير السوية السائدة في مجتمعهم آنذاك أحياناً أخرى.
 ومما جاءَ في المجلة أن من أعلام التراث الشعبي (عادل حسوني العرداوي) تتحدث المجلة عن سيرة حياته منذُ ولادته عام 1949، في قضاء (أبو صخير) في أجواء تجمع بين المدينة والريف، أجواء تنبض بالحكايات والاساطير والاغاني والاشعار الشعبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق