2008/11/09

هذيان .. قصيدة أسامة الزيني الجديدة من ديوان ليس لي وطن


الشعر يبقى هو الشعر.. يبقى كما يقول مالرب مثل الرقص واسطة وغاية.. ولست مع من يروجون أن زمن الشعر ولى..

الأزمة أزمة النقاد وليست أزمة الشعر والشعراء..

وأسامة الزيني صديقي الذي اختطفه السفر أرسل لي مخطوط ديوان (ليس لي وطن).. وأعلم أنه لم ينشر قصائد الديوان من قبل.. وربما كان لا يرغب في ذلك الآن..

لكن الزيني وأحمد قرني وأحمد عبدالباقي شعراء ولدوا في زمن ليس زمنهم.. ربما توجب عليهم أن يأتوا قبل ألف عام.. حينما كان يحتفي الناس بالشعر.

معذرة يا صديقي أردت أن يشاركني أحد الاستمتاع بالشعر بعيدا عن نظارات النقاد السوداء التي لا تنظر إلا من خلال الفتحات الصغيرة لفستان ضيق.


هَذَيان


أسامة الزيني


(1)
يا صاحبي الشجاعُ..
يا مدينتي القديمة..
يا كل من تخلفوا الليلة عن مقهانا
يا أيها الكرسيُّ..
يا أيتها الطاولةُ الوحيدةْ..
يا أيها الجنونُ..
ما الذي دهانا؟
ما ذلك الذي يفور في دِمانا؟
يا أيها الصمت الذي يطوقُ الدروبَ..
يا عبوسَنا..
يا غِلَّنا..
يا دمعَنا اليائسَ..
يا إضرابَنا عن الطعامِ والكلامِ..
ما الذي نفعله عسانا؟
ومن نبثُّهُ شكوانا؟
ومن يريحنا؟
ومن يزيح عن صدورنا بلوانا؟
من ينفخ الحياة في ضجيجِنا النافقِ..
من يخطب فينا؟
لربما تعود في عروقنا الدماءُ
أو تدب في قلوبنا العزيمة
يا صاحبي الهاربَ..
يا مدينتي الحزينةْ..
هل ثم حلم غير ذلك الذي..
يضيع من أيدينا؟
هل كل شيء حولنا حقاً يموتْ؟
أم تلكم الحياةُ لا تسمعنا..
ولا ترانا؟.

(2)
في حزن عينيكِ ولدت يا مدينتي
من قهقهات الناسِ حول النار في ليل الشتاءْ
في حِجر جدتي تعلمتُ الكلامْ
لكنّ أمي حاربت فيَّ الكلامْ
أمي التي كانت تخاف كلَّ شيءٍ حَرَمتني كلَّ شيءْ
- الشعر ضعف يا صغيري
الشعر عجز وانحناءْ
الشعر غادر خؤونْ
بالله مزِّق تلكمُ الأوراقَ أخشاها عليكْ
لا تترك البيت الذي لم يبق فيه غيرنا بعد أبيكْ
كن دَوحتي في لَفح شمسي
كن فارسي يا طفلَ أمسي
كن شرفتي التي أطل من ورائها على الحياةْ
كن ذلك الجدارْ
الشعر عِلج يا صغيري
الشعر خناس خَنَاثْ
يكفي انحناءً مدحُكَ الأذنابَ عُمّالَ الطغاةْ
أو أن تقول الحق مصلوباً على جدرانهمْ
في غرفة التعذيب تُلقى نافقاً..
في بقعة من دمك المسفوح شاةً..
مثل آلاف الشياه
لا دمع يكفي يومها
لا صبر يشفي
رفقاً بقلبي لم أعد أقوى لهذا الخوفِ
رفقاً يا ابن خوفي
لا تكتب الشعر ولا تهزج به للأصدقاءْ
عد مسرعاً للبيت إن حل المساءْ
فالليل شيطان رجيمْ
قد يدلق الأشعارَ من صدرك عفواً
قد يفسد الدنيا حواليك إذا ما عرفوكْ
واعبر أمام الناس طيفاً رائحاً أو غادياً
لا تسْمَعَنْ منهم حديثاً
لا يسمعوكْ
لا تحضُرَنْ جمعاً لقومٍ
لا يحضروكْ
كن مثلما كان أبوكْ
الناس شرٌّ يا صغيري إن سَبَوك استرهبوكْ
حتى تقول الشعر فيما يرغبونْ..
أو يقتلوكْ
يمر خيط من دماكَ عابراً وجه القمرْ
يقضي عليّ الشيبُ دهراً
خلف شرفتي أضم ثوبك المخضلّ بالدماءِ..
لا أعرف: ماذا أنتظرْ؟!

(3)
تسألني عنكِ الفصولُ يا حبيبتي
تسألني شرفتكِ الموصدةُ الحزينةْ
تسألني عنك الشوارعُ.. الضجيجُ.. هاتفي النقالْ
حافظة الرسائل القديمةْ
تسألني أرصفة الغربة عن موعد عودة قريبْ
أطرق.. ثم لا أجيبْ
لمن أعود يا حبيبتي؟
لِمَ أعودْ؟
هل ثَم شيءٌ يرجع المرء إليهْ؟
الموت لم يترك لقلبينا مكاناً في الوجودْ
عشرة أعوام أراه يصلب المشاهد التي أحبها على الجدارْ
عشرة أعوام أراك ترشفين الشاي في الكوب الأنيقْ
عشرة أعوام أراك تخطرين كالنسيم كل صبح في الطريقْ
بوجهك الحلو الصبوح المدرسيّْ
جَوربُك الأبيض والتنورة التي تقاوم الهواءْ..
أجمل ما تحمله ذاكرتي
أجمل ما في الكون يا حبيبتي
عشرة أعوام تراقبين شرفتي حتى تغيبي في الدروبْ
وتهمسين للرفيقات عن الذي يدور بيننا
عن حبنا الطفل الذي وُلِدَ في نهار آبْ
عن همس آخر المساءْ
عن فورة اللذة في دمائِنا
عن سوط ذلك العذابْ
عشرة أعوام أراك تجلسين في انتظار عودتي
في برد ليلة الشتاءْ
عشرة أعوام مضتْ
والصمت لا يزال رابضاً يطوق المكانْ
عشرة أعوام مضت على وفاة الحارس الذي
يطل من حِداد شرفتي
على حِداد الشرفة المقابلةْ
أجلس في غبار عُرْسِكِ الذي..
مضى بأحلامي بعيدا
أجلس في غبار عرسك الذي..
خلَّفني وحيدا
أراقب المشاهدَ التي توقفتْ
في تلكم الليلةِ من أيلولْ
كان الغريب هازِجاً
وكنتِ تجلسين يا حبيبتي إلى جوارهِ
تودِّعين شرفتي
بنظرة المسافر الذي قد لا يعودْ
كان الغريبُ هازجاً
ودمع عينيكِ الذي يحجب عنك شرفتي
يحجب أيضاً.. ذلك المجهولْ
أغمضتُ شرفتي على بكائها ارتطمت بالجدارْ
عشرة أعوام أعيش الانهيارْ
عشرة أعوام أموت يا حبيبتي
أرقد في غيابة الإغماءْ
أعيش خارج الوجود والزمانْ
أعيش خارج الأحاديث التي تدور حولي..
خارج الضحك والبكاء والصراخ والغناءْ
تسألني عنك المشاهد الكسيحة البكماءْ
تسألني عنك الفصول يا حبيبتي
تسألني شرفتك الموصدة الحزينةْ
يسألني عنك الشوارع.. الضجيج.. هاتفي النقالْ
حافظة الرسائل القديمةْ
تسألني أرصفة الغربة عن موعد عودة قريبْ..
أطرقُ..
ثم لا أجيب.

(4)
جلستَ في زاوية المقهى
طلبتَ كعكَ الشوكولا
أشَرْتَ للنادلِ: (قطعتين)
تعجب النادلُ ماطًّا شفتينْ
تصنَّع ابتسامةً
مجدداً تعجب النادلُ
حين كنتَ توصيه بفنجانَي (كوفي)
مجدداً تصنَّع النادل الابتسامْ
طاف حواليكَ يراقبُ الأحاديثَ التي تديرها..
مع الفراغْ!!
تقدم القهوةَ في سعادةٍ
لصمتِ كرسيٍّ مقابلْ
تحثُّهُ على تعاطي الكعكةَ التي وضعتَها أمامَهُ
وبعد ساعتينْ
طلبتَ كأسينِ من المانجو الذي..
يحبُهُ الكرسيُّ.. ربما..
أو ربما يحبُهُ الفراغْ!!
وحدَكَ كنتَ تستطيعُ رؤيةَ البنتِ التي
كانت تشاطرك طاولة ذلك الصباحْ
وحدك كنت مفعماً بدفئِها
تشم نكهةً لقهوة الحليبِ في حديثِها
تذوق طعمَ الشوكولا من فمِها القريبْ
وحدكَ كنتَ هائماً بذلك الوهمِ الذي
ترتادُ كهفَه الرهيبْ
تصرخ في أعماقِهِ السحيقةْ
لا شيءَ غيرَ صوتِكَ الذي يعودُ بائساً إليكْ
تخنقك العَبرة تمضي كالأسير تاركاً
ميدانَ طلعت حربْ
تعبرُ قُبّالةَ فِترينات شارعِ الملكْ فؤادْ
تسألهُا:
ألم تجوعي بعدْ؟
.......
هلا أخذنا صورتين عند ذلك المصورْ؟
......
ثمَ زحام عند باب الـ(مُوْل)..
هاتي يديك نعبر الطريق للأرصفة المقابلةْ
.......
دعي أصابعكِ في أصابعي
لربما نعبر شارعاً جديدا
دعي أصابعك في أصابعي
الآن صِرت يا حبيبتي سعيدا
.......
هلا تعلقتِ بساعدِي؟
......
هلا احتضنتِ مِرفقي؟
........
هلا التصقت أكثر الآن بجسمي فالزحامُ هائلٌ؟؟..
.........
ما أروعَ الزحامَ يا حبيبتي
........
ماذا تقولينَ؟ أنا مراوغٌ؟؟..
أنا ممثلٌ؟.. أنا؟
لا يا حبيبتي..
أنا ممزقٌ.. أنا.. أشلاءُ إنسانٍ
فضميني إليك.. لملميني يا حبيبتي
........
ماذا تقولينَ؟.. تأخرتِ؟..
لماذا يفعل الوقت بقلبي هكذا؟!
هلا إذن عانقتِني قبل الرجوعْ؟
هلا...
حبيبتي.. حبيبتي..
لماذا لا تردين عليّ يا حبيبتي؟

(5)
تذكرني؟
أم وحشةُ الغربة أنْسَتْكَ العناقْ؟
يا قمري الغائبُ
كم تتوق شرفتي إليكْ
كم أشتهيكْ
كم أشتهي (أحبكِ) التي أشم عطرها الآنَ
وقبلُ كنت أنتشي بها من شفتيكْ
أُسلِم خديَّ لدفئها الجميلْ
أغمض عينيّ لها..
لعلها..
تمتاح من دمي لهيبي
ترتاح أوجاعي التي
تئن في جسديَ الملقى على صخرة ذلك الوجود يا حبيبي
لعلها تفك أسري
لعلها تريح صدري
(أحبكِ) التي طبعتَها على فمي عشيةَ الرحيلْ
وضعتها أنثى لها خَفْقَةُ قلبي..
وارتعاش راحتيكْ
جنونُها أجملُ ما فيَّ ابتسامُها الذي يسحرني..
أجملُ ما فيكْ
(أحبكِ) التي لها الآن ربيعانِ..
كثيرةُ السؤالِ عنكَ يا (بابا)
(أحبكِ) التي تدخل هذا العامَ KG2
تلمعُ في حدَقَتَيْها نظرة الحزن التي تلمع في حدقتيَّ
مُذْ ضممتني بقوة إليك ليلةَ الرحيلْ
(أحبكِ) التي تعيش هذا المستحيلْ
تمرض منِّي يا حبيبي
ترقد في فراشِها الغضِّ الطفوليِّ الحزينْ
تسألُني عنكَ: ألن يأتيَ بابا؟ إنني أموتْ
أريد أن أضمَّه (ماما).. أريد أن أبوسَهُ
أريدُ أن أموتَ فوقَ صدرهِ
أريد أن أشم يا (ماما) ولم لمرةٍ أنفاسَهُ
(أحبكِ) التي توقفت عن السؤال عنْ..
موعد عودتك يا حبيبي
نزعها أبي بقبضة من الحجرْ
وأدها في صدره المحشو بالصخور والرمالْ
وخَشيةِ الرجالْ
ليلتها عاد أبي بقلب سفاحٍ
قضى الليلةَ في معبد رأس المالْ
نزعها
أمام صمت العاجزين الخائفين الخائضينْ
وفَرَحِ إخوتي القساةْ
وجَزَعِ قلبي
(أحبكِ) التي اشتهتْك قدر ما اشتهتك أمُّها
وقدر ما بَكَتْكْ
آخر ما قالته كان اسمُك.. ثم قبَّلتْكْ
(أحبكِِ) التي استغاثَتْكَ وقبضة أبي..
تنزع من رئتيها الحياةْ
كانت تئن كلما أهال فوقها الترابْ
تلفظ روحها.. يفيض دمعها الأخيرْ
تقولُ:
واربّاهُ
واباباه

(6)
الليلُ يا حبيبتي..
موعدنا القديمْ
الليل سرُّنا الذي أفشاه عابرٌ.. بغيضْ
فأشعل الحياة حولنا
وكنتُ يا حبيبتي..
أضم ثلجك البديع في احتقان ليل آبْ
الآن يشدخ الوجود جبهتي
تصهر رأسي فورة التذكارْ
الليل يا حبيبتي
يا وردةَ الستارْ
يُباع مثلما يباع كل ما نراه حولنا
يباعُ مثلما نُباع.. يا ابنةَ التِّجارْ
الليلُ عُرسُنا
الليل دارنا
الليل طفلنا الذي يموت كل لحظة أمامنا
الليل بوحنا/ اشتهاؤنا/ اشتعالنا/ انطفاؤنا
الليل آهة العناق/ الانهيارْ
الليل يا سَبِيَّةَ الكبارْ
عشاء قلبينا الأخيرْ
قبيل نومنا على الصليب باسمين للصِّغارْ
وعُرس زَوجينا البهيجُ في وفاتِنا
ونَهمة التجارْ
الليل أغنياتنا التي توقفتْ
الليل حلمنا الشهيدْ
أشلاء طفلين تغيبا عن اللعبْ
أشلاء طفلين على امتداد عشب مشهد قديمْ
يسقط من ذاكرتي العالم يختفي الوجودْ
تَسُدُّ قدامي المدى..
أسوار نارٍ وحديدْ
الويل للتجار يا حبيبتي
غداة يُسألون عن عذابنا
عن وَأْد قلبينا
عن اغترابنا
عن موتنا البطيءْ
الويل للتجارْ
الويل للقتلة "الأخيارْ"!!
سحقاً لهم..
سحقاً لأقنعتهم
سحقاً لِمَيْنِهم لإفكهم
لِسُمِّ تِلكمُ الخناجر التي تطل من أردانهم
سحقاً لكل من قتلنا
سحقاً لكل من أكل من لحومنا
سحقاً لصمت العالم الأبلهِ
للمارَّةِِ في الطريقْ
سحقاً لكم
سحقاً لتلكم المجالس التي تجمعكم
سحقاً للهوكم
لجهلكم
لموتكم
لقسوة الحجارة التي تزوم في صدوركم
يا أيها الغَُثاءُ.. ثلة التجار يهربون بالوطنْ
ينسحبون تحت وابل من الكلامِ
بالحقائب التي تُقِلُّ أغنياتِكم
يروجون للبغاء في الشوارع التي..
يطل من شُرَفها الحب على وَهَنِكم
يمتهنون الرِّقَّ في ميدان حرياتكم
يا أيها المنخدعون البلهاءْ
تركتم التجارَ ذلك المساءْ
ينتزعون حلميَ الصغيرْ
وطنيَ الذي أعود كل ليلة إليهْ
أفر فيه من وجوهكم
من اختناقي كلما حاصرني الضحك والكلامْ
من الأحاديث التي..
أشعلت الوجود حولنا
فاقتادنا التجار في أعناقنا الحديد يا حبيبتي
أمامنا النيرانْ
وخلفنا الزنازن التي تئن في ظلامها أحلامنا
يجلس عند بابها كالأخطبوط تاجر سجانْ
يفرك مِسْبَحَتَهُ
يلمع في جبهته "مُسْتَحْضَرُ" الإيمانْ
يمد راحتيه في وداعة لنا
يمنحنا رصاصة الرحمةِ..
بالمجان

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

لا أعرف ماذا أقول لك.. هذا أكبر تقدير أنتظر أن يحصل عليه عملي.. تصور.. رغم ما حصلت عليه تجربتي من تقييم من نقاد كبار، ورغم ما حازته من جوائز، كنت حريصا دائما على أن يعجبك عملي.. كنت أثق دائما أن لديك أذنا مختلفة موصولة بحواسك جميعها، وربما بحواسي أنا نفسي. صدقني يا صديقي ورفيق دربي الترابي القديم الذي اغتالته مادة القار اللعينة.. ربما يصفق لك الجميع، لكن عينيك وسط صخب التصفيق، تدوران بين الوجوه والأيدي، تبحثان عن وجه بعينه ويدين محددتين؛ لتطمئن أن صاحبهما موجود وأنه يصفق.



أسامة الزيني

غير معرف يقول...

انهم التجار يهربون بالوطن ويروجون للبغاءويمتهنون الرق وينتزعون الاحلام..فأين تذهبون
هذا ماقاله الشاعر اسامه الزينى فى هزيانه الجميل احلى ماقيل ؛ ولك الشكر كل الشكر انك أقرأتنا هذه القصيده الجميله لهذا الشاعر الجميل.
عماد عبد الحكيم هلال

غير معرف يقول...

هذيان جيد وتشعير موفق للتفاصيل الصغيرة للحياة، لكن ذالك كله يضيع في نثرية النص وافتقاره إلى إيقاع ناظم، رغم محاولة الشاعر للاستعاضة عنها ب(سجع) الكلام، لكن السجع لا يقوم مقام الإيقاع الذي هو أحد أهم مصادر الدهشة في النص الشعري. فحبذا لو راجع الزيني ما يكتبه وأنشده لنفسه قبل أن يبثه على الناس.

غير معرف يقول...

أستاذي ..
ربما تصنع الغربة من الشعر ما لا يصنعه الوطن ! .. لك أن تبوح هناك .. ولنا أن نفتتن بك هنا
أنتظر لقاءك عند عودتك .

التلميذ / عبد الرحمن الأبلج