الصفحات

2017/03/25

العضَّاض مسرحية بقلم: د. عمر صوفي محمد



العضَّاض
مسرحية
بقلم: د. عمر صوفي محمد
الشخصيات
مرزوق عبد الصمد : موظف بسيط فى السابعة والأربعين،
                       متوسط البنية .
نبيلة   : زوجة مرزوق ، موظفة فى الثانية والأربعين.
نيللى : منسقة جمعية ذوات المخالب الأربعة ، جميلة..عصرية،           
         فى الثلاثين.
المدير : مدير جمعية ذوات المخالب الأربعة فى الخامسة والخمسين. سمين . تبدو عليه دلائل النعمة.
الكابتن : فى الخامسة والأربعين، رياضى الجسم، جاد ، مسئول     
           جمعية ذوات الأنياب وحماية الذئاب.
الممرضة : فى الأربعين.
طبيب1 : فى الخمسين.
طبيب2 : فى الخامسة والأربعين.
طبيب3: فى الخمسين.
وكيل النيابة  : فى الأربعين.
الشرطى : حارس باب وكيل النيابة.
الحارس : حارس الكلب.
الكاتب  : كاتب وكيل النيابة.
المذيعة : فى الخامسة والثلاثين، تظهر من خلال  قناة تلفزيونية
الصحفى: ضيف على القناة التلفزيونية.
د. محمود الأرمنتى: ضيف على القناة التلفزيونية.
مواطن 1: ضيف على القناة التلفزيونية.
مواطن 2 : ضيف على القناة التلفزيونية.
المواطنون : ضيوف على القناة التلفزيونية.
الطفل : ابن مرزوق ونبيلة، رضيع .
طفل 1، طفل 2 ، طفل 3 : فى الثانية عشرة.
الكورس
الفصل الأول
المشهد الأول
  (شقة مرزوق . صالة بسيطة لأسرة محدودة الدخل. صوت نباح كلاب فى الخارج مسموع بوضوح، يُفتح باب الشقة ، يدخل مرزوق وهو يجر رجله متألما، يرتمى على الكرسى، ويعرى ساقه)
مرزوق : آه يا رجلى .. آه يا رجلى .. الكلاب..الكلاب أكلت رجلى ..الله يخرب بيت الكلاب..أكلوا رجلى. .. آه يا رجلى.. رجلى يا ناس.. ألحقونى ..الكلاب كل يوم تطاردنى ..منهم لله . مستقصدينى مش عارف ليه ( تنبح الكلاب بقوة، يبدو مذعورا ) .. آه يا رجلى ( يكاد يبكى ) كأن بينى وبين الكلاب تار ..أول ما كلب يشوفنى ، يفضل يهوهو ويلم باقى الكلاب ويهجموا علىّ ، ليه ما أعرفش.. يمكن أكون شبه القطة ( يتحسس ملامحه ) لا .. القطة ليها شنبات ، وأنا حالق شنبى من زمان.. بالتحديد من يوم ما أتجوزت نبيلة، قالتلى شنبك بيشوكنى يا مرزوق ، احلقه يا مرزوق .. من يومها وأنا حلقته..بس الكلاب بتطاردنى ..أعمل إيه؟ أحبس نفسى فى البيت يعنى ؟! بس هاترفد من الشغل ونموت من الجوع..وبعدين أنا حاسس إنهم هايعضونى هايعضونى حتى لو نمت تحت السرير.. هم حاطينى فى دماغهم .. ودول كلاب لما يحطوا واحد فى دماغهم بيستلموه. ها أعمل إيه يعنى ؟ أدى الله وأدى حكمته ( ينظر لساقه ) آه يا رجلى .. رجلى إتهرت من العض ( يعد العضات ) واحد ، اتنين،  تلاتة .. دى من السنة اللى فاتت ، ودى من اللى قبلها ، ودى .. مش فاكر، ده بخلاف العض فى أماكن تانية، حساسة وغير حساسة.
  ( تدخل نبيلة زوجته من باب الشقة ، وهى تجر رجلها)
نبيلة    : ( تجلس بجواره وتصرخ )آه يا رجلى .. آه يا كلى .آه ..يا سمانة رجلى ..آه يا كلاب .. آه يانى ..آه يا جوزى ..آه يا مرزوق ..آه يا راجلى .. آه ياللى مش عارف تحمينى من الكلاب .. ( مرزوق ينظر إليها مبهوتا ) آه ياللى ماليش حد يانا .. آه يا ..
مرزوق : ( يقاطعها بحدة ) بس .بس .. إيه؟..القمر الصناعى انفجر عندنا فى البيت؟ ..جرى إيه يا نبيلة ؟ إيه المناحة دى فى عز الضهر يا ولية ؟
نبيلة    : ( تشير لرجلها ) رجلى يا خويا..رجلى يا مرزوق.
مرزوق : مالها رجلك ؟
نبيلة   : الكلاب عضتنى ، هجموا علىّ فى الشارع ، وكلب منهم غرس أسنانه فى سمانة رجلى ( تريه رجلها ) بص ..بص يا مرزوق.
مرزوق : ( جانبا )  تستاهلى .( ثم مستدركا ) كلب ما عندوش ذوق..عضك فى سمانة رجلك ؟!
نبيلة    : آه يا خوى والنبى ..فى سمانة رجلى بالظبط .
مرزوق : كلب قليل الأدب ..ما عندوش حيا.
نبيلة   : أمال لو عرفت الكلب التانى كان عاوز يعضنى فين هاتقول ايه ؟
مرزوق : كان عاوز يعضك فين ؟
نبيلة  : ربنا أمر بالستر يا مرزوق وسترنى. كفاية عضة كلب واحد.
مرزوق : دى جريمة ..دى إهانة . دا انتهاك لحقوق الإنسان والعرض والشرف ..أنا مش ها أسكت .
نبيلة    : وهاتعمل إيه ؟
مرزوق :( يقف متحمسا، تألمه ساقه، فيجلس) آه يا رجلى..آه يا كلى.
نبيلة    : ما لك أنت كمان يا مرزوق ؟
مرزوق : الكلب عضنى فى سمانة رجلى.
نبيلة    : (تضحك ) برضوا !
مرزوق : آه ..بتضحكى على إيه ؟
نبيلة   :الظاهر إن حد مسلَّط الكلاب علينا.قريب هايسمونا العيلة المعضوضة .
مرزوق : العيلة المعضوضة؟! .أنا فعلا جسمى اتهرى من العض .. ومن الحُقن .. أنا خلاص بقيت عضو دايم فى مستشفى الكلب .أنا قربت أتسعر وأهوهو زى الكلاب وأعوى زى الديابة .
نبيلة    : لازم تشوف لنا حل يا مرزوق .
مرزوق :ها أعمل إيه يعنى ؟
نبيلة  : تبلَّغ الحكومة تِلم الكلاب دى ولا حتى تِسمَّها .
مرزوق :وهى يعنى كلاب الحكومة؟! ولا الحكومة فاضية للكلاب؟
نبيلة    : يبقى نِعزِّل من هنا يا مرزوق .
مرزوق : ونروح فين؟
نبيلة    : أى حتة غير دى .
مرزوق : ( بأسف ) الكلاب فى كل حتة يا نبيلة .مطرح ما نروح هانلاقيهم . الرحيل مش هو الحل.
نبيلة  : أه والله ومين سمعك يا مرزوق ..أنا كل ما أروح حتة ، ألاقى الكلاب بتحوم حوالى ، كأنهم بيشموا ريحتى .
مرزوق : الظاهر فيه رابطة للكلاب، وناشرين صورنا فيها يا نبيلة. 
نبيلة  : يبقى لازم نشوف حل ..نتخفى..نعزل لمنطقة بعيدة مهجورة.
مرزوق : قلت لك الكلاب فى كل حتة يا نبيلة، يمكن الجيران فى المنطقة دى عارفينا وبيحمونا من الكلاب وبيخلصونا من بين أسنانهم ، فى منطقة تانية ، يمكن ماحدش يجيب عنا خبر.
نبيلة   : لكن كلاب المنطقة دى مسعورة.
مرزوق : هما مسعورين معانا أحنا بس.
نبيلة   : (بألم)هو أحنا شكلنا غلابة وهفية قوى كده يا مرزوق؟.
مرزوق :(بأسى) هفية؟!  يمكن يا نبيلة ..الكلاب بستهتر بينا.
نبيلة    : طيب يلا بينا على مستشفى الكلب.
مرزوق :( بتحد) لا أنا مش رايح ..روحى أنت .
نبيلة    : هايجيلك سعار.
مرزوق : أنا خدت حقن كتير ضد العض .
نبيلة    : يا راجل جسمك يتسمم ، كل كلب وله عضة.
مرزوق : ( بأسى ) صحيح..بس فيه كلب مستقصدنى أنا بالذات.
نبيلة  : بلاش مقاوحة يا راجل ..يلا بينا على مستشفى الكلب.
مرزوق : لأ ..روحى أنت.
نبيلة    : وإن جالك سعار؟!
مرزوق : يا ريت.
نبيلة    : بيِنّك أتجننت يا راجل . عاوز تتسعر؟!
مرزوق : أنا عاوز أتسعر فعلا ..عشان أعض الكلاب ..أى كلب ها يقرب منى ها أعضه بدون رحمة .
( يتقمص هيئة الكلب ويتجه نحوها مهوهوا، تفزع نبيلة وتجرى صارخة أمامه )
( إظلام )
المشهد الثانى
   ( فى عرض الشارع ، تتناثر القمامة فى كل ركن. تتحرك أعداد قليلة من الناس جيئة وذهابا. يدخل مرزوق يسير ببطء ويعرج.يسمع صوت نباح الكلاب، فيصاب بالهلع والذعر.. يدخل كلب من الناحية المقابلة.يتسمر مرزوق فى مكانه. ينظر الكلب إلى مرزوق بتحفز، يلف حول مرزوق ، كأنه يبحث عن منفذ للهجوم، فيلف مرزوق معه متوجسا، خاصة كلما نبح الكلب).
مرزوق : ( بخوف ) امش ..جِر يا كلب ..امش ..حد الله بينى وبينك . حرام عليك ..أنا جسمى أتملى عض..شوف حد غيرى ..امشى جر . ( الكلب يقترب منه ويهوهو) لو عاوز تاكل هاجبلك أكل ..خد أكلى أنا ونبيلة والعيال..بس ما تعضنيش ( يكاد يبكى) حرام عليك ..( ينبح الكلب ويدور حوله أكثر ) مش عاجبك أكلنا ..طيب هاجبلك كيس مصران من عند بتاع الفراخ..لا..لا فرخة كاملة مشوية..ولو عاوز كباب من عند كبابجى بِسّة ، هاجبلك . أبوس رجلك ما تعضنيش ..جسمى أتهرى ( يضيق الكلب الدائرة حوله ويزوم متحفزا ) أقولك ..هاجبلك كل اللى نفسك فيه..كيلو لحم من عند المعلم جحشة البرادعى.( بأسى) أنا عملت أيه بس؟! ..حرام عليك..حرام عليكم ..أنا رجل غلبان..سيبنى فى حالى الله يسترك..لو عاوز تتجوز هاجبلك كلبة أرمنتى محترمة (  يقترب منه الكلب نابحا ومستعدا بقوة للهجوم)
مرزوق : لأبقى . دا أنت باين عليك كلب ابن ستين كلب..والله لو عضيتنى تانى لأبلغ البوليس والنيابة وجمعيات الرفق بالإنسان الغلبان..وها أرفع قضية ضد منظمات الرفق بالحيوان المحلية والدولية. أنا مواطن غلبان. سيبنى فى حالى..روح عض واحد سمين. ولا ده بتخاف منه ؟! أنا جلد على عضم. امشى جر . ( يهجم الكلب عليه فيبتعد مرعوبا ، يعاود الكلب الهجوم..يجرى مرزوق ..يقف مستندا للحائط ومتحفزا..يحاصره الكلب ..يتطاير الشرر من عينى مرزوق ..يقلد نباح الكلب ..ويهجم على الكلب بكل قوة ويطرحه أرضا ، وينشب أسنانه فى رجل الكلب ..وينهال عليه عضا.الكلب يعوى متألما ..لا يتركه مرزوق حتى يستسلم . يهم مرزوق وهو لا يصدق ما حدث..يحاول الكلب الوقوف بصعوبة..ينهض..يسير وهو يعرج . يتحسس مرزوق فمه فى رعب )
( إظلام )
المشهد الثالث
( الشارع .. يدخل الكلب من أحد جانبى المسرح يعرج..يسير وديعا هادئا. يتأمل المكان..يتشمم بعض النفايات. يرقد على الأرض فى دعة . تدخل مجموعة من الأطفال. يتوقفون لتأمل الكلب ..يضحكون بسخرية )
طفل 1 : هو ده الكلب المعضوض؟.
طفل 2 : أيوه .هو ده الكلب اللى عضه عم مرزوق.
طفل 3 : شايفين راقد غلبان إزاى . لا بيهش ولا بينش.
طفل 1 : يستاهل..ما هو ياما شبع عض فى الناس ، وبالذات فى عم مرزوق. وياما جرى ورانا وكان عاوز يعضنا.
طفل 2 : عم مرزوق أدبه.
طفل 3 : فعلا ..دلوقتى بأعدى من قدامه .. لا بخاف ولا بترعش زى زمان.
طفل 1 : يلا نلعب به.
   ( يقتربون من الكلب ويحيطون به ..ينظر إليهم دون حراك..يضيقون عليه الحصار. ينهض يتجه إلى ركن آخر ويرقد.يتبعونه، فينتقل لركن آخر.. فيتبعونه. يحاول الابتعاد. يركب الأطفال فوق ظهره ويداعبونه. فينبطح أرضا..يجرونه من أذنيه ، فيهز رأسه برفق للتخلص منهم..يشدون ذيله ، يجرى خارجا وهو يعرج..يتبعونه )
( إظلام )
المشهد الرابع
( صالة شقة مرزوق . التلفزيون مفتوح على أحد البرامج الحوارية. تدخل نبيلة ..تجلس وتشاهد التلفزيون )
المذيعة : ومعنا اليوم حالة غريبة ..حالة قد لا يصدقها عقل. رجل يبدو أنه فقد عقله، بل فقد كل ملامح الرحمة والإنسانية ، وتحول إلى كائن متوحش ومفترس. تخيلوا ..هذا الرجل ، بل هذا الوحش المفترس ، ماذا فعل ؟ لقد عض كلبا ، نعم .أؤكد لكم . أنتم لم تخطأوا السمع. الرجل عض الكلب. ليس الكلب هو الذى عض الرجل ، بل العكس هو الصحيح.إنها حالة غريبة. وهذا المواطن يدعى مرزوق عبد الصمد. مرزوق هذا عض الكلب.
نبيلة : ( مذهولة ، تحملق فى الشاشة، تنادى زوجها ) يا مرزوق.. إلحق وتعالى بسرعة .. بيتكلموا عنك فى التلفزيون.    ( يدخل مرزوق مهرولا يحملق فى التلفزيون )
المذيعة : وهذا الرجل ، أقصد مرزوق عبد الصمد، أصبح محور حديث نشرات الأخبار والصحف العالمية والبرامج الحوارية على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت. هذا الرجل كسر كل القواعد المألوفة. وسنقدم لكم تقريرا من أرض الواقع عن هذه الظاهرة الخطيرة، خاصة أن الكلب بدأت تظهر عليه أعراض غريبة، فلم يعد يهوهو وأصبح ألعوبة فى يد الأطفال، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة عن تأثير عضة مرزوق على الكلب، فكلنا نعلم أن عضة الكلب ربما تسبب للإنسان كارثة خطيرة ، فماذا عن عضة الإنسان للكلب؟!، هذا ما سنعرفه من المختصين وإليكم هذا التقرير عن عضة مرزوق.
مواطن 1: ( يمسك الميكروفون ويلتف حوله بعض المواطنين ) عم مرزوق راجل طيب وعمل فينا معروف لما عض الكلب. الكلب ده كان كلب مؤذى وقارفنا فى عيشتنا، لكن من يوم ما عم مرزوق عضه وهو أتأدب ، لا بيهوهو ولا بينونو. وحتى باقى الكلاب خافت ، فحرَّمت تهددنا وتهدد عيالنا. الكلاب الضالة دى والمسعورة خطر كبير على الناس وعلى البلد. لازم الحكومة تاخد بالها كويس.البلد مش سايبة، فيها قانون.
المواطنون : ( يهتفون ) عاش عم مرزوق حامى الشعب من الكلاب. عاش عم مرزوق حامى الشعب من الكلاب.
مرزوق : والله الواد ابن أبو سريع طلع عنده أصل.
نبيلة : المهم الباقيين يكونوا فى صفك وما يخافوش ويقولوا اللى عارفينه.
مرزوق : يخافوا من مين؟!
نبيلة : من الحكومة.
مرزوق : اللى هايكذب على ها أعضه.
المذيعة : وإليكم رأى مواطن آخر.
مواطن 2 : الراجل اللى اسمه مرزوق عبد الصمد ده راجل مسعور وشرانى وما عندوش أصل ، راجل مجنون .
مرزوق : ( يهجم على التلفزيون ، فتمنعه نبيلة ) جن لما يلخبط مخك قليل الحيا. والله لأدبك يا ابن حفيظة.
مواطن 2 : ( يكمل ) أنا شفته كذا مرة بيبص للكلاب بِغِل وغيظ، كأنه بينه وبينهم تار، وكان أحيانا بيحوم حواليهم كأنه عاوز يسمهم. راجل سماوى وغريب وندل . يعض الكلاب اللى بتحرسنا؟!. قلة أصل بعيد عنك.
مرزوق : اخرس يا كلب يا بن الكلب، والله أنت خسارة فيك سم الفيران.. ولازم أعضك.
المذيعة : والآن نسمع آراء المختصين . ومعنا الدكتور محمود الأرمنتى المتخصص فى الأمراض النفسية..دكتور محمود إيه رأي حضرتك فى حالة المواطن مرزوق عضاض الكلاب؟.
صوت محمود : هذا المواطن يعانى من مشاكل نفسية خطيرة، يبدو أن غريزة العدوان لديه طاغية جدا ..كما يبدو أنه عانى من كبت خطير فى الفترة السابقة..وأرى أن يعزل فى مصحة نفسية فورا.
مرزوق : ( مبهوتا ) الله يخرب بيتك  ..خربت بيتى.
المذيعة : ومعنا الآن على التليفون الأستاذة نيللى من جمعية الرفق بذوات المخالب الأربعة...أهلا يا نيللى ..إيه رأيك فى اللى حصل للكلب؟
نيللى : ( بدلال ) كارثة يا أفندم .. فضيحة دولية ..العالم كله اهتز .. شىء لم يحدث فى أى بلد من قبل .. خسارة وحرام نعمل فى سمعة بلدنا كده.... فين الرحمة ؟! فين الإنسانية يا أفندم؟! مواطن يعض الكلب!
مرزوق : هو اللى عضنى الأول.
المذيعة : وهل كان لتلك العضة أثر كبير ؟
مرزوق : طبعا كان ليها أثر خطير . قطع سمانة رجلى.
نيللى : أثر رهيب وكارثى يا أفندم ..الكلب بيمر بظروف نفسية صعبة وخطيرة ، ده بخلاف أثر العض على جسم الكلب المسكين. تصورى الكلب بدأت تظهر عليه أعراض غير كلبية بالمرة.
المذيعة : (بفزع وتعاطف) أعراض غير كلبية ؟! بمعنى إيه؟
نيللى : يا أفندم تصورى الكلب ماعدشى بينبح ..ولا بيهوهو ..بقى فاقد لصفاته الكلبية الأصيلة . ولعبة فى أيد الأطفال..وأضحوكة بين الكلاب. والخوف إن الأعراض دى أو الطفرة الخطيرة دى تتنقل لنسله ..دا إذا قدر يخلف أصلا.
المذيعة : تقصدى أيه؟!
نيللى : أقصد أن الضرر النفسى والجسدى ممكن يأثر على قدرته على الإنجاب.
مرزوق: ( لنبيلة ) يأثر على قدرته على الإنجاب؟!. كل ده من عضة واحدة .. دا أنت على كده يا نبيلة لازم تعمليلى تمثال.
المذيعة : فيه أعرض تانية يا نيللى؟ . تحبى تضيفى حاجة.
نيللى : آه يا أفندم ..الخطير إن كلاب تانية بدأت تظهر عليها الأعراض..بطلت تنبح وتهوهو . فقدت صفاتها وشجاعتها ..وده تحول جينى ونوعى خطير ..الكلاب المسكينة يا حرام.. بتتعذب.
المذيعة : لكن عدد من المواطنين قال إن الكلب ده كان دايما بيعض الناس.
نيللى : طبيعى يا أفندم إن الكلب يعض..ده من صفاته الأصيلة ..وطول عمر الكلاب وهى بتعض المواطنين .. ده طبيعى..لكن مواطن يعض الكلب؟! ..ده تحول خطير. طفرة جينية غير متوقعة. لن تظهر نتائجها سريعا ..وهى تهديد واضح للعائلة الكلبية كلها. والخطير أن يترك هذا المواطن حرا طليقا بين الكلاب.. ده قنبلة موقوتة..خطر على المجتمع..خطر على أولاده ، وحتى على مراته.
المذيعة : شكرا يا نيللى.
مرزوق : ( يغلق التلفزيون بعصبية ) لعنة الله عليكم شوية أوباش ..قال خطر قال. ده أنا مواطن غلبان..مش كده يا نبيلة ؟
نبيلة : ( تنظر إليه متوجسة ، يقترب منها فتتراجع) إهدا يا مرزوق ..حد الله بينى وبينك. دى بتقول خطر على مراته.
مرزوق : جرى لك إيه يا ولية؟.
نبيلة : ( خائفة ) أبعد عنى الله يخليك .أنا ست ضعيفة وغلبانة . مش عاوزة أتسعر ..كفاية على عض الكلب.
مرزوق : (يقلد الكلب ويهاجمها) هو هو..هو هو.
نبيلة : ( تصرخ مذعورة وتخرج مولولة)
(  ستار )
الفصل الثانى  
المشهد الأول
  ( مكتب فخم. توجد لوحة على الحائط كتب عليها " جميعة الرفق بذوات المخالب الأربعة ". ورُسم عليها "الإله أنوبيس" وهو شعار الجمعية. كما توجد عدة تماثيل للحيوانات من العائلة الكلبية. تدخل نيللى بأناقتها ودلالها . تنظم المكتب..يرن جرس هاتفها).
نيللى : ألو ..أيوه يا أفندم أنا نيللى المنسق العام لجمعية الرفق بذوات المخالب الأربعة.
الصحفى :  (فى الهاتف) وأنا صحفى من جريدة المخالب الأربعة .هل هناك تطورات فى حالة الكلب المعضوض ..مدام نيللى ؟
نيللى : آنسة من فضلك ..آنسة .
الصوت : عذرا.. آنسة نيللى. هل توجد تطورات بخصوص الكلب؟
نيللى : ( بتأثر ) حالته صعبة جدا يا أفندم. وسيئة جدا.المسكين لا يأكل إلا فتافيت..وأحيانا بنعمله الأكل عصير، وصحته ضعفت ، وعيونه مليانة ذُل وانكسار. حاجة تحزن يا أفندم. ( تبكى )
الصوت : بلاش هوهوة يا آنسة ..آسف.. أقصد بلاش عياط. بكره حالته تتحسن
نيللى : ولا يهمك يا أفندم ..كلنا مرتبكين..بسبب حالة الكلب الخطيرة..
الصوت : وما الإجراءات التى تنوون اتخاذها يا آنسة نيللى ؟
نيللى : سيعقد اليوم مجلس إدارة الجمعية، وسنتخذ قرارات حاسمة.
الصوت :رائع يا آنسة نيللى. ياريت تبلغينى بالقرارات.شكرا لحضرتك
نيللى : العفو يا أفندم ( يدخل المدير).
المدير : صباح الخير آنسة نيللى .
نيللى  : صباح الفل يا أفندم.
المدير :  إيه الأخبار؟ ..فيه جديد؟
نيللى  : أخبار كتير يا أفندم ..ثورة فى كل دول العالم والمنظمات الدولية ..الكل بيتعاطف مع قضيتنا.
المدير : أكيد ما هو اللى حصل مش سهل..مواطن غلبان يعض كلب مرة واحدة!.
نيللى  : فعلا ..شىء محزن ومؤسف جدا يا أفندم . وتطور خطير تجاه الحيوانات الأليفة.
 المدير : وعلشان كده مش هانسكت..هانتحرك فى كل الاتجاهات ..محليا ودوليا ..وهانقدم شكوى قضائية ضد المواطن المسعور اللى اسمه ..اسمه ..
نيللى  : اسمه مرزوق عبد الصمد يا أفندم .
المدير : بالظبط ..مرزوق ده ..لازم يدخل السجن علشان يتأدب، ويبقى عبرة لغيره ، وإلا كل يوم هانلاقى مواطن يعض كلب .. مكانة الكلاب وحياتها مهددة.
نيللى  : أنا كتبت شكوى فعلا يا أفندم وهانقدم بلاغ للشرطة وللنائب العام.
المدير : المنظمات الدولية كلها طلَّعت بيانات استنكار..لأنها حزينة وقلقانة على مستقبل الكلاب..كل ساعة اتصال، وبالذات من الجمعيات المهتمة بالعيلة الكلبية..وبصراحة أنا فوجئت بالجمعيات المهتمة بالعيلة الكلبية ..ماكنتش أعرف أنها منتشرة كده ومؤثرة فى كل الدول.
نيللى  : طبعا يا أفندم ..دى العيلة الكلبية ضخمة وعريقة ومنتشرة فى كل البلاد.
المدير : عيلة عظيمة فعلا ..عيلة تشرف.
نيللى  : عيلة مين يا أفندم؟
المدير: ( بتضخيم ) العيلة الكلبية طبعا..تصورى اتصل بى رؤساء جمعيات الذئاب والسباع والضباع والثعالب والنمور والقطط والفهود..كلهم زعلانين وقلقانين. وطالبوا باتخاذ قرارات حاسمة فورا ترجَّع للعيلة الكلبية هيبتها واحترامها بين العائلات والسلالات.
نيللى  : والله يشكروا ..مع أن القطط والنمور والأسود من العيلة القططية.
المدير : كلهم أولاد عم ..وأنا وابن عمى على الغريب. ( يضحك ويقترب منها متوددا ) ما تحنى على بقى وترحمى قلبى الولهان. اعتبرينى يا ست من العيلة الكلبية وعاوز شوية حنية.
نيللى  : حضرتك برضوا طلعت من العيلة الكلبية يا أفندم؟!
المدير : يا ستى إنشالله أبقى من العيلة البسسية ..بس حنى شوية على. صبرى نفد خلاص. (يقترب منها ) لسه ما فكرتيش فى طلب جوازى منك؟.
نيللى  : ( تبتعد ) قريب يا أفندم .بس أما نخلص من مشكلة الكلب المعضوض.
 المدير : دا قلبى هو اللى معضوض..سيبك من الكلب وخليك معايا شوية.
نيللى  : ليه يا أفندم ..هو حد عضك أنت كمان؟
المدير :  : آه.
نيللى : فين ؟
المدير : فى قلبى .
نيللى : سلامة قلبك يا أفندم.
المدير : بأيدك ترحميه.
نيللى : والكلب يا أفندم؟..ده قضيتنا.
المدير : آه صحيح ، سنعاقب المجرم.
نيللى : لازم الحكومة تشدد القوانين لحماية الحيوانات.
المدير : معاك حق. لأنه عيب ده يحصل فى بلدنا، اللى كانت بتقدس الحيوانات، وبالذات الكلاب.ابن آوى ، وده فصيلة من الكلاب، كان معبود مقدس أيام الفراعنة، وهو الإله أنوبيس، شعار جمعيتنا(يشير للشعار). إيه اللى جرى فى البلد وخلى المواطن يتجرأ ويعض كلب؟
نيللى : صورتنا بقت وحشة فعلا يا أفندم قدام كل الدول المتقدمة. لازم نستعيد ثقتهم وإلا هانخسر الدعم الكبير اللى بيقدموه لينا.
المدير : فعلا ..لازم نشن حملة إعلامية وقانونية ضد مرزوق العضاض ، علشان يحرم تانى هو أو غيره أنه يعض كلب.
نيللى : لازم نبلغ النائب العام.
المدير : ووزير الداخلية.
نيللى : والمنظمات المحلية والدولية.
المدير : والصحافة الإلكترونية.
نيللى : لازم نرجع مجد العيلة الكلبية.
المدير : ويرجع المواطن تانى يحترم الكلاب ويمشى جنب الحيط ، لا بيهش ولا بينش.
نيللى : وإن لقى كلب يوسعله الطريق.
المدير : وإن كان الكلب جيعان ، يوكله ويسقيه قبل ما ياكل هو.
نيللى : تحيا العائلة الكلبية فى كل مكان.
المدير : تحيا العائلة الكلبية المبجلة.
( إظلام )

المشهد الثانى
  ( مكتب وكيل النيابة. وكيل النيابة جالسا وبجواره الكاتب. طرقات على الباب ، يدخل شرطى )
الشرطى : المتهم مرزوق العضاض حضر يا أفندم.
وكيل النيابة : (يهز رأسه سامحا بدخوله . يدخل مرزوق وبيده الكلابشات) فك الكلابشات يا عسكرى.
الشرطى : حاضر يا باشا( يفكها ).
وكيل النيابة : ( لمرزوق ) اسمك وسنك وعنوانك ووظيفتك.
مرزوق : اسمى مرزوق عبد الصمد مرزوق يا باشا، وسنى سبعة وأربعين سنة، وساكن فى حارة فتوح السعران.
وكيل النيابة : ووظيفتك؟
مرزوق : موظف فى مجلس المدينة.
وكيل النيابة :وما رأيك فى ما هو منسوب إليك من أنك قمت بعض الكلب؟
مرزوق : الكلام مظبوط يا أفندم.
وكيل النيابة : يعنى بتعترف أنك عضيت الكلب؟.
مرزوق : الكدب خيبة يا باشا.
وكيل النيابة : مش عارف أن دى جريمة يعاقب عليها القانون؟
مرزوق : عارف يا أفندم.
وكيل النيابة : طيب ليه عضيت الكلب؟.
مرزوق : لأنه عضنى هو وكلاب غيره كذا مرة. يعنى دفاع عن النفس. تحب تشوف ياباشا ( يشمر عن بنطلونه) بص يا سعادة البيه (يشير لأماكن العض ) هنا وهنا وهنا وكمان فى أماكن تانية خطيرة.
وكيل النيابة : أماكن خطيرة ازاى يعنى ؟ زى إيه؟
مرزوق : ربنا أمر بالستر يا سعادة البيه.
وكيل النيابة : بس النيابة لازم تعرف كل حاجة.
مرزوق : أنا بتكسف ..ها أقول لحضرتك فى ودنك.( يهمس فى أذن وكيل النيابة الذى يبدو عليه الاندهاش ولا يستطيع مقاومة الضحك)
وكيل النيابة : معقول كلامك ده؟
مرزوق :أعمل إيه يا بيه . كلاب قليلة الحيا. ومش كده وبس . دا الكلاب عضت مراتى كمان.
وكيل النيابة : وليه ما تقدمتش ببلاغ للشرطة عن الكلاب المسعورة دى ؟
مرزوق : هى الشرطة فاضية للكلاب يا سعادة البيه. كفاية اللى هي فيه. أنا مرة رحت علشان أبلغ عن كلب، لقيت واحد بيعمل محضر فى مراته علشان عضته.خدت بعضى ومشيت.
وكيل النيابة : كان لازم تتقدم ببلاغ علشان يحموا الناس من الكلاب المسعورة دى.ويخلصوا المنطقة منها.
مرزوق : بصراحة يا باشا المنطقة بتاعتنا موعودة بالكلاب السعرانة. كل ما يختفى كلب ، يظهر لنا كلب ألعن منه. منطقة ناسها غلابة وفقيرة ومليانة زبالة ، فدايما تجيلنا كلاب كتير. والغريب أن الكلب ييجى غلبان ، كلها كام يوم ويتسعر ويتنمرد علينا، كأنه أسد. زهقنا وسلمنا أمرنا لله واعتبرناه بلاء ربانى.وقلنا لنفسنا.. قضا أخف من قضا.
وكيل النيابة :وأنت قررت تاخد حقك بدراعك وتعض الكلب.أقصد بأسنانك.
مرزوق : من غِلِّى يا سعادة البيه.
وكيل النيابة : مرزوق عبد الصمد..أنت متهم بعدة اتهامات خطيرة ، أولها الإساءة إلى سمعة بلدك قدام بلاد العالم وتشويه صورتها .
مرزوق : وليه سمعة بلدنا ما أتشوهتش لما سابت الكلاب تعض فينا؟!
وكيل النيابة : ثانيا - أنت متهم بالاعتداء على حيوان أليف مسالم يتميز بالوفاء للإنسان ويسهر على أمنه وحمايته من الأخطار، وسببت له أضرارا جسدية خطيرة.
ثالثا : أنت متهم بإلحاق ضرر نفسى خطير بالكلب ، حتى أنه فقد القدرة على النباح والهوهوة، بل انتقل الضرر النفسى إلى كثير من الكلاب التى شهدت الحادثة وغيرها التى رأت الكلب المعضوض.
رابعا : أنت متهم بالإساءة للجنس البشرى وتشويه صورة الإنسان ، الذى فضله الله بالعقل والمعرفة عن باقى الكائنات.. وهذه كلها اتهامات خطيرة .
مرزوق : خامسا : أنت متهم بقطع خلفة الكلب وحرمانه من الإنجاب.
وكيل النيابة : (صمت ..ينظر إليه مندهشا ) أنت بتهزر؟!
 مرزوق : لأ ..أنا عاوز أروح محكمة العدل الدولية.
وكيل النيابة : تروح محكمة العدل الدولية!  ليه ؟
مرزوق : علشان أعمل محضر فى الكلب.
وكيل النيابة : تعمل محضر فى كلب مسكين وأنت الغلطان؟  أنت اللى عضيته.
مرزوق : يا سعادة البيه ..ما طول عمرنا وأحنا الكلاب بتعض فينا ، وأنا وريت لحضرتك العض، بلاش.. روح سعادتك عيادة الكلب فى أى مستشفى، تلاقى فيها تشوهات وتسلخات وناس عضمها متكسر، وناس اتجننت، وناس قطعت الخلف ، وناس جالها صرع ، وناس بتموت ، كل ده من عض الكلاب ، ليه ماحدش أتحرك؟!. هو أحنا أقل من الكلاب؟!، لما نحاول مرة ندافع عن نفسنا وبنفس أسلوب الكلاب ، نبقى مجرمين وتقوم الدنيا وما تقعدشى! أنا عن نفسى بحب الكلاب وباحترمها. أحكى لسعادتك حكاية . وأنا صغير كان عندنا كلبة خلفت خمس كلاب ، كنت بأنزلها الأكل بتاعى علشان توكل أولادها، بس الغريب أنهم لما كبروا واحد منهم عضنى برضوا، مع أنى مربيه بنفسى. بس أنا برضوا لسه بحب الكلاب.
         ( طرقات على الباب )
وكيل النيابة : ادخل.
الشرطى : أبلة من جمعية الحيوان يا أفندم ، حضرت عن الكلب.
وكيل النيابة : خليها تتفضل ( ثم لمرزوق ) وأنت ما معكشى محامى ؟
مرزوق : محامىَّ ربنا.. والبركة فى العدالة يا سعادة البيه.
           ( تدخل نيللى )
نيللى : ( تُعرف بنفسها ) نيللى فرج الله، محامية من جمعية الرفق بذوات المخالب الأربعة، والمنسق العام للجمعية.
وكيل النيابة : أهلا بحضرتك .أتفضلى أقعدى .
نيللى  : ( تجلس ) شكرا لحضرتك.
مرزوق : هو حضرِتك بتاع الكلاب؟.
نيللى  : ( تتجاهله ) أرجو أن تتخذوا أقصى العقوبات يا أفندم ضد المتهم .
مرزوق : ليه؟ . أنا عملت إيه ؟
نيللى  : أنت مفيش فى قلبك رحمة . تعض كلب . ليه ؟ عملك إيه ؟ عضك؟ ..وإيه يعنى ..ما هو طبيعى إن الكلب يعض . على الأقل فيه علاج لعض الكلاب، لكن مافيش علاج لما البنى أدم يعض الكلب. وعدد البنى آدمين أكتر بكتير من عدد الكلاب . الكلب أصيب بمضاعفات خطيرة . سودت وشنا قدام جمعيات الرفق بالحيوان فى العالم كله.
مرزوق : سعادتك عضك كلب قبل كده؟
نيللى  : أنا ؟ لأ . ويعضنى ليه؟ الكلاب بتحبنى.
مرزوق : ( يتأملها بإعجاب ) عندهم نظر برضوا.
نيللى  : علشان بعاملهم بلطف وبحنية، وهم بيعاملونى بلطف.
مرزوق : طيب سعادتك جربت تتعاملى مع كلاب حارة الشيخة شفة؟ ولا حارة فتوح السعران؟
نيللى  :أنا بتعامل مع كل الكلاب.. وهم بيعاملونى بلطف.
مرزوق : يعنى العيب فينا إحنا؟
نيللى  : أكيد . أنت مخلوق غريب.  مافيش فى قلبك ذرة رحمة. إزاى تعض كلب أليف ؟
مرزوق : تحبى تعرفى إزاى ؟
نيللى  : آه ..علشان وكيل النيابة يشوف همجيتك وعدوانيتك..    ( برقة ودلال ) يا متوحش .
مرزوق : يا إيه ؟
نيللى  : ..( برقة ) يا متوحش . تعض المسكين.
مرزوق : مسكين ؟! ده شرس. ده وحش مفترس. ده ما بيرحمشى . اللى بيقع تحت رجليه تبقى أمه داعية عليه. أنا كنت رايح شغلى فى حالى ..لقيته واقف عند كوم الزبالة ..مشيت بالراحة علشان ما ألفتشى نظره. لكن ما فيش فايدة ، هو حاططنى فى رأسه ، كأنه بيشم ريحتى. كأن بينى وبينه تار. لقيته جاى نحيتى ومكشر عن أنيابه.
نيللى  : رحت هاجم عليه يا متوحش.
مرزوق : لا ..حضرتك أنا ها أشرحلك الموضوع بالتفصيل ( يتخذ هيئة التمثيل )  هانفرض إن حضرتك كده الكلب وأنا..
نيللى  : ( تقاطعه ) إيه ؟!
مرزوق : ده مجرد افتراض .
نيللى  : آه ..كده ممكن .
مرزوق : طيب ممكن حضرتك تنزلى على الأرض.
نيللى  : (بدهشة ) أنزل على الأرض.. ليه؟!
مرزوق : علشان نمثل موقف عض الكلب.
نيللى  :آه لو علشان خاطر الكلب ..ممكن ( تنزل وتستند على الأرض بكفيها فى هيئة الحبو)
مرزوق : كده تمام .. حضرتك كَشِّرى عن أنيابك.
نيللى  : ( تُكَشِّر)
مرزوق : حاولى تهاجمينى وتلفى حوالى.. وأنا ها أعضك.
نيللى  : ( تلف حوله مكشرة، تقترب منه . تهجم عليه .تعضه. يصرخ مرزوق  )
( إظلام )
المشهد الثالث
  ( مكتب جمعية الرفق بالحيوان. يجلس المدير خلف المكتب . يدخل الكابتن بملابس تشبه فرو الذئب )
المدير : ( يهم مرحبا ) أهلا وسهلا.. أهلا وسهلا. حضرتك جى عندنا بنفسك يا كابتن. يا مرحبا . رئيس " جمعية ذوات الأنياب وراعية الذئاب" بذات نفسه عندنا . نورت جمعيتنا المتواضعة يا كابتن.
الكابتن : شكرا ..شكرا . بس كان لازم أجى بنفسى. الموضوع زى ما أنت عارف خطير ومش ممكن نسكت عليه.
المدير : طبعا ..طبعا.
الكابتن : لازم نعرف الإجراءات اللى أخدتوها ضد المواطن العضاض اللى عض الكلب ومرمغ سمعتنا فى التراب.
 المدير : الموضوع بقى فى أيد القضاء والجانى هاينال أشد العقوبات  قريب جدا يا كابتن. دى بقت قضية رأى عام .
الكابتن : تصدق بالله . أنا مش عارف أنام من التليفونات من كل دول العالم . اللى عندهم ليل، واللى عندهم نهار.
المدير : كله بيسأل عن العضاض؟!.
الكابتن : لا ..هم يهمهم الكلب . لازم يرجع لحالته الطبيعية تانى. أما العضاض فده سنته سودة. إيه أخبار الكلب؟
المدير : حالته الجسمانية بتتحسن بسرعة. المشكلة فى الضرر النفسى . حالته النفسية بقت صعبة قوى ( بتأثر ) المسكين بطل ينبح ويهوهو. وبيتصرف كأنه معزة أو نعجة ..منتهى الخضوع والمسكنة.
الكابتن : ياه ..للدرجة دى؟!.
المدير : صدمة يا كابتن ...صدمة كبيرة قوى.
الكابتن : ما هى دى المصيبة. أعراض الذل والضعف ..دى كارثة هاتخلى البنى أدمين يستخفوا بكل الحيوانات من العيلة الكلبية.
المدير :إحنا وضعناله برنامج علاجى مكثف علشان يرجع لحالته الطبيعية تانى بسرعة.
الكابتن : لو محتاج علاج بره ، نسفره. إحنا جايلنا عروض كتير من جمعيات العيلة الكلبية.
المدير : لا ..ما أظنش دى أزمة سريعة وهايسترد حالته ويرجع أقوى من الأول. الوضع تحت السيطرة.
الكابتن : سيطرة ؟ سيطرة إيه ؟( ثم بانفعال ) أنتوا مرمغتوا سمعتنا فى الوحل. الذئاب وممثليها كلهم فى حالة غضب وهياج ونزلوا الشوارع بعد الإهانة الكبيرة اللى حصلت للكلب. صحيح أنه فيه فى الظاهر عداء بين الكلاب والذئاب، لكن فى النهاية كلنا عيلة واحدة. مصلحتنا واحدة وهدفنا واحد..إننا ندافع عن الحيوانات ذوات المخالب ، كل من ينتمى للعيلة الكلبية . وأنا وابن عمى على الغريب. 
المدير : طمن كل الذئاب..أقصد ممثلى جمعيات الذئاب وكل جمعيات العيلة الكلبية أنهم ما يقلقوش. إحنا موجودين . ورجالتنا منتشرين فى كل الشوارع..علشان يحموا الكلاب ويسجلوا أى انتهاك. اطمنوا يا كابتن.
الكابتن : لا يا سعادة المدير. إحنا خلاص نزلنا الشوارع، علشان نحمى العيلة الكلبية بعد المصيبة الكبيرة اللى حصلت لهم.
المدير : كلها فترة بسيطة والوضع يرجع لحاله ومش حانحمل عليكم. عارفين إن عليكم عبء كبير فى حماية الذئاب فى الصحارى والجبال .
الكابتن : لا يا حبيبى . إحنا خلاص هانكون موجودين معاكم فى كل مكان. سبنالكم الأمور لحد ما أسأتم لينا كلنا وكنتوا هاتضيعونا. ممثلى جمعية الذئاب مصممين أنهم ما يركزوش جهدهم فى الغابات والصحارى والجبال بس. الظاهر أننا اتخدعنا فيكم لحد ما العيلة الكلبية كلها إتهانت. الله أعلم إيه اللى ممكن يحصل بعد كده. يمكن الناس تعض الديابة نفسها..وبالذات إن الذئاب بدأت تنزل الشوارع والعمران، بعد انهيار هيبة الكلاب وعض الناس فيها، وبعد ما بطلت تهوهو.
المدير : لا ..لا ..ما أظنش..الديابة هيبتها محفوظة .. لأنها ماعاشتشى وسط الناس فى الشوارع والحوارى.
الكابتن : بعد اللى حصل مع الكلاب .. كل شئ بقى متوقع ولازم نعمل حسابه.
المدير : للدرجة دى قلقانين؟.
الكابتن : ( بجدية ) طبعا .. اللى حصل ده خلل ومؤشر على حاجات كتير ممكن تحصل وتغير حياتنا وتغير التاريخ كله.. طول عمر الكلاب وهى بتعض المواطنين ..إزاى مواطن يتجرأ ويعض كلب ؟! ده تطور خطير مش ممكن نسكت عنه، وإلا هايتحول لموجة تخرب الدنيا وتغرق كل العيلة الكلبية.
المدير : معاك حق.
الكابتن : أنت ما تعرفشى كمية النقد من الهيئات الدولية ..بيقولولنا أمال بنبعتلكم كل المساعدات دى ليه..مش علشان تحافظوا على العيلة الكلبية محترمة؟ ويمكن يبعتوا محققين دوليين.
المدير : بس ده يبقى تدخل أجنبى.
الكابتن : خايفين على مصالحهم يا حبيبى..فلوسهم. وكمان خايفين إن العدوى تنتشر وتوصل لغاية عندهم، ولا تحصل بلوى عندنا ويلقوا الكلاب والذئاب والقطط وحتى الفيران ، هجت على بلادهم وسودوا عيشتهم.
المدير : علشان كده كله بيهوهو.
الكابتن : آه ..يبقى لازم ننبح ونهوهو ونونو.. المصيبة عندنا.
المدير : بس الكلب المسكين بطل ينبح ويهوهو.
الكابتن : علشان كده الذئاب نزلت الشوارع ، لما ما سمعتش للكلاب صوت .
المدير : خايفين يا كابتن.
الكابتن : يبقى لازم نتعاون مع بعض علشان نرجع هيبة العيلة الكلبية كلها. متفقين يا سعادة المدير ؟
المدير : متفقين يا كابتن من أجل مجد العيلة الكلبية العظيمة         
               ( يتصافحان )
( إظلام ). 
( المشهد الرابع )
 ( غرفة فى مستشفى. يرقد مرزوق على السرير ممددا، يجلس ثم يرقد فى توتر وعصبية، يهم ويتحرك فى الغرفة، ثم يجلس متوترا، تدخل الممرضة )
الممرضة : صباح الخير يا أستاذ مرزوق.
مرزوق : صباح النور.
الممرضة : ( وهى تشهر سرنجة ) ممكن أخد عينة دم منك؟.
مرزوق : عينة دم تانى ..أنا خلاص دمى أتصفى من كتر العينات . أنا معنديش دم .
الممرضة : دى آخر مرة.
مرزوق : وعد؟.
الممرضة : وعد.
مرزوق : ومافيش حقن تانى؟.
الممرضة : حاضر.
مرزوق : وعد؟.
الممرضة : وعد ( يمد لها ذراعه ، فتسحب العينة )
مرزوق : آه يا دراعى.
الممرضة : خلاص بالشفا يا أستاذ مرزوق.
مرزوق : بالشفا من إيه ؟! أنا مش عيان.
الممرضة : ربنا يديك الصحة.
مرزوق : خلاص ها أروح ؟
الممرضة : لا..تروح إيه بعد شوية هاتجيلك اللجنة الطبية العليا.
مرزوق : اللجنة الطبية العليا؟! ليه ؟ علشان إيه ؟
الممرضة : علشان تشخص حالتك من كل ناحية .
مرزوق : حالتى ؟ مالها حالتى ؟ أنا صحتى زى البمب.
الممرضة : يعنى ..يمكن عندك شوية مشاكل جسمانية ولا نفسية.
مرزوق : أنا الحمد لله صحتى عال العال والنفسية آخر انسجام.
الممرضة : ده هاتحدده تقارير اللجنة .
مرزوق : وهى اللجنة هاتفهم صحتى أحسن منى.أنا عاوز أروح.
الممرضة : مش بأيدنا ياعم مرزوق . المحكمة هى اللى طلبت التقارير، واللجنة الطبية لازم تكشف عليك وتشوف التحاليل.
مرزوق : وهى لسه ماشفتش التحاليل؟.
الممرضة : وكمان لما يشوفوا الحالة الصحية للكلب وتحاليله.
مرزوق : هما مين اللى يشوفه ؟
الممرضة : اللجنة التانية بتاع الكلب.
مرزوق : انتوا عملتوا كمان للكلب لجنة وتحاليل؟!.
الممرضة : طبعا .أنت فاكر إيه .الموضوع خطير. أنا عمرى فى حياتى على قد ما أشتغلت فى مستشفيات، ماشفتش مواطن بيعض كلب.
مرزوق :(بأسف) لكن شفتى كتير كلاب بتعض المواطنين.
الممرضة : آه ..ياما .
مرزوق : وعملت إيه؟
الممرضة : كنت بأديهم العلاج.وأعمل محضر وأبلغ الجهات المسئولة عن الكلب المسعور.
مرزوق : بس فضلت الكلاب تعض فى الناس.
الممرضة : كلاب بس؟ ياريتها جت على كده. دى كلاب وفيران وتعالب ونموس وديابة . وكله كوم واللى أسمها السلعوة دى كوم . (برعب) اللهم أحفظنا لو وقعت فى بنى أدم بتبهدله.
مرزوق : السلعوة؟
الممرضة : آه ..ولا الديابة ..يا خرابى يا خرابى ..اللهم أحفظنا.بس اليومين دول بيقولوا إن السلعوة كترت قوى فى الواحات. أصلها جنب الجبل..بيقولوا إن الجو خلى لها بعد الديابة ماسابت الجبل.
مرزوق : وكنت بتعملوا إيه ؟
الممرضة : كنا بنبلغ الجهات المسئولة.
مرزوق : وبلغت عنى؟.
الممرضة : لا ..بالنسبة لك هما اللى بلغونا.
مرزوق : هما مين؟
الممرضة : الجهات المسئولة .. لأن حالتك نادرة. أنت قلبت الأية وعكستها. أنت اللى عضيت الكلب.
مرزوق : صحيح ؟!
الممرضة :هانلاحق على إيه ولا على إيه ؟ ماكناش ناقصين يعنى إلا أنك تعض الكلب وتهيج الدنيا، وتيجى لجنة وتروح لجنة وتفتيش وهم ما يتلم.
مرزوق : أنا قدامك أهو ..بذمتك أنا عيان ؟ سعران؟
الممرضة : ( خائفة تتراجع ) لا ..أنت حالتك عال .بس الكلام ده لازم تحدده اللجنة. أنا ست غلبانة.
مرزوق : اللجنة الزفتية العليا؟
الممرضة : آه .
مرزوق : ( غاضبا ) اطلعى بره وإلا ها أعضك ..بره ..بسرعة. ( تخرج الممرضة مرعوبة . يسير مرزوق جيئة وذهابا متوترا . يفتح الباب . يدخل ثلاثة أطباء، وخلفهم الممرضة .يتأملونه باستغراب وينظر إليهم بتوجس، يلفون حوله).
طبيب1 : أنت مرزوق عبد الصمد؟
مرزوق : ( خائفا يهز رأسه بالإيجاب)
طبيب2 : أنت اللى عضيت الكلب؟
مرزوق : (يهز رأسه بالإيجاب)
طبيب3:إحنا مُكلفين بالكشف عليك وفحص حالتك الجسمية والنفسية.
طبيب1: الموضوع سهل وبسيط. بس لازم تتعاون معانا.
مرزوق : أهلا وسهلا.أنا تحت أمركم.
طبيب3 : أنت باين عليك طيب ومسالم.
مرزوق : حضرتك تخصص إيه؟
طبيب3 : أمراض نفسية وعصبية.
مرزوق : يعنى مش أسنان؟
طبيب3 : لا ..بس ليه عاوز طبيب أسنان؟
مرزوق : أصل أسنانى بتوجعنى.
طبيب1 : أكيد لازم أسنانك بتوجعك من ساعة ماعضيت الكلب.
مرزوق : لأ ..فالح وعرفتها لوحدك دى؟
طبيب2 :أتفضل يا أستاذ مرزوق على السرير علشان نكشف عليك.
مرزوق : بس أنا مش عيان.
طبيب2 :ماتخافشى . أعتبره فحص دورى.أنت آخر مرة عملت فيها فحص دورى من أمتى؟
مرزوق : من خمسة وعشرين سنة.لما كنت ها أدخل الجيش.
طبيب2: من يومها مافحصتش ؟
مرزوق :آه .وحضرتك تخصص إيه؟
طبيب2 : مخ وأعصاب وعمود فقرى.
مرزوق : ( مشير لطبيب 1 ) وحضرته تخصص إيه ؟
طبيب2 : الدكتور مفيد .تخصص قلب وباطنة .
مرزوق : ملاقيش عنده كيلو كبد وقوانص. بس مايكونشى بتاع حمير؟
طبيب1 : اتفضل على السرير يا أستاذ.
مرزوق : ( يصعد على السرير ويتمدد ويلتف حوله طبيب 1و2 . بينما يقف طبيب 3 منتظرا وتقلب الممرضة فى ملف مرزوق الطبى. تفتح ستارة السرير ويخرج الأطباء فى حالة وجوم ورعب. ثم يتبعهم مرزوق وهو يعدل ملابسه )
طبيب1 : مصيبة .
طبيب 2: كارثة.
طبيب1 : بلوى.قنبلة هاتنفجر فى وش البشرية .
مرزوق : هو فى إيه ؟
طبيب3 :فى إيه ؟
طبيب1 : أعراض غريبة.
طبيب3 : أعراض غريبة؟. زى إيه ؟
طبيب2 : ( مضطربا ) عضمة العصعص عنده بدأت تنبت.
طبيب1 : الظاهر هايرتد لعصر إنسان الغابة . وهايطلع له ديل.
الجميع : ديل ؟!
مرزوق : ( يتحسس مؤخرته. وتلف الممرضة حوله لتشاهده ، فيستدير بعيدا عنها )
طبيب3 : وده تفسيره إيه؟
طبيب1 : مافيش تفسير إلا أنه خلل جينى خطير. خلل أصاب الخلايا ،  فتحورت وتطورت بس فى اتجاه عكسى.
طبيب3 : تطور عكسى؟
طبيب2 : لازم نشوف التحاليل .( للممرضة) هاتى ملف المريض. (تناوله الملف . يتفحصه. تبدو عليه علامات الاندهاش)
طبيب1 : خير..فى إيه ؟
طبيب : مصيبة .كارثة . بلوى.
مرزوق :إيه . طلع لى أربع رجلين؟.
طبيب2 : التحاليل بتبين إن المريض بيحمل الكثير فى جسمه من خلايا الحمير.
الجميع : خلايا الحمير؟!
طبيب2 : آه.
مرزوق : ( خائفا ) يعنى إيه .؟ أنا حمار؟
طبيب1 : (مراوغا ) لا . أنت تمام.
مرزوق : أمال أيه خلايا الحمير دى؟. مرة تطلعونى كلب مسعور ومرة حمار؟ أنا كلب ولا حمار؟
طبيب1 : ده حاتبينه الإشاعات والتحاليل.
طبيب2 : أنت بتشترى لحمة منين؟
مرزوق : من الجزار طبعا.
طبيب2 : والجزار ده واثق منه؟
مرزوق : طبعا .المعلم جحشة البرادعى ابن حتتنا وكلنا بنشترى لحمة من عنده.وابن حلال ..بيكرمنا فى السعر وبيبع أرخص من غيره.
طبيب1 : والمعلم جحشة بيدبح عجول ولا حمير؟
مرزوق : حمير ؟! استغفر الله العظيم.
طبيب2 : التحاليل بتقول أنك أكلت كمية كبيرة من لحم الحمير، وده عملك خلل جينى .
مرزوق : يعنى إيه؟
طبيب1 : يعنى بدأت تظهر عليك أعراض غريبة.
مرزوق : يعنى أنا مش بنى أدم ؟(يتحسس جسمه )
طبيب2 : ( يتفحص التحاليل ) مصيبة تانية . كارثة .
مرزوق : فى إيه تانى ؟
طبيب2 : أنت بتاكل كفتة؟ ..كباب؟
مرزوق : آه .أحيانا.
طبيب :من عند مين؟
مرزوق : من عند المعلم بسة . بسة الكبابجى.
طبيب1 : بسة؟! هو أنت مرزوق بجحشة وبسة؟
مرزوق : آه .أنا مرزوق .
طبيب2 : ده حالته مركبة ومعقدة . بيجمع بين صفات البشر والحمير والقطط والكلاب.
طبيب1 : اقترح أن نسمى حالته " إنكلمار "
طبيب2: إنكلمار؟ وده معناه إيه ؟
طبيب1 : إنكلمار . الألف والنون اختصار إنسان . والكاف واللام اختصار كلب . والميم ألف راء اختصار حمار .يبقى إنكلمار.
مرزوق :وجى على نفسك ليه؟ ماتحذف الألف والنون وتخليه " كلمار" على طول.
طبيب1 : يعنى إيه "كلمار"؟.
مرزوق :( مقلدا الطبيب ) الكاف واللام يعنى كلب،والميم ألف راء، يعنى حمار. يعنى كلب وحمار.
طبيب1 : أنت بتهزر؟.
مرزوق : لا ..التحاليل بتقول كده!.
طبيب1 : من النهاردة هايبقى اسمك العلمى"إنكلمار" .
طبيب 3: بصفتى متخصص نفسية وعصبية ، فأنا أعترض على التسمية، لأنها قد تسبب للمريض مشاكل نفسية خطيرة.
مرزوق : لا..ما تزعلشى نفسك .أنا موافق . ده حتى اسم أحلى من اسم مرزوق.
طبيب3 : أنت غريب!
طبيب1 : ده اسم مؤقت لحين الانتهاء من دراسة الحالة، ولتداوله فى الأوساط العلمية والمؤتمرات الدولية.
مرزوق : الدولية ؟! أنتوا هاتخلوا فضيحتنا بجلاجل.
طبيب : ده سبق علمى . تطور خطير للجنس البشرى . تحور جينى فظيع. أبحاث ..مؤتمرات.. سمينارات. جائزة نوبل .
مرزوق : دهب..ياقوت ..ألماظ..أحمدك يا رب.
طبيب1 :أنت بتهزر.
مرزوق :لا أنا بهوهو.
طبيب2 : سيد إنكلمار
مرزوق : نعم يا باشا.
طبيب2 : أنت حالة نادرة.
مرزوق : الله يخليك.
طبيب2 : أنت سبق فريد.
مرزوق :  لو حضرتك عاوز العصعص ..خده.
طبيب2 : لا ..شكرا.
مرزوق : طيب عاوز شنب القطة؟
طبيب2 : شنب القطة ؟ ( يهز رأسه بالنفى )
مرزوق : طيب فى حاجة نفسى أعملها بصفتى إنكلمار.
طبيب2 : أتفضل يا إنكلمار.
مرزوق : ( تظهر عليه علامات التوحش والافتراس والاستعداد لمهاجمة الأطباء) نفسى أبقى دراكولا بالمرة ، آكل لحوم البنى أدمين وأمص دمكم ( يهاجمهم ، يهربون مرعوبين )
( ستار )
الفصل الثالث
المشهد الأول
 ( منصة أشبه بمنصة القضاء. يدخل الأطباء الثلاثة، يحملون رزمة تقارير.يجلسون على المنصة. يتداولون الأوراق ويتبادلون الهمسات)
طبيب1: ( يقرأ ) قررت اللجنة الطبية العليا أن حالة المواطن مرزوق عبد الصمد والذى اُتفق على أن يكون الاسم العلمى لحالته " إنكلمار" ، مصاب بأعراض خطيرة وتطورات جينية مرعبة ، نتيجة تعرضه لجرعات عالية من أكل لحوم القطط والكلاب والحمير وحيوانات أخرى غريبة، علاوة على ما تعرض له على مدى سنوات طويلة من عض الكلاب . وقد أدى كل ذلك إلى أضرار خطيرة على بنيته الجسمية وحالته النفسية.
     ومن الأعراض الجسمية التى اختلت لديه، نمو عظمة العصعص بشكل يوحى بأنها قابلة لتتحول إلى ذيل، وتحور فى الهيكل العظمى، مما قد يجعله يسير حبوا على أربع مثل الحيوانات، كما بدأت تظهر أنياب حادة مجاورة للأنياب الأصلية ، بل ( مترددا ) بدأت تظهر معالم على نمو الثديين بشكل كبير، ونمو كثيف لشعر الجسم ، أنه تجسيد واضح للإنسان منذ ملايين السنين. وهى حالة ارتداد خطيرة نحو عصر الغابة والإنسان البدائى.
  وعلاوة على ذلك يعانى "إنكلمار" من هلاوس غريبة وصراعات نفسية معقدة ، ويخلط بين طبيعته البشرية وتحوله الحيوانى الغريب.
   وبناء على ما سبق توصى اللجنة بعزله مؤقتا عن البشر لمزيد من البحث والفحص، وكذلك منعه هو وذريته من الإنجاب نهائيا ، لأنه تهديد واضح للجنس البشرى، ونرجو أن تتخذ الإجراءات السريعة لتنفيذ ذلك .وشكرا
( يقف أعضاء اللجنة ، يجمعون أوراقهم ويخرجون وسط موسيقى عسكرية رتيبة . يدخل كورس يغنى :
إنكلمار يا إنكلمار
أنت أنس ولا حمار
إنكلمار يا إنكلمار
عقلك فيك ولا طار
إنكلمار يا إنكلمار
يا اللى الطب فيك احتار
إيه اللى حصلك يا إنكلمار
وخلى حالتك كده تنهار
عضك إيه يا إنكلمار
عضك كلب ولا فار
وأكلت إيه يا إنكلمار
لحمة قطة ولا حمار
قول وما تخبيش أسرار
لحسن حالتك دى إنذار
إنكلمار يا إنكلمار
أنت أنس ولا حمار
بتعض الكلب ليه يا غدار
إيه اللى حصلك يا إنكلمار
وخلى حالتك كده تنهار
( إظلام )
المشهد الثانى
( غرفة مرزوق بالمستشفى . مرزوق يجلس على الأرض منكمشا وقد ظهرت عليه بعض الأعراض أبرزها نمو شعره بشكل كثيف على كل جسمه. تدخل نبيلة وهى تحمل كيسا)
نبيلة  : ( تجلس بجواره) ما تزعلشى يا خويا أزمة وتعدى إن شاء الله . ياما دقت على الراس طبول.
مرزوق : ( حزينا ) أزمة وتعدى؟
نبيلة  : آه يا خويا . آه يا مرزوق.ارمى حمولك على الله.
مرزوق : مرزوق مين؟
نبيلة  : يا لهوى . مرزوق أنت.. جوزى.. أبو أولادى.
مرزوق : لا ..أنا مش مرزوق ؟
نبيلة  : ( تتأمله بتعجب واستنكار ) أمال أنت مين ؟
مرزوق : أنا إنكلمار.
نبيلة  : ( تضحك ) أنت بتهزر يا مرزوق. طول عمرك دمك خفيف.
مرزوق : أنا مبهزرشى . ده كلام الدكاترة.
نبيلة  : الدكاترة؟ دكاترة إيه يا مرزوق؟. أوعى تسمع كلامهم تانى.
مرزوق : اسمع كلامهم؟..وهو بمزاجى؟. أصلك مش عارفة عاوزين يعملوا فىَّ إيه.
نبيلة  : ما يقدروش يمدوا أيدهم عليك.
مرزوق : دى قرارات يا نبيلة وهاتتنفذ. (بتفخيم ) قرار اللجنة الطبية العليا. ( يبكى ) خلاص يا نبيلة .
نبيلة  : (منزعجة ) خلاص إيه يا راجل ؟
مرزوق :خلاص شوفى حد تانى إتجوزيه ..لو عاوزة تتطلقى يا بنت الحلال أنا موافق.. بدل ما تطلبى الخلع.
نبيلة  : جواز إيه؟ وطلاق إيه؟ وخلع إيه ؟ بينك أتجننت. أنت سخن؟ ( تضع يدها على جبهته ) دا أنت مولع نار.
مرزوق :نار! خلاص هاتبرد نارى يا نبيلة ( يبكى).
نبيلة  : جرى إيه بس يا مرزوق؟ صلى على النبى.
مرزوق : ( مترددا ) خلاص خدوا قرار..هايقطعوا خلفتى يا ولية.
نبيلة  : تقصد إيه ؟
مرزوق : يعنى مش فاهمة ؟
نبيلة  : لأ ..فهمنى.
مرزوق : ( يهمس فى أذنها فيبدو عليها الانزعاج والذعر)
نبيلة  : ( تصرخ ) يا لهوى ..يا خرابى..يا وقعة سودة. ( تهم وتولول ) يوم أسود يا خويا ..يوم ماطلعتلوش شمس. كان لسه بدرى عليك يا مرزوق. يا خسارة شبابك يا أخويا.
مرزوق : جرى لك إيه يا نبيلة ؟ هو أنا مت ؟
نبيلة  : ياريتك كنت مت يا خويا . كان أهون. يا فضيحتك يا نبيلة ..يا شماتة ستات الحارة فيك. أقولهم إيه؟ جوزى خلاص ما بقاش راجل. يا دهوتى يا أنا. يا ...
مرزوق :بس ..أتأدبى يا نبيلة واختشى شوية. عيب .
نبيلة  : قال إيه وأنا جيه وجيبالك ديك بلدى شاموردى.
مرزوق : تبقى هاتيه بالونة المرة الجايه. وهو فين الديك ده؟
نبيلة  : فى الحلة ( تمد يدها فى الكيس وتخرج الحلة )أهو.
مرزوق : وأنت متأكدة إنها فراخ بلدى؟.
نبيلة  : يعنى إيه؟
مرزوق : يعنى جايز تطلع فيران بلدى ولا كلاب فلبينى.
نبيلة  : لأ ..ده ديك بلدى وأنا اللى دبحاه بأيدى.
مرزوق : ( يقترب منها متوددا ) طيب تعالى ناكله سوا.
نبيلة  : ماليش نفس.
مرزوق :وأنا ماليش نفس أكله من غيرك.( يربت على كتفها)
نبيلة : (بدلال ) أوعى كده.
مرزوق : تعالى بس ناكل الديك، وبعدين يحلها حلال( يسحبها من يدها . يجلسان أرضا ، يفتح الحلة ويخرج الديك يتأمله بعناية)
نبيلة  : أنت بتفره ؟! ديك وحياتك.. ديك يا سبعى.
مرزوق : أنت متأكدة؟
نبيلة  : آه وحياتك.
مرزوق : ( يقطع الديك ، يناولها قطعة . يتناجيان .. يطعمان بعضهما..يضحكان ) هاتى بوسة.
نبيلة  : ( بدلال ) يا راجل عيب.. إحنا فى مستشفى.
مرزوق : عيب ليه ؟ دى هاتبقى بوسة الوداع( يقترب منها)
نبيلة  : يا راجل عيب ( يضحكان ..يهمس فى أذنها ..تخفت الإضاءة تدريجيا..تتعالى ضحكاتهما)           
( إظلام )
المشهد الثالث
(مكتب جمعية المخالب، يدخل المدير وخلفه نيللى )
المدير : يا ترى إيه أخبار الراجل العضاض يا نيللى؟.
نيللى : محطوط تحت الرقابة الشديدة يا أفندم.
المدير : تأكدتوا إنه خلاص هايبطل يعض الكلاب؟.
نيللى : أكيد يا أفندم . الدكاترة قلعولوا كل أنيابه.
المدير : والأضراس؟
نيللى : ما لها يا أفندم؟
المدير : كانوا قالعوها له بالمرة.
نيللى : بس كده هايموت يا أفندم.
المدير : فى ستين داهية . المهم الكلاب تعيش فى أمان.
نيللى : دول كمان قلعوا له أضفاره.. علشان ما يخربشى.
المدير : ده يستاهل قطع أديه.
نيللى :هايموت يا أفندم.
المدير : أنت مالك بتدافعى عنه. أنتى معاه ولا مع الكلاب؟!
نيللى : أصل أنا كمان عضيته.
المدير : عضيتى الكلب؟
نيللى : لأ..عضيت مرزوق العضاض.
المدير : يستاهل .. بكرة الديابة تقطع جسمه.
نيللى : ما هى دى مصيبة تانية يا أفندم .
المدير : مصيبة أيه ؟
نيللى : الديابة أستولت على الشوارع والحوارى أيام أزمة الكلاب. والخوف أنهم يعضوا الكلاب وتبقى مجزرة.
المدير : معقولة دى؟. دول أولاد عم.عيلة واحدة. العيلة الكلبية.
نيللى : أولاد عم على الغريب..لكن دلوقتى خِلى لهم الجو، مرزوق خلاص انتهى وحَرَّم تانى هو وأمثاله بعد اللى حصل له. وبقى الخوف إن العيلة الكلبية تعض فى بعضها.
المدير : أنا ها أكلم الكابتن ممثل جمعيات الذئاب علشان يقوموا بحملة ويلموا الديابة ويرجعوهم أماكنهم تانى فى الجبال والصحارى بعيد عن العمران.
نيللى : ما أفتكرشى يا أفندم. دول شكلهم استحلوا العيشة فى العمران جنب مطاعم الديلفرى ومحلات الفراخ والسلخانات.. دول حتى بيسمعوا هوهوة الكلاب، ولا بيعبروها. قلبهم جمد.
المدير : والعمل إيه؟
نيللى : لازم مفاوضات بينا وبينهم يا أفندم وإلا الأمور هاتنفجر.
المدير : ها أكلم الكابتن تانى، مع أنه زعلان وخايف حد يهاجم الكلاب تانى لو مشوا ، ودى تبقى مصيبة كبيرة للعيلة الكلبية كلها. هاتقطم ضهرها للأبد.
نيللى : لازم حد حكيم يتدخل.
المدير : المهم تتأكدى أن الهباب ده اللى اسمه مرزوق وعيلته مش هايتجرأوا تانى ويعضوا الكلاب.
نيللى : مرزوق وعيلته خلاص يا أفندم.
المدير : خلاص إزاى يعنى ؟
نيللى : ( محرجة ) يعنى ماحدش فيهم هايخلف.
المدير : ليه؟
نيللى : علشان خلاص عملوا العملية وحضرتك فاهم بقى.
المدير : (بمكر) لأ مش فاهم .فهمينى.
نيللى : ( تهمس فى أذنه ، فيبدو مسرورا )
المدير : يعنى خلاص خلفه أتقطع؟.
نيللى : أيوه.
المدير : طيب ومراته؟
نيللى : مالها؟
المدير : خلفها أتقطع برضه؟
نيللى : وهى يعنى هاتخلف لوحديها؟!.
المدير : وأولاده وعيلته كلها؟
نيللى : كله خلاص يا أفندم . أتعمل لهم عمليات.
المدير : يعنى أطمن إن العيلة العضاضة دى انتهت؟
نيللى : أطمن يا أفندم.
المدير : (يغازلها) طيب ماتيجى إحنا بقى نعمل عيلة مش عضاضة . عيلة ولف.وأنا موافق تعضينى زى ما عضيتى مرزوق
نيللى : (تتهرب) لما نطمن على مستقبل الكلاب الأول يا أفندم .
( يرن جرس التليفون، ترد نيللى) ألو ..آه دى جمعية الرفق بذوات المخالب والكلاب ...( تبدو سعيدة ) دى أخبار حلوة قوى ...أحنا فى انتظاركم .تعالوا بسرعة.( تغلق التليفون )
المدير : خير؟  فى إيه ؟
نيللى : ( بفرح ) خبر حلو قوى يا أفندم ..الكلب المعضوض حالته إتحسنت قوى وهو فى طريقه دلوقتى لهنا ، كلها دقايق ويبقى معانا.
المدير : ومالك فرحانة قوى كده؟!
نيللى : أصلى بحب الكلاب.
المدير : طيب اعتبرينى كلب ..كلب ابن كلب يا ستى.
نيللى : العفو يا أفندم. وبيقول إن حالته اتحسنت قوى. زمانه على الباب.
المدير : أهلا وسهلا.
نيللى : أهلا بيك يا أفندم.
المدير : لا ..أنا أقصد الكلب.
نيللى : أكيد حضرتك بتحب الكلاب برضوا؟
المدير : آه ..طبعا .علشان خاطرك مستعد أحب القنافد . وبعدين حماية الكلاب ورعايتها هدف جمعيتنا الأساسى. من غيرها مالناش لازمة.
نيللى : والكلاب فعلا تستاهل يا أفندم. حيوانات أمينة ووفية للإنسان ، بتحرسه وهو نايم ، وبتسليه وهو قايم.
المدير : أنا من يوم ما تعض الكلب وأنا نومى كله كوابيس.
نيللى : يا سلام على إنسانية حضرتك.( يدق جرس الباب ..تفتح نيللى ..يدخل الحارس ومعه الكلب وقد عاد سليما عفيا نظيفا ..يدخل مندفعا مستعرضا ينبح ويهوهو ويتقافز )
المدير : ما شاء الله.. ماشاء الله . ( ينبح الكلب فى اتجاه الجمهور ، كأنه سيهاجمهم ، فيمنعه الحارس )
نيللى : رائع ..عظيم . ده بقى أسد.
المدير : صحيح .. بقى أقوى وأحسن من الأول .
الحارس : ده أتعمله يا أفندم برنامج علاجى مكثف .. علشان ترجع له صحته وحالته النفسية تتحسن.
المدير : واضح ..واضح .
نيللى : رائع ..جميل.
الحارس : يعنى خلاص نسيبه ينزل الشارع؟
نيللى : الشارع؟!
المدير : آه ..ده مكانه الطبيعى .
نيللى :الأحسن نستنى عليه شويه ..لما يسترد صحته بالكامل ، جايز حد يعضه تانى .
المدير : مافيش خوف عليه دلوقتى..إلا من الديابة. ربنا يستر.
 ( ينبح الكلب بقوة ويتقافز.. ويبدو مهاجما متحفزا للجميع )
( إظلام )
المشهد الآخير
( صالة منزل مرزوق ..يدخل مرزوق فى حالة بائسة. وقد ظهر له ذيل واضح . وبدا جسمه أشبه بالشمبانزى . وأحيانا يسير حبوا. يفتح التلفزيون ، فيباغته نباح كلاب عنيف ، يغلقه فورا ، ثم يفتحه ثانية ، فيباغت بعواء ذئاب حاد ، فيغلقه فورا . يتجه نحو الشباك ويفتحه، فيباغت بنباح الكلاب. يتداخل نباح الكلاب بعواء الذئاب..ينكمش مرزوق بجوار الحائط خائفا ، تدخل نبيلة وقد تكور بطنها )
نبيلة : ( تبحث عنه ) أنت فين يا مرزوق ؟ ( تفاجئ به منكمشا) مالك يا راجل؟
مرزوق : ( يشير للتلفزيون ).
نبيلة : ما له التلفزيون ؟
مرزوق : ( يقلد نباح الكلاب دون صوت )
نبيلة : قصدك الكلاب بتنبح . ماهى بتنبح فى كل حته يا مرزوق ولا يهمك، (تشير لبطنها) بكرة ييجى ولى العهد ويأدبهم.
مرزوق : ( يشير لها علامة الخوف من الكلاب على حملها )
نبيلة : خايف من بتوع الكلاب لحسن يسقطونى .لأ ماتخفشى.. ما حدش يعرف .
مرزوق : ( يتحسس بطنها فى سعادة وفخر ملوحا بيده )
نبيلة : لأ يا فالح..دا البركة فى الديك البلدى بتاعى .
مرزوق : ( يشير إلى نفسه بفخر )
نبيلة : بقولك البركة فى الديك. بس كانت ليلة مبروكة فى المستشفى قبل ما يعملوها أولاد الذين ويقطعوا خلفك بالعملية. (بشفقة وعطف ) مش كده يا مرزوق؟ . اتكلم يا راجل، خايف من إيه ؟ ما تخافشى ماحدش هايعملك حاجة . يعنى هايعملوا فينا إيه تانى بعد ماسخطوك قرد.
مرزوق : (يزمجر غاضبا ).
نبيلة : زعلت. ماتزعلشى.حقك عليا. وأولادنا المساكين يا مرزوق عملولهم عمليات وحرموهم من الضنى. قال إيه ، لحسن العدوى بتاعتك تكون اتنقلت لهم. قلبى بيتقطع عليهم يا مرزوق وعلى مستقبلهم. والشوارع أتملت ديابة. بدل ماكنا خايفين من الكلاب ، بقينا خايفين من الكلاب ومن الديابة. ومش عارفين إيه مستخبى لنا تانى.( تمسك بطنها ) بطنى يا مرزوق. بينى ها أولد النهاردة .( تصرخ . يتلاشى الضوء تدريجيا ثم يعود .. تدخل نبيلة سعيدة  وهى تحمل وليدها. تتجه لمرزوق ..يحمله) هانسميه إيه يا مرزوق؟ .
مرزوق :( بفخر وثقة ) هانسميه فهد يا أم فهد .
نبيلة : ( تزغرد )  أخيرا نطقت يا أبو فهد .

  ( يرتفع نباح الكلاب مع عواء الذئاب مع بكاء فهد، يتعانق مرزوق ونبيلة كأنهما يحميان الطفل بينهما وسط النباح والعواء)
( ستار)
( تمت )


الفيوم  2016             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق