الصفحات

2016/07/18

(علي سبيل البوح ) بقلم: آيه حرب

(علي سبيل البوح )
 بقلم: آيه حرب

منذ عهد بعيد اهدتني الحبيبه بعض الحلوي و دميه شقراء ..اذكر اني ملأت الدنيا يومها صخبا و فرحا رغم ذلك فقد حطمتها- كعادتي مع كل شيء وقتها - وشوهت وجهها حتي فستانها الابيض الرقيق المنسدل الذي تمنيت لنفسي فستانا مثله لم يسلم مني فمزقته ايضا... لم اكن أيامها تلك الطفله الحالمه التي تحاور الدمي ،تشكو اليها ، تپكي ، وتفرح معها ، وتحتضنها عند النوم لم اكن ابدا بتلك الرقيقه مسالمه بل علي ما اذكر كنت صخب البيت وصوته ما عهدني أحد إلا وضج من الصخب البريء ..ما اهدتني شيء ابدا إلا وفقدته رغما مره وعن قصد مرات ما كنت لافرح به لحظات ثم ما البث ان أمزقه او أدهسه تحت قدمي وأمضي .... نعم فلست بحاجه له وما حاجتي الي شيء جامد لا ينطق كالدمي وانا لا اكف عن الركض والرقص أسرق لنفسي لحظات من الفرح الخالص والسلام الذي ظننته وقتها سرمدي مقيم ... .اقاوم القلم اللعين الذي يرغمني ويخوض ..يتأمر ضدي وينساب حين يستوجب الصمت .. ويأبي ويتمنع حين اكاد اهلك من نفس الصمت ... بي حاجه تمزقني تدفعني دفعا لان انبش في الذاكره التي تراكم فوقها غبار السنوات ....تلك السنوات التي مرت بطيئه ثقيله علي عجلتها .....مرت بنزف القلب ووجعه وما سلم احد من احداثها ...لم أعد تلك الطفله المشاكسه التي تحاوطها رعايتها ..بل دارت الدنيا شرقا وغربا وتبدلت خطي الايام ،وما بقي لي منها إلا شيئا من حلو الدلال وغنجه منها بقي داخلي ...ما اذكر تلك الايام التي كنت احيا فيها معها الا ويمر امام عيني ضوء شمس ونور نهار و أجد في قلبي دفء عمر..ثم غابت قبل الاوان فهجر السكون وسكن الوجع وبقي البرد ...اود لو اكتب اليها اناجيها ابثها خبايا القلب الذي استهلكته الاوجاع ..اود لو اصل اليها واريها نياط القلب الذي تمزق بحثا عنها بلا فائده .... لو كنت اعلم ان السبل ستنقطع بيننا وان السنوات ستمزقني حنينا اليها وان الشوق سيقسم قلبي ولن اصل اليها ما حييت لما مزقت شيئا اهدتني اياه يوما .....بل لحفظته في قلبي وفي خبايا ضميري المكلوم بغيابها .... ولما ركضت لحظه بعيدا عنها ....لو كنت مسبقا اعلم لبقيت الي جوارها بلا صخب وبلا ضجيج انعم بوجودها اعبيء صدري بصوتها وانفاسها ... احفظ كل شيء منها وعنها..اتفرس ملامح وجهها الجميل الذي ظننته باق رغم الزمن ولكنه غاب ورحل ومعه الدميه الشقراء وطعم الحلوي... .. وجه قليلا ما كان تتذمر صاحبته او تعبس وما تلبث ان تعود تضحك من جديد ...حقيقه لم اكن انا فرح منزلنا كما كنت اظن ولكنها كانت هي ...هي وحدها يقولون اني اشبهها ولكني اعلم انها كانت بلا شبيه ولا حتي انا ... يقولون اني عنيده هشه مثلها ولا يعلم احد ان لولا ذاك القسط اليسير من العند الذي لا يؤلم غيري ولا يضر لهلكت من زمن بعيد ... ولولا ذلك اللين لما سار الركب حتي وصل ..اتراه وصل ام انه . ام سيظل حائرا يستوطنه التيه ويستبد به الياس ويهلكه الجوي ... ام سيصل يوما ما.!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق