الصفحات

2014/02/08

سكون.. قصة: هيثم عبدربه السيد

سكون
قصة: هيثم عبدربه السيد
ظلت ساكنة على كرسيها بالقرب من الكوشة تتأمل العروس والصخب حولها رغم  أن الصديقات لم يتوقفن عن الحركة . فقط تنفرج شفتيها عن ابتسامة مقابل ابتسامة أحدهم . ارتفع صوت الموسيقى وتحول الصخب إلى جنون ..لم يتبق فى القاعة فتاة واحدة تجلس على كرسيها ..الجميع يهتز حول العروس . توارت العروس عن عينها وسط زحام الفتيات فمالت برأسها فى محاولة لإيجادها بين الاجساد , لم تر سوى جزءا من الفستان الأبيض ..تأملته بخرزه اللامع المتلألأ تحت أضواء القاعة ..باغتتها إحدى الصديقات
-          قربى مننا شوية
-          لا ..خلينى هنا أفضل
 
عاودت المحاولة للعثور على وجه العروس ولكن تلاحمت غابة الاجساد فحجبت العروس وفستانها . هدأت الموسيقى وارتفع صوت منسق القاعة يطلب من الجمع العودة إلى أماكنهم ليفسحوا المجال للعروسين لرقصة " slow "    . تبدلت إضاءة القاعة وظهر العروسان فى بقعة ضوء متداخلة الألوان يحتضن كل منهما الاخر ويسبحان فى الموسيقى الهادئة .
ركزت نظرها على العروس .
أمس ..كانت العروس طفلة تأتى لها من الطابق الأخير إلى الطابق الأرضى فتجلسها إلى جوارها تقرأ لها دروس القراءة وتعلمها الجمع والطرح ثم الإنجليزية والتاريخ .
باغتتها صديقة أخرى
-          عقبالك
-          وانت إن شاء الله
-          انا فرحى الأسبوع الجاى
-          يااااه ..ألف مبروك
انتهت الرقصة , صفق الجميع , صفقت هى بحرارة وفرت منها دمعة كانت متحجرة منذ بداية الرقصة .
اعلنت الدفوف نهاية الحفل وزف العروسان إلى خارج القاعة وخلفهما جمع الحضور .
ظلت فى مكانها تكفكف دمعات أخرى فرت .
لم يتبق فى القاعة سواها والسكون . جاءها صوت عامل القاعة
-          أى مساعدة ؟
أومات برأسها أن " لا " ثم شكرته ومدت يدها تحرك عجلات كرسيها إلى خارج القاعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق