2008/12/30

غزة.. لا وقت للبكاء


غزة.. لا وقت للبكاء

أسماء شاكر

من غزة \ مدينة الحدود رفح
كاتبة و صحفية

-1
لا وقت لدينا للبكاء
لا وقت لرثائنا
يكفينا .. أن نجد دما
نرقع به موتنا
ونغلق علينا نوافذ النحيب
حتي إشعار آخر للحياة .

-2-
بعد كل موت
نحتاج لمعجزة للحياة
و للنجاة
يا الهي ...
أية قدسية لأنفاسنا المتبقية ؟

-3-
لا جلد يغطي موتنا
لا جلد نغطي به لحمنا
لا جلد ...
نربي تحته عقدة الخوف
من الموت

-4-
فوق المآذن
نقرأ بعض التراتيل علي أرواحهم
لعلها تصل السماء بسلام
دون أن يعترض موته
غارة أخري !

-5-
فوق المآذن
نعلن جنازاتنا
..........
وحده الله
ثابت
لم يمت .

2008/12/25

موقع صدانا يطلق جائزة للشعر العربي



جائزه صدانا للإبداع الأدبى
الدورة الأولى : دورة الشعر العربي
إيمانا منها بأهمية المواقع الالكترونية
في خدمة الأدب والإبداع العربي
قررت هيئة إدارة موقع صدانا إطلاق جائزة
تعنى بالإبداع والمبدعين العرب ,
وقد خصصت الدورة الأولى للشعرالعربي
على أن تكون الدورات الأخرى مختلفة كا القصه و المقاله
والخاطرة أو فنانا تشكيليا .... إلخ
وعليه فأن شروط الجائزه ستكون على النحو التالى
1- هذه الجائزة مفتوحة في وجه الشعراء العرب
2- النص الشعري المشارك لا يشترط فيه موضوعا محددا ولا نوعا خاصا
( الجائزة مفتوحة في وجه الشعر بصفة عامة )
القصيدة العمودية , قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر
3 -يشترط في النص المشارك عدم المشاركة
به سابقا في مسابقة أو جائزة مماثلة او منشور
4 -يسمح المشاركة بنص شعري واحد فقط
على ألا يزيد عن 30 بيت للقصيدة العمودية
و 60 شطر للتفعيلة وقصيدة النثر .
5 - يتم إرسال النص الشعري على الإميل التالي :
saddana2008@gmail.com
او
saddana@hotmail.com
على أن يضع الشاعر ما يلي :
نوع القصيدة – عمودية أو تفعيلية أو قصيدة النثر –
6 - يكتب الشاعر اسمه بالكامل ( لا يقبل الاسم المستعار )
ويرسل صوره شخصيه له ولبطاقة هويته ,
بالإضافة إلى القصيدة المشارك بها في ملف وورد
7 - تبدأ اللجنة في استقبال المشاركات
بدأ من 1 يناير 2009 إلى 1 مارس 2009
ملاحظه: سوف يتم الرد على كل مشاركة
تم التوصل بها من قبل هيئة إدارة الموقع .
8- سوف ينشر الموقع جميع القصائد
المشاركة بالموقع ابتداء من 1 مارس إلى
10مارس بدون اسم الشاعر كى يساهم
القراء في اختيار أجود القصائد حسب رأيهم
بعد ذلك سيتم أخد رأي لجنة التحكيم الخاصة بهذه الجائزة
والمتكونة من عدة شعراءونقاد عرب
ليعلن عن الفائزين بتاريخ 21 مارس 2009
قيمة الجوائز
اعتمدت إدارة المنتدى الجوائز التاليه للفائزين الثلاثه
1-المركز الاول 3000 درهم اماراتى+ شهاده تقدير
2- المركز الثاني 2000 درهم اماراتى+شهاده تقدير
3-المركز الثالث 1700 درهم اماراتى+ شهاده تقدير
والله الموفق
ملاحظه لاتقبل اى قصيده تمس الذات الالهيه
او الدين او تدعو للطائفيه والمذهبيه

2008/12/22

نتائج منح الصندوق العربي للثقافة والفنون لعام 2008


نتائج منح الصندوق العربي للثقافة و الفنون لعام 2008


عمان - كانون أول 2008:

أعلن الصندوق العربي للثقافة والفنون عن أسماء الفائزين بالمنح المالية المخصصة للفنانين والكتاب في دورة العام 2008 وهي السنة الثانية من عمل الصندوق.وتالياً قائمة أسماء الحائزين على منح الصندوق عن كل فئة:
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة السينما:

علياء أرصغلي- فلسطين ماهر أبي سمرا- لبنان هالة لطفي- مصر ليانة عبد الرحيم بدر- فلسطين سمير عبدالله- مصر علاء حليحل- فلسطين سينما وذاكرة- الجزائر ميار الرومي- سوريا منظمة التجمع الثقافي من اجل الديمقراطية – كربلاء- العراق الهيئة الملكية للافلام- الأردن مسرح الحرية- فلسطين حيدر خلو بارح-العراق صلاح المر-السودان
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الفنون الأدائية:

أمير نزار زعبي- فلسطين ليلى حسن سليمان-مصر مسرح النزهة الحكواتي المعروف بالمسرح الوطني الفلسطيني-فلسطين ماريّا كريستي- لبنان ادهم محمد محمد حافظ - مصر خلود ناصر- لبنان نعمه نعمه- لبنان فرنسوا ابوسالم –فلسطين
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة نشاطات التعاون العربي:

بروآكشن فيلم - شركة عروة النيربية وشركاه - سوريا بسام الباروني- مصر تعاونية عمان للأفلام- الأردن اليد العليا- السودان شاشات- فلسطين الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة – متروبوليس سينما- لبنان لارا الخالدي , وشهيرة عيسى- مصر/فلسطين شركة ايقاع الاردن للفنون-الأردن اسماعيل محمد اسماعيل الناظر- مصر تجمع الباحثات اللبنانيات- لبنان رواق- فلسطين
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الفنون البصرية:

هدى ابي فارس - لبنان الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر/ الأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين ريم القاضي- العراق يزن محمد غازي الخليلي- الأردن الأتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين- السودان جمعية ابداع لتطوير الفن المرئي بالوسط العربي - رابطة الفنانين التشكيليين العرب - فلسطين منيرة الصلح- لبنان رولى حلمي حلواني- فلسطين طارق الغصين- فلسطين/ الكويت
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الأدب:

فيصل حسن دراج - فلسطين هيثم محمد إبراهيم سرحان - الاردن عماد الدين موسى – أبابيل - سوريا مؤسسة غسان كنفاني الثقافية- روضة تأهيل الأطفال - لبنان/فلسطين سناء شدّال - المغرب سامية عماد الدين محرز - مصر جبير مفضي حمود المليحان - السعودية
أسماء الفائزين بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون في فئة الموسيقى:

وسام محمد سعيد مراد- فلسطين ربى محمد أحمد صقر-الأردن مكادي سالم جريس النحاس-الأردن عمرو صلاح عبد العزيز بيومي- مصر علي عبدالله فجر- العراق

2008/12/21

محمد الحسيني يجمع أحلامه وگوابيسه.. ويرحل


محمد الحسيني يجمع أحلامه وگوابيسه.. ويرحل

18/12/2008
مثقفون اعتبروه ضحية جديدة لتعنت وزير المالية إزاء المبدعين
كتب: شاهر عياد
أمس الأول.. غيب الموت شاعر العامية المصرية محمد الحسيني بعد صراع مع المرض. الحسيني من أبرز شعراء جيل السبعينيات والثمانينيات، صدرت له سبعة دواوين شعرية أبرزها "ونس" و"عباد الضل" و"صندوق الحزن" و"مس الكلام"، بالإضافة إلي كتاب تاريخي عن أعلام مجمع اللغة العربية بعنوان "غرفة السر".وكأن الحسيني كان يستشرف الموت في شعره.. فقد كتب قبيل وفاته ما يبدو أنه رثاء شخصي شديد الذاتية يقول:
"واحد قام من نومه
ما لاقاش في الدنيا حياة
طبق كوابيسه
وتاه".
توفي الحسيني بينما كان يجري عملية جراحية في كبده، بعد أن استنفد كل ما يملك لسداد تكاليف علاجه دون جدوي، ليصبح رقما جديدا لأدباء مصر الذين واجهوا الموت بسبب رفض الدولة علاجهم علي نفقتها، ورفضها الإفراج عن وديعة بقيمة 20 مليون جنيه أودعها حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي خصيصا لعلاج المثقفين المصريين.وأصدر مثقفون بيانا يسعون إلي جمع ألف توقيع عليه، يدين موقف وزير المالية "شديد العداء للمثقفين والمبدعين"، الذي تجلي في تعسفه الذي أدي إلي جعل "يد اتحاد الكتاب مغلولة إزاء الحصول علي الوديعة" التي أودعها القاسمي. واعتبر بيان المثقفين وفاة الحسيني "فرصة مواتية للتأكيد علي حقوقنا كاملة في هذا الوطن". ومن أبرز الموقعين علي البيان الروائي إبراهيم أصلان والشاعر سمير عبدالباقي والأديب يوسف أبو رية وغيرهم من مثقفي مصر وأدبائها.هذا بينما قرر أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أثناء مؤتمر أدباء الأقاليم الذي يختتم أعماله اليوم في الإسماعيلية، تكريم اسم الحسيني وإعادة طبع أعماله في هيئة قصور الثقافة. ومن المقرر أن يتم التكريم في مؤتمر الأدباء المقرر في مرسي مطروح 22 من الشهر الجاري.كان الحسيني صاحب اتجاه جديد في كتابة الشعر العامي، وهو أول من كتب قصيدة النثر العامية التي قلده فيها شعراء آخرون. وبالإضافة إلي كل ذلك كان الحسيني مهموما بالحياة الثقافية المصرية ناقما علي ما فيها من سلبيات ومساوئ، وتجلي ذلك في تأسيسه دار نشر عام 2005 سمّاها "نفرو" اهتمت بنشر الأعمال الأدبية المصرية والعربية، بالإضافة إلي ترجمة ما لم تتطرق إليه المؤسسات الثقافية الرسمية إلا مؤخرا، من أعمال أدبية لكتاب وشعراء من دول جنوب شرق آسيا.. كان يعتبرها "منطقة هامة قريبة الشبه من روحنا قبل انتمائها إلي عقولنا ولكننا فقدناها". وكان يعتبر أن المستقبل الإبداعي سيأتي من هذه المنطقة.
نقلا عن جريدة البديل

د. سناء الشعلان تدرس الفنتازيا في عوالم الروائي الأردني غسّان العلي






د. سناء الشعلان تدرس الفنتازيا في عوالم الروائي الأردني غسّان العلي



ضمن فعاليات ملتقى الرواية الأردنية للعام 2008 الذي أقامته أمانة عمان الكبرى في الأردن في العاصمة الأردنية عمان قدّمت الدكتورة سناء الشعلان ورقة عمل بعنوان :" العوالم الفنتازية في روايات غسان العلي، رواية " أهرميان" أنموذجاً" وقد أشارت الدكتورة الشعلان إلى أنّ الروائي الأردني غسّان العلي يقدّم روايته " أهرميان" عوالم تبدو واقعية في الوهلة الأولى، راسمة أحداث ووقائع حياة أبطال تناوبوا على السّفر واكتشاف الحيوات والبشر في كثير من أصقاع الدنيا في محاولة رشيقة لرسم ذلك الفرق المفترض مابين الشرق والغرب.ولكنّ صيرورة السّرد، وتعدّد الأصوات الراوية وصراع الكائنات والجمادات في هذه الرواية يفتحنا على عوالم فنتازية تتدثّر بالغرائبية والعجائبية، وتسمح بتقديم عوالم تخيلية تقوم على ركيزة سحرية، تخلط الواقعي بالخيالي، وتساوي بين الحقيقة والخيال، وتجعل غير الواقعي أو الممكن هو الطريق الخفي لفهم الواقعي وقبوله وتسويغه مادام العالم كلّه يعيش وفق رؤية الروائي غسّان العلي في عالم يحتاج إلى الجنون والسّحر والتعاويذ والخرافات والتهويمات لفهمه أو على الأقل للتصالح مع عبثيته ولا منطقيته وجنونه وفضائحه ومزالقه وانكساراته.


وتجربة العلي في بناء المعمار الحدثي والسّردي الواقعي في روايته على أساس الفنتازي تقودنا إلى قدرة فائقة على تقسيم هذا المخيال الواسع والمتشظّي والقلق على الكثير من شخصيات رواياته التي تأخذ بزمام السّرد في كثير من فصول الروايات، وكأنّ العلي يتبرّأ من تهمة الجنوح إلى العوالم المتخيّلة المفترضة ليخلص إلى عوالم حقيقية وأحداث كائنة تلمز الخيال، وتقول إنّه مواز للحقيقة أو هو إيّاها بمعنى من المعاني.

2008/12/18

الأطفال يحلمون بأجنحة في ندوة كتاب الطفل ومجلة قطر الندى
















الأطفال يحلمون بأجنحة في ندوة كتاب الطفل ومجلة قطر الندى






حمدي سليمان ومنتصر ثابت وأحمد قرني وأحمد طوسون كتاب الطفل الذين حضروا الندوة التي عقدها بيت ثقافة سنورس برعاية عماد عبدالحكيم مدير بيت الثقافة وأقيمت بمكتبة الطفل بسنورس ظهر اليوم الخميس 15 ديسمبر.. لكن كان أبطالها الحقيقيون الأطفال الذين حضروها.
بدأت الأمسية باستعراض لمواهب الإلقاء والكورال لأطفال المكتبة بقيادة موريس صادق مدير مكتبة الطفل.. واختتموا اليوم بعرض مشهد مسرحي للأطفال.
وبين البداية والختام تفاعل كتاب الطفل مع الحضور وقدم الأديب والشاعر حمدي سليمان الذي حضر ممثلا لمجلة قطر الندى قصيدة للأطفال بعنوان دباديبي وقدم الشاعر والأديب أحمد قرني قصيدة للأطفال بعنوان لو كنت أميرا للحواديت ، ثم حكى القاص والكاتب منتصر ثابت قصة إنسان الغابة ، وألقى الكاتب أحمد طوسون قصة الفراشة وزهرة النرجس.. وعقب كل نص استمع الكتاب لأراء الأطفال ووجهة نظرهم في النصوص والأفكار التي تحتويها.
ثم طرح الكتاب أسئلة على الأطفال منها ما الذي يعجبك في المكتبة وما الذي لا تجده بها، ومتى لا تحب مدرسك أو مدرستك؟ وفي إجابة السؤال الأخير اتفقت الآراء على أنهم لا يحبون مدرسهم حين يستخدم العصا في التعليم وحين يبدو متجهما معهم ، أما حين سألهم كتاب الطفل عن أحلامهم تمنى كثيرون أن يطيروا كعصافير بينما تمنى آخرون أن يكون باستطاعتهم تقديم شيء ولو قليل لكل محتاج.
الغريب أن الأطفال حين سألناهم ماذا تقرءون اكتشفنا أنه لا يرسخ في ذهنهم إلا نصوصهم الدراسية وبعض القراءات الدينية.
وبرزت بعض المواهب بين الأطفال في الإلقاء مثل الأطفال مروان أحمد طارق ومهجة أحمد نور الدين ومريم وأسماء عادل وأحمد نور الدين.
حضر الندوة الفنان المطرب عهدي شاكر.. كما قام الكاتب حمدي سليمان بشرح للمواد التي تضمنها مجلة قطر الندى وطالب الأطفال بالمشاركة بإبداعاتهم في تحرير المجلة.
الأطفال يحلمون بأجنحة صغيرة ليطيروا بها فهل نساعدهم حقا على الطيران؟

2008/12/17

أسباب غياب د.جابر عصفور عن حفل توزيع جائزة محفوظ للرواية


أسباب غياب د.جابر عصفور عن حفل توزيع جائزة محفوظ للرواية

اعتذرالدكتور جابر عصفور عن حضور حفل تسليم جائزة نجيب محفوظ للأدب عن العام الحالى، والتى يمنحها قسم النشر بالجامعة الأمريكية، رغم أنه عضو بلجنة تحكيم الجائزة التى ذهبت فى دورتها الثالثة عشر إلى الأديب المصرى حمدى أبو جليل عن روايته "الفاعل".

جريدة اليوم السابع ذكرت أن اعتذار عصفور يرجع لخلافه مع الأديب جمال الغيطانى بسبب تخلى لجنة التحكيم للمرة الأولى عن العرف السائد فى دوراتها الثانية عشرة الماضية، والذى كان يقضى بأن تمنح الجائزة عاماً لأديب عربى وعاماً لأديب مصرى، والمعروف أن الجائزة منحت فى دورتها الماضية للأديبة المصرية أمينة زيدان عن روايتها "نبيذ أحمر"، وهو ما يعنى أن الجائزة كان من المفترض أن تمنح هذا العام لعمل عربى.

2008/12/16

أبوجليل يتسلم جائزة محفوظ في الرواية

حمدي ابو جليل يفوز بروايته "الفاعل" بجائزة نجيب محفوظ

القاهرة (ا ف ب) - اعلنت لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ التي يقدمها قسم النشر في الجامعة الاميركية في القاهرة خلال احتفالية مساء الاثنين فوز الروائي المصري حمدي ابو جليل بالجائزة لهذا العام عن روايته "الفاعل".
ونوهت اللجنة في تقريرها الذي قدمته رئيسة اللجنة استاذة الادب العربي في الجامعة سامية محرز "بوعي المؤلف بالمنجز الجمالي الذي انجزته الرواية والسيرة الذاتية في الابداع العربي الراهن" الى جانب "حيوية الشخصيات التي تصورها الرواية".
وجاء في التقرير ان "النص يبدو شديد السذاجة ولكنه يأخذك دون ان تشعر الى عالم تعتقد انك تعرفه لكن هذا الثرثار او الرواي بصيغة الانا لا يكف عن تلوين حكاياته واستعادته فقراتها بتكرار حاذق".
واضاف "لقد اجتهد في ان يكون له بين كتاب السيرة الذاتية الروائية ملامح خاصة وهو لا يقترب من غوركي وان اشتبك مع صوت ماركيز في الادب العالمي ليخلق صوته الخاص".
وافتتح الاحتفالية الروائي المصري جمال الغيطاني بمحاضرة عن ذكرياته مع الروائي المصري الحاصل على جائزة نوبل للاداب عام 1988 الراحل نجيب محفوظ بعد خمسين عاما على تعارفهما صدفة في الشارع عام 1959 وكيف تطورت العلاقة ضمن تطورات الاوضاع السياسية والاجتماعية في مصر.
وتبعته رئيسة اللجنة سامية محرز التي قرات تقرير اللجنة التي تضم في عضويتها النقاد رئيس المركز القومي للترجمة جابر عصفور ومديرة مركز الهناجر استاذ الادب الفرنسي هدى وصفي والناقد الاردني فخري صالح واستاذ الادب العربي في جامعة القاهرة عبد المنعم تليمة والناقد ابراهيم فتحي.
وتحدث في الاحتفالية الروائي الفائز حمدي ابو جليل مشيرا الى مسار حياته الادبي منذ اصدار اول مجموعة قصصية له فهو من مواليد الفيوم عام 1967 نشر اول مجموعة قصصية له "اسراب النمل" في عام 1997 ومجموعته الثانية "اشياء مطوية بعناية فائقة".
وصدرت بعدها بعامين اول رواياته "لصوص متقاعدون" واصدر كتاب "القاهرة شوارع وحكايات" ضمن جزئين جمع فيها الكثير من النوادر والمواقف للمثقفين في العاصمة المصرية بعد ثلاثة سنوات الا ان اصدر روايته الفائزة مطلع العام الحالي.
وقام رئيس الجامعة ديفيد ارنولد بتسليم الجائزة للفائز وهي عبارة عن ميدالية ذهبية تحمل صورة نجيب محفوظ وتبلغ القيمة المالية للجائزة 1000 دولار امريكي.
نقلا عن (أ ف ب)

2008/12/10

جوع وعزازيل والحفيدة الأميريكية وروائح ماري كليروالمترجم الخائن وزمن الخيول قائمة بوكر القصيرة لعام 2009






















جوع وعزازيل والحفيدة الأميريكية وروائح ماري كليروالمترجم الخائن وزمن الخيول قائمة بوكر القصيرة لعام 2009

في مؤتمر صحفي عقد بلندن ظهر اليوم أعلن عن قائمة بوكر العربية القصيرة للعام 2009 وشملت القائمة روايات جوع لمحمد البساطي، عزازيل ليوسف زيدان، روائح ماري كلير للحبيب السالمي ، الحفيدة الأمريكية لانعام كجه جي ، المترجم الخائن لفواز حداد ، زمن الخيول البيضاء لإبراهيم نصر الله

وقد تولّت اختيار اللائحة لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة أعضاء من العالم العربي وأوروبا برئاسة يمنى العيد وعضوية كل من محمد المر ، فخري صالح ، رشيد العناني ، هارتموت فيندريش.

خالص التهاني للكتاب المرشحين

2008/12/09

فاعل أبوجليل تحصد جائزة محفوظ بالجامعة الأمريكية






فاعل أبوجليل تحصد جائزة محفوظ بالجامعة الأمريكية





ذكرت تقارير صحفية فوز رواية (الفاعل) للروائي حمدي أبوجليل بجائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي التي تقدمها الجامعة الأمريكية لهذه السنة في حفلة تقام بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك في 14 الجاري بدلاً من11 الذي يوافق ذكرى ميلاد محفوظ.


الرواية صدرت عن دار ميريت وإن صحت التكهنات بفوزها فالجائزة تكون خالفت تقاليدها التي اعتادت أن تعطى مداورة سنة لكاتب مصري والسنة التالية لكاتب عربي, إذ فازت بالجائزة السنة الماضية رواية «نبيذ أحمر» للمصرية أمينة زيدان.

خالص التهاني لأبوجليل

مقطع من مخطوط رواية (نوافذ صاحب الدار) لأحمد طوسون

نوافذ صاحب الدار
حالة روائية
أحمد طوسون

1
- تعرف يا ولد
رغم كل شيء
أنا أحبك
.......................
أنا أحب البيت..
والوطن
....................
رغم كل شيء
أنا أحبها
.......................
قد تندهش
قد تظنها كلمات رجل يهذي
..............................
لِم على فاروق الونايسي وحده أن يظل عاقلا
طيلة الوقت ؟
العالم كله يهذى ..
ولا أحد يعترض !
.................................................
ربما كنت تشبهني يوما ما ..
رأسك الصغير يذكرني برائحة النعناع الأخضر
الذي كان يفوح من أحلامي
.........................
........................................
لكن ..
لا يهم
فاروق تزوج ! ..
لا تتعجب
تزوج وأنجب .
أنجب فاروق جديدا
..............
أسميته صابرا
.......................................
تعرف لماذا ؟
...................
ليأخذ نصيبا من اسمه
...........................................
تعرف يا ولد ؟
لم أقل لأحد إنني أنجبت ..
كثيرون في هذا العالم لو عرفوا سينتقمون من فاروق الونايسي في هذا الولد
.................................
...............
لكنك غيرهم
ستفرح لي.
....................
أنت ما زلت بريئا
يحمر وجهك لأتفه الأسباب
.........................
لا تداري هذا الخجل..
صابر أيضا بريء
...................
ضحكته البلهاء لا تريحني
............................................
لو استمر بهذه البراءة ستنتهز الحياة أول فرصة وتطعنه في ظهره.
لكن اطمئن..
فاروق لن يسمح لها
.........................
تعرف يا ولد..
هناك مقولة على لسان أحد أبطال هيمنجواي في
( العجوز والبحر ) لا أنساها أبدا..
الإنسان قد يتحطم لكنه لا يهزم
........................
الإنسان قد يتحطم
لكنه لا يهزم.
....................
فاروق الونايسي لم يستطع أحد هزيمته
................................
إذا لم تكن تصدق
ستعرف بنفسك
..............................
حتى الحياة لم تستطع هزيمته!.
***
(سأواصل العيش داخل بيتي الزجاجي حيث كل شيء يتدلى من السقف حيث أنام في الليل في فراش زجاجيوتحت أغطية زجاجية ..عاجلاً أو آجلاً سأظهر محفوراً فوق ماسة .)
أندريه بريتون

2
سيقول السفهاء من الناس ما بال فاروق الونايسي بعد كل هذه السنين يهبط في محطات الونايسة.
يبحث بين ترابها عن تبر مفقود أم عن أوجاع قديمة.
أم تراه يريد استرجاع ما لا يعود؟!
لم الآن يا فاروق تجر خطواتك بين حواريها الضيقة.. تشم رائحة بنسيانها بعد أن نشفت الأزهار وتساقطت وجرفتها الريح إلى السكك البعيدة.
لم تعد سماواتك رحيبة لأحد..
هجرتها العصافير والحمائم وسكنتها غمامات ثقيلة.
لم تعد تسمع إلا نعيقا لغربان كاسرة..
أين ذهبت فراشاتك الملونة وتغريد كروانك؟!
لم يعد للتراب رائحته القديمة.
لم تعد للسكك ونسها ولا فرشت سعفات النخيل ظلالها فوق رأسك.
منذ صغرك تسير في متاهة بلا انتهاء، لا تعرف معنى لكل ما يحدث حولك.. ماذا تفعل بين جدرانك التي تضيق وتضيق وتشد خناقها حول رأسك؟
ليالي طويلة تقضيها في تتبع شق بجدار..
يمتد ويتوغل بين الجدران والحوائط والسقف، رغم ذلك لا أحد ينتبه له، كوات حالكة الظلمة تختبئ داخلها كائنات مرعبة وبشعة، تتكاثر حتى تغطي وجه العالم، تنشغل عنها بمطاردة خيوط عنكبوتيه توحشت، تمتد وتمتد لتفرش عالمك وتكبت أعضاءك.
جيوش من الهوام والحشرات تطاردها وتطاردك.
كائنات ترعى على جسدك.
تتلمسها..
قطيع من الكائنات اللا مرئية البشعة تفر من بين أصابعك إلى الشقوق.. عشرات الأفكار الكئيبة تطاردك وتمسك بك ولا تستطيع الإفلات منها.
هل كان البيت جنتك وجحيمك، سجنك وسجانك.. وباحة للفوضى التي ترتع داخلك؟
لن ينفعك السير بين حواري الونايسة الطينية وحيدا.
ذلك البراح البعيد حاصرته الجدران والبنايات المقبضة.
تلك البيوت الطيبة شاخت.. لم تعد مفاصلها قادرة على تحمل آلامها.. تستند إلى عكازين ينخر فيهما النمل والسوس.
ستجلس إلى حكايا عم خضر.. وسط جموع من ناس البلد والبلدان المجاورة.. تستمع لروايته عندما ينصتون له ولا يتحرك أحد، حتى و إن حفظت موضع الثقوب في جسده وحفظت حكاياه التي لا تنضب مثل نبع.
يعرفها أهل البلد حكاية حكاية وثقبا ثقبا.
ثقب زنده من عيار طائش أصابه في حرب فلسطين.. ساعتها كان ولدا أخضر يتندر الجنود من ملامحه التي تشبه ملامح طفل، وأمسى كهر أعمى ألقوا به بين الشراك ولم يعلمه أحد القفز من بين سياجها الشائكة بحثا عن نافذة للنجاة!
حين عاد لم يعرفه أحد ولم يعوا من أين نبتت تجاعيد الحزن على وجهه..
حارب باليمن وعاد بشق في بطنه وجرح غائر بشدقه الأيمن.
في 1967 بترت قذيفة ساقه وتناثرت الشظايا بجسده كله ونشبت مخالبها في قلبه.
ما أبعد سنوات خضر المثقوبة اللاتي مللت تكرار حكاياها.. ستتركها هناك معلقة كخبيئة مسحورة اعتادوا على رؤيتها دون أن يعرف أحد سرها وتتنفس الوحدة بين جلبة الرجال ومزحا تهم.
تلك الثقوب التي عاش خضر مفتونا بمراوغتها لملاك الموت لم تمنع الحمى أن تتسلل إلى فراشه المبلول وتقبض سنواته الطويلة بعيدا عن أعين الرجال.
تتخبطه الشهقات ويلون وجهه الفزع بفرشاته الشاحبة.
ما أقسى الموت وحيدا يا العم خضر دون أن تجد أحدا يتلقى مخاوفك المذعورة بين أحضانه..
هل ستلازمك الوحدة يا فاروق وتصير ملاذك أم تحملك القضبان بعيدا عن هواء الونايسة المسكون بالعذاب؟.
القطار تطير صفارته.. تحلق بجناحيها حتى تسكن حضن الجبل البعيد الواسع.
تحار بأي قدم تدخل إلى عتبات مجهولك البعيد.. بقدم الباحث عن حقيقة أو نجاة، أم بقدم الهارب من أغلال وأصفاد؟..
في المرة الأولى قادك حسن إلى هناك، قال أن الشيخ مهدي يدعوكما إلى معسكر مع طلبة الونايسة الذين سيلتحقون بالجامعة.
كنت تعد الأيام والساعات والدقائق لتنفلت من بين قضبان زنزانتك، ترسم جداول وحقولا من البراح وتفر من غربان رأسك التي تنعق بلا توقف، بينما حسن يثرثر عن الجبل والجماعة والشيخ مهدي.
كان السبيل الوحيد لإخراجك من جب وحدتك وعذابك الذي أسقطك فيه الونايسي دون جريرة.
لا شيء يمنعنا أن نترك المكان إن لم يعجبنا، الشيخ مهدي تعرفه جيدا، لا يكف ثغره عن التبسم، سنقضي وقتا ممتعا ونعود..
منذ اللحظة الأولى تكتشف إنها جدران أخرى تسور ما تبقى طليقا وتأسر طائرك الجريح، الحارس الذي اختاروه من بينكم وأوقفوه هناك عند أسوار الخيام ليرقب خطواتك ونظراتك إلى البراح البعيد، العصا التي وخزتك لتلحق بمؤذن الفجر، اللحية التي أمتكم للصلاة حتى شرقت الشمس، صحون الطعام التي تكدست أمامك بعد أن ألتهمتها الأيدي بقسوة، وملعقة وحيدة تنتقل من فم لفم، تصيب البدن بالقشعريرة وتصب المرارة بالحلق.
بينما الصغير الذي أمّروه عليك يرمقك بقسوة ويأمرك أن تذكر حديثا تحفظه قبل أن تمتد يدك إلى الطعام.
ترفع جفونك إلى سقف الخيمة فتمر على عيونهم التي تلتف حولك وتحدق بك في انتظار إجابة تسمح لملعقتك بالوصول إلى غيرك، ينبض قلبك وأنت تردد بين نفسك.. حب الوطن من الإيمان..
- حب الدار من الإيمان.
يضحكون فتستشعر الحرارة في جسدك، تهرب من تحديقهم إلى حسن بحثا عن مساعدة تعينك على فهم ما يدور.. حسن يردد خلفك :
- حب الوطن من الإيمان
- لا هذا ولا ذاك
- فهو حديث موضوع مكذوب كما ذكر الألباني
هكذا قال أميرهم وهو يمد ملعقته لتغرف من الصحون ..
أنت الهارب ممن اعتادوا أن يخطوا بحروفهم كتاب دربك، تسقط من فخ إلى فخ دون أن تحتاط لنفسك!
تمسح الصحون بالماء والصابون وتكور الرمل والماء واللعنات وتقذف صاحبك الذي انفجر بالضحك المخلوط بالبكاء وتسأل عن الشيخ مهدي الذي لم يظهر ولم يره أحد منذ دخولكما إلى المعسكر.
ولم يكن حسن يملك إجابة لسؤال لم يحن أوانه..
تزأر عجلات قطارك.. فتهز الأجساد والأيام مع دورانها.
قطار كهذا حمل طاهر معه إلى الجبهة و عاد وحيدا.. دوت زغاريد الفرحة في الشوارع والبيوت.. العمدة اخرج الراديو إلى المضيفة والتف أهل الونايسة حوله.
من كان يصدق إن السادات سيفعلها؟ .
في هذا اليوم لم تعرف من أين أتى العمدة بصورة كبيرة لطاهر ووضعها إلى جوار صورته وصورة عبد الناصر.
كل ما كان يشغلك هو متى يعود طاهر ويحكى ما يقوله الراديو في أخبار قصيرة.
كل يوم تنصت إلى ما يقوله الرجال الملتفين حول الراديو وتنتظر قدومه.
أيام طويلة مرت بين فرح و بكاء رابضين في عيني أمك.
لا يريدان أن يسقطا حتى دق باب الدوار جنديان، والتف النسوة يأخذن بيد أمك التي سقطت مغشيا عليها، ودمعت عينا العمدة أمام الناس، وضمك إلى صدره.
كنت تنظر إلى دموع عينيه و تسأل دون أن يجيبك أحد:
- متى سيعود طاهر؟
لِمَ تجرفك الريح بلا هوادة ؟!
وأنت الذي لم يجد أحدا يسأل بعدك: متى يعود فاروق الونايسي إلى داره؟
***
يومان كدهر مرا عليكِ يا حبيبة في سجنك الذي حبسك فيه الونايسي، حتى دق الباب دقات لاهثة متعجلة.
توكأ الجد على عصاه خطوات وسحب المزلاج.
لمحتْ طيف الشبح القادم من جوف البيت.. أنخطف قلبها..
البوم لم يتوقف عن النعيق منذ وطأت بقدميها عتبة البيت.
ظل المرسال واقفا بعتبة الباب ولم يذعن لرجاء الشيخ بالدخول ليأخذ واجب الضيافة.. ارتد الجد إلى جوف الدار وهمس في أذن ألام:
- العمدة يريدك.
استعادت بعضا من الحياة التي فارقتها.. دارت في البيت كقطة مذعورة تلملم أشياءها.. تتخبط بين الأشياء والجدران والهواجس.
ما الذي حدث يا ونايسي؟
ما كان عليها إلا أن تنظر إلى عينيه لتقرأ ما بهما.. تغوص في أعماق بحاره و تستخرج ما خفي عن العيون و الأبصار.. نظرة واحدة لتعرف موطن الهم والجرح.. كيف ينزف وكيف يضمد.. نظرة واحدة لتمسك بالفرح أو تلعق مرارة الانكسار..
إن عجزت كلماتها دفنت رأسه في صدرها كطفل صغير وتبقى صامتة.
لا يحتاج الونايسي إلا إلى هذا النبع الذي يغتسل فيه من هموم الدنيا مهما عظمت، فلِم هذه المرة يا ونايسي..
هل هو موت طاهر؟
كانت تراقبه بدقة.. كلما وقعت عيناها على عينيه رأت الشرر يتطاير منهما..
لم يعد زوجها الذي تعرفه.. كان فظا وهو يصرخ في وجهها دون سبب.. يتحاشى أن تخرج كلمة حلوة.. يتفادى ملامستها.
حاولت بكل حنكة الأنثى التي تعلمتها منذ بدء الخليقة أن يبوح بكلمة، لكنها لم تجد إلا صدودا..
لأول مرة تخاف منك يا ونايسي.
هل تصدق يا حبيب القلب.. حبيبة تخاف منك.
ماذا فعلتْ لكل هذا الصدود وماذا أوغر صدرك نحوها؟!
دفنت وساوسها في قلبها وتشاغلت عنها بتنظيف الدوار.
في الدهليز الكبير حملت السلم الخشب وأسندته إلى الجدار وأنزلت الصور المعلقة على الحائط، أحضرت القطنه وغاصت بها في السبرتو الأحمر ثم أخرجتها وعصرت الألم في قلبها ومسحت صورة طاهر.
لم تقوَّ على مداومة النظر إليها.. كلما نظرت إلى صورته تقطع شيء في القلب ونزف.. تسمع صوت النشيج يعلو.. تفر إلى صورة الونايسي.. عصرت القطنه ومسحت إطار الصورة وزجاجها.. تفحصت ملامحه كأنها تراه لأول مرة.. عيناه عينا صقر لا يخاف الحمى.. يخشى نظراتهما الكبير والصغير.. لكنهما رحيبتان تتسعان لاحتضان العالم.
وحدها تعرف الحنان والحب الذي يسكنهما، فلماذا توارى حنانهما عن حبيبة؟!
ألست الونايسي الذي أعاد الشارد ولم شمل القطيع، وقال أن الونايسة قلب يتسع للجميع ومن أجلها يهون أي شيء، فلِمَ الآن تطرد حبيبتك من الونايسة التي تسكن قلبك؟!!
وقعت عيناها على الصورة الأخرى الممددة على الأرض.
منذ دخلت إلى الدوار وهى تراهما متجاورتين.. صورة الونايسي وصورة عبد الناصر.. لكنها لم تلحظ إن عيني زوجها تشبها عيني جمال إلا في هذه اللحظة.
تتذكره وهو يقف أمام الصورتين طويلا.. حين يقف تلك الوقفة تعلم إن أمرا يشغله، سألته مرة عن سبب وقوفه أمام صورة عبد الناصر كلما شغله أمر أو صادفته مشكلة.
قال إنه لا يعرف سببا محددا، مثل عبد الناصر من الصعب أن يتكرر، شيء مجهول يدفعني ناحية صورته كلما استعصى عليّ أمر، ربما استمد من عينيه شيئا خفيا.
شيء هادر كالثورات أو مشرق كالحلم، يهبك قوة ما.
بعد أن انتهت من الصورتين مسحتهما بورقة بيضاء ليلمع زجاجهما ثم حملت صورة طاهر ووضعتها مكانها وحملت صورة عبد الناصر ووضعتها مكانها.
حين هبطت لتمسك بصورة الونايسي وتصعد بها درجات السلم أخطأت إحدى قدميها درجة السلم الخشب وانزلقت.. كادت الصورة تسقط من بين يديها على الأرض.. ضمتها إلى صدرها بينما تمسك يدها الأخرى بالسلم وتدفعه ناحية الجدار حتى لا يسقط..
التقطت أنفاسها بعد إعادة الصورة إلى مكانها.. لم تكن لتسامح نفسها إن سقطت منها صورتك..
لملمت حزنها وأساها وتركتهما على الأرض وانهمكت في ترتيب الدهليز.. رفعت السجاد والوسائد وظلت تطارد بقايا الغبار بالمنافض، بينما غمامة سوداء تفرش ظلها على البيت وتطاردها أينما ذهبت...

قطنة السبرتو مرت على مساند الأرائك الخشبية والطاولات الصغيرة و الطفايات العاجية وحديد النوافذ و المسابح الكبيرة المعلقة على الجدران.
الوقت كان في خصام معها، يتعنت ولا يريد أن يتحرك خطوة إلى الأمام.
انتقلت من حجرة إلى حجرة.. إلا حجرة الونايسي.. تحاشت الاقتراب منها.. لم تلحظ في طوفانها بحجرات البيت فاروقا.. لم تفكر فيه.
زنزانة ضيقة حبسها فيها الونايسي وعزلها عن العالم كما أعتاد أن يحبس كل من يحبهم ليدوروا في فلك مجراته..
صعدت إلى الطابق الثاني ثم إلى السطح.
فتحت باب قن الدجاج وسمعت صريره الحزين.
نظفت القن وفرشت تبن الأرز على الأرض ورشته بالمياه ثم نزلت إلى المطبخ.
أعادت تنظيف الأواني والصواني ومسحت الأرضية والحوائط والسقف.
كل دقيقة تمر عليها بسنة.
غلبها التعب وتهاوت على الأرض، جرت خطواتها إلى حجرة بها سرير في آخر البيت وألقت نفسها عليه..
لم تلحظ العتمة الرابضة بالحجرة.
سيان العتمة والنور.
لم تعرف إن كانت غفت عيناها أم لا، انتفضت على صرير الباب وشعاع اللمبة الفلوريسنت الأبيض.
- أبو طاهر!
كانت عيناه على قسوتهما لا تزالان.
نهضت من رقدتها في انتظار كلمة تفك ألغاز ما يدور بعينيه.. شيء رهيب لا يتحمله بشر يسكن فيهما.. استعطفته بعينيها.
إن كانت فعلت شيئا فلينزل عليها ما يشاء من عقاب.
يسبها، يشتمها، يضربها.. أي شيء إلا هذا الصمت الظالم.
لم تتمالك نفسها وانخرطت في بكاء لا ينتهي.
سحب خطواته إلى حافة السرير وجلس معطيا ظهره لها.. ساد صمت حزين لبعض الوقت، امتلأت تصميما أن تقطعه.
ظلت تتمسح به كهرة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. تقبل كل جزء فيـه برجاء وخوف.. تستحلفه أن ينطق.
زنزانة الصمت مقبرة يا ونايسي.
التفت عنها، أسند ظهره إلى السرير ومد قدميه على طولهما.
رأته يبتعد بنظراته عنها.. توقفت أنفاسها حين لمحت حركة شفتيه.
الكلام لا يريد أن يخرج:
- غدا تأخذي فاروق وتذهبي إلى بيت أبيك حتى أرسل لك.
هل ماتت للحظات..
أحست أنها مدفونة وسط تلال من أكوام الثلج التي جمدت كل شيء حولها.
غشاوة غطت حواسها فلم تعد ترى أو تسمع أو تدرى بما يدور حولها.. لم تدر كم بقى إلى جوارها أو متى تركها ورحل؟
مع أول غبشة ضوء جرت نفسها بهدوء وخلفها فاروق وانزلقت من عتبة الباب.
دقت باب أبيها بعنف.
لم تجد كلمات تقولها غير البكاء.
لم يشأ أبوها أن ينكأ الجرح.. تركها وتلقف فاروقا بين أحضانه.
بمجرد أن انتهت من لملمة أشيائها نادت على فاروق من جوف الدار.
الشيخ طبع قبلات صغيرة فوق جبين حفيده وهمس في أذنها بكلمات لم تسمع منها كلمة واحدة.
كل ما يشغلها الآن أن الونايسي طلبها.
المرسال قال إن العمدة يريد معهم الشيخ.
لم يستبشر خيرا.. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتبعهم بخطوات وجلة.
كان السكون يغطى الشارع.
في الغيطان القريبة من الدوار شيء يشبه الريح التي تنوح من بعيد والدوار الكبير غطى واجهته غبار أشبه بالرماد.
ما إن دخلت من عتبة الباب أشتمت رائحة أنفاس غريبة.
لم يكن الونايسي وحده بالدوار.. منذ وعت حواسها الدار حفظت أنفاس أهله.
الشيخ استند إلى عصاه ووقف في منتصف الدهليز سأل المرسال عن العمدة.. المرسال قال:
- العمدة في حجرته مع أخوته..
تأكد الآن لديها إن الأمر أكبر مما تظن.. ربما لا يخصها وحدها.
المرسال تركهما بالدهليز ودلف إلى حجرة الونايسي في جوف الدار.
جالت عيناها بالجنبات وكأنهما تبحثان عن شيء مفقود.. لمحت بجانب الجدار النرجيلة وأكياس المعسل الذي يشربه سيد.. عرفت حينها إنه استدعى كل أخوته.
حتى سيد يا ونايسي؟!

2008/11/28

"جنراتسيون ي" الكوبية تفوز بجائزة أفضل مدونة في مسابقة دويتشه فيله للمدونات


"جنراتسيون ي" الكوبية تفوز بجائزة أفضل مدونة في مسابقة دويتشه فيله للمدونات

شهدت برلين احتفالا عالميا تم فيه الإعلان عن المدونات الفائزة بمسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات 2008، وقد فازت مدونة "جنراتسيون ي" من كوبا بجائزة أفضل مدونة، أما جائزة أفضل مدونة عربية فكانت من نصيب "أحد" المصرية.

اختارت هيئة التحكيم العالمية لمسابقة دويتشه فيله للمدونات مدونة "جنراتسيون ي" الكوبية كأفضل مدونة لعام 2008 على ضوء محتواها المعبر بشكل دقيق عن الحياة اليومية في كوبا. وتمثل هذه المدونة التي تحولت صاحبتها سنشيز إلى شخصية إعلامية صوت جيل بأكمله، جيل انقسم بين الشرق والغربن، لكنه لا يزال يعيش في كوبا.

جائزة "منظمة مراسلون بلا حدود" من نصيب إيران والصين

جائزة "منظمة مراسلون بلا حدود" تتويج لتشجيع حرية الرأي والتعبير وتدعم دويتسه فيله وبالتعاون مع منظمة "مراسلون بلا حدود" حرية الرأي والتعبير في الدول التي يعاني سكانها من كبت حرية الإعلام. ولذا كانت جائزة "منظمة مراسلون بلا حدود" لهذا العام من نصيب المدونتين (تغيير براي برابري) الإيرانية ومدونة (زنكين جن) الصينية، بعد أن تمكنتا من إقناع هيئة التحكيم ومندوبة منظمة "مراسلون بلا حدود" بالتصويت لصالحها على ضوء دعمها لحرية الرأي والتعبير داخل إيران والصين. وتعبر مدونة (تغيير براي برابري) عن صوت النساء الإيرانيات، إذ حاولت هذه المدونة جمع مليون توقيع ضد القوانين التي تضطهد المرأة في إيران. في حين تحكي مدونة (زنكين جن) قصة زوجة الرجل النشيط في الدفاع عن حقوق الإنسان وبطل العالم في الشطرنج هوجيا التي تقبع تحت الإقامة الجبرية وتحت المراقبة اليومية من قبل قوات الأمن الصينية.

يذكر أن المدونين والمستخدمين قد رشحوا هذا العام أكثر من 8500 مدونة تصدر في إحدى عشرة لغة من جميع أنحاء العالم، بزيادة 1500 مدونة عن مسابقة العام الماضي. وكان أكثر من 100 ألف مستخدم قد صوتوا لصالح المدونات المفضلة لديهم.

مدونة مصرية تفوز بجائزة أفضل مدونة عربية

كما منحت هيئة التحكيم مدونة "أحد" من مصر جائزة أفضل مدونة عربية لهذا العام. وتتناول هذه المدونة موضوعات مختلفة في مجالات الأدب والحياة العامة والسياسة والتاريخ. ويذكر أن هذه المدونة يكتبها شاب نشيط يعبر فيها عن الحياة اليومية في الشارع العربي. ووصف عمرو غربية عضو هيئة التحكيم المدونة بأنها "تعبير عن الصحافة الشعبية"، خاصة وأن كاتبها يتناول الكثير من الأحداث اليومية ليس في مصر وحدها وإنما في الدول العربية الأخرى. هذا بالإضافة إلى أنها مكتوبة بلغة سهلة وبسيطة وتحتوي على الكثير من المعلومات التي لا تتناولها وسائل الإعلام المحلية.

البث والتدوين المباشر لأول مرة

وقام هذا العام المدون بيتر بير (www.thewavingcat.com و www.blogpiloten.de) بمرافقة حفل تتويج الفائزين من خلال تدوينه باللغة الإنجليزية عن مجريات الحفل. ويمكن من خلال موقع المسابقة (www.thebobs.com) مشاهدة التقارير التي كتبها المدون بيتر. وفي هذا العام أيضا استطاع المهتمون بالمدونات في جميع أنحاء العالم مشاهدة وقائع الحفل على الإنترنت مباشرة. كما تم تخزين وقائع الحفل أيضا على موقع المسابقة للاطلاع عليها.

وجاء الإعلان عن الفائزين هذا العام ضمن حفل إعلامي كبير وبحضور العديد من الإعلاميين وممثلين عن مؤسسة دويتشه فيله وراديو هولندا/ القسم الخارجي في متحف الاتصالات في العاصمة الألمانية برلين. وكانت نقاشات هيئة التحكيم قد تناولت الاعتبارات المختلفة للتدوين على المستوى العالمي، بالإضافة إلى خصائص هذه الظاهرة مع تناول بعض الأمثلة الجيدة من المدونات. هذا إلى جانب التركيز على ظاهرة التدوين في القارة الإفريقية وأهميتها الذي تطرق إليها بشكل خاص المدون الكونغولي سيدريج كالونجي.

وأشار سيدريج إلى الحكم الدكتاتوري في الكونغو الذي قام على مدى عشرات السنين بقمع حرية الرأي والتعبير وحرية وسائل الإعلام، "الأمر الذي جعل التدوين المتنفس الوحيد للكثيرين في التعبير عن رأيهم وتدوين ما يختلج في خواطرهم. ويرى الشاب الكونغولي أهمية التدوين في بناء الجسور. جسور بين أفريقيا والعالم وكذلك بين مختلف دول القارة الإفريقية. يذكر أن كالونجي حاز على جائزة أفضل مدونة فرنسية العام الماضي.

وبالإعلان عن الفائزين في مسابقة المدونات لهذا العام تكون المسابقة قد وصلت إلى نهايتها ولكن بإمكان زوار موقع المسابقة إضافة وترشيح مدوناتهم للمشاركة في عدد المسابقة للعام القادم في أي وقت يشاؤون من خلال موسوعة المدونات "بلوغوبيديا". وعلى هذا النحو ستكون المدونات مرتبة حسب البلد أو اللغة أو النوع.

زاهي علاوي

نقلا عن راديو دويتشه فيله

2008/11/27

جائزة تيمور للإبداع المسرحي في عامها التاسع عشر


جائزة تيمور للإبداع المسرحي في عامها التاسع عشر

أعلنت رشيدة تيمور مانحة الجائزة عن فتح باب التقدم للمسابقة فى عامها التاسع عشر للكتاب المصريين والعرب، وذلك حتى آخر ديسمبر.
واشترطت اللجنة المشرفة على المسابقة برئاسة د.ناصر الانصارى رئيس هيئة الكتاب، أن المسرحية المقدمة لم يتم عرضها على المسرح من قبل، وألا يتجاوز عمر المتقدم خمسة وثلاثين عاماً ويتم الاشتراك بالمسابقة بإرسال ثلاث نسخ على عنوان هيئة الكتاب "مسابقة تيمور المسرحية"، ويرفق بهذه النسخ ما يثبت توافر شروط المسابقة، مع العلم بأنه لا يجوز للفائز بجائزة تيمور أن يتقدم للمسابقة مرة أخرى، إلا بعد مرور خمس سنوات من تاريخ حصوله على الجائزة.

2008/11/20

اتحاد الكتاب العرب في سوريا يطلق جائزة الدكتور نبيل طعمة الإبداعية للشعر 2009

اتحاد الكتاب العرب في سوريا يطلق جائزة الدكتور نبيل طعمة الإبداعية للشعر 2009

أطلق اتحاد الكتاب العرب في سوريا بالتعاون مع دار الشرق جائزة الدكتور نبيل طعمه الإبداعية للشعر (دورة نزار قباني لعام 2009) وقيمة الجائزة مليون ليرة سورية (ما يعادل أكثر من عشرين ألف دولار أميركي) (دورة نزار قباني)
بيانات عامة:
أولاً: تخصص جائزة الدكتور المهندس نبيل طعمة الإبداعية لعام 2009 للشعر.
ثانياً: التقدم للجائزة متاح أمام الشعراء العرب جميعاً.
ثالثاً: تمنح الجائزة لثلاث مراتب (أولى، وثانية، وثالثة).
رابعاً: مقدار الجائزة الأولى: (400.000) ل. س، والجائزة الثانية (300.000) ل. س، والجائزة الثالثة: (200.000) ل. س.
خامساً: يستقبل الاتحاد الأعمال المرشحة للجائزة بدءاً من السبت 3/1/2009 حتى 30/4/2009.
سادساً: يعلن عن النتائج في شهر أغسطس/آب لعام 2009.
سابعاً: يقام حفل توزيع الجوائز في أواخر شهر أغسطس/ آب سنوياً، بحضور النخب الثقافية العربية.
ثامناً: تشكل لجنة التحكيم بقرار من الأمانة العامة للجائزة.
تاسعاً: قرارات لجان التحكيم قطعية لا عودة عنها.
الشروط العامة:
1ـ تقدر لجنة التحكيم التجارب الشعرية المهمة على أن ترفد هذه التجربة بمجموعة جديدة غير منشورة؛ ومغفلة الاسم، لا تقل عن (100) صفحة من القطع الوسط.
2 ـ ترسل المجموعة الشعرية الجديدة على خمس نسخ مطبوعة ومرفقة بقرص مدمج C. D ويتعهد صاحبها بكتاب خطي بأنها غير منشورة وغير فائزة بجائزة من قبل.
3 ـ يرفق المتقدم إلى الجائزة أعماله بكتاب تنازل عن حقوق الطبع والنشر والتوزيع لمصلحة الأمانة العامة للجائزة إذا فازت بإحدى الجوائز.
4 ـ يرسل المتقدم للجائزة كامل أعماله على ألا تقل عن ثلاث مجموعات شعرية صدرت سابقاً، لأن التحكيم سيراعي أهمية التجربة الإبداعية للمتقدم.
5 ـ يرسل المتقدم للجائزة سيرة ذاتية وعلمية له.
6 ـ يرسل المتقدم للجائزة خطاب ترشيح يبين رغبته في المشاركة في الجائزة.
7 ـ ترفق الأوراق بمعلومات تتضمن: اسم المشارك (الثلاثي) وعنوان إقامته، وعنوانه البريدي، ورقم هاتفه، وصورة قياس (10 × 15) سم.
8 ـ ترسل الأعمال الشعرية المطبوعة مع المجموعة الجديدة المخطوطة بوساطة البريد المضمون إلى اتحاد الكتاب العرب: سورية ـ دمشق ـ اتحاد الكتّاب العرب ص. ب: 3230.
9 ـ كل طلب اشتراك لا يستوفي الشروط المقررة لا يعد متقدماً إلى المسابقة ولا تعاد الأعمال المشاركة في الجائزة إلى أصحابها.
10 ـ يبدأ الإعلان عن الجائزة وشروط الاشتراك فيها اعتباراً من 15/11/2008.
11 ـ يمكن الاستفسار عن شروط الجائزة بوساطة هواتف اتحاد الكتاب العرب وهي: 6117240 ـ 6117241 ـ 6117242 ـ 6117243 ـ 6117246 أو على الفاكس رقم: 6117244 ـ 6117249 أو على موقع الاتحاد على الانترنت:

www.awu-dam.org

الشارقة 2006

















2008/11/15

تأجيل معرض كتب الأطفال المصري


تأجيل معرض كتب الأطفال المصري

أعلن فاروق حسني وزير الثقافة المصري أنه تقرر تعديل موعد معرض كتب الأطفال الذي كان من المقرر انطلاق فعالياته يوم 18 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ليكون مع انطلاق مهرجان القراءة للجميع في بداية الإجازة الصيفية من كل عام.

2008/11/13

النسخة الثانية من جائزة قطر لأدب الطفل


النسخة الثانية من جائزة قطر لأدب الطفل

الشعر، والنصوص المسرحية، وموسيقى أغاني الأطفال، وألعاب الأطفال المبتكرة مجالات التنافس لهذا العام

أعلن سعادة السيد عبدالله بن ناصر آل خليفه-الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة-ملامح جائزة الدولة لأدب الطفل في دورتها الثانية لعام (2009) في مؤتمر صحفي كما أعلن عن فتح باب الترشيح للجائزة الذي يصادف (18)الجاري ويستمر حتى (18) فبراير للعام (2009)

وأعلنت الدكتور كلثم الجبر –رئيس لجنة أمناء الجائزة- خلال كلمتها مجالات الجائزة التي وقع الاختيار عليها في الدورة الثانية وهي:الشعر، والنصوص المسرحية، وموسيقى أغاني الأطفال، وألعاب الأطفال المبتكرة بما فيها الوسائط الإلكترونية، مشيرة إلى أنَّ فترة الترشيح للجائزة سيواكبها إطلاق حملة إعلانية ودعائية كبيرة على مستوى الوطن العربي لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأدباء والفنانيين والموهوبين للإطلاع على أهداف الجائزة ومجالاتها، وحثهم على إطلاق ابداعاتهم للمشاركة في المسابقة. وأشارت د.الجبر إلى الشروط الواجب ان تتجسد في المشاركين وهي أن يتميز العمل المقدم بالأصالة، وأن يخاطب الأعمال المقدمة للجائزة فئة عمرية من 3-18سنة،وأن لايكون العمل قد سبق له الحصول على جائزة محلية أو عربية أو عالمية، وأن لايكون العمل قد نشر من قبل أي وسيط إعلامي مقروء أو مسموع،وأن لايكون العمل المقدم رسالة علمية أو بحثاً لنيل درجة علمية،وأن يسلم المرشح ست نسخ من المادة ونسخة واحدة إلكترونية. معايير الجائزة وعرجت د. الجبر على معايير الجائزة مشيرة إلى أنَّ اللجنة المعنية قد خصصت معايير للجائزة وتتمثل في: ضرورة أن يحقق العمل أهداف الجائزة 30%وأن يتميز بالجدة والابتكار 20% وأن يستوفي المعايير الفنية المحددة لكل مجال من المجالات 50% مؤكدة أنَّ الجائزة وفي إطار سعيها لتنمية ثقافة الطفل سوف يتخلل فترة الترشيح عدة فعاليات من شأنها الارتقاء بالانتاج الأدبي والفني المقدم للطفل، كعقد ورش تدريبية لتنمية مهارات كتابة القصة والرسوم الموجهة للأطفال مما سيسهم في مساعدة المواهب القطرية على التبلور والظهور علما أنَّ الجائزة مفتوحة لمن يرغب بالتسجيل بها سواء من المواطنين أو المقيمين، إلى جانب جملة من الأنشطة الثقافية، كما سيتم نشر الأعمال الفائزة للعام (2008) في شتى المؤسسات الفكرية والأدبية على مستوى إقليمي ونشرها على موقع المجلس الإلكتروني للإطلاع عليها وللفائدة الأكبر.

أشعار فؤاد حداد للأطفال..


أشعار فؤاد حداد للأطفال..


ضمن سلسلة كتاب قطر الندى أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب ( عقد الفل والياسمين ) للشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد يتضمن مختارات من شعر حداد تناسب الأطفال.. الكتاب بالعامية المصرية.. وصدر بفكرة من الكاتبة والناقدة د. زينب العسال، وإعداد أشرف عويس واللوحات المصاحبة للفنان محمود الهندي

( أبو هريرة ) جديد سيد الطيب..




( أبو هريرة ) جديد سيد الطيب



(أبو هريرة) مسرحية شعرية للأديب سيد الطيب صدرت عن مطبوعات إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي.. سيد الطيب من الأصوات القليلة التي تهتم بالمسرح الشعري ويمزج في عمله الجديد بين اللحظة التاريخية موضوع المسرحية واللحظة الآنية.. وسبق أن صدر له مسرحية( بائعة الصبر ) عن دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة والتي فازت بالجائزة الأولى عام 2003.
مبروك للجميل ابن الغردقة سيد الطيب.

26/11ورشة الكتابة للطفل بمعرض القاهرة الدولي لكتب الأطفال


26/11 ورشة الكتابة للطفل بمعرض القاهرة الدولي لكتب الأطفال


ضمن فعاليات وأنشطة المعرض الدولي لكتب الأطفال الذي سيفتتح يوم 18 من نوفمبر الحالي بأرض المعارض بالقاهرة تعقد ورشة عن الكتابة للطفل يوم الأربعاء الموافق 26/11/2008 يشارك فيها الأدباء إيزابيل كمال وأحمد طوسون وعزة بدر وتديرها أميمة جابر..
الندوة تقام بسرادق هيئة الكتاب داخل المعرض الدولي لكتب الأطفال في الساعة من 4 إلى 5 م.
دعوة للمهتمين بالحضور .

2008/11/12

اعلان قائمة روايات تتنافس على جائزة البوكر العربية

اعلان قائمة روايات تتنافس على جائزة البوكر العربية

القاهرة (رويترز) - أعلنت لجنة التحكيم للجائزة العالمية للرواية العربية قائمة تضم 16 عملا تتنافس على الجائزة لعام 2009 من بين 121 رواية تأهلت للمسابقة.
وقال بيان صادر عن اللجنة تلقته وكالة رويترز يوم الاربعاء إن القائمة تمثل التصفيات الاولى للاعمال المتنافسة على الجائزة التي يحصل الفائز فيها على 50 ألف دولار فضلا عن عشرة الاف دولار لكل رواية تظهر في قائمة قصيرة للاعمال المتسابقة تضم ست روايات.
وفاز بالجائزة التي تسمى جائزة البوكر العربية عام 2008 في أول منح لها الاديب المصري بهاء طاهر عن روايته "واحة الغروب".
وقالت اللجنة التي ناقشت الروايات المقدمة للمسابقة عبر سلسلة جلسات في لندن ان القائمة ضمت "القمقم والجني" للسوري محمد أبو معتوق و"حارس التبغ" للعراقي علي بدر و"جوع" للمصري محمد البساطي و"الاعترافات" للبناني ربيع جابر و"كتيبة الخراب" للمغربي عبد الكريم الجويطلي و"صلاة من أجل العائلة" لرينيه الحايك من لبنان و"المترجم الخائن" للسوري فواز حداد و"هذا الاندلسي" لسالم حميش من المغرب و"عزازيل" للمصري يوسف زيدان و"روائح ماري كلير" للتونسي الحبيب السالمي.
وضمت القائمة "غرفة العناية المركزة" للمصري عز الدين شكري و"الحفيدة الامريكية" للعراقية انعام كجه جي و"الورم" لابراهيم الكوني من ليبيا و"طعم أسود رائحة سوداء" لليمني على المقري و" زمن الخيول البيضاء" للاردني ابراهيم نصر الله و"ماء السماء" للفلسطيني يحيى يخلف.
وسوف تعلن القائمة القصيرة للاعمال المتنافسة في العاشر من ديسمبر كانون الاول وتضم ستة أعمال. وتعلن في نفس الوقت أسماء أعضاء لجنة التحكيم طبقا لشروط المسابقة.
وسوف يعلن اسم الفائز بالجائزة يوم 16 مارس اذار في حفل يقام في أبوظبي عشية انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وتهدف الجائزة العالمية للرواية العربية الى مكافأة التميز في الادب العربي المعاصر والمساعدة على نشره في العالم من خلال ترجمة عمل الفائز والاعمال الاخرى التي تظهر في القائمة القصيرة الى لغات أجنبية.
وتدعم الجائزة مؤسسة الامارات في أبوظبي وتدار بالمشاركة مع مؤسسة بوكر في لندن.
القائمة الطويلة انها تبين "مدى تنوع الادب العربي وجودته. ان هذا الادب يستحق جمهورا أوسع والمزمع أن تسهم الجائزة في ضمان ذلك."
وكانت الجائزة أطلقت رسميا في أبوظبي في أبريل نيسان عام 2007. والجائزة مخصصة تحديدا للرواية المكتوبة باللغة العربية.
وتلقت ادارة الجائزة 131 رواية لمسابقة 2009 لم تتأهل عشر منها. والروايات التي تأهلت كتبها 104 أدباء و17 أديبة.
من محمد عبد اللاه
نقلا عن رويترز العربية

2008/11/11

منحة مؤسسة محمد بن راشد للإبداع العربي لأحمد طوسون في رواية الأطفال..

منحة مؤسسة محمد بن راشد للإبداع العربي لأحمد طوسون في رواية الأطفال..


ضمن الدفعة الأولى لمشروع ( أكتب ) الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد بداية هذا العام لدعم ورعاية الأدباء العرب من خلال تقديم منح مالية لهم ونشر وتسويق وترجمة أعمالهم وإبداعاتهم..
حصل الكاتب أحمد طوسون على منحة المؤسسة عن مشروعه في مجال رواية الأطفال.. وقد انتهى الكاتب من تأليف كتاب بعنوان (أحلام السيد كتاب) .. وسوف تقوم المؤسسة نيابة عن الكاتب بالتعاقد مع أحد دور النشر العربية لنشر الكتاب.
الدفعة الأولى للمشروع ضمت عددا من المبدعين العرب في كافة المجالات الأدبية .
الجدير بالذكر أن مؤسسة محمد بن راشد للإبداع العربي تم تأسيسها بمبادرة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.. وتهدف في الأساس إلى تحقيق التنمية اعتمادا على البعد الثقافي .. وتشمل عدة برامج بخلاف برنامج أكتب، أهمها برنامج ترجم الذي أصدر نصوصا إبداعية وروائية حديثة تترجم للعربية لأول مرة.

2008/11/09

بي بي سي تطلق مسابقتها الدولية للكتابة الإذاعية



بي بي سي تطلق مسابقتها الدولية للكتابة الإذاعية


دعوة للمشاركة في المسابقة الدولية للكتابة الإذاعية التي تنظمها إذاعة بي بي سي للمرة الحادية عشرة على التوالي.
تنطلق الإثنين 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري المسابقة الدولية في فن الكتابة الإذاعية لعام 2009 التي تعود إذاعة بي بي سي العالمية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني من جديد لتنظيمها.
فإذا كنت تتمتع بموهبة الكتابة سواء الكتابة الأدبية، المسرحية، السينمائية، أو التليفزيونية، وليس لديك خبرة بالنسبة للكتابة الإذاعية فهذه دعوة للمشاركة في المسابقة التي تقام للمرة الحادية عشرة على التوالي.
وأوضح مصدر إعلامي بالمجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة، بأنه سيكون هناك العديد من الجوائز منها جائزتان رئيسيتان في هذه المسابقة تقدم لأفضل نص مسرحي تكون اللغة الإنجليزية هي لغة كاتبه الأولى، والجائزة الثانية ستقدم لأفضل نص مسرحي تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية لكاتبه، ويحصل كل فائز على ألفين وخمسمائة جنيه إسترليني، بالإضافة إلى رحلة إلى لندن لحضور تسجيل المسرحيات الفائزة التي ستذاع على إذاعة بي بي سي العالمية.
وتعد المسرحيات الإذاعية من أكثر وسائل الاتصال فعالية بالجمهور لأنها تحكي قصصهم وتسمع أصواتهم، كما أنها تذكرنا بأهمية الدراما الإذاعية كجزء من وسائل عرض العمل الدرامي.
وأعلن المصدر الإعلامي أن آخر موعد لتلقي استمارات المشاركة سيكون 31 مارس/آذار 2009.
وللحصول على استمارات المشاركة، ولمزيد من المعلومات يمكن زيارة المواقع التالية:
www.bbcworldservice.com/radioplay
أو
www.britishcouncil.org/arts-radio-play.htm

نقلا عن ميدل ايست اونلاين

هذيان .. قصيدة أسامة الزيني الجديدة من ديوان ليس لي وطن


الشعر يبقى هو الشعر.. يبقى كما يقول مالرب مثل الرقص واسطة وغاية.. ولست مع من يروجون أن زمن الشعر ولى..

الأزمة أزمة النقاد وليست أزمة الشعر والشعراء..

وأسامة الزيني صديقي الذي اختطفه السفر أرسل لي مخطوط ديوان (ليس لي وطن).. وأعلم أنه لم ينشر قصائد الديوان من قبل.. وربما كان لا يرغب في ذلك الآن..

لكن الزيني وأحمد قرني وأحمد عبدالباقي شعراء ولدوا في زمن ليس زمنهم.. ربما توجب عليهم أن يأتوا قبل ألف عام.. حينما كان يحتفي الناس بالشعر.

معذرة يا صديقي أردت أن يشاركني أحد الاستمتاع بالشعر بعيدا عن نظارات النقاد السوداء التي لا تنظر إلا من خلال الفتحات الصغيرة لفستان ضيق.


هَذَيان


أسامة الزيني


(1)
يا صاحبي الشجاعُ..
يا مدينتي القديمة..
يا كل من تخلفوا الليلة عن مقهانا
يا أيها الكرسيُّ..
يا أيتها الطاولةُ الوحيدةْ..
يا أيها الجنونُ..
ما الذي دهانا؟
ما ذلك الذي يفور في دِمانا؟
يا أيها الصمت الذي يطوقُ الدروبَ..
يا عبوسَنا..
يا غِلَّنا..
يا دمعَنا اليائسَ..
يا إضرابَنا عن الطعامِ والكلامِ..
ما الذي نفعله عسانا؟
ومن نبثُّهُ شكوانا؟
ومن يريحنا؟
ومن يزيح عن صدورنا بلوانا؟
من ينفخ الحياة في ضجيجِنا النافقِ..
من يخطب فينا؟
لربما تعود في عروقنا الدماءُ
أو تدب في قلوبنا العزيمة
يا صاحبي الهاربَ..
يا مدينتي الحزينةْ..
هل ثم حلم غير ذلك الذي..
يضيع من أيدينا؟
هل كل شيء حولنا حقاً يموتْ؟
أم تلكم الحياةُ لا تسمعنا..
ولا ترانا؟.

(2)
في حزن عينيكِ ولدت يا مدينتي
من قهقهات الناسِ حول النار في ليل الشتاءْ
في حِجر جدتي تعلمتُ الكلامْ
لكنّ أمي حاربت فيَّ الكلامْ
أمي التي كانت تخاف كلَّ شيءٍ حَرَمتني كلَّ شيءْ
- الشعر ضعف يا صغيري
الشعر عجز وانحناءْ
الشعر غادر خؤونْ
بالله مزِّق تلكمُ الأوراقَ أخشاها عليكْ
لا تترك البيت الذي لم يبق فيه غيرنا بعد أبيكْ
كن دَوحتي في لَفح شمسي
كن فارسي يا طفلَ أمسي
كن شرفتي التي أطل من ورائها على الحياةْ
كن ذلك الجدارْ
الشعر عِلج يا صغيري
الشعر خناس خَنَاثْ
يكفي انحناءً مدحُكَ الأذنابَ عُمّالَ الطغاةْ
أو أن تقول الحق مصلوباً على جدرانهمْ
في غرفة التعذيب تُلقى نافقاً..
في بقعة من دمك المسفوح شاةً..
مثل آلاف الشياه
لا دمع يكفي يومها
لا صبر يشفي
رفقاً بقلبي لم أعد أقوى لهذا الخوفِ
رفقاً يا ابن خوفي
لا تكتب الشعر ولا تهزج به للأصدقاءْ
عد مسرعاً للبيت إن حل المساءْ
فالليل شيطان رجيمْ
قد يدلق الأشعارَ من صدرك عفواً
قد يفسد الدنيا حواليك إذا ما عرفوكْ
واعبر أمام الناس طيفاً رائحاً أو غادياً
لا تسْمَعَنْ منهم حديثاً
لا يسمعوكْ
لا تحضُرَنْ جمعاً لقومٍ
لا يحضروكْ
كن مثلما كان أبوكْ
الناس شرٌّ يا صغيري إن سَبَوك استرهبوكْ
حتى تقول الشعر فيما يرغبونْ..
أو يقتلوكْ
يمر خيط من دماكَ عابراً وجه القمرْ
يقضي عليّ الشيبُ دهراً
خلف شرفتي أضم ثوبك المخضلّ بالدماءِ..
لا أعرف: ماذا أنتظرْ؟!

(3)
تسألني عنكِ الفصولُ يا حبيبتي
تسألني شرفتكِ الموصدةُ الحزينةْ
تسألني عنك الشوارعُ.. الضجيجُ.. هاتفي النقالْ
حافظة الرسائل القديمةْ
تسألني أرصفة الغربة عن موعد عودة قريبْ
أطرق.. ثم لا أجيبْ
لمن أعود يا حبيبتي؟
لِمَ أعودْ؟
هل ثَم شيءٌ يرجع المرء إليهْ؟
الموت لم يترك لقلبينا مكاناً في الوجودْ
عشرة أعوام أراه يصلب المشاهد التي أحبها على الجدارْ
عشرة أعوام أراك ترشفين الشاي في الكوب الأنيقْ
عشرة أعوام أراك تخطرين كالنسيم كل صبح في الطريقْ
بوجهك الحلو الصبوح المدرسيّْ
جَوربُك الأبيض والتنورة التي تقاوم الهواءْ..
أجمل ما تحمله ذاكرتي
أجمل ما في الكون يا حبيبتي
عشرة أعوام تراقبين شرفتي حتى تغيبي في الدروبْ
وتهمسين للرفيقات عن الذي يدور بيننا
عن حبنا الطفل الذي وُلِدَ في نهار آبْ
عن همس آخر المساءْ
عن فورة اللذة في دمائِنا
عن سوط ذلك العذابْ
عشرة أعوام أراك تجلسين في انتظار عودتي
في برد ليلة الشتاءْ
عشرة أعوام مضتْ
والصمت لا يزال رابضاً يطوق المكانْ
عشرة أعوام مضت على وفاة الحارس الذي
يطل من حِداد شرفتي
على حِداد الشرفة المقابلةْ
أجلس في غبار عُرْسِكِ الذي..
مضى بأحلامي بعيدا
أجلس في غبار عرسك الذي..
خلَّفني وحيدا
أراقب المشاهدَ التي توقفتْ
في تلكم الليلةِ من أيلولْ
كان الغريب هازِجاً
وكنتِ تجلسين يا حبيبتي إلى جوارهِ
تودِّعين شرفتي
بنظرة المسافر الذي قد لا يعودْ
كان الغريبُ هازجاً
ودمع عينيكِ الذي يحجب عنك شرفتي
يحجب أيضاً.. ذلك المجهولْ
أغمضتُ شرفتي على بكائها ارتطمت بالجدارْ
عشرة أعوام أعيش الانهيارْ
عشرة أعوام أموت يا حبيبتي
أرقد في غيابة الإغماءْ
أعيش خارج الوجود والزمانْ
أعيش خارج الأحاديث التي تدور حولي..
خارج الضحك والبكاء والصراخ والغناءْ
تسألني عنك المشاهد الكسيحة البكماءْ
تسألني عنك الفصول يا حبيبتي
تسألني شرفتك الموصدة الحزينةْ
يسألني عنك الشوارع.. الضجيج.. هاتفي النقالْ
حافظة الرسائل القديمةْ
تسألني أرصفة الغربة عن موعد عودة قريبْ..
أطرقُ..
ثم لا أجيب.

(4)
جلستَ في زاوية المقهى
طلبتَ كعكَ الشوكولا
أشَرْتَ للنادلِ: (قطعتين)
تعجب النادلُ ماطًّا شفتينْ
تصنَّع ابتسامةً
مجدداً تعجب النادلُ
حين كنتَ توصيه بفنجانَي (كوفي)
مجدداً تصنَّع النادل الابتسامْ
طاف حواليكَ يراقبُ الأحاديثَ التي تديرها..
مع الفراغْ!!
تقدم القهوةَ في سعادةٍ
لصمتِ كرسيٍّ مقابلْ
تحثُّهُ على تعاطي الكعكةَ التي وضعتَها أمامَهُ
وبعد ساعتينْ
طلبتَ كأسينِ من المانجو الذي..
يحبُهُ الكرسيُّ.. ربما..
أو ربما يحبُهُ الفراغْ!!
وحدَكَ كنتَ تستطيعُ رؤيةَ البنتِ التي
كانت تشاطرك طاولة ذلك الصباحْ
وحدك كنت مفعماً بدفئِها
تشم نكهةً لقهوة الحليبِ في حديثِها
تذوق طعمَ الشوكولا من فمِها القريبْ
وحدكَ كنتَ هائماً بذلك الوهمِ الذي
ترتادُ كهفَه الرهيبْ
تصرخ في أعماقِهِ السحيقةْ
لا شيءَ غيرَ صوتِكَ الذي يعودُ بائساً إليكْ
تخنقك العَبرة تمضي كالأسير تاركاً
ميدانَ طلعت حربْ
تعبرُ قُبّالةَ فِترينات شارعِ الملكْ فؤادْ
تسألهُا:
ألم تجوعي بعدْ؟
.......
هلا أخذنا صورتين عند ذلك المصورْ؟
......
ثمَ زحام عند باب الـ(مُوْل)..
هاتي يديك نعبر الطريق للأرصفة المقابلةْ
.......
دعي أصابعكِ في أصابعي
لربما نعبر شارعاً جديدا
دعي أصابعك في أصابعي
الآن صِرت يا حبيبتي سعيدا
.......
هلا تعلقتِ بساعدِي؟
......
هلا احتضنتِ مِرفقي؟
........
هلا التصقت أكثر الآن بجسمي فالزحامُ هائلٌ؟؟..
.........
ما أروعَ الزحامَ يا حبيبتي
........
ماذا تقولينَ؟ أنا مراوغٌ؟؟..
أنا ممثلٌ؟.. أنا؟
لا يا حبيبتي..
أنا ممزقٌ.. أنا.. أشلاءُ إنسانٍ
فضميني إليك.. لملميني يا حبيبتي
........
ماذا تقولينَ؟.. تأخرتِ؟..
لماذا يفعل الوقت بقلبي هكذا؟!
هلا إذن عانقتِني قبل الرجوعْ؟
هلا...
حبيبتي.. حبيبتي..
لماذا لا تردين عليّ يا حبيبتي؟

(5)
تذكرني؟
أم وحشةُ الغربة أنْسَتْكَ العناقْ؟
يا قمري الغائبُ
كم تتوق شرفتي إليكْ
كم أشتهيكْ
كم أشتهي (أحبكِ) التي أشم عطرها الآنَ
وقبلُ كنت أنتشي بها من شفتيكْ
أُسلِم خديَّ لدفئها الجميلْ
أغمض عينيّ لها..
لعلها..
تمتاح من دمي لهيبي
ترتاح أوجاعي التي
تئن في جسديَ الملقى على صخرة ذلك الوجود يا حبيبي
لعلها تفك أسري
لعلها تريح صدري
(أحبكِ) التي طبعتَها على فمي عشيةَ الرحيلْ
وضعتها أنثى لها خَفْقَةُ قلبي..
وارتعاش راحتيكْ
جنونُها أجملُ ما فيَّ ابتسامُها الذي يسحرني..
أجملُ ما فيكْ
(أحبكِ) التي لها الآن ربيعانِ..
كثيرةُ السؤالِ عنكَ يا (بابا)
(أحبكِ) التي تدخل هذا العامَ KG2
تلمعُ في حدَقَتَيْها نظرة الحزن التي تلمع في حدقتيَّ
مُذْ ضممتني بقوة إليك ليلةَ الرحيلْ
(أحبكِ) التي تعيش هذا المستحيلْ
تمرض منِّي يا حبيبي
ترقد في فراشِها الغضِّ الطفوليِّ الحزينْ
تسألُني عنكَ: ألن يأتيَ بابا؟ إنني أموتْ
أريد أن أضمَّه (ماما).. أريد أن أبوسَهُ
أريدُ أن أموتَ فوقَ صدرهِ
أريد أن أشم يا (ماما) ولم لمرةٍ أنفاسَهُ
(أحبكِ) التي توقفت عن السؤال عنْ..
موعد عودتك يا حبيبي
نزعها أبي بقبضة من الحجرْ
وأدها في صدره المحشو بالصخور والرمالْ
وخَشيةِ الرجالْ
ليلتها عاد أبي بقلب سفاحٍ
قضى الليلةَ في معبد رأس المالْ
نزعها
أمام صمت العاجزين الخائفين الخائضينْ
وفَرَحِ إخوتي القساةْ
وجَزَعِ قلبي
(أحبكِ) التي اشتهتْك قدر ما اشتهتك أمُّها
وقدر ما بَكَتْكْ
آخر ما قالته كان اسمُك.. ثم قبَّلتْكْ
(أحبكِِ) التي استغاثَتْكَ وقبضة أبي..
تنزع من رئتيها الحياةْ
كانت تئن كلما أهال فوقها الترابْ
تلفظ روحها.. يفيض دمعها الأخيرْ
تقولُ:
واربّاهُ
واباباه

(6)
الليلُ يا حبيبتي..
موعدنا القديمْ
الليل سرُّنا الذي أفشاه عابرٌ.. بغيضْ
فأشعل الحياة حولنا
وكنتُ يا حبيبتي..
أضم ثلجك البديع في احتقان ليل آبْ
الآن يشدخ الوجود جبهتي
تصهر رأسي فورة التذكارْ
الليل يا حبيبتي
يا وردةَ الستارْ
يُباع مثلما يباع كل ما نراه حولنا
يباعُ مثلما نُباع.. يا ابنةَ التِّجارْ
الليلُ عُرسُنا
الليل دارنا
الليل طفلنا الذي يموت كل لحظة أمامنا
الليل بوحنا/ اشتهاؤنا/ اشتعالنا/ انطفاؤنا
الليل آهة العناق/ الانهيارْ
الليل يا سَبِيَّةَ الكبارْ
عشاء قلبينا الأخيرْ
قبيل نومنا على الصليب باسمين للصِّغارْ
وعُرس زَوجينا البهيجُ في وفاتِنا
ونَهمة التجارْ
الليل أغنياتنا التي توقفتْ
الليل حلمنا الشهيدْ
أشلاء طفلين تغيبا عن اللعبْ
أشلاء طفلين على امتداد عشب مشهد قديمْ
يسقط من ذاكرتي العالم يختفي الوجودْ
تَسُدُّ قدامي المدى..
أسوار نارٍ وحديدْ
الويل للتجار يا حبيبتي
غداة يُسألون عن عذابنا
عن وَأْد قلبينا
عن اغترابنا
عن موتنا البطيءْ
الويل للتجارْ
الويل للقتلة "الأخيارْ"!!
سحقاً لهم..
سحقاً لأقنعتهم
سحقاً لِمَيْنِهم لإفكهم
لِسُمِّ تِلكمُ الخناجر التي تطل من أردانهم
سحقاً لكل من قتلنا
سحقاً لكل من أكل من لحومنا
سحقاً لصمت العالم الأبلهِ
للمارَّةِِ في الطريقْ
سحقاً لكم
سحقاً لتلكم المجالس التي تجمعكم
سحقاً للهوكم
لجهلكم
لموتكم
لقسوة الحجارة التي تزوم في صدوركم
يا أيها الغَُثاءُ.. ثلة التجار يهربون بالوطنْ
ينسحبون تحت وابل من الكلامِ
بالحقائب التي تُقِلُّ أغنياتِكم
يروجون للبغاء في الشوارع التي..
يطل من شُرَفها الحب على وَهَنِكم
يمتهنون الرِّقَّ في ميدان حرياتكم
يا أيها المنخدعون البلهاءْ
تركتم التجارَ ذلك المساءْ
ينتزعون حلميَ الصغيرْ
وطنيَ الذي أعود كل ليلة إليهْ
أفر فيه من وجوهكم
من اختناقي كلما حاصرني الضحك والكلامْ
من الأحاديث التي..
أشعلت الوجود حولنا
فاقتادنا التجار في أعناقنا الحديد يا حبيبتي
أمامنا النيرانْ
وخلفنا الزنازن التي تئن في ظلامها أحلامنا
يجلس عند بابها كالأخطبوط تاجر سجانْ
يفرك مِسْبَحَتَهُ
يلمع في جبهته "مُسْتَحْضَرُ" الإيمانْ
يمد راحتيه في وداعة لنا
يمنحنا رصاصة الرحمةِ..
بالمجان

2008/11/06

أنباء عن احتمال منح جائزة محفوظ لكاتبة مصرية تقدمت بعملها بعد قفل موعد الترشيحات

أنباء عن احتمال منح جائزة محفوظ لكاتبة مصرية تقدمت بعملها بعد قفل موعد الترشيحات!
جائزة الأديب الراحل نجيب محفوظ التي تمنحها إدارة النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة في نهاية كل عام «الحادي عشر من ديسمبر» تواجه مأزقاً هذا العام، حيث يتزامن الموعد الدوري للإعلان – والموافق ليوم ميلاد الأديب المحتفى به – مع اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك «حسب التقويم الذي تأخذ به مصر» الأمر الذي جعل إدارة النشر تفكر في موعد آخر تقديماً أو تأخيراً.يذكر أن رئيس المركز القومي للترجمة الدكتور جابر عصفور تم اختياره أخيرا ليصبح عضوا بلجنة تحكيم الجائزة، وفي سياق متصل صرح عضو لجنة التحكيم الناقد الأردني فخري صالح انه تلقى القائمة الطويلة للمرشحين للحصول على الجائزة هذا العام، وأنها تضم في معظمها أسماء لمصريين، لذا يتوقع أن تذهب نسخة هذا العام من الجائزة إلى مصري خلافا لما كان قد تم الاتفاق عليه بحيث تكون الجائزة بالتبادل مرة مصري والأخرى عربي.وتدور في الكواليس همسات باحتمال ذهاب الجائزة إلى كاتبة مصرية تمت إضافة اسمها إلى القائمة التي وصلت إلى لجنة التحكيم، في موعد لاحق للتسليم.
نقلا عن جريدة القبس الكويتية

2008/10/31

جائزة لها أون لاين للثقافة والإبداع


جائزة لها أون لاين للثقافة والإبداع

مسابقة دورية يطلقها الموقع تتناول ثلاثة فروع هي فرع البحوث و الدراسات الشرعية، و فرع الثقافة العامة، وفرع الإبداع.

أهداف المسابقة:

1 ـ إثراء الساحة الثقافية بأطروحات وإبداعات ذات نهج إسلامي تتناول قضايا المرأة.

2ـ استنبات أقلام نسائية ملتزمة في مجالات الإبداع والبحث العلمي، فضلا عن تشجيع الأقلام النسائية الراسخة.

3ـ فتح المجال أمام الأقلام الملتزمة للعطاء والإبداع.

4ـ المساهمة في نشر الوعي الإسلامي بقضايا المرأة.

فروع المسابقة:

أولاً ـ فرع البحوث والدراسات الشرعية: ـ ويعنى بتشجيع البحث والتأصيل الشرعي لقضايا المرأة المسلمة المعاصرة. ـ موضوع هذه الدورة هو: " سفر المرأة واغترابها لأجل الدراسة (رؤية شرعية)".

ثانياً ـ فرع الثقافة العامة: ـ ويعنى بتشجيع البحوث الفكرية التي تعالج قضايا المرأة المسلمة حول العالم. ـ موضوع هذه الدورة هو: " تأخر زواج الفتيات (الأسباب والحلول)".

ثالثاً ـ فرع الإبداع: ـ ويعنى بتشجيع إبداع المرأة وفق رؤية إسلامية، ويشمل:

أ : الرواية: تقدم المشاركة رواية أدبية تتناول أحد الموضوعات الآتية: 1

ـ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

2ـ صورا مشرقة من العالم الإسلامي في العصر الحديث.

3ـ موضوعا حرا تختاره المشاركة.

ب : القصة القصيرة. (مجموعة)

جـ : أدب المراهقين: مجموعة قصصية موجهة للمراهقين من سن 14 إلى 20 عاماً.

كيفية المشاركة في المسابقة:

تقوم المشاركة بالدخول إلى موقع لها أون لاين للوصول إلى الصفحة الخاصة بالمسابقة ،وتعبئة جميع البيانات المطلوبة بدقة بعد الاطلاع على الشروط .تتبع المشاركة سوف تتلقى المشاركة إفادة باستلام مشاركتها.

شروط المشاركة في المسابقة:

1ـ الجائزة هذه الدورة مخصصة للمشاركات النسائية فقط.

2 ـ ألا يكون العمل المقدم للمسابقة سبق نشره عبر أي وسيلة نشر.

3 ـ يشترط في المادة المقدمة ألا تكون قد فازت في مسابقة مشابهة، أو قدمت لنيل درجة علمية.

4 ـ أن تكون المادة المقدمة مكتوبة باللغة العربية الفصحى.

5 ـ يشترط في النص أن يكون بخط ( Times New Roman ) وحجم الخط ( 16 ) والهوامش ( 2 سم ) من جميع الجهات.

6ـ يشترط ألا يقل حجم العمل المقدم عن 10000 (عشرة ألاف) كلمة في البحوث والروايات والمجموعات القصصية.

7 ـ تصبح الأعمال الفائزة ملكاً للموقع ولا يلتزم الموقع بإعادة النصوص غير الفائزة.

8ـ يتيح الموقع نشر الأعمال التي لم تفز، عبر محاوره على شبكة المعلومات الدولية.

9 ـ تستبعد الأعمال غير المستوفية للشروط من الدخول في المسابقة.

10 ـ آخر موعد لاستلام المشاركات3/3/ 1430ه

ـ11 ـ تعلن النتائج فـي موعد تحدده اللجنة المنظمة

12 ـ يتم نشر الأعمال الفائزة بمراكز الجائزة ضمن سلسلة كتاب "لها أون لاين".

13ـ عند تساوي درجات المتسابقين يعتمد أسلوب السحب لاختيار الفائز.

14-يقام حفل تكريمي لتوزيع الجوائز على الفائزين، ولا يحق للفائز المطالبة بالجائزة بعد شهر من تاريخ الحفل.

آلية التحكيم:

تعهد أمانة الجائزة إلى اثنين من المحكمين المختصين في كل حقل من حقول المسابقة لاختيار النصوص الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى وفق معايير نقدية متفق عليها، وفي حال تعذر اتفاقهما على تحديد هذه النصوص، تحال النصوص التي اختارها كل منهما إلى محكم مرجح لاختيار ثلاثة نصوص فائزة من بينها، ويكون قراره نهائياً.

الجوائز:

أ ـ فرع البحوث والدراسات الشرعية: ـ خمسة عشر ألف ريال سعودي للفائز الأول. ـ اثنا عشر ألف ريال سعودي للفائز الثاني. ـ عشرة آلاف ريال سعودي للفائز الثالث.

ب ـ فرع الثقافة العامة: ـ خمسة عشر ألف ريال سعودي للفائز الأول. ـ اثنا عشر ألف ريال سعودي للفائز الثاني. ـ عشرة آلاف ريال سعودي للفائز الثالث.

جـ ـ فرع الإبداع الأدبي: ـ سبعة آلاف ريال سعودي للفائز الأول في كل فرع. ـ خمسة آلاف ريال سعودي للفائز الثاني في كل فرع. ـ ثلاثة آلاف ريال سعودي للفائز الثالث في كل فرع.


هاتف : 2051111 1 966+ تحويلة : 625فاكس : 2053506 1 966+

لجنة المسابقة:

1 - الأستاذ / سعود الشويش مدير التحرير - أمين عام الجائزة.

2 - الأستاذة / لينا قاضي مشرفة القسم النسائي - المتحدث الرسمي للجائزة.

2ـ الأستاذة / نوف العتيبي مسؤولة العلاقات العامة - المسؤول الإعلامي.

2ـ الأستاذ / صالح الشهري منسق الاستشارات - المنسق العام للجائزة.

4ـ الأستاذ / أيمن دياب سكرتير الموقع - المسؤول المالي.
رابط الاشتراك بالمسابقة
http://www.lahaonline.com/index-contest.php

2008/10/30

تنوع الأساليب السردية وإنتاج الدلالة- دراسة في ثلاثة نماذج قصصية

تنوع الأساليب السردية وإنتاج الدلالة
دراسة في ثلاثة نماذج قصصية
بقلم : محمد مصطفى حسانين

تحاول هذه الدراسة الاقتراب من ثلاثة نماذج للسرد القصصي، ورصد الآليات السردية المكونة لسمت الكتابة في كل منها، وما تتمايز به كل كتابة عن غيرها، في سعيها نحو إنتاج دلالتها النصية، وذلك عبر استكشاف الأسلوب السردي الذي يمثل منزعًا مسيطرًا وقارًا، تنتهجه كل مجموعة، وذلك من خلال فرز الطرائق السردية الخاصة وأنماط الدلالات المتولدة بسبب من تقاطعها مع هذه الطرائق، ومن ثم سوف يكون المعول الأساسي قائم على استنطاق الأبنية السردية والدلالية المصاحبة، في كل مجموعة على حدا، تأكيدًا منذ البداية على ضروب التمايز من جانب، وسعيًا إلى ترسيخ استقلالية كل نص، وحفظًا ما لكل مجموعة من بنية خاصة من جانب آخر.
مجموعة " شتاء قارس" لأحمد طوسون
إن مجموعة أحمد طوسون المُعنّونة بـ"شتاء قارس " تبرهنُ على منـزعٍ أسلوبيّ في السّرد القصصيّ يميلُ إلى التنوع في سيره نحو تشكيل الدّلالة النَّصية، حيث تؤكدُ المجموعة عبر تنوع طرائق صياغة قصصها، وتعدد آليات تشكيلها، عن وعيٍ قصديٍ بتغايرِ الأساليب السَّرديّة، ومن ثمّ اجتراح حالة تجريب لاستراتجيات منوعة، يتم استثمار معطياتها، بغيةَ رسم البناء الدلالي سواء على مستوى كل قصة، باعتبارها تمثلُ نصًا مكتملاً في ذاته، أو على مستوى البنية الكلية العامة للمجموعة، والتي يتعاضد داخل إطارها الكلي هذا التعدد، من خلال خيط الدلالة الناظم للمجموع.
فعبر تنوع الطرائق السردية المنتقاة لتشكيل معالم القصّ ينهضُ مسارٌ عام يمنع المجموع من التشتت ويحفظ له قدرًا من الاتزان بين مقتضيات السرد لكل قصة وحاجة المجموع إلى التّضام في بناء دلالي يخطه التعدد ولا يلغيه في أغلب قصص المجموعة، حيث تجد القصص في تعددها مسوغات كونها داخل فضاءٍ كلي له هيمنته التي يمارسها على التعدد وإن بدا في البداية عصيًّا على التراسل الدلالي.
ويصلح عنوان المجموعة الدّال في هذا السّياق، في تأكيد مسار عام تسير فيه المجموعة، والذي يحمل في أعطافه إيحاءات تكرّسُ على دلالة طقوس الشتاء القارس وما تكتنفه من حالات السأم والوحدة والانفصال، وحيث أجواء الانكفاء على الذات ومشاعر الألم والضجر من الحياة حين تبدو باردة تمامًا، خالية من التجدد والديمومة والنمو، وكأنها يبست وصارت كرةً من الجليد لا يزيد الزمن إلا حجم مأساتها.
ولا تحبط المجموعة هذه الدلالات المستمدة من أطياف المعاني الدائرة حول العنوان، فهذه الدلالات أيضًا يكرسها ويشدد عليها التصدير التالي لإهداء المجموعة، والذي يمثل مقتبسًا من أشعار (بودلير)، والذي يقول " أيها الألم !آه أيها الألم! إن الزمن ليعتصر الحياة، إنه العدو المجهول الذي يلتهم القلب، القلب الذي يعود لينمو وينتعش من الدماء التي نزفت فيه "
[1]
إن التصدير يرشح لنا البؤرة الدلالية العامة، ويستبق افتراضات التأويل التي يمكن أن تنهض أو تنشط، ويرَشّدها لحساب مسار خاص دون أن يحدَّ في اللَّحظة نفسها من احتمالات التعدد أيضًا داخل هذا الإطار. ومن هنا يبدو – أي التصدير - محملاً بكم هائل من المعاناة والقلق من الحياة ممزوج بخوف كبير من الزمن ولحظاته المجهولة، التي تتسارع نحو نهاية دامية ومصير مغرق في وحشته المفرطة.
وتأتي قصة " شتاء قارس " والتي تستمد منها المجموعة تسميتها لترسم لنا هيئة خاصة للعزلة وأجواء الوحدة والانزواء، ويتم ترسيخ دلالة الموت البطيء وتَقلّص فرص الحياة مع تقلص أسبابها تدريجيًا، فتبدأ ملامح المصير العاجل أو الآجل في دق أجراسها بخطى وئيدة في تدرج يسير حاضنًا بين أضلاعه كسور زمن ولي، لم يبق منه غير أطياف شديدة الألم، وزمن آخر يهجم بقسوة وفي أعطافه ما أشد ألمًا.
ومن ثم تُكوّن القصّة صورة سيدة عجوز قابعة دومًا على كرسيها الخيزران في صقيع الشتاء بين أركان شرفتها، تتابع الحياة في صمت، مُغْفلة ردَّ التَّحية، مكتفية بنظرة دافئة، مع أن الشّارع يعجُّ حولها بحركة الصّغار والمارة وهي على حال ثابت.
" من بيوتنا أعتدنا رؤيتها قبل أن تفصلها عنا العمارات الجديدة، تجلس فوق كرسيها
الخيزران في جلباب بيتي وتلف رأسها بشال أسود ينتهي بشراشيب صغيرة، في الشارع نرى أزهار حديقتنا تتفتح ونراها على كرسيها تتابع لعبنا بعيون دافئة "
[2]
حالة النمو والحركة والتجدد التي تنتشر في المكان تجد مضادها لدى هذه السيدة، تفتّح الزهور وحركة الأطفال يواكبها أجواء دالة على الذّبول والجفاف والموت، في مشهد دوري يعاد تمثيله يوميًا دونما اختلاف أو تغيير، بعد أن تقطّعت بها أسبابها للحياة بوفاة الزوج الممعن في تسلطه في حياته، من خلال منعها من الخروج، ولم يبق إلا أبنتها الوحيدة التي تمثل زيارتها كل جمعة حدثًا يقطع صيرورة الأشياء وطقوس يومها المعتاد، غير أن هذا الحدث غير المعتاد يزول مع سفر الابنة، ولا يبق منه سوى انتظار الخطابات التي يحملها "البوسطجي" كل شهر، ثم تنقطع الخطابات معلنة وفاة الابنة، ومن ثم غياب أحد أسبابها للحياة وما يكسر نمطيتها المعتادة، ومع خشخشة التروس وتزييق الرافعات والجرفات ملتهمة أحواض الزهور التي طالما استمدت منها آخر أسبابها للحياة تنسرب حياة هذه السيدة .
وإذا كان إنتاج الدلالة في القصة السابقة تشكل عبر بنية سردية تقوم على نحو من التدرج والتسلسل المتتابع، الأشبه بأنماط السرد المعتادة غالبًا، فإن بعض قصص المجموعة تتخذ وضعيات مختلفة في إنتاج دلالتها، هذا التسلسل المتسارع للموت في تعاقب الغياب التدريجي لأسباب الحياة، والذي يُؤمن تفهم حيثياته السياق العام للسرد الذي يشير إلى مفردات محددة مكانيًا وزمنيًا في القصة السابقة، يقابله نزوع سردي إلى تغييب الإطار الكلي المؤمن منذ البداية تفهم العالم الذي تدور فيه الوقائع.
قراءة القصة المعنونة بـ" اسم" يرهص عن تغييب لإطار ثابت أو محدد يمكن الولوج من خلاله مباشرة للدلالة النصية، ثمة رهان على التلقي وفك الشفرات ومحاولة ردم الفجوات الناقصة فيما يقال، وتنشيط لمقدرة الأسئلة التي يستفزنا على طرحها غياب عناصر نتصور وجودها.
تبدأ القصة على هذا النحو:
" انتهى كل شيء وعدنا، عرف كل منا مكانه وجلس، آخر من جاء حمل أوراق الأسماء، أعطى كلا منا ورقته وجلس، لم تشغلنا الأوراق، ظلت أمامنا مطوية وبقيت معه ورقتان مطويتان على اسمين.
نظر إلينا وقال: تبقى ورقة لم يأخذها أحد
تسحبت الوجوه تبحث عن جواب، تسمرت عند كرسي خال لم يأت صاحبه، قال :هل يعرفه أحد؟"
[3]
بهذه الطريقة تبدأ القصة وتمتد، لتشير إلى غياب أحد الأشخاص، دونما معرفة للآخرين عنه شيئًا بل يستغربون بداية ويشكون في وجوده بينهم، ومع تناقص عددهم تدرجيًا من ثمانية إلى أربعة واحد تلو الآخر، تظل علامات التعجب مرسومة فوق الوجوه.
وعلى هذا النحو تُغَيّيب القصة عنا الكثير من الركائز التي تمثل أطارًا لفهم عالمها، وتنشط الأسئلة حول الفجوات الناقصة، فالنص السردي قام بعملية أشبه بالتعتيم على الأمور التالية:
- الإطار العام الذي يضم هذه الأشخاص سواء على مستوى المكان المشترك، أو الحيثية التي تكفل تجمعهم.
- هوية الأوراق وهوية الممسك بها مناديًا على الغائب وهوية الغائب.
- تبريرات سبب الغياب وجهل الحضور بالغائب.
هذه الأسئلة وغيرها يطرحها النص، والتي تمثل تغييب لما هو مفترض من جانبنا نحن القراء، لكنها وإن كانت تخلق عائقًا في القراءة فإنها كذلك تنشط فعل التأويل، فعلينا دومًا ألا نستسلم لغياب بعض العناصر، فردم الفجوات يشدد على تلقي النص من خلال أبعاد رمزية تتجاوب من خلالها القصة مع البنية الدلالية المهيمنة على المجموعة، حيث التشديد على طقوس الوحدة التي يعانيها الفرد في إطار المجموع، وتحوله إلى مجرد اسم مفرّغ من المعنى، منتظرًا غده ومصيره بشيء من الترقب والقلق والحذر.
وقريب من آلية التغييب لبعض أركان الحدث التي وجدناها في القصة السابقة، ما نلاحظه أيضًا في قصة " نصف قلب فضي " والتي تسرد وضعية العلاقة بين رجل وامرأة تباعدا أو افترقا ثم تلاقيا واقتربا، لكن القصة تتجاهل منذ البداية أسباب الافتراق وتؤكد على عدم معرفة الأسباب.
- " حين رآها قادمة من بعيد أشعل سيجارة، لم يتذكر سبب افتراقهما في المرة الأولى رغم محاولاته، عام كامل عاشه بعيدًا "
[4]
- " حاول تلمس رائحتها في البقايا الصغيرة، استعاد كل الذكريات عدا سبب افتراقهما في المرة الأولى "
[5]
لكن ما يلبث الصمت عن أسباب الافتراق أن يتحول إلى بوح بطريقة غير مباشرة، فينبثق الحوار ليقوم بدور في كشف المستور من الضمائر وما هو مخبئ فيها، فمع نهاية القصة تظهر حالة عدم الثقة التي يخفيها العاشق المفترض.
" ..قطعت صمتها الذي امتد وقالت :
- لازم نصل إلى حل
صمت لحظة وقال :
- حتى لو كان بينكما شيء ..
- سأغفره لك "
[6]
ومن آلية تغييب بعض العناصر السردية وإنشاء الفجوات المنشطة للقراءة، والتي تسهم في تشكيل النص وإنتاج دلالاته، تنقلنا قصص أحمد طوسون إلى آلية أخرى تقوم على إنشاء نص يقوم على علاقة تواصل وتآزر بين بنية أشبه بالمتن وهامش يحوّم حولها، يكملها ويسد ما غاب من تفاصيلها، عاقدًا خطوطًا من التراسل من شأنها إضاءة النص.
في قصة " ثقب " تنتج دلالات الغربة والسفر الخائب بحثًا عن الثروة والأحلام الجميلة، وما يواكبها من فشل الرحلة إلى أرض الزيت والنفط، من خلال بناء سردي مغاير لما سبق من أبنية سردية.
يتكون البناء السري من عدة مفاصل تقوم تشكل ملامحه، فتبدأ القصة بمقطع وصفي منفصل يمثل تقديمًا سرديًا يقوم به المؤلف الضمني المفترض للنص، ومن ثم يقوم في هذا الصدد بوظيفة استباقية
[7] تحمل في طياتها معنى النبوءة، لكنها نبوءة سلبية تحذر من حلول اللعنة مع طغيان بقع الزيت، وجفاف أوراق الشجر، ويلي التقديم متن سردي يرصد حركة معاكسة ترهص بالاستقرار والسعادة مع ظهور السفينة التي تحمل صنوف الكساء والطعام آملة في مرفأ دافئ يقترب.
ويعقب المتن الأول متن آخر تتشكل ملامحه عبر رصده لوضعية تالية ترسو فيها السفينة على شاطئها المنتظر، ومع هذه الوضعية تتجاور الصور السردية وتتجاوب أصداء كل منها، في تعدد يشير إلى مفردات واقع متناثر، فنجد صورة السمان العائد والذي يعادل رمزيًّا صورة العائد من السفر، يسقط على رمال الشاطئ تنهشه الغربان، ثم صورة الطفل مختبئًا بين الصخور في جلبابه القصير، ثم صورة الأعرابي الطيب وقد دأب على التسول خالقًا الأكاذيب لتبرير أفعاله، فنراه مستجديًا طعامه ونفقات علاج ابنته المريضة، على الرغم من عدم وجود أبناء له، وفي هذه الأجواء تتولد صورة السماء المغطاة بدخان كثيف له سخونته في الحلوق.
و يجمع تشتت هذه العناصر دلالتها على الخيبة والفشل وضياع الحلم، ومن هنا يأتي الملحق السردي والهامش، ليعبران معًا عن نهاية حلم السفر بضياع السفينة، واستيلاء القراصنة عليها وغرقها، وموت الطفل محترقًا تحت وطأة لواهب السفر والزيت.على هذا النحو من التراتب المتتابع للمفاصل السردية القائمة على التوازي والتداخل والتقاطع تمت عملية البناء السردي وطريقته في تشكيل الدلالة النصية.
وإلى جوار الأساليب السابقة في تشكيل البناء السردي يمكن أن نشير سريعًا إلى أسلوبين آخرين، أولها أسلوب السرد عبر كتابة اليوميات، حيث يتم تتبع الحدث المركزي المسيطر على البؤرة السردية من خلال تقطيع جوانبه المتعددة على عدد من المقاطع السرية تمثل عدد من الأيام المتوالية، في قصة " نشرة أخبار التاسعة " يتم التعامل مع ما تبثه وسائل الدعاية والتلفزيون خاصة على اعتباره بالونات فارغة تنفجر هنا وهناك، ومن خلال أسلوب اليوميات تتبع القصة نبأ أحد الحوادث وتسلط عليه الضوء، بطريقة تباطنها السخرية .
أما الأسلوب الآخر فهو أسلوب النصوص القصصية بالغة القصر، والتي يجمعها خيط دلالي عام يخترق المجموع، فالنصوص وإن كانت تقوم على التجاور كما يظهر في " نصوص قديمة جدًا" لكنها أيضًا تقوم على التواشج والتداخل عبر صورة الكائن التي تخترق تجلياته وتصوير أناه العميقة كل النصوص بمعنى من المعاني.
مجموعة " عيار طائش " لعصام الزهيري
وإذا كان مسار السّرد في مجموعة " شتاء قارس" يقوم على التنوع الأسلوبي في إنشاء النصوص، فإن مجموعة " عيار طائش"
[8] لعصام الزهيري تخط لنفسها مسارًا خاصًا، يطرح من برنامجه تعدد الأساليب، وملتزمًا في اللحظة نفسها بطريقة تكاد تكون قارة في الحكي، لا تكاد تختلف من قصة لأخرى في الأغلب، فإذا استثنينا نص " حكايات قديمة " المعتمد على نسق النصوص القصصية بالغة القصيرة، فلن نجد سوى مجموعة من النصوص تنحاز إلى طول متوسط لا يمل إلى الطول ولا إلى القصر، هذا على مستوى الفضاء أو الحيز الذي تشغله الكتابة، أما على مستوى البناء الداخلي فتكاد البنية السردية في بعدها الناظم لحركة القصص على قدر من الثبات، وهو ثبات نسبي بطبيعة الحال، فيشدها ميلٌ واضح إلى خلق حدث مركزي يتم التركيز عليه، بحيث يغدو البؤرة المركزية التي تضبط خطى السرد، وغالبًا ما يرتبط الحدث بصناعة شخصية سردية تمثل مناط القص، ويتقاطع كل من الشخصية والحدث ويتلازمان مكونان معًا البناء القار المسيطر، وإلى جوار هذه الآليات تأتي آليات أخرى متناثرة في كل نص تحفظ له فرادته، مما يجل له سمته الخاص في اختلافه عن غيره.
ويأتي تخير الشخصيات والأحداث متلازمًا مع خط دلالي عام يشدد على التراسل مع الواقع الخارجي وتلمس قضاياه السائدة، التي تمثل هاجسًا ملحا على الجماعة،وهو أمر لا يكاد عصام الزهيري يتخلى عنه في كتابة نصوصه، ومن هذا المنطلق تعالج جُلّ نصوص المجموعة موضوعًا هامًا وظاهرةً اجتماعية ممعنة في قدمها، فظاهرة الثأر بما لها من رصيد ممتد في الوعي الجمعي هي ما يمثل العصب الدلالي الذي يلم توزع المجموعة، ويكسبها بنيتها الخاصة. ويعبر إهداء المجموعة عن هذا المعنى ويؤكد عليه حين يرصد لمن لم يصبه دوره في الثأر،" إلى من لم يقتلوا بعد " وكأن القتل في سيرورة مستمرة، والكل مرصود له لا محالة.
وعنوان المجموعة دالٌ في هذا السياق على مستوى أولي، بإشارته إلى أجواء القتل وأعيرة النار الطائشة، التي لا تصيب أهدافها، وكأنها أسهم سددت إلى هدفٍ أخطأته، على أن العنوان من جهة أخرى يتعامد مع المثل الشعبي السائد الذي يقول " العيار اللي مايصبش يدوش "، تبقى إذن وظيفة أخرى تتولد من عدم الإصابة، فيكتفى منها بما تمثله من قدرة على الإفزاع، وخلق حالة التوتر والقلق المصاحب، فثمة صخب وضوضاء تحدث تكون مرادة في ذاتها لا تقل بحال عن القتل.
ونصوص المجموعة تجري مع هذين المعنيين، وتتوزع النصوص عليهما، لكنها تسير بهما في مسار أبعد، فتستثمر المراد الظاهر لتخط دلالة أعمق، ففكرة الثأر يتم التعامل معها في تجلياتها المتعددة، وتُسردُ الوقائع التي تشير إليها في دلالتها القريبة المباشرة، كما تُسترفدُ ظلالها المجازية في قصصٍ تعبر عنها أيضًا، فتتجاورُ الأعيرةُ النارية القاتلة في حومةٍ ثأرٍ حقيقيّ لا يعرفُ الرَّحمةَ، مع أعيرة مجازية ورمزية طائشة تحمل أيضًا دلالةَ الثأر.
ويمكن ملاحظة أجواء الثأر بدلالته المباشرة في عدد من القصص، مثل (عيار طائش) و( مقتل عبد الله خبيري) و( صداقة هامشية)، حيث تصنع النماذج الواقعة تحت سيطرة فكرة الثأر، مدفوعة إليها، أو كانت واقعة في براثنه وضحية من ضحاياه، لكن القصص ما تلبث أيضًا أن تخلط الجاني بالمجني عليه، وتتداخل صورة القاتل والمقتول، حين يصبح القاتل مقتولاً الآن، فالوجوه تتداخل والأدوار تتبدل، وجه الضحية ووجه الجاني يتداخلان في جسد واحد، وعلى هذا النحو تقع الشخوص تحت أعباء ماضيها وحاضرها، بل كذلك تحت عبء ما صنعته وما لم تصنعه.
وتسطر هذه الدلالات عبر أبنية حكائية وعناصر سردية تتكفل بإنتاج شكل للقص يقود إليها، فالبيئة المكانية المتقاطعة مع أجواء الريف والقرى، التي تجري فيها أغلب الأحداث المسرودة تمثل إطارًا ضامًا للمتخيل السردي يبرره على نحو من الأنحاء.
على أن الآلية السردية المسيطرة على أغلب النصوص، ويتشكل الملفوظ من خلالها، ترتد لعمل الجهة التي يسرد من خلالها الخطاب، والذي يتموقع فيه السارد في الحكي، آخذًا شكل السارد العليم بما يقول، ومعلقًا على الأحداث والشخوص، ويتزامن أو تتداخل هيئته مع صورة المؤلف غير الممثل في الحكي، إنه فقط من رأى ومن سمع ومن يقوم الآن بفعل السرد، لكنه لم يكن طرفًا مشاركًا في الوقائع بل يشاهدها فحسب، لتأمل المقطع التالي من قصة " عيار طائش" :
" سقط خالي علي عبد الفتاح من فوق حماره فزعًا وامتلأت عباءته بالتراب، حدث ذلك خلال إحدى المرات النادرة التي يرى فيها دون صحبة أحد من رجاله، انطخ عليه عيار وطاشت الرصاصة فوق رأسه، في أحوال معينة يمكن التفكير ببساطة في أن الطلقة طائشة, إن الحادث كله غير مقصود وبلا قيمة، ومثل هذا التفكير كان واردًا لو وقع الحادث خارج بلدنا الحافل بإرثه الحي من الثأر والتهلكة، ولو كان الشخص الذي تعرض للحادث شخصًا آخر غير خالي ما نتج عنه بالتأكيد كل ما تلاه من تداعيات دامية"
[9]
الرؤية العيانية للحدث من قبل السارد تؤكد على علمه بما جرى، ويتأكد هذا المعنى أكثر من خلال صلة القرابة الوطيدة التي تربطه بمحور القص، وهنا نبدو في مواجهة مؤلف غير ممثل في سرده، على الرغم من علمه بالحوادث، ومن هذا المنطلق نجده يتدخل بالتعليقات لتوجه دفة السرد نحو مسار خاص، فينفي اعتباطية الحادث من واقع خبرته بقريته، وتاريخ خاله الحافل بالعداوات، ومع امتداد السرد يخبرنا كذلك بأجواء البيت والمشاحنات التي لا تنتهي بين أمه وأخيه الأكبر الناقم دومًا على هذا الخال، وتزداد نقمته عليه بعد أن قتل مجاوره في السوق، بدعوى العيار الطائش، ثم لا يلبث أن يخبرنا بمقتل الخال على يد أخيه، لكنه هذا المرة يتخلى عن إبانة الأمور، مكتفًا بالتعليق غير الحاسم والمنفتح على تعدد احتمالات سبب القتل،" هل أراد خالي أن يكرر الإشارة إلى أخي كما فعل مع الرشيدي، أم أنه أراد أن يكرر ببساطة ما فعله من قبل لينفي عن نفسه التهمة ؟ حتى الآن لا أحد يعرف"
[10]
وإذا كان السارد هنا يصدر عن رؤيته الخاصة للحدث، وعلمه به، فليس ذلك مسلكه دومًا في كل القصص، إذ نراه في قصة " مقتل عبد الله خبيري" في موضع جامع الأخبار، المترصد للأحاديث المتناثرة حول واقعة مقتل عبد الله خبيري، مسكون بالأقوال والآراء المتباينة، ومن ثم تتداخل الأقوال والضمائر الدالة على الحضور أو الغياب وكذلك الأفعال الدالة على الإخبار، ولنا أن نتأملها في الفقرات التالية
[11]:
- "قالوا إنهم وجدوا عبد الله خبيري مقتولاً".
- " أفهمونا أن واحدًا من عائلة الوسية كان قد رآه ليلاً في طريقه إلى زيارة أهله فانتظروه".
- "قالوا إنه ظل واقفًا على قدميه حتى عاجله آخر برصاصة خلف أذنه فوقع، وقال آخرون أنه وقع بعد رصاصتين".
- "بيقولوا اللي قتل عبد الله خد تمن قراريط وعشرة آلاف جنيه".
إن المقتبسات السابقة تبرز اعتماد السارد على الأقوال الشائعة، وميله لتلمس الحكايات المتنوعة، وكأنه يحاول تفعيل ما هو دائر في الحوار الاجتماعي، من خلال محاكاته، وهنا تبدو القصة مشدودة لنمط القرية وعاداتها الاجتماعية التي لا يكف أهلها عن الكلام حول الحوادث، بأقوال مرسلة أحيانًا أو حقيقية، فالكل يحاول أن يلقي برأيه ووجهة نظره، خاصة حين يتعلق الأمر بحادثة ثأر لرجل مثل " عبد الله خبيري" واقع في دوائر الثأر، ومن ثم كان من المنطقي أن تدور الدوائر عليه ويقع في سيرورة الموت،" لم يكن يخفى على أحد أن مقتل عبد الله خبيري ليس إلا ثأرًا لرجل من " الوسية" قتل بدوره ثأرًا منذ خمسة وعشرين عامًا، وقاتله الذي حوكم وسجن بعدها كان عبد الله خبيري نفسه"
[12]، على هذا النحو يبدو عبد الله خبيري نموذجًا معبرًا عن الشخصية التي تقوم بتصفية ثأرها دون مقاومة أو ابتعاد، وهو نفس الأمر الذي نجد عليه " عبد الغني" محور قصة " صداقة هامشية" الذي يقع فريسة الثأر ولكن بوضيعة أخرى، تبدو فيه الشخصية منقادة إلى التخلص من عبء الثأر، على حساب كل القيم والمبادئ والأعراف، فصداقة " عبد الغني" من " ضياء" التي ملأت الدنيا، وشغلت الناس، وضرب بها المثل، كما حامت حولها الأقاويل، وابتعدت فيها الآراء إلى مدى بعيد، مما جعلها في سمت العلاقة غير السوية، بين رجلين، هذه الصداقة تقدم في النهاية بوصفها عربون صفقة لتخليص عبد الغني من ثأره، فقدم صديقة لمن لهم ثأر لديه، في مقابل إرشاده عن قاتل أبيه، عرض قبله ولم يكن في وسعه أن يرفضه، تحت وطأة الاتهامات الممكنة في حال رفضه، " عرض لم يكن له سبيل سوى عار الاتهام بالجبن لو اضمر رجال النوقية إعلان تفريط عبد الغني في دم أبيه في حال رفضه ما يعرضون"[13]، يمكن التضحية إذن بهذه الصداقة غير المرغوب فيها اجتماعيًا على حساب تقليد سلبي له سلطة تمارس بعنف دورها في ضم أو نبذ الأفراد، ومن ثم نجد القصة تسخر من هذه الوضعية المقلوبة قيميًا، على الأقل بواسطة توصيف علاقة الصداقة المتينة بين الرجلين التي دفعت ثمنًا في آخر الأمر، بأنها مجرد صداقة هامشية لم يرض عنها أحد منذ البداية.
هكذا تبدو أعراف الثأر متحكمة في مصائر البشر، جاعلة من نفسها عرفًا يطمس كل القيم ويلغي أي تأثير لها على السلوك، فإما أن تسيل دماء مقابل دماء حتى تروى مشاعر الغل والكراهية فينال القاتل وضعية القبول الاجتماعي أو يتحلى المرء بالتسامح فيلقى نبذًا وضعة بين الجميع.
وإلى جوار الثأر بدلاته المباشرة على تصفية حسابات الدم، تعالج النصوص تجليًا آخر له يقوم على بعد مجازي، فهناك أشكال لا حصر لها وصور متعددة، تبرز من ثناياها مفاهيم عدم الرضا بالهزيمة، حتى لو كان الأمر مجرد مساجلة كلامية بين شخصين لا يرضى كل منهما بهزيمته أمام حضور يمثلون سلطة الجماعة التي لا بد أن تجعل أحدهما غالبًا والآخر مغلوبًا، إذ لا بد من فائز ومهزوم، ففي قصة " الحشد" ذات العنوان الدال على سلطة الجماعة في تأجيج نار الثأر، يبدأ العراك بين طرفين مع طلقة مغايرة هذه المرة، فليست عيارًا ناريًا بل " طلقة كلامية " يتجمع على أثرها الناس ويتزايدون مع اشتعال الحرب الكلامية، وهنا يتجمع المتظاهرين بالتفريق بين الطرفين " المحجزين" بوصفهم حاجزًا بينهما على الرغم من دورهم إلى جوار الجمهور الآخذ في التكاثر في زيادة وابل السباب والشتائم من كل طرف، محاولاً بكل ما أوتي من جهورية صوت أن يتغلب على خصمه، " أخذت الدوائر تتسع دائرة بعد أخرى بزيادة عدد المشاهدين حتى بدا المتعاركين من بعيد كخطيبين عنيفين يحضان الناس للخروج في مظاهرة تخريبية، بعد وقت قصير أصبح الجمع تجمهرًا يصعب معه تصور الأمر على أنه مجرد حرب كلامية لن تتجاوز هذا الحد، وكان للإحساس بالحشد تأثير مملموس على الغريمين ربما فاق نفس تأثيره على طاغية من هواة الخطب في الميادين"
[14].
على هذا النحو يظل الصراع حاميًا بين الطرفين، كل منهما منتظرًا سقطة للآخر، أو أن يصيبه الإعياء والتعب حتى يجهز عليه، وحين وقع أحدهما في سقطة كلامية استدعت سخرية وضحك الجمهور نال الآخر مراده منه، لذا لم يجد المنهزم سوى الهجوم على المنتصر بالضرب محولة لرد هيبته التي ضاعت، ومن ثم لم يقابل هجومه سوى باعتذار بعد أن نال ما يريد، والاعتذار في النهاية تفضل من الغالب على المغلوب في هذا السياق، إنه القادر الذي ملك العفو وأعطاه لعاجز عن الثأر.
إن تسويةَ الصراع هنا جاءت لحساب طرف كسب المعركة الكلامية، لكن في قصة " الأغراض الفنية " المغايرة في نهجها الداخلي عن بقية نصوص المجموعة، تكون التسوية قائمة على التأويل للحدث الكلامي، وتسويف أي دلالة قاطعة له، لحساب أغراض سلطوية تماطل في حسم الدلالة القطعية، إذا كان فيها ما يؤدي إلى حرب فعلية، فيقتصر الأمر على تلويح بالحرب وتسوية لمنطوق القول.
فالقصةُ تراهنُ على تفعيلِ حدث تاريخيّ تتعامدُ معه، وتمتصُّ محتواه، وتحاول إنتاجه في سياقٍ جديدٍ مواكب لحركة القصِّ وبنية الدلالة السّائدة، وهنا يظلُّ أسلوب القص المسيطر على المجموعة فارضًا سطوته، فصوت المؤلف الذي يكتب نصه لا تغادرنا منذ السطور الأولى، وهو يحكي لنا عن حدث غابر، كأنه منذ البداية يوجه خطابه دون أدنى مواربة لقارئه المفترض، وفي الوقت نفسه يراقب خط السرد وما يشير إليه من دلالة، إذ يحكي لنا مباشرة ودون أي أقنعة، عن الملك السومري "لوجال زجيري" الذي مدحه أحد الشعراء المتكسَّبين بالشِّعر بقصيدةٍ قد باعها إلى ملك سومري آخر يدعى " لوجال شجتجور"، والمفارقة في أن الملك الأخير كان قد ألقاها" ذات صباح ربيعي معتدل الجو وزعم – بين صيحات الإعجاب وتهليل الرعية أنه قد ألفها بنفسه تغزلاً بفاتنة مملكته وزوجته الوفية، ولأنها قصيدة من تأليف الملك فقد دونها الكتاب على مئات الألواح الطينية وغرسوها في أنحاء المملكة"
[15].
لكن هذه المفارقة تتحول إلى لون من السخرية السردية، حين يستمر السارد في ضخ سيل من الحوادث والإجراءات التي تضخم من الواقعة وما ترتب عليها، فما يلبث أن يعلن" شجتجور" الحرب على" زجيري" ما لم يعلن تبرئته من ملكية القصيدة، فيكظم الأخير غيظه مرسلاً وفدًا من الشعراء والحكماء لتَّباحث حول القصيدة، وتستمر المباحثات سنوات، تفرعت فيها الطرق وشملت آلاف الأبحاث في العديد من الفروع المعرفية المختلفة، ثم تقلص الخلاف إلى سؤال عن غرض القصيدة مدح أم غزل، ثم تقلص الأمر إلى بيت واحد، بل إلى كلمة واحدة هل تنطق بالتنوين أم بدونه، هكذا تسطح القضية، ويُسّوفُ الحكم فيها، فلا مبرر لحسم يمكن أن يؤدي إلى معركة. إن القصة على هذا النحو تعبر عن نوع من الثأر يتم تسويته بطريقة هادئة من خلال المداورة والخداع وعمليات التأويل، ودون مواجهة، وكأن لكل فئة اجتماعية طريقتها التي تعتمدها في نيل ما تريده، فالملك الذي هُدد بالحرب، نال ثأره من خلال تقليص فرص الخلاف.
بهذه الطريقة التي تجمع بين التهويل والسخرية والنهاية غير المتوقعة، تشكل القصة مفارقتها القصصية، والتي تأتي إلى جوار العناصر السردية الأخرى مثل إقحام السارد، وتداخلات المؤلف، وحكاية الأقوال الاجتماعية المتعددة إزاء الحدث، وتكريس الواقعة في إطار ريفي في الغالب، كل هذه العناصر وغيرها في قصص المجموعة، تؤكد على التماس والتقاطع مع الواقع الخارجي، ومحاولة تشكيله فنيًا من جديد، في ضوء وضعية ترصده وتسخر منه، بعين مراقب سمح لنفسه بدرجة كبيرة من الاقتراب من نصه، وهو في هالة تلبس مع واقعه.
مجموعة " شد الأوتار" لمحمد سعد أبو الجود
تنشد كتابة محمد سعد أبو الجود في مجموعته " شد الأوتار "
[16] نمطًا مغايرًا للكتابة، محملة بهاجس مسيطر يروم التجريب ومجاوزة التخوم القريبة لسرد قصة قصيرة، فالكتابة نفسها في موضع شك وإعادة فحص، وعناصر القصة القصيرة المتعارف عليها يتم تأملها، بحيث تصبح الكتابة مختبرًا لإعادة النظر، وفعل بحث عن الآليات، التي تمثل عبورًا نحو ضفة منتظرة، ولم يعد في هذا الإطار الاكتفاء بمحاكاة الواقع أو التقاطع أو التوازي مع مفرداته السائدة، بل محاولة الانعطاف على أدوات الكتابة السردية بغية طرح التساؤل حولها، والرجوع إلى العالم من أجل إعادة خلقه بعد تغريب معالمه المتماسكة، ليغدو في هيئة مشوشة المعالم، فلا يرتد النص إلى واقعه إلا عبر شعاع خافت.
فنصوص المجموعة تحاول الفكاك من الأبنية القارة للنوع القصصي، وتتلاعب بأعرافه التي تكتب تحت مظلتها، وهذا التلاعب يتم بالمعني الذي يتجسد فيه النوع بوصفه مجموعة من الطرائق السردية التي لها مقدار ما من الشيوع، من خلال عناصر تم اعتمادها مع تراكم الكتابة فيه، وليس بالمعنى الذي تغدو فيه الكتابة في قطعية تامة مع الأعراف القرائية المُطبِّعة للنص الأدبي
[17]، فما زال هناك وعي ما يشد النص نحو العالم، لكنه وعي مأزوم بهموم الذات والكتابة معًا، يقول: " أطلعكم أيها السادة من هذا الجو الخانق جدًا...حيث انتشار الرطوبة والعفن، وذرات الغبار تتصاعد مخترقة الخياشيم...أنني كنت في طريقي لكتابة قصة. واسمحوا لي أن أدخل في التفاصيل"[18].
يشدد فعل الكتابة من البداية على فعل الحضور لما هو خارج عنها، وكأنها تخلخل أسلوب كتابة سائدة، فيؤكد الناطق على موقعه فيما يكتب، بوصفه من يقوم به دون مواربة، موجه خطابه إلى القارئ دون أقنعة، فهو المؤلف الذي طالما توارى خلف نصه، ولكنه الآن داخل المكتوب، ومصنفًا كتابته داخل جنسها المزمع التلاعب بأعرافه، ليس ذلك فحسب بل ينقل لنا الأجواء المحيطة، حيث انتشار العفن والرطوبة وكل ما يخلق جوًا خانقًا.
وفي إطار هذا الجو الخانق المحمل بكم هائل من الوساوس والشكوك والضيق، تأتي النصوص لتعارض المألوف في الحياة والكتابة، وكأنهما وجهان لعملة واحدة، ومن ثم تتعدد الوسائل التي تسير ضد نمط السرد المتعارف، وتسخر من عناصره، بطريقة تضخم من شأن آليات ليست هي مركز السرد، لتصبح ضمن فاعليته الدلالية وتستحوذ على قدر كبير من هيئته التعبيرية، فمن خلال اعتماد السرد على وسائل متعددة يتم تدشين نمط مخالف من الكتابة، وهذه الوسائل تتمثل في الإطناب وعمليات التكرار المفرط للصيغ والمفردات، أو تحول الكتابة إلى محض كتابة وصفية يغيب عنها الحدث، أو تتكون على هيئة انطباع، أو استدعاء تقوم به الذاكرة من ماضٍ قريب أو بعيد، أو تتماس الكتابة مع الأسطورة وتتقاطع مع أحداثها منتِجَةً بواسطتها دلالةً مغايرة، أو تُعرِّجُ على الخرافة آخذةً منها غرابتها وغموضها، أو من سرود الحياة الشَّعبية أو اليوميّة دلالتها على الراهن والمعاش، كذلك نجدُ الاعتماد أحيانًا على تشغيلِ نمط الكتابة غير الأدبية، فيبدو النَّص في صورة نعيٍ في أحدى الجرائد.
تأتي كل هذه الوسائل داخل بناء سردي يراهن على الكتابة الممعنة في كثافتها، من خلال تركيز اللغة والاقتصاد في القول، ومن ثم يغدو النص السردي باعتماده على الأبنية القصيرة للقص آخذًا صورة المقاطع المرقمة في إطار فاعليات تقوم على التداخل والتعادل بين ما يشير إليه كل مقطع والنسق المسيطر على المجموع، وكأنها بؤر متعددة ترهص ببنية قارة على الرغم من التشتت الظاهر بداية، ومن هنا تتداخل المقاطع وتتشابك سويًّا في سعيها لرسم دلالة النص النهائية.
ويتصاحب منطق الصوغ ووسائله مع منطق المحتوى الداخلي، حيث الوعي الحاد بأزمة الذات وما تعانيه من انشطار صارخ في وعيها بنفسها وبالعالم، وانشغالها الهستيري بجسدها وحالات الرغبة المقموعة أو المشبعة، ومن ثم لا يكف النّص عن تصوير المغامرات المتعددة بحثًا عن اللذة والشبق والنزوات والعلاقات العابرة، وكأن الذات الكاتبة تدور في دوائر متداخلة، تمحو معاني الإشباع وهي تخط سرود الشهوة، وكأنها تفرغ العالم من معطياتها وتسبر عمقه الداخلي فلا تجد سوى البحث الذي يقابله الفشل، فتضيع صورة الذات وراء ردائفها المعادلة لها جوعًا ونهمًا.
ومن هذا المنطلق تظل عملية البحث دائمة على الرغم من المطاردة من الآخرين، يقول: " بعينيه المائتين استطاع أن يبصر الكمين أعدته الذئاب له سار بظهره قليلاً مبتعدًا عن الخطر المتربص ومستترًا بأشجار الغابة، والظلام. فلما احتوته الطريق انطلق أطلق ساقيه للريح، وتبخر سريعًا في الهواء. هبط ( الكبش) أمام منزل صاحبه ( الكبش) انزلق.بدت للـ( الكبش) الطريق وعرة، وموحشة، وبدا أن الصعود أصعب عليه بكثير من الهبوط، صعد( الكبش) إلى الرصيف فصعدت خلفه سيارة أرادت أن تقتله نجا ( الكبش) بأعجوبة فشكر الله، ودعا على السائق المجرم، هبط ( الكبش) إلى الشارع يعبره يالله – اصطدم بـ( الكبش) مثله فمات"
[19]
تتجلى الذات هنا في وضعية تكفل لها الظهور عبر كائن موازٍ لها رمزيًا، تبرز عبر دلالته على الفحولة والشبق الغريزي محنتها وسعيها نحو تلمس خطى المتعة، وتتأكد هذه الدلالة بواسطة التكرار الدوري لمفردة ( الكبش)، التي يسير تكرارها على عكس جنس سردي يقوم على الاختزال، لكن التكرار هنا يفرّغ الأشياء من وضعها المعتاد، ويسخر من وضعية السعي على هذا النحو، يأتي قصر النص وتكثيف الحدث، على عكس مجرى التكرار، فكأنه وهو يشدد على البحث المحموم، يؤكد كذلك على دورته العبثية، المفضية في إلى موت محقق، على الهيئة نفسها يأتي نص"حكاية عن الموت الجميل"، حيث التشديد من خلال التكرار على تفريغ الأشياء من محتواها تأكيدًا لحضور الموت، لكنه هذه المرة يتبدى في صورة نعي للذات.
" (1) مات.
بكل تأكيد مات. تثلجت أطرافه..وتوقف قلبه عن النبض وجحظت عيناه..ولم يرف له جفن. لهذا فهو وبشكل لا يدع مجالاً للشك قد مات.
(2) كان ولدًا طيبًا ورقيقًا محبًا للحياة والناس لذلك مات.
(3) مات ولن يحصل على الشقة التي قضى نصف عمره في البحث عنها وعن التي شاركته الحلم ألف سنة مما تعدون.
(4) مات قبل أن ينشر قصة واحدة من الآلاف المؤلفة التي كتبها( بدمه ودموعه وتوجعاته).
(5) مات ولم يودع أصدقاءه الذين يحبهم كل الحب والذين يبغضونه كل البغض.
(6) مات لأنه لن يحصل أبدًا على طفل يقول له بابا ويبكي لغيابه.
(7) في النهاية يجب أن نعرف أنه أطلق على نفسه رصاصة ومات."
[20]
من خلال السرد الغيابي المعتمد على صيغة ضمير الغائب الذي يمثل بؤرة القول، تتم عملية الترائي، فتظهر تعيينها لآخر مع أنها ترصد ذاتها العميقة بصيغة أو بأخرى، وبهذه الهيئة تتنافذ الكتابة السردية مع الكتابة الشعرية وتقترب من تخومها، ويأتي التكرار الذي هو صيغة أصيلة للشعر ليقوم بدور في تعزيز هذا التوجه، ففعل (مات) الذي يتردد تسع مرات محتلاً لبداية الجمل يقوم بفعل تجسيدي مثلما يقوم الترجيع في الكتابة الشعرية، لكن النص الذي بين أيدينا يراهن على خلخلة أو مشاكسة الكتابة السردية، ومن ثم لا يكف أن يتقاطع كذلك مع نوع مغاير للكتابة الأدبية، فإذا كان يترافد مع صيغ الشعر حتى يبدو النص وكأنه يعقد بعض الصلات مع الرثاء، فليس ثمة مع يبعده عن الكتابة الصحفية، وهيئة النعي.
ويأتي الموت في النص بوصفه محصلة نهائية لكل مظاهر الانكسار وضياع الأحلام العادية التي لم يتم الحصول عليها، فتتقاطع أحلام الكتابة مع أحلام الحياة، في بعد دال على فقدان تحقق كل منهما، فقدانًا يعبر عن غياب الحب في العالم، فلم تعد طيبة القلب أو التسامح مع الآخرين الذي يتحلى به من يتم نعيه هنا، سببًا وجيهًا للحياة، بل تصبح طريقًا دافعًا للموت.
وفي ظل هذا البعد المتشائم تأتي نصوص المجموعة لتؤكد كذلك على حالة الانفصال التي تعانيها الذات الكاتبة، حين تظهر صورتها في المرايا من خلال وجه يدل على الحضور والغياب، والتأرجح بين الثبات والتشتت، وكأن صورة الذات لجسدها قد اعتراها ضباب كثيف حاجب لرؤيته، إن الصور التي تأتي إلينا عبر المرآة تُجسِّد في لحظة واحدة تصورنا لأنفسنا وللآخرين أيضًا ، تكتشف ذواتنا العميقة في تعارضاتها مع الآخر ، وتعارض الآخر أيضًا معنا، ويئول نسق الصور في هذه الحالة إلى نوع من الجمع بين المتقابلات، "في شكل مرئي ولا مرئي، معلوم ولا معلوم، حقيقي ولا حقيقي"
[21]، فحين يطالع السارد عالمه من خلال مدينته، يطالعها عبر وجهه الناظر لما حوله، ووجه آخر منظور إليه من قبل الآخرين، ومن ثم تظهر المسافة بينهما، " ..لما حالت مراياها بين وجهي الناظر ووجهي المنظور هبطت شوارعها..خالية الآن من الناس..كان يضايقني زحامها...اليوم أضيق بالوحدة..أضيق، وأتسلل في العتمة حزينًا ضائعًا أنا السائر دونما ظل يبدد وحشتي فقد سقطت عني ملامح وجهي وأنا أتحسسه [22]".
سقوط ملامح الوجه في هذا النص يتحول في نص آخر تحت وطأة الانفصال الداخلي إلى حالة من الانقسام المريع، فتنفصل الذات عن نفسها وتنزع إلى إقامة معادل لها يمثل قرينًا يقاسمها الحياة ويشاطرها المسكن والسرير، وكأنه كائن غريب لم تعهده من قبل، "دخل الرجل داره، أغلق بابه عليه بات ليلته يتوجس خيفة، يحلم بذلك- الكائن- يقتحم داره عليه يلج حجرته، يتسلل إلى فراشه، يندس بداخله يتجول في أعماقه. انتابته رجفة وقشعريرة وصحا من نومه مروعًا مذعورًا استيقظ الكائن على صرخات الرجل واستغاثاته..هرع الكائن إلى الرجل ألفاه عاريًا تمامًا
[23]"
إن حالة الانفصال مع العالم على الرغم من عملية التواصل معه، تسيطر على الكتابة السردية، فتظل رؤية هذا العالم محكومة بشروط الرائي ووجهة نظره، وتتحول وجهة النظر هذه في بعض النصوص إلى محض انطباع عن الأشياء البسيطة العابرة والمهمشة والغريبة، التي تختزل رؤيته لها رؤية كلية للعالم والبشر والأشياء، في أسلوب يعتمد على الإخفاء أكثر من الإظهار، والتلميح أكثر من التصريح، ففي نص " صراصير وخنافس " ذات العنوان الذي لا يخلو من غرابة ومفاجئة للقارئ الذي لم يألف تدشين مثل هذه الكائنات في النص بحيث تصبح مناط الرؤية السردية، تتم عملية اختزال العالم ورؤية البشر في مجرد انطباع عن كائنات هامشية، ممعنة في حقارتها، " أكره الخنافس والصراصير لكن كرهي للخنافس أشد ذلك أن الخنافس لها رائحة حقيرة تدلك عليها وتجعلك شديد النفور منها، أما الصراصير فتأتي على الرائحة التي هي من صنع الإنسان والتي في الغالب تكون كريهة. لذا أقتل الخنافس دونما أسف أما الصراصير فأكون في غاية الأسف عند قتلي لها
[24]".
على هذا النحو تأتي الرؤية حادة، إذ تساوي بين الجميع لكنها تستثني ربما على استحياء ما كان غير ملامس للبشر، وكأن الذات في حالة من الصدام التام مع عالمها ولا تستطيع التواصل مع مفرداته السلبية.
ومن كتابة الذات عبر حالة الانفصال والاتصال، تأتي كتابة أخرى تعبر عن محنة الجسد وحالة الهيام المحموم بالشبق الغريزي، سواء من خلال كتابة مرصودة لوجه الوصف، أو الاعتماد على البنيات الأسطورية والخرافية، فتأخذ هيئة الوصف المعتمد على الطقوس الشعائرية للابتهال والدعاء، بغية تحقيق وصل ممنوع إزاء أنثي متعالية تستعصي على الانصياع والحضور، ومن ثم يأخذ العاشق في التلطف معها، " خاصمتني الدنيا يا امرأة..وها بدنك لي وطن..أجوب صحراءه باحثًا فيها عن جنتك. فلا أجد إلا السراب انخدع له. أسوارك المنيعة اعتليتها رغم علوها الشاهق، وسلكها الشائك بأسنان فأر أقضمه، ودم جرحي النازف شاهد على جهادي من أجل عينيك، انفتحي لي عن الروح أيتها الحبيبة أدخلك
[25]"
يتحول الشبق بالأنثى إلى الفعل المحوري للذات، تحاول الوصول إليه، رغم كل العوائق والآلام الممكنة في سبيله، لقد تحولت الأنثى إلى المكان البديل والنهائي، فهو الملاذ الأخير الذي يمكن اللجوء إليه. ومن ثم يصبح الجسد الأنثوي الخارطة البديلة للأرض ، فيصبح أشبه بعالم سحري ، يعبر عن تعويذة الرجل المحروم والهارب على سطحها. أي الجسد محولاً إلى طقس وشعيرة تؤشر لفعل الحرمان ، باعتبار الجسد ذلك المكان البديل عن الوطن .
وفي نص "من أرشيف الخرافة" يتم إشباع الرغبة بطريقة تضخمية للذات، من خلال تحويلها إلى هيئة الملوك التي من شأنها حفظ السلالة واستمرار النوع، فلم يبق إلا الملك بعد هلاك الكائنات الدقيقة والعملاقة، عن كوكبنا، ومن ثم ينتشي الملك برأي وزيره الذي يؤكد على فحولته، " الرأي مولاي إرسال حملة قائدها عقيم يأتيك بكل الجواري الحسان، وواحدة واحدة يأوين إلى فراشك، وليلة بعد ليلة ينمن نومة أبدية
[26]"
ومن هيئة الخرافة إلى التراسل مع الأسطورة والتناص معها، يظل البحث المحموم عن الأنثى ثابتًا، فمن خلال توظيف أسطورة نرسيس وأيكو الإغريقية
[27] -بعد تحريف محتواها، إذ يصبح نرسيس النص محبًا لأيكو على عكس غدره لها وخداعه في الأسطورة- يتم التأكيد على تحول ال