2017/09/12

مزاج عنيد .. قصة بقلم: حسام الدين يحيى

مزاج عنيد 
 حسام الدين يحيى

إني أقدم حياتي قربانًا
تحت قدميك
فما من بشر يفعل ذلك
فأنا لست من ضمن البشر
أنا جزء من حجر الزبرجد
مخلوطا بمياه القمر
وأنتِ أزهار الكاميليا
تشرق تحت قطرات المطر


في كل صباح ـ بعد ذهابه إلى العمل تدخل غرفته، تفتح النافذة، تترك أشعة الشمس تغرقها،تبحث في أوراقه، تقرأ كلماته،أشعاره وقصصه القصيرة، تعلم أنه ينسجها في أبطال قصصه وحكاياته، أوقاتٌ كان يهزمها، يحطمها، يلعنها، ينثر شظايا ها بينا لبلدان،وأوقات أخرى كان ينسج من أشعاره أسهم من الحب، تصيب المارين فوق كتاباته، يتغزل بها دون أن يصارحها.
اتخذاقرار الأنفصال السري بينهم، واستمرار حياتهم طبيعيةأمام الجميع، تتوقف حياتهم قبل محطةالطلاق بلحظات، يصران على الابتعادالشكلي، يقسمان منزلهم إلى جزأين، لكل جزؤه الخاص. تعبر تلك اﻷسلاك الشائكة حتى غرفته، تستمتع بكتاباته قبل نشرها، تعلم مزاجه الليلي،أو الصباحي، تحبه وتكادأن تموت دونه، يطغى كبرياؤها عليها، لن تتركه ﻷحد غيرها، لن تظفرَ أىٌ من نسائه به، حتى وإن ضحت بحياتها، يكفيهاأنَّه بجانبها وإن كرهها، تستند على حافة فراشه، تستنشق عطره، وتداعب شعيراتها البيضاء، ترتدي ملابسها تغلق نافذة الغرفة، تبعث رسالة إلى هاتفه الجوال، سأذهب إلى أمي وأعود عند المساء، تُغلق نافذة غرفته لتغرب شمس الصباح.

يدخل إلى غرفتها، يفتح خزانة ملابسها، يستخرج رداءً أحمر، يقربه من أنفه ويستنشق عطرها.

ليست هناك تعليقات: