الصفحات

2018/04/13

سلسلة قصص الأطفال "الذين أضاءوا الدّرب" في ضيافة البرنامج الثقافي لمكتبة الوسائطية الطنجية/المغرب



سلسلة قصص الأطفال "الذين أضاءوا الدّرب" في ضيافة البرنامج الثقافي لمكتبة الوسائطية الطنجية/المغرب


   حلّت سلسلة قصص الأطفال "الذين أضاءوا الدّرب" للأديبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينيّة د.سناء الشعلان ضيفة على البرنامج الثقافي للأطفال والشباب للمكتبة الوسائطية في طنجة/المغرب ضمن البرنامج الثقافيّ الخاصّ في هذا العام،وذلك عبر أكثر من حلقة قراءة ونقاش لأدبها.
    وقد قدّم القراءات القصصيّة للأطفال من هذه السّلسلة،وناقشهم فيها بعد التّعريف بالأديبة الشّعلان لجمهور الحضور من الأطفال المغاربة السيد عمر المحبوب/ المشرف على نادي أصدقاء القراءة وعلى فضاء الطّفل  والمنشط  الثقافي في المكتبة الوسائطية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين/طنجة/المغرب.
  وقد ذكر السيد عمر المحبوب أنّ اختيار هذا السلسلة ضمن البرنامج الثقافي للمكتبة لهذا العام يأتي تحقيقاً لهدف :" ربط أطفالنا بتاريخهم العربي المشرق المشرف من خلال تسليط الضوء على بعض أهمّ الأعلام العربية البارزة التي خلدت اسمها في مختلف حقول العلم والمعرفة".مضيفاً إلى أنّ البرنامج قد بدأ جلساته المتتالية ضمن المشروع بعرض قصّة " عبّاس بن فرناس:حكيم الأندلس" التي نالت اهتمام الأطفال،وهي قصة مصورة تروي قصة عباس بن فرناس العالم العربي الذي عاش في قرطبة في الأندلس إبّان حكم العرب لها ، وهي قصة تثبت قيم العمل والاجتهاد والجدّ ، وتطرح حلم البشرية بالطيران عبر مغامرة عباس بن فرناس في سبيل ذلك ، وهي تعرّج على حياة عباس ،   وانقطاعه للعلم حتى لُقب بحكيم الأندلس ، وهو اللقب كانت العرب تهبه لمن يبرع في الاشتغال بمهنة الكيمياء والطب.
كما تطرح القصة بقالب قصصي شيق ، ولغة فصيحة رشيقة قويّة بعضًا من منجزات عباس ، وانتصاره على خصومه من المنافسين ، واحتفاء أهل عصره به ، ثم تعرض بعد ذلك إلى تجربته الشهيرة والتاريخية بالطيران من أعلى مئذنة جامع قرطبة، وهي مغامرة تكلّلت بالفشل ، وبسقوط عباس ، وبتعرضه لكثير من الأذى؛ لأنه أغفل أهمية استخدام ذيل ،  ثم مات بعد أن تقدّم به العمر ، وهو يحلم بالطيران.
  والقصص التي يستهدفها البرنامج الثقافي من هذه السلسلة هي قصص:"العزِّ بن عبد السّلام: سلطان العلماء وبائع الملوك"،وقصة " عبّاس بن فرناس:حكيم الأندلس" ،وقصّة "زرياب: معلّم الناس والمروءة" ،وقصّة "هارون الرّشيد: الخليفة  العابد المجاهد " ،وقصّة " الخليل بن أحمد الفراهيدي:أبو العروض والنّحو العربيّ" ،وقصّة " ابن تيمية: شيخ الإسلام ومحيي السّنّة " ،وقصّة الليث بن سعد: الإمام المتصدّق .

والجدير بالذّكر أن سلسلة "الذين أضاءوا الدّرب" قد حصلت المجموعة على أكثر من جائزة،منها: جائزة شرحبيل بن حسنة للعام 2008 للإبداع عن قصّة" زرياب"  للعام 2008،و جائزة دار ناجي نعمان للثقافة عن السّيرة الغيرية للأطفال بعنوان (زرياب) للعام 2006.وذلك بعد أن أُشهرت رسمياً في معرض الكتاب في قطر في عام 2006.
   وهذه المجموعة هي مشروع عملاق بمواهب عربية وبأقلام مؤمنة بدورها في إيقاظ الأمة، وتحفيزها على استعادة دورها الإنساني الريادي،  وهي فكرة سامية توفّرت لها النيات الطيبة ، والدّعم المادي ، والتفرّغ والإبداع لكي تقدّم طلبًا لأجر الله ، وسعيًا لمرضاته ،  وأملاً في تقديم أدب للطفل المسلم ، يراعي ذوقه ، ويحترمه مزاجه وخصوصيته ،  ويسمح لخياله بالتحليق دون أن يقطعه عن تاريخه أو حضارته أو دينه أو أمته ، أو أن يعيشه في خيال مضلّل مبني على الجهل والمغالطات والأخطاء ، بل هو أدب يقدّم للطفل ليربط ماضيه بحاضره ، ويوقظ داخله مشاعر الاعتزاز بأمته ،ويحثّه على استنهاض روح العمل والاقتداء بالآباء والسلف من العلماء والمبدعين الذين أعلوا بناء صروح الحضارة الإسلامية ،فالمجموعة تستحضر مواقف مشرقة من تاريخ أمتنا، وتعرّف بإعلام ،هم رموز من رمز أمتنا ومن من أركان نهضتها الإنسانيّة فضلاً عن الحضاريّة. وهذه القصص تُقدّم بأسلوبٍ حكائي ممتعٍ ومبسّط يلائم الأطفال تحت سن 16 سنة .
  فمشروع سلسلة الذين أضاءوا الدرب الذي رأى النور أخيرًا تحت مظلة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي في قطر يقدّم أدبًا غير ملوث ،  ولا مشوهًا ولا مسممًا للناشئة العرب والمسلمين ، وذلك عبر قصص منفصلة شخصيات من التاريخ الإسلامي كان لها فضل حمل نبراس العلم ، وإضاءة الدّرب للإنسانية في شتّى حقول المعرفة والعلم والفنون والإبداع والتميّز.
 وقد حرصت السّلسلة على تقديم شخصيات خالدة قدّمت الكثير والمميز في حقول المعرفة والعلم والريادة الإنسانية ،  ولكنّها لم تُكرّس كما يجب في قصصٍ للأطفال ، وبات من الواجب أن تُقدّم للأطفال في قصص تراعي ذوق الأطفال وفهومهم وإدراكاتهم ،  وتمدّهم بما يحتاجون إليه من معلومات دقيقة متكئة على أمهات الكتب ومصادرها،فهذه المجموعة القصصية تعمل على الحفاظ على ذاكرتنا القومية، إذ إنّها تستعرض قصص حياة  علماء قلّما يتناولهم البحث، ويجهلهم الكثير من أطفالنا الناشئة.
 كذلك تُعنى قصص السّلسلة بتعزيز الكثير من القيم الايجابية، وتحّث عليها،مثل: الإيمان بالله، الصبر، الإخلاص، الشجاعة، التصميم والإرادة، العمل الصادق، حبّ العلم، حبّ الوطن والأهل، التعاون، المغامرة، الاكتشاف،...الخ.
   والسلسلة تطمح إلى أن تقدّم في مرحلتها الأولى ألف قصة عبر خطة زمنية تمتدّ إلى سنوات ، يأخذ نادي الجسرة على عاتقه إنتاج جميع قصصها ،  التي تحفل بالشكل الأنيق والرّسم الجميل الذي يجذب الطفل إلى المجموعة، ويفتحه على التخيّل،فهي قصص مقدّمه ضمن شرط طباعة ورسم وإخراج ومونتاج عالية الجودة.
    كما أنّها مضبوطة الحروف ، مشكولة الأواخر، وتعتمد أسلوب تقديم معجم مفسّر للكلمات الجديدة التي تستخدم في القصة ؛ بغية إثراء معجم الطفل ، وتعريفه بالكلمات.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق