الصفحات

2011/09/30

ترنيمة الوجع العراقي قراءة في رواية "نساء العتبات" لهدية حسين

ترنيمة الوجع العراقي
قراءة في رواية "نساء العتبات" لهدية حسين
هشام بـن الـشاوي*

 بالتأكيد، يحتاج المبدع إلى وجود مسافة زمنية حتى يكتب عن الأحداث الكبرى، كالثورات والحروب..  ولن نستغرب إن وجدنا الكاتبة العراقية هدية حسين تذيّل روايتها الصادرة حديثـا عن دار "فضاءات" الأردنية بأنها كتبت عام  2009، فهل كانت تحتاج إلى كل هذا الصمت (التأمل؟) حتى تكتب عن مهزلة احتلال بلد عربي في القرن الحادي والعشرين؟  
كما يقال : الصورة بألف كلمة، لهذا نفضل متابعة الأخبار عبر الشاشات، حيث تتوالى الصورُ مشكّـلة مَشاهدَ تقارير إخباريّةٍ. لكن أغلب المَشاهِد تتوارى في عتمات الأرشيف في ظل عالم تراجيكوميدي في ديناميكيته فننساها بسرعة !!،  لذا نرى هدية حسين تنكأ جراحنا، وهي تنتشل تلك المشاهد الأليمة من تلك المنطقة المعتمة في ذاكرتنا، والتي عايشتها بطلة روايتها (أمل مصطفى) من الأردن،  وكانت تدوّن عناوين الأخبار في دفتر خاص، وهو ما كان يثير استغراب خادمتها جمّار... وسرعان ما تطفئ التلفزيون، حيث لا تتحمّل رؤية مشاهد  الدمار والجثث، وعويل الأرامل واليتامى.
ولأن تاريخ صلاحية التقارير الإخبارية المصوّرة ينتهي بسرعة، ولا يمكن مشاهدتها مرة أخرى.. إذ ستشعر بالملل والتأفف عند رؤية ما سبق   رؤيته، يحتاج الكاتب الروائي إلى تأنٍّ، صبر وحنكة سردية، وهو يعيد تشكيل ما سبق رؤيته وفق قالب درامي إنساني.

***
"نساء العتبات" رحلة سردية، تروى على لسان البطلة، عبر  لغة شاعرية، ومن خلال بناء دائري، حيث تبدأ بمغادرة عمّان،  وتنتهي بالوصول إلى بغداد، وتتوسل الكاتبة بالتذكر والاستباق أحيانا لتكسير تراتبية السرد،  حيث تتدفق مشاهد حياتها السابقة كشريط سيء الإخراج، ولن يدرك القارئ تلك الحيلة الفنية إلا في الفصل الأخير.
في البدء،  تتذكر أمل مصطفى قرار زوجها جبار منصور (أحد قادة الحرس الجمهوري) بترحيلها إلى الأردن، دون معرفة سبب ذلك، وتستحضر معارضة أمها زواجها منه، لأنه يكبرها بثلاثين عاما، ولأنه عسكري ("اسمعي.. العسكريون إما جلادون وإما ضحايا، ولا أظن هذا الذي يحمل النجوم الزائفة على كتفيه يمكن أن يكون ضحية". ص : 43)، وستخفت دهشة حياتها الجديدة، لتكتشف أنها سجينة قفص مخملي، وتحس بالملل القاتل، ولن تجد سلوى  سوى في قراءة الكتب، وتعلم من أخته أم لؤي أن زوجته الأولى ماتت بحسرتها وأن ابنه هجره وفضّل العيش في المنفى.
في عمّان، يستقبلها وجمّار الشاب العراقي  زهير، ويصطحبهما بسيارته إلى شقة فارهة في منطقة تلاع العلي، وتمنع أمل خادمتها من الحديث مع الشاب، حين حاولت معرفة سبب مغادرتهما العراق :
"-  لا تتحدثي مع الغرباء بهذه الطريقة.
أسرعت للقول.
-   غرباء؟ إنه عراقي مثلنا، و...
قلت لأسدّ مجرى الكلام :
-   كفى.. إنه مجرد سائق لا نعرف عنه شيئا" (ص : 38).
تحس أمل أنها استعادت حريتها، فلا رقيب يعد عليها أنفاسها، ولا أسوار تعيق حركتها ولا كاميرات خفية تراقبها... تمشي في  طرقات عمّان، وتكتشف   زوايا المدينة بلا دليل.. تدخل الأسواق والمتاجر و"المولات". هكذا تنفرد بذاتها بعيدا عن أسوار القصر وحرّاسه، وتتحرر من أشباح الأزقة القديمة، التي تقتحم خلوتها، وتكتشف الكثير من معالم البلد، وتعشق "وسط البلد"  بمكتباته وأكشاكه، أسواقه ودكاكينه، ويذكره صخب المكان بصخب الباب الشرقي مركز مدينة بغداد، وتشعر بحاجة إلى ضياع آخر يرافق طمأنينة المدينة المستقرة على الجبال.
مع برودة عمّان،  يبدأ القلق في التسلل إلى حياتها الجديدة إزاء صمت جبار واختفاء الشاب العراقي، وتحس بالندم لأنها اشترت أغراضا لا تحتاج إليها، وتفكر أنه كان عليها تقنين المبلغ، وهي تتساءل : "ماذا يحدث في كواليس العراق؟ هل ستبدأ الحرب فعلا أم أنها مجرد تلويح لإخافة النظام؟" وهي تتابع الفضائيات، وتتذكر حكاية المعلم محمود، الذي اهتدى إلى وسيلة لسحب البث الخارجي، فوشى به أحد الجيران، واعتقل تسعة أشهر، وفصل من وظيفته، واشترى مركبا ينقل به الركاب، وحين سرق مركبه لم يتقدم بأية شكوى، وصار يبيع أغراض بيته ليطعم زوجته وأبناءه الثلاثة، حتى جاء اليوم الذي رحل فيه من الزقاق  إلى جهة غير معلومة...
 وهكذا  تهتدي الساردة إلى بيع بعض مجوهراتها، وتبدأ في متابعة الأخبار، متنقلة بين الفضائيات، حيث التظاهرات التي "تندد بالحرب وتطالب أمريكا بعدم الإقدام على مثل هذه الحماقة"، وتدهشها خادمتها، الخمسينية الأميّة بقولها : "وماذا فعلت التظاهرات في حرب الكويت؟. إيه.. الحكّام يفعلونها والفقراء يأكلون التراب."( ص : 61). وحين تسألها أمل إن قتل أحد أفراد عائلتها في الحرب، ترد :" كلا.. ألم أقل لك إنني مقطوعة من شجرة؟ ولكن تريدين الحق، كل واحد مات بالحرب هو بمثابة ابني أو أخي.. كانت حربا لا داعي لها من الأساس.
سحبت نفسا عميقا وقالت :
-   أنا لا أفهم في السياسة ولكنني أعرف أن الكويت دولة عربية مسلمة، وكان رئيسنا يكرر دوماً بأن العرب إخوة، فكيف يغزوهم؟ لقد "قشمرنا" وأدخلنا حربا أحرقت اليابس والأخضر.. ألم تكفه ثمانية أعوام من الحرب مع إيران؟" (ص :61).
وجاءت الحرب الثالثة، وسحبت آخر خيط  أمل، وتبدأ أمل في تدوين عناوين الأخبار، ولا تملك جمّار سوى الدعاء لأهالي بلدها،  وتستحضر الساردة مشاهد  الاختباء في  الملجأ،  وأمها التي كانت تحشرها بين النساء خوفا من ملامسة أحدهم، وتستحضر سخريتها منها لأنها كانت تسارع إلى احتواء كتبها : " كتب؟ تخافين على الكتب ولا تخافين على نفسك؟" (ص :  78)، و تمعن هدية حسين في تعرية تداعيات الحرب، حيث تتذكر  الساردة الطفلة/ أمل رؤية رجل يبحث عن بقايا الطعام في القمامة، مزاحما القطط، وتتذكر  فطومة، التي تمنت في الملجأ الموت بصاروخ للخلاص من حياتها، وهي امرأة،  وحيدة بائسة، لم تكن تكلم أحدا، ولا تلقي التحية على نساء العتبات.. فبادرتها إحداهن بالسؤال عما تحمل في صرتها، ودعتها للجلوس. 
كانت تلقب بأم الشهيد، وحين رفض ابنها الثاني المشاركة في الحرب مع إيران - وكانت في سنتها الأخيرة-، ليكمل دراسته اعتقل مع عدد من الشباب بتهمة التخاذل، ودعيت بعد ذلك للتعرف على جثته بعد إعدامهم :
"- وقّعي على الاستلام وخذيه.. بسرعة.. خونة.
صرخت به :
-   لقد مات ابني البكر في الحرب وأنا أم الشهيد.
ردّ بعصبية :
-   والآن أنت أم الخائن، هيا، لا أريد هذه الزبالة" (ص : 82).
     وبعد مغادرتها المشفى في اليوم التالي، رأت جيرانها ينظرون  بعيون جامدة إلى الجرافة،  التي هدمت بيتها، والجنود المسلحون  يرصدون ملامح الوجوه، وتشتت بعدها من بيت إلى آخر، بين الأقارب والمعارف، حتى عثرت على  "خرابة" تشاركها فيه  الصراصير  والجرذان.
****
في اليوم الثامن للحرب، تردد جمّار بصوت منكسر :"... أنا لا أعرف شيئا عن العاصفة التي تتحدثين عنها، ما أعرفه أن حرب الكويت يسمونها "عاصفة الصحراء" وهي التي جرفت كل شيء وبدّلت حياة الناس، وكنا نظنها الحرب الأخيرة، كانت أسبابها معروفة، فالعالم لا يقبل باحتلال الكويت، أما هذه فلا أفهمها، هم يقولون بسبب أسلحة دمار... (هوّ) دمّرنا، بأسلحة وبدون أسلحة... أظنهم يريدون إسقاط الرئيس" ( ص : 94).
   تتساءل، بعد أن رفضت أمل مشاركتها الحديث :  "لماذا لم يسقطوه  في تلك العاصفة  ويوفروا علينا كل هذه المصائب؟ لماذا خذل بوش شعبنا حين انتفض؟ وماذا يريد بوش الثاني منا هذه المرة؟". (ص : 94).
وفي مقطع سردي آخر، حين تذكرها لاحقا بأن هذه الحرب لا علاقة لها بالكويت ترد جمّار : "كلها سلسلة واحدة أوصلتنا إلى  ما نحن فيه، أكثر من مليون شهيد فقدنا في حرب إيران، آلاف المعوقين والمفقودين، ملايين الأرامل، لو نطقت الصحراء لأخبرت العالم كم من المغدورين تحت رمالها." (ص : 114).
في اليوم الحادي عشر للحرب، يظهر المذيع مبتسما، وهو يقرأ إحصائية جديدة للقتلى، تتساءل أمل  والغيظ يأكلها : "لماذا يبتسم المذيع؟" وتغير القناة، بينما جمّار تسألها : "لماذا تكتبين هذا العذاب؟"، فترد : لكي لا أنسى، وجدير بالذكر أن هدية حسين كتبت تلك العناوين بخط بارز، كما "المانشيتات" الصحافية، وهو ليس مجرد تقليد اعتباطي، وإنما للضرورة السردية، حتى يمكن التمييز بين طبقتين سرديتين.
 يبدأ شبح الأم في الظهور وتفرض نساء العتبات سطوتهن على السرد، فتستحضر الساردة صبر أمها، الوفية لذكرى الأب  المفقود، ثم خوف أمها من عزلتها مع كتبها أو مع موسيقى ياني (حين تكبر) وهمسها لصاحبتاها، اللواتي يجترن حكايات تقطر حزنا، وتذوب حسرة على الرجال الغائبين : " إذا استمرت هذه البنت في عزلتها سوف تجن". وتفقد  أمل دهشة متابعة الروايات، وتحن إلى العتبات، وهي لا تدري إن كان زوجها يقود معركة أم يختبئ في جحر أم يرفع راية بيضاء ويسلم نفسه للأمريكان؟ وتهذي : "العراقيون وحدهم يعيشون في الصفحة الخطأ والزمان الخطأ من التقويم" (ص : 154)، بعد أنت تتذكر عبارة من قراءاتها السابقة : "إننا نموت في الصفحة الخطأ من التقويم". وعند ارتطام عصفورين بزجاج النافذة تستبشر خيرا جمار بزيارة ضيف، وتنادي عليها بعد لحظات، وتجد نفسها في مواجهة صاحب الشقة يسألها : " مدام.. هل ستبقين شهرا آخر أم ستخلين الشقة؟"، وتنتقل إلى شقة أرخص.... بأثاث رث.
ولا يبدد وحشتها في المسكن الجديد سوى الحنين إلى العتبات/إلى الوطن، هذا الحنين الذي كان سبب اعتلال صحة خادمتها. تستعيد أمل الوطن الموشوم بندوب لا تلتئم..  من خلال حكايا نساء مكلومات، معطوبات الأرواح، وهن : أم عدنان، صبرية،  فطومة، الأم، وبقية جوقة نساء الأحزان، وهن يتحايلن على واقعهن المرير بالمشاركة الوجدانية، ولو عبر فعل الحكي.  وتصير حكاياهن  "زادها الوحيد  للصبر على ما حلّ بي، غريب أنني لم أكن أهتم بمثل اهتمامي هذا بتلك العتبات" ( ص : 196).
    واللافت للانتباه أن القارئ لن يحس بأية مشاعر دافئة للساردة تجاه الأب، الذي  اختفى منذ سنوات طويلة خلال الحرب العراقية الإيرانية،  وكأنما تعتبر أمل الرجل المسؤول الوحيد عن تعاستها وتعاسة باقي نساء العتبة، بشكل أو بآخر، وهي  التي ولدت دون أن تراه.. وبخلاف باقي الأحداث، لم تكتف الساردة بتدوين عناوين الأخبار، ربما لأهمية هذا الحدث، حيث تصف عملية سقوط التمثال كمعادل موضوعي لسقوط النظام، الذي كان  السبب في  تساقط الكثير من  الرجال كشهداء أو معطوبين أو مفقودين ومن نجا من هذه المصائر المأساوية، فالجنون في انتظاره كعباس الهايم، الذي عاد  من الأسر  في إيران، بعد أربعة عشر عاما  ليجد زوجته تزوجت من أخيه،  ثم تصف  بعد ذلك  مشاهد تفشي السرقة والنهب والانفلات الأمني.. وقبيل العودة تبيع خاتم الزواج، كأنما تتخلى عن آخر ما يشدها إلى زوجها جبار منصور- ويمكن تأمل الدلالة الساخرة للاسم-، وعند عودتها إلى بغداد لا تسأل عنه ولا تبحث عنه... فهو في عداد المفقودين، لكنها لن تنتظره كنساء العتبات، لأن زواجها منه عجّل بموت أمها. هكذا تتصالح مع ذاتها، وتكفر عن ذنبها، عن جحودها العاطفي تجاه  أمها  بسبب تطلعاتها الطبقية.
****
"نساء العتبات"  رواية تدين وحشية عسكرة الحياة والاستبداد، وتروي فصولا  سرمدية من مأساة وطن، من خلال عذابات نساء محطمات، لا تلتئم جروح أرواحهن، ينتظرن على عتباتهن  أملا مجهضا لا يأتي أبدا، حتى لو كان هذا الانتظار  رديف العبث واللاجدوى، في واقع سكوني انهزامي سلبي، حاولت أمل التمرد عليه، فمنيت بالانكسار.. ثم تصالحت مع واقعها ومع ذاتها، واقتنعت بلا جدوى الحلول الفردية،  وهكذا رأت نفسها  في لحظة استباقية تجلس على عتبة بيت أمها، الخالية إلا منها، تسرد حكايتها على نساء مفترضات يغزلن الحكايات على نول الأحزان.
-------------
-"نساء العتبات"، هدية حسين، فضاءات للنشر والتوزيع- الأردن، ط : 1، 2010م.
*كاتب من المغرب

"أبن عمي المقيم في الخليج" قصة قصيرة لخالد خماش


أبن عمي المقيم في الخليج
خالد خماش*
ها هي المرة العشرين التي أمسك فيها الفأس وأهوي به على هذه الأرض العصية , هذه الأرض التي كانت السبب في زرع أشجار البؤس في قلبي , لتكبر وتكبر حتى أصبحت غابة من الشقاء المستمر .
تبدأ الحكاية حينما خرجت من بطن أمي , التي كادت أن تحمل لقب مطلقة , لولا إن جاء أخي حسين قبل أن أكمل أنا العام , سُر والدي كثيراً بأخي , وراح يؤهله منذ الصغر أن يكون هو الأمر الناهي وسيد البيت في غيابه , ولكن أخي حسين كان ألين في المعاملة من والدي , فكان قلبه يفيض بالمشاعر والأحاسيس , فهو الذي يتوالى تلبية طلبي من والدي بعد أن تعجز أمي في ذلك , حينما كبرت وتخطيت السابعة عشر من عمري بقليل , جاء من يطلب يدي من والدي الذي أبلغهم إني مخطوبة لأبن عمي المقيم في الخليج , كانت أمي تُدهش من هذا الكلام , فمن أين جاء والدك بعم إليكِ في الخليج ..؟ وفي العشرين من العمر , جاء لي شاب في السنوات الأخيرة في كلية الطب , ولكن والدي ضحك من كل قلبه وقال , أن أبنتي مخطوبة لأبن عمها المقيم في الخليج , وأصبحت هذه الجملة ملازمة لوالدي , يخرج عمي وأبنه من مكمنه حين وجود من يريد خطبتي , وبعد انصرافهم , يعد والدي عمي وأبنه إلى مكانهم السابق ويغلق عليهم , لحين الطلب من جديد.
ها هي الأيام تمر وتأخذ من أعمارنا, وليستعد بريق الشباب في الرحيل بلا رجعة , ووالدي سامحه الله لا يشعر بما أنا فيه , لا يعرف متطلبات جسد أنثى في مثل سني , توقفت عن حلمي بفستان العرس , وعن فارس الأحلام الذي يخطفني على ظهر حصان أبيض , هذه الأحلام أصبحت من المحظورات بالنسبة لي .
كل زميلاتي تزوجوا وعاشوا ليلة العمر ,إلا أنا ..فالكثير من النساء كانت تسألني ..لماذا لم تتزوجي ؟ هل عُميت عيون الشباب ؟ من هن أقل منك جمالاً وقواماً تزوجوا , وعندهم الآن العديد من الأطفال , كانت إجابتي هي الصمت , فماذا أقول لهم , هل أقول كما يقول والدي , إني مخطوبة لأبن عمي الوهمي المقيم في الخليج ,الذي أخترعه والدي من خياله الواسع , ولكن الكثير من الناس تعرف إن والدي يكذب , فهو وحيد والديه ,عاد الطبيب مرة أخرى , واحضر معه العديد من الشخصيات المهمة في حينا , وكان على رأسهم شيخ الجامع الذي أستهل الجلسة بخطبة تبين, كيف كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , يتعامل مع بناته , وكان والدي يهز رأسه كتعبير منه على صدق ما يقول , وبعد انتهاء الخطبة قال الشيخ لوالدي , نحن جئنا اليوم لطلب يد أبنتك الماصون لأبننا الطبيب , ولكن والدي لم يتردد أو يفكر في جملته المحفوظة عن ظهر قلب , والله يا شيخنا أبنتي مخطوبة لأبن عمها المقيم في الخليج , رد الشيخ عليه , منذ سنوات ونحن نسمع هذه المقولة , وإلى الآن لم يظهر أبن أخيك , ولا نعرف إن إليك أخاً من الأساس , ولكن والدي كان يؤكد لهم على صدق ما يقول , خرجت الناس وعندها يقين أن والدي يكذب .. أخي حسين نظر لوالدي وعلى وجهه الكثير من علامات الإستفهام والدهشة , ثم قال بصوت يحمل بحة من الغضب , إن أختي من حقها أن تتزوج وتصبح أماً , إن هذا الطبيب شخص مناسب جداً ليكون صهرك , لماذا اخترعت كذبه وتطلب منا تصديقها..؟ رد عليه والدي وقال .. أنا كذبت من أجلك ,أرفض تزويج أختك أيضاً من أجلك ..من أجلي أنا ..؟! وهل أنا عقبة في طريق زواج أختي ..؟ أنا فعلت ما فعلت من أجل الأرض .. الأرض ..؟ حتى لا يقاسمك فيها أحد , فأختك إذا تزوجت ستنجب من يأتي ويطالبك بحصة أمه في الأرض ,أنا فعلت ذلك لأستخلصها إليك وحدك ..
هذا ما سمعته من خلف باب الغرفة , قبل أن أشعر بدوران أسفل مني , وأن الأرض ليست في ثبات بل تتأرجح مثل موج البحر , حينما يضرب في الصخور التي على الشاطئ .. في إحدى الأيام استيقظت من النوم على صراخ أمي ,أسرعت نحو غرفتها لأجد والدي على فراشه ثابت لا يتحرك .. توقف قلبه عن النبض , هذا ما قاله الطبيب الذي أحضره أخي حسين , ولأول مرة أشعر إن دموعي القريبة جداً أصبحت بعيدة بمسافات شاسعة , كنت أرسم على وجهي تعبير الحزن ولكن بداخل صدري كان قلبي يرقص فرحاً , فالصخرة الصماء التي كانت تقف في طريق أمومتي تحطمت وذهبت بغير رجعة .. وبعد عدة شهور قليلة جاء الطبيب مرة أخرى ومعه العديد من رجال الحي ,أستهل شيخ الجامع الحديث بخطبة عن بر الوالدين بعد موتهم , ثم تطرق الشيخ عن سنة الرسول عليه الصلاة السلام في تزويج بناته , ثم قال لقد جئنا جميعاً اليوم لنطلب منك يد أختك المصون لأبننا الطبيب ..ولكن أخي لم يتردد في جملته التي خرجت كالسيف في وجه الجميع , والله يا شيخنا أختي مخطوبة لأبن عمها المقيم في الخليج .

- تمت-

* غزة، فلسطين

"الهروب إلي الأحلام المشروعة" قراءة في رواية القاهرة .. روما

       الهروب إلي الأحلام  المشروعة
قراءة في رواية القاهرة .. روما                                                               إبراهيم عطية

يعد السرد القصصي من الفنون التي تواكب التطور ، وتتخذ من التقنيات الحديثة أدواتٍ فنيةٍ ، يطوعها المؤلف لخلق حالةٍ من التواصل بين المبدع والقارئ   .
وإذا كان السرد يقصد به الإخبار عن حدثٍ ما ، وقع في زمن ما ، وفي مكان ما ،  فمن هنا تبدأ  التجربة الإبداعية مراحلها الأولي التي يحركها مثير خارجي أو داخلي تتوافق مع رؤية المبدع الناتجة من ثقافته واستيعابه للواقع والمتغيرات الاجتماعية ومواءمتها مع الحالة الشعورية والبيئة ، التي تركت أثرها على طبيعة الأساليب القصصية ، وتعدد مستويات اللغة المنتجة للعمل القصصي سواء كان قصة قصيرة أو رواية ، وتوظيف  الأدوات الفنية التي تساعده في التعبير عن تجربته السردية وتحدث نوعاً من المتعة القصصية ، وشد انتباه المتلقي لما وراء الحدث ، الذي قد يتماس في بعض المواقف مع موضوعات حياتية تترك نتائجها على المجتمع   .      
وتمثل رواية " القاهرة .. روما " لـ ( محمد نجار الفارسي ) من التجارب الأولي التي تناولت موضوع الهجرة غير الشرعية ، والأسباب  التي تدفع الشباب في بلاد العالم الثالث اللجوء إليها .
والدوافع الواقعية كثيرة ، دفعت المؤلف إلي كتابة هذا العمل الروائي ، فهو شاب يعبر عن آمال ، وأحلام ، وطموحات ، وقضايا أبناء جيله في ظل الظروف الراهنة ، مستهلا افتتاحية الرواية بمقولة ماركيز .. " إن أفضل القصص هو ما كان تعبيراً شعرياً عن الواقع  " ليؤكد على أنه كان يود تقديم إهداء للشباب في تلك التجربة ولكنه تراجع في مرارة وحسرة متفاعلاً وجدانياً مع  هؤلاء الشباب وقضاياهم ومشاكلهم .
وقد اعتمد في سرد الأحداث على التقنيات الروائية السائدة ، حيث قسم البناء الروائي إلى عشرة لوحات أو مقاطع متتالية ، متصاعدة ، مسلطاً الضوء على الشخصيات الرئيسية ، التي أقام  عليها بناءه الروائي " مقهور رافع مقهور ، ابن نصر الدين ، سامي ) هؤلاء الثلاثة الذين يمثلون جيل من الشباب الضائع ، الذي دفعته الظروف الاجتماعية والأسرية إلي المصير المجهول دفعاً ، وقد لجأ إلي الاسترجاع أو ( الفلاش باك ) للكشف عن بواطن الشخصيات ، وتسليط الضوء على بعض الجوانب الخفية للشخصية ، لتضيف للتنامي الدرامي للحدث ، ثم يكمل رحلته بالإشارة إلى الأماكن التي وصلوا إليها ، وأثرها في تصاعد الأحداث " طرابلس ، زوارة ، مزرعة ، صحراء ، شاطئ ، بحر ، التيه "  لتبدو صورة الحيرة بين المعلوم والمجهول   ، تعبيراً عن طبيعة رحلة التيه والسفر إلى روما بطريقة غير شرعية ، وما ينتظرهم من مخاطر  مجهولة في مزرعة وصحراء وشاطئ وبحر التيه .   
ويحاول المؤلف إن يعيد سرد مأساة ثلاثة من الشباب الذين يمثلون فئة من كل شباب العالم الثالث ، مستعرضاً الظروف  التي دفعت بهم إلى إتباع الطرق غير الشرعية للهروب بحثاً عن فرصة عمل ، وحياة أفضل بعدما لاقوا   مرارة العيش في وطنهم الذي لم يعد هناك حل إلا السفر والبحث عن سبل أخري للحياة . 
ويبدو الاغتراب هدفاً لدى هؤلاء النماذج الشبابية المنكسرة أمام  ضغوط الواقع ومرارته ، فعندما يعنون الفصل الأول باسم " مقهور رافع مقهور " يسلط الضوء على هذه الشخصية التي جاءت من قرية في أقاصي صعيد مصر ، تتطلع لخوض رحلة السفر بداية من القاهرة إلي طرابلس ثم العاصمة الإيطالية روما ، يجلس في ميدان العتبة فيرى رجل كهل مفترشا بضاعته الخردة ، فيتذكر أباه الجالس على المصطبة من شروق الشمس حتى الغروب يفترشها بعلبة مرقة دجاج ودستة كبريت وكيلو لب بلدي ونصف خرطوشة سجائر سوبر ونصف خرطوشة كليوباترا وعلبة مدغة وأشياء أخري حقيرة  اشتراها  بمعاش السادات .
ويشير الراوي إلى معاناة الشباب بعد التخرج الذين يضطرون للعمل في المصانع التى يجبرهم أصحابها التوقيع على استمارة (6) قبل تسلم العمل وبمجرد التفكير في المطالبة بحقوقهم يكون مصيرهم الشارع .
وتتصاعد ذروة الأحداث مع ( مقهور ) ذلك الشاب نحيف الجسد من الهموم
و عدم قدرته على تدبير نفقات علاج أمه ، التي ماتت أمام المستشفي الخاص بعدما قبلت استقبالها شريطة دفع مبلغا ماليا  .
والمأساة قديمة من أيام الجد (مقهور) الذى سمى ولده (رافع) متوسماً فيه الخير والرفعة من الظلم والفقر ، لاسيما كانت ولادته مع قيام ثورة يوليو 1952 واستلامه قطعة أرض زراعية من الإصلاح الزراعي ، مما جعلت الحياة تتفتح أمامه ؛ ولكن الابن (رافع) أوصدت الأبواب فى وجهه من جديد ، فلم يجد مفراً من إعادة تسمية ابنه باسم الجد مرة أخرى (مقهور) تعبيراً عن حالة القهر التي يعاني منها .
ومقهورـ الحفيد ـ  حياته المأساوية تفرض نفسها عليه لتقهره ، فبعد أمه ووالده المقعد ، يعرض مأساة أخته ، التى أجبروها على الزواج وهي في سن الثالثة عشر من رجل يكبرها بسبعة عشر عاماً ، وعندما بلغت الثامنة عشرة ، مات زوجها تحت عجلات جرار هيئة الإصلاح الزراعي التي كان يعمل بها تاركاً ثلاثة أبناء ، مستعرضاً رحلة معاناتها فى مكتب التأمينات الاجتماعية لصرف مستحقات المعاش ، وصفاً تعقيدات الروتين الوظيفي الذي يواجه المواطنين في رحلة العذاب لصرف المعاشات .
***
 وتتحدد مستويات السرد بين الصعود والهبوط وفقاً لتطور ونمو الحدث ، والشخصيات المروي عنها ، لينتقل السرد الروائي عن إسلام بن نصر الدين
" ليصف رحلة شاب مطارد ، لكونه أطلق لحيته نبذه المجتمع ، وصنف من جماعة الإخوان المحظورة ، ليظهر ذلك واضحاً في الموقف الذي واجهه في نقطة التفتيش على الحدود المصرية ومعاملة الضابط له بطريقة سيئة قائلا له :
" خذ جوازك وغور اهو تريحونا من بلاويكم " صـ18
ويظهر سيطرة السلطة الأبوية وفرض سطوتها على الأسرة ، لتخرج أفراداً غير أسوياء  يؤثرون بالسلب على المجتمع . فالأب يفرض الحجاب على البنات الصغيرات ، ولم يكتف بفرض سيطرته على الأسرة في الأمور الحياتية ، بل في الشعائر الدينية ، وقد حدد مسجدا معينا لأداء الصلاة ، بعدما اقتنع ببعض المفاهيم الدينية المغلوطة من قبل بعض المتشددين في أمور الدين ، ويدلل على ذلك .."  هو لا يصلي سوى في مسجد اختاره بعناية .. كان على قناعة بعدم صحة الصلاة خلف أأمة المساجد الأخرى .. يبرهن على معتقده
- إمام مسجد .....يسمع الأغاني والمسلسلات كافرُ .
- إمام مسجد .....يدخن السجائر كافرُ .
- إ مام مسجد ....يحادث النساء الأجنبيات كافرُ .
- أما إمام مسجد ....يتقاضى أجراً من الحكومة الكافرة فهو كافرُ أيضاً . "
  تلك الشعارات التي يرددها الجهلاء المتشدقين ، متخذين من الدين ستاراً  لارتكاب ما ينافي تعاليمه وشعائره ، بعدما بايع أحد أمراء الجماعة الدينية التى تلقن الشباب خرافات لا تمت بصلة للدين الإسلامي ، وتسئ إليه .
ويشير إلي " زوار الفجر " الذين داوموا القبض على بن نصر الدين ، وإلى أبيه الذى قام بحبسه ، مما اضطره للهرب من جبروت أبيه وتسلطه عليه ومحاولة إجباره على القيام بعملية تفجير للسياح ، لكنه يرفض ويهرب من بيت العائلة .   
أما " سامي " فيمثل النموذج الثالث للشباب الضائع ، مات أبوه وعملت أمه خياطة من أجل الوصول إلى هدفه ، تفوق في دراسته ، وكان طالباً مثالياً ، حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة أهله للالتحاق بكلية الحقوق ، رغبة في الوصول إلى هدفه أن يصبح وكيلا للنيابة ، وتتداعي الذكريات وينتقل السرد مطوفا حول الحدث الرئيسي ليؤكد على معاناة هؤلاء الشباب وتأثرهم بالأحداث السياسية الراهنة ،  مشيراً إلى ما يحدث في الجامعة من مظاهرات الطلاب بسبب اشتراك مصر مع القوات الأمريكية لضرب العراق ، ومحاولة استمالته سياسياً لضمه إلى الحزب الحاكم ، لكنه يرفض ويحصل على ليسانس الحقوق بامتياز ، ليبدأ أولي خطوات تحقيق الحلم ، فيتقدم لوظيفة معاون نيابة وفقا للإعلان المنشور في الجريدة القومية ، لكن الواسطة كان لها دورها وتم رفض طلبه ، وصدمته مقولة الموظف عندما سأله عن النتيجة :
" إنت ؟ إنت رسبت وعيلتك مش ملاءمة ."
وكانت بمثابة الصدمة التي أقعدته ، وألزمته البيت فقرر ألا يخرج إلا للجامع لأداء الصلاة  ، وطالت لحيته إهمالا ، وحاول بعض أفراد الجماعات المتطرفة دينياً استقطابه ، وذات يوم داهمت الشرطة المسجد أثناء الصلاة وقبض عليه ، واعتقل لمدة خمس سنوات دون أن يعلم أحد به ، وماتت أمه أثناء هذه الفترة ، وتداعت الذكريات في مخيلة الشخصيات الرئيسة في الرواية ليعبر  المؤلف عنها بأسلوب الفلاش باك / الاسترجاع كوسيلة فنية جعلته يمتلك الحدث ، ويسيره وفقاً لمخطط روائي محدد ، لا يمكن أن يحيد عنه .
وينتقل من الحديث عن الشخصيات إلى الأماكن ، وأثرها على تنامي الحدث مع تنامي الزمن في رحلة الهجرة غير الشرعية ، ووصول الميكروباص إلي مدينة
" طرابلس " عاصمة ليبيا ، رغبة في الهروب إلى ايطاليا مع التأكيد على عدم الإفصاح عن العميل الليبي الذي سوف يساعدهم في عملية الهرب ، ويفصح عن الهدف بجملة صادمة تكشف عن الغرض الحقيقي ( أنا هارب لايطاليا ويمكن أموت في الطريق ) ، ليؤكد على مدي خطورة الرحلة ، ولا يكتفي المؤلف بالسرد المتتابع لتطور الأحداث وتناميها ، بل عاد إلى الفلاش باك ، ليعبر عن الأمنيات البعيدة ، مبتكراً حيلة فنية أو موقفاً درامية يستطيع من خلاله الكشف عن بواطن الشخصيات وما يجيش بداخلها ، فيختلق موقف الحراسة  أثناء استيقاظهم بعدما قسموا على أنفسهم الوقوف خدمة حراسة يتناوبونها فيما بينهم ، حيث جلس " مقهور " يمني نفسه بالأحلام التي وعد والده بها ، يطارده هاجس الديون وبناء بيت مسلح ودكان ملئ بالبضاعة ، وكذلك الحال تتداعي الذكريات عند
 " سامي " من خلال رؤية منديل أمه بعد وفاتها ، وتستوي عنده جميع البلاد ويتلاشى الإحساس بالانتماء للوطن ، وطوال خمسة أعوام قضاها في جمع سبعة عشر ألف جنيها  تكلفة السفر ، حيث قام ببيع محتويات الشقة وترك ماكينة الخياطة عند جارة أمه .
أما ( ابن نصر الدين ) الذي باعت له أمه مصاغها الذى ورثته عن أمها من أجل أن يسافر " إسلام نصر الدين  "  وقلقه عليها ومصيرها مع أبيه قاس القلب .
وينتقل إلي منطقة " زواره " تلك المنطقة التي تبعد عن طرابلس حوالي مائة وعشرون كيلو مترا قرب الحدود التونسية للإ قامة في منزل به حوش كبير ، يقيم به أكثر من مائتين شاب من مختلفي الجنسيات ، وتتأزم الحالة في هذه الظروف العصيبة ليصف معاناة ابن نصر الدين من أثار الحمي ، تلك الحياة القاسية التي عاشوها بمرارتها وقسوتها ، تتأزم كثيراً ، بعدما شمت الشرطة خبر وجودهم في منطقة " زوارة " ، فيتم نقلهم إلى حوش آخر في مزرعة ما ، لتظل الانتكاسة مسيطرة على هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن لقمة العيش ، لا تعنيهم الحرية ولا يبحثون عنها رغم كونها جوهر الحياة للإنسان ، كل ما يقلقهم المصير المجهول الذي ينتظرهم في رحلة الهروب ، والعذاب بعد حرق جوازات السفر كرهاً .
وأثناء انتقالهم في صحراء قاحلة تتزايد قسوة الرحلة ومشقتها  للوصول إلي شاطئ بحر التيه بعد تقسيمهم إلى ثمانية أفواج وركوبهم المراكب الصغيرة ، ويصف حالة الشباب في عرض البحر ، بعدما اشتدت بهم العواصف في الماء مع مراكب صغيرة تنذر بوقوع كارثة شبه محققه ، ويزداد إغراء هؤلاء الشباب بأكذوبة قالها أحدهم ( بينا وبين ايطاليا ربع ساعة بس  ) ، (ولفحات هواء البحر الباردة تصطدم بالثياب المبتلة الملتصقة بالأجساد فترجفها .. عكفوا على النفخ في أيديهم وفركها ) تلك الحالة التي صعبت من الرحلة والوقوع في مجاهل الرحلة والتيه حتى قبض عليهم حرس السواحل ووضعهم في صندوق وتقديمهم إلي مباحث أمن الدولة وتقديمهم إلى المحاكمة ، ووصف تلك النهاية في بناء سردي مشوق يظهر مقدرته على امتلاك أدواته الفنية . 
ورغم كون هذه التجربة الروائية الأولي لدي ( محمد نجار الفارسي ) إلا أنها تؤكد على مقدرته السردية على تطويع اللغة في التعبير عن عالمه القصصي المتخيل ، ومدي تماسه مع الواقع بتناوله قضايا اجتماعية وثيقة الصلة بالشباب في المجتمعات الفقيرة في قارة أفريقيا ، ولجوء أبناءها للهروب عبرطرق غير شرعية في سبيل تحقيق أحلامهم البسيطة – المشروعة -  لإيجاد فرصة عمل مناسبة ، تتيح لهم سبل الحياة الكريمة  ، فالهروب مركب نجاة لهؤلاء الشباب المطاردون في أوطانهم بكم هائل من المشكلات والصعوباب التي تواجههم في الحياة من أجل تحقيق أحلامهم البسيطة ،  واستطاعت الرواية التعبير عن هذه التجربة الروائية باقتدار  ، لتثير  المتلقي وتشبع لديه  متعة الحكي والقراءة . 

2011/09/29

لا ضرر ولا ضرار.. بقلم عبير الرملي

لا ضرر ولا ضرار
بقلم عبير الرملي

لقد اجتاحت الاحتجاجات والاعتصامات الكثير من الهيئات والمؤسسات وللأسف لا يفكر الكثيرون منا أنه كما أن له مطالب عليه التزامات وأن البلد في حالة لا تسمح بتحقيق المطالب المادية على الأقل في هذه الظروف واللحظة وأن الدور الذي يقوم به فئة مثل المعلمين واساتذه الجامعة دور كبير في المجتمع ولذا فأن إضرابهم يضر بالآخرين بالمجتمع وعلى الحكومة والقائمين على السلطة مرعاه وضع ومكانه هؤلاء في المجتمع
وكذلك هيئه النقل العام الذي بدأ السائقين إضرابهم لليوم الثالث على التوالي وأنها ليست المرة الأولى من يوم اندلاع الثورة حتى الآن يضرب فيها السائقين وعليهم أعاده النظر بأن الدور الذي يقوموا بيه مؤثر في مصالح الآخرين وبل بالمجتمع ككل وإضرابهم يضر بفئات كثيرة وأغلبها من العاملين والموظفين ( محدودي الدخل )الذين لا يملكون الدخول الكافية للسد على مصروفات التاكسي والاجره والنقل الخاص
وهناك فئة أخرى تريد أن تقوم بمليونيه نتيجة قرارات أصدرتها الحكومة وهم سائقي التوك تك وعلى الحكومة أن تتحمل تعويضهم بوضع خطه على المدى القريب للتخلص من هذه الظاهرة التي هي في الأساس نتيجة صفقة مشبوهة قام بها النظام الفاسد لجمع بعض المال من ورائها وعدم ترخيصهم وهذه الوسيلة العقيمة رغم أتاحه استيرادها غير مناسبة لمجتمعنا الناس بتطلع القمر وإحنا نستورد التوك توك
ولو نظرنا هناك قرارات أخرى بالنسبة للبائعين الجائلين ورغم أنى لا أؤيد انتشارهم في الميادين العامة وتسببهم لوضع ومنظر غير حضاري لكن علينا أن ننظر لهم بعين مختلفة من وجه نظرهم كثير من خريجي الجامعات لا يجد عمل ويقوم ببيع بعض المنتجات الصينية من لعب وغيرها في الشوارع وكثير من الاخوه الفلاحين ولصعيده الذين تركوا الأرض من ورائهم لأسباب كلنا يعلمها ومشاكل يواجهها الفلاح في أرضه وتبوير الكثير من الاراضى الزراعية ولعدم توافر عمل أيضاً يعملوا كبائعين جائلين ولذا علينا توفير مكان لهؤلاء حتى لا نزيد من البطالة الموجودة بالمجتمع كفانا المصانع والشركات التي أغلقت أبوابها مع مشاكل الثورة أو ما تم بيعها وتخصيصها وتسريح العمال وعلينا أن نحاسب أنفسنا سواء من يقوم بالاعتصام أو من يقوم بإصدار القرارات فلا ضرر ولا ضرار واتخاذ القرارات بما لا يؤدى بالتضحية بمصالح أحد من الطرفين المعتصمين كطرف أو مصلحه شخصيه و صالح البلد ككل وأنا أرى أننا نعانى من مشكله حقيقية في الاداره من أول الاسره ورب البيت والزوجة وهيئات ومؤسسات سواء على المستوى الحكومي أو الخاص حتى رئاسة الجمهورية للأسف نترك الأمور حتى تتفاقم وتصبح كارثة أو أزمة وأعتصامات ونبدأ نحلها وياريت لدينا أداره للتعامل مع الأزمات ولكن حتى هذه الاداره نفتقدها ونعانى أيضاً من عدم توافر روح العمل الجماعي ومراعاة مصالح الأخر

"البنت النمر" قصة قصيرة لسعاد محمود الأمين

البنت النمر
د.سعاد محمود الامين
بنت من بنات الشوارع، خلاسية بعض عربية وبعض زنجية.  شكلت جيناتها ملامحها من عرب صحراويين وزنوج من أفريقيا الحارة شموسها الهاطلة أمطارها المزدانة بالخضرة،  ورثت أجمل الجينات السائدة من السلالتين. ولكنها نبتت فى الشوارع تتهادى بهذا الجمال الأخاذ الطول وجمال تقاسيم الوجه والشعر المنسدل على أكتافها ويكسوها لون كلون سنابل القمح. عرفت الحب  الحقيقى، وليس حب الغرائز، أحبت الدود الفتى الأسمر، رفيق الشارع .منذ أن قدمت الى  هذه المدينة، بعد أن لفظتها إحد الشاحنات القادمة من مناطق التماس، فى أطراف المدينة وتفرق الجمع . أخذها الدود الفتى الأسمر المفتول العضلات، الذى أبدا نضوجا مبكرا وهو فى سن المراهقة. بسط سطوته على جميع شوارع المدينة. الكل يهابه لذلك لقب بالدود الأسد. أعلنها منطقة محرمة هذه البنت . من أراد أن يعجل برحيله فليقترب منها بسوء . أكنوا لها أولاد الشوارع كل الإحترام. كانت عطوفة على صغار الشوارع تعتنى بهم فى مرضهم وكل ما يشكل تعاسة لهم. غير فقدان الأسرة والماوى. كانت مرحة  وثرثارة كثيرة الضحك لذلك أحبوها .فى تسكعها اليومى تجلس فى الصباح قبالة  بوابة المدرسة تنظر الى التلميذات. وتنبعث أصواتهن يرددن الأناشيد والحساب .. وكل العلوم. تنتظر هكذا حتى ينتهى اليوم الدراسى فتعود تبحث عن الدود ليوفر لها الماوى. لتبيت آمنه من ذئاب الليل من البشر. ولانها كثيرة الثرثرة. كان من السهل عليها التعرف على الست علويه عندما رأتها تحمل شنطتها وصغيرها يقاوم السير معها فى خط مستقيم.. تهرع اليهاوتحمل الصغير حتى المنزل وتحادث الست علوية عن رغبتها فى دخول المدرسة .أ قنعتها الست بأن ذلك مستحيلا فهى بنت شوارع ليس لها شهادة ميلاد. وقد تقدمت فى عمر المدرسة.  ولن يوافق أولياء الأمور أن يختلط ابنائهم بالمشردين .حزنت الخلاسية وواصلت الجلوس الصباحى وحفظت نشيد العلم تردده التلميذات فى الداخل وتردده من خارج السور. رأتها النعمة بت العشم فطلبت منها أن تعمل معها فى جلب الداندرمة. نظير بعض النقود فوافقت . وفرحت بمهنتها الجديدة لأنها ستجعلها تتعامل مع التلميذات والمعلمات. كانت تنظر اليهن فى غدوهن ورواحهن وتتمنى ان تكون معلمة ولكن أحلامها الصغيرة لن تتحقق . أخبرت حبيبها الدود الذى كان يوفر لها كل ماتريده لا تجوب الشوارع.  ولاتقع فى قبضة السلطات فيطمعوا فى جمالها. إذ يعرف مايجرى على بنات الشوارع فى مخافر الشرطة لقد شاهد بام عينه. لأنه كثير العراك كانت المخافر قد خبرها مبكرا.
جاء فصل الشتاء وكسى المدينة   ثوبا باردا وعاصفا. وإنتهى عملها  فى جلب الدندرمة وقل جلوسها أما م بوابة المدرسة. وصارت تتسكع مع فتاها عند كل شروق شمس ياتيها فى مخبئها وينطلقا فى شوارع المدينة. والاف العيون تراغبها وأخرى تشتهيها . كان يخاف عليها كثيرا ويخشى فقدانها فقد شكلت له وجدانه وعرف الحب معها وشعر بالإنتماء عندما تنتظره لياخذها الى حيت الماوى ليلا.
كانت رياح الشتاء مستمرة فى زمجرتها ،وهى هائمة وحدها فى هذا الليل ،إذ أخبرها أولاد الشوارع إن الدود قد القت السلطات القبض عليه .وأودع فى الحراسة. فتملكها خوف جسيم، كانت تمشى والرياح تدفعها من ظهرها ،فهى تعلم إن اليل ملئ بالشرور وهى تخاف من الظلام والشياطين .الذئاب البشريه، التى تملأ جنبات الليل. واصلت سيرها  حتى إذا مارأت حديقة منزل خلفية. بها بعض الشجيرات، وقد بلغ بها التعب والجوع مبلغه،  تسللت الى الحديقة وفى جدول صغير جاف مغطى بأوراق الشجيرات التى أسقطتها الرياح ولا تزال مكومة بإهمال، فظنت أن هذه الحديقة المنزلية مهجورة. سوت مرقدها وأزاحت الأوراق والأعواد، وتكورت ملتحفة ذات القماش الذى أهدته لها الست علوية وكان قد أعجبها .مرقط وناعم ويشبه جلد النمر.
إسيقظت على صوت أقدام تتربص خلسة .وفجاءة إنهال على جسدها كمية من الرصاص لم يمكنها حتى أن تصرخ أوتستغيث لماذا. فجاءة صاح أحدهم انها بنت وليست نمر فاوما الجمع برؤسهم وهرولوا  مبتعدين. بعد أن غطت الدماء جسد الفتاة وإنهار الحارس الذى أطلق الرصاص، لقد تلقى بلاغا فى ورديته من صاحب المنزل إن هناك نمر مختبى بين أوراق الأشجار فى حديقته. ولانه من الأسياد وصاحب المنزل الجميل وكلامة ثقة لابد ان تكون الفتاة نمرا .رغم إن الصباح مازال باكرا، إنتشرالخبر فى شوارع المدينة وهرول رفاق الشوارع الى المشفى ليتبينوا الحقيقة. وقد كان القتل خطأ غير مقصود.دفنت هكذا، دونت فى محاضر الشرطة وحفظ الملف ونقص الشارع فردا مؤثرا عندما لف الحزن أولاد الشوارع .ولم يستطيع أحدهم إخبار الدود  فهو سيقضى فى السجن زمنا ليس بالقصير. قد إنقطعوا عن زيارته خوفا من بطشه فقد أوصاهم بها.
* من قصص للكاتبة تحت عنوان قص أفريقي

ما مضى لا يعود... في «سيرة الزوال» لهاني القط


فازت بجائزة الشارقة للإبداع العربي للرواية
قراءة / ما مضى لا يعود... في «سيرة الزوال» لهاني القط
محمد عاشور هاشم
في روايتة " سيرة الزوال " الصادرة حديثا عن دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة الإماراتية ، في حلة أنيقة ، والفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي للرواية ، يضعنا الروائي المصري " هاني القط " أمام لوحات سردية لعدد من الشخصيات ، تبدأ سيرتهم أو تنتهي ( وربما تبدأ وتنتهي ) بالزوال . من الوهلة الأولى يُطالعنا " القط " بعنوان فرعي لأول شخصية من شخصيات روايته ألا وهو " صالح " يقول فيه " محال : ما مضى لا يعود " . صالح الذي يعيش في جزيرة وسط النيل ، هو وأبوه وأمه . يجيء الفيضان فتغرق الجزيرة ويموت أبوه وأمه ، ويضطر للرحيل إيذانا بزوال تلك الحياة المستقرة التي كان يعيشها .
ما واجهه صالح في البداية هو ما يواجهه في النهاية ، عبر نبوءة يسمعها ذات يوم على متن المركب الذي يعمل عليه ، مضطرا ( بعد أن عجز عن تسديد أجرة ركوبه ) من إحدى ضاربات الودع العجائز .
صالح هو الشخصية الأبرز لكن " القط " يقدم لنا شخصيات أخرى تواجه نفس المصير ، إبراهيم صاحب المركب ، الغارق حتى أذنيه في عالم المتعة والنساء ، برغم حياته الناعمة إلا أنه يقتل ابنته الوحيدة التي أجبرها على الزواج من ابن عمها ، بعد أن يشكّوا في سلوكها ، يترك الزوج له مهمة قتلها لكي يغسل عار العائلة بيده ، تتبدل حياته ويزول أمنه وتصالحه مع نفسه ، فيهيم على وجهه .
والسيد مصطفى الذي يرث عن أبيه رئاسة العائلة .. يتصارع مع ابن عمه الطامع في رياسته . يحب فرح زوجة ابن عمه ويضطر لترك البلدة والرحيل معها ، بعد أن يُفتضح أمرهما ، تاركا وراءه حياة السيادة والدعة ، إلى حياة أخرى فقيرة ذليلة !
شخوص الرواية بأكملها تعاني من هذا المصير ، الذي يبدو في بعض الأحيان قدريا ، لا دخل لهم فيه ، ولا يستطيعون تجنبه ؛ فزينب ، زوجة صالح ، تسمع النبوءة التي قيلت لزوجها وبشر فيها بفقد أكبر أبنائه ، ما أن يعود – صالح – من غياب طويل . يرتحل صالح وتطول غيبته ، وتجد زينب نفسها أمام هاجس تحقق تلك النبوءة ، لا تعرف هل تصدق حدوثها أم تكذبه ، ولا تستطيع أن تتصرف حيالها سوى بالاستعداد ، وشراء كفن لابنها في حال ما تحققت تلك النبوءة وفقدته . زينـب تفقد حياتها الأسرية برحيل زوجها وغيابه الطويل ، وتستعد أيضا لفقد ( زوال ) آخر أشد وقعا وأكثر ألما !
لا يتوقف " القط "عند هذه الشخصيات فقط ، بل أيضا يقدم شخصيات أخرى تسير إلى مصيرها – عكس شخصياته السابقة – بكامل إرادتها ؛ فالجد " سالم " يختار أن يعيش في الصحراء بعيدا عن صخب الحياة وزحمتها ، منتظرا بهدوء وصبر عجيبين ، ظهور جده القديم الذي بنى صرحا كبيرا على مشارف الصحراء ، وفرق أبناءه كثيري العدد على مختلف القرى والمدن ، بعد أن وصاهم بأن يعودوا ثانية ويتجمعوا في هذا المكان بعد رحيل الملك الذي كان يهدد أمنهم وحياتهم . يمتثل الجد " سالم " لوعد جده القديم ، وينتظر عودته وعودة أبنائه أو أحد منهم ، لكن حياته تنتهي وتزول قبل أن يتحقق من ذلك شيء !
اختار " القط " أن تقدم كل شخصية سيرة زوالها بنفسها ، لذا جاء السرد بضمير المتكلم . قسم " القط " روايته لأربعة وثلاثين فصلا ، عنون كل فصل منها باسم سارده ، وجاء نصيب كل سارد منهم كالتالي : " صالح " سبعة فصول ، " الريس إبراهيم " سبعة فصول ، " السيد مصطفى " ثمانية فصول  ، " الجد سالم " فصلان ، " فرح " ثلاثة فصول " ، " زينب " أربعة فصول ، " حسن " فصلان ، " سالم " ( الابن ) فصل واحد !   
استدعى " القط " على مائدته العامرة معظم مظاهر الحياة والموت من حب وكره وطمع وحقد وارتحال وفقد وعودة وهروب وهزيمة ، ولا يتوقف عند هذا فقط بل يلبس كل ذلك ثوبا إنسانيا شفافا ، طرزه بدقة على حجم ومقاس كل شخصية من شخصياته . وهو بهذا لا يسرد سيرة زوال شخصيات بعينها ، بقدر ما يسرد سيرة تجدد وزوال الحياة بشكل عام ! تجدد يعقبه زوال واستقرار يعقبه زوال .. وهكذا . ولم ينس أيضا أن يُقدم لنا نموذجا أسطوريا رائعا في شخصية الجد " سالم "  الذي يرفض أن ينخرط في خضم الحياة ، مكتفيا بمكان على تخومها المزدحمة ، منتظرا لأجداده وأسلافه ، الذين ولوا وزالت حياتهم بغير رجعة ، لذا لم يعودوا ، ولم يتم اللقاء مرة أخرى ، ورحل الجد نفسه تاركا وراءه ميراثا متجددا من سير الحياة التي لا تلبث وأن تتجدد وتزول ، مرة بعد أخرى !

الروائي فؤاد حجازي.. رئيسا لمؤتمر أدباء مصر

الروائي فؤاد حجازي.. رئيسا لمؤتمر أدباء مصر

انتخبت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر في اجتماعها الذي عقد ظهر أمس، الأديب والروائي الكبير فؤاد حجازي (ابن مدينة المنصورة) رئيسًا للدورة السادسة والعشرين لمؤتمر أدباء مصر المقرر عقده في ديسمبر 2011م
وقد بادر الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة بالاتصال بالروائي فؤاد حجازي وهنّأه على هذا الترشيح، وأكد له أن هذه الدورة ستكون دورة مختلفة نظرًا لأن موضوعها... الرئيسي (سقوط نص الاستبداد) يتصل بشكل مباشر بتاريخ حجازي الثقافي وبنضاله السياسي ومنجزه الأدبي
ومن جانبه أكد الروائي الكبير فؤاد حجازي أن هذا الترشيح أدخل السرور إلى قلبه وأنه يتوجه بالشكر إلى أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الأدباء وإلى جميع من رشحه وأيد ترشيحه، ورحّب بأن يكون رئيس أول مؤتمر للأدباء بعد ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أنه سيسعى إلى تفعيل آليات المؤتمر هذه الدورة لتحقيق حالة تتوازى مع ما تمر به مصر حاليا من تحولات مهمة
ومن المقرر أن يبدأ الروائي الكبير فؤاد حجازي في المشاركة في جلسات الأمانة اعتبارًا من الجلسة القادمة المقرر عقدها في أكتوبر القادم