الصفحات

2016/11/20

خمس رسائل إليك - الرساله الثالثة - بقلم: آيه حرب

خمس رسائل إليك - الرساله الثالثة
 بقلم آيه حرب

منذ أن قطعت علي نفسي عهد الكتابه اليك وأنا "كالمسحوره " لا أستطيع إيقاف زخم الكلمات أنتهي من رساله وقبل أن أنتقل إلي أخري أظن أني سأهادن بينهما وأستريح ... فإذا بي كالذي يستجير من القيظ بالسعير... فما بين رساله كتبتها وأخري تتزاحم داخل نفسي تنقض جدارن الروح . وحدي و قلمي ورائي كالمجذوب... ولا أمامه غيري سبيل ، فإما أن ينصاع ويكتب ما يليق بسابق عهد الهوي ، وإما بربي سأسحقه فلن يلامس مداده الورق ثانيه وإن كان فلن تري كلماته نور. نَمَت بذرتك الأولي في قلبي ثم طال الانتظار ، فلا جديد منك ولا عنك حتي جاء اليوم الذي كان فيه الجمع يداعبني بمدحك لصور كنت قد رأيتها لي ، لم يقصد أحد إيذائي قط ، كانت مُشاغبه مَرحه ، فكان من الأحري أن أتزن فأسعد بالغزل أو لا أهتم .. ولكني حقاً قد تأذيت ، فالصبر قد طال ولا شيء يعلن أنك جدياً تهتم ، فسأمت ونسيت أو قل أني تناسيت . مرت الأيام وكنت وطنت نفسي علي أنك لي نسياُ منسيا.. حتي عادت سيرتك من جديد ...فعاد طيفك يخربش مني الحنايا ... وكأني عام بأكمله ما قاومت.. ثم شيئا بداخلي انهار امامه سد ! أنت وحدك تعلم كم نعمت في القرب .. رقصت كل الحياه في عيني واستحال شحوبها زهو ... فاضت سعادتي وغمرت الجميع حتي المرح كان قد سري مني إليهم.. فما عاد أمري يخفي علي أحد حتي وإن أودعتك من قلبي في قرار مكين ... و يوم أشتريت هديتك تلك ..كنت كأني أهديك قطعه من نفسي... كنت خجله متردده ولكني لملت عزمي وأرسلتها ...راسلتني لتشكرني في يوم لو أمره بيدي لحفرته علي جبين الزمن ! فقد بدأ عهداً جديداً وكُتبت لنا قصه معاً ! القلم يتمنع .. يراوغ ولكنه يعلم أن هناك أشياء وُشمت علينا كالقدر، ولولا ذلك لهربنا وأرحنا أنفسنا من عنائها ...الكتابه شاقه كمعركه متأججه نيرانها لا تبقي منا بعد خوضها شيئا ولا تذر . لا أدري متي أحبتتك .. فالحالمه التائهه التي كنت أعرفها قديماً .. أخرستُ أنفاس حُمقهما منذ أمد .. علمتها قسراً أن تُعمل عقلها ولا تُجلب لنا الأسي ...آراها الآن تستفيق و تنتشي بقرب رجل لم تره في حياتها قط .. تبثه الحب وتمزق من اجله نياط القلب !. أري الأحداث تتلاحق ... وأراك قد عرضت الزواج شرط أن نلتقي ليحسم كل منا أمره ... هكذا بكل هذا اليُسر.. بلا دمع وبلا ضجيج ! أتعلم من لين الحياه قبل وصلك لم أعهد شيء .. حتي ظننت وقت قُربي منك أني ظالمه ، وأنها تجود وتجود و أني أنا المخطئه التي لم تكن تعلم عن سخائها شيء . طحنتنا الحياه في غمارها ثلاثه أشهر نود لو نلتقي وفي كل مره يحول بيننا القدر .. ليتنا التقينا سريعاً لنتهي قبل ان نبتدأ - إن كُنا حتما سننتهي - ، أو بالأحري ليتنا لم نلتقي كي لا أفقدك !.. ثلاثه أشهر لو خُيرت شيئ في عمري ما أخترت سوي أن يتوقف عندهم الزمن أعود أحياهم أبد الدهر فلا أستفيق بعدهم علي حياه تخلو منك ! أري شيئاً من الضياع بدأ يرتسم علي الوجوه ، دع من يقرأ في غيه .. فلازلت تواقه لحديثك ، أود أن أُحدثك عن نعيم العيش علي مراسلتك .. مشاغبتك ..وعن كل ما كان منك جميل برئ حد الخبل ،وعن دماء جديده ضُخت إلي شُريان العمر . أراني في غمارك قد أضعت الطريق ،أختزلت الزمن ، أختصرت الحواجز ، والآن أهذي من جديد واعود أخوض عهدنا الوردي وحدي أصول فيه وأجول ولا أدري كيف سأنجو بنفسي و بمن سأستجير ؟. جاء أخيراً يومنا الموعود، كنت فرحه لا أعلم ماذا يخبيء لنا الغد ، داعبت من ولهي نسيم الليل ، وتركت فيروز تعبق في ضميري بجميل شدو أن " أجمل التاريخ كان غدا " و ليلتها بعد عناء غفوت . عرفتك أيام عهدنا الذهبي رجل عميق الفهم .. بعيد المدي .. يهتم بدقائق كل ما بيننا واصل قرائتك -كما عهدتك - وإن أنتهي أمري لديك .. لعل رسائلي تلك هي أخر ما سيكون بيننا ولعلني بين سطورها أجد الخلاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق