2016/05/08

غفوة .. بقلم: مها المقداد



غفوة
مها المقداد
في لحظات بين الوعي و اللاوعي , و الادراك و عدمه , و ذلك الشعور الذي يتملكنا أحيانا , لا سيما إذا كنا نعاني من الأرق , أو نمر بأزمة كبيرة أفقدتنا الوعي الكامل , أو صدمة في شخص أكسبناه ثقة كبيرة و أضفينا عليه ثوبا من الاحترام , و كان في واقع الأمر شخصا لا يستحق ..
و من هنا تبدأ قصتنا , فعندما تقترب عدستنا من واقع الحياة الإنسانية , نجد مواقف شتى , تزيد من حيرتنا و تجزم بأنه لا توجد قاعدة ثابتة نستطيع أن نحكم بها على الطبيعة الإنسانية ...
و لو ركزنا  على تلك الفتاة , فهي كأي فتاة كادحة تعمل من أجل رفع العناء عن أسرتها , فلا تريد أن تحملهم أكثر من طاقتهم , و لكن ماذا لو أصبحنا في مجتمع لا يعبأ بالمتعففين و لا يرحم ذل الضعفاء , و لا يقدر من يبذل كل طاقته في خدمة الآخرون !!!
فهم يضغطون و يضغطون و يطلبون بلا شفقة , و بعد أن تنفذ كل ما يرغبون , تجد نكران و جحود , فهي لا تريد منهم جزاء أو شكورا , فكل ما تريده الكلمة الطيبة فحسب , و لكن في المقابل لا تجد إلا التغافل منهم عن تقديرها و حسن معاملتها ..
و تتضح الكارثة و المعاناة عندما نجدها طريحة الفراش , فقد نال منها التعب , و تملك منها المرض , و هي تتوقع أن تجد شخصا واحدا على الأقل يقف بجانبها , يذهب ليحضر لها الدواء , يطمئن عليها من حين إلى آخر , و لكن نجدها تجاهد نفسها و تتناسى مرضها و تقوم لأداء واجباتها , و إذا أحست بشئ من الإعياء , تعطي نفسها الدواء بنفسها , و تتذكر جيدا عندما اعتراها المرض في المرة الأخيرة وجدتهم حولها , فاعتراها العجب و استحوذ عليها أكثر من المرض عينه , و عندما تعافت و قامت بتفقد حقيبتها وجدت كل مرتبها قد نفذ !!!!
أي نوع من البشر هؤلاء !!! و كيف لها أن تتخلص من استغلالهم و قهرهم !!
و هي تصبر و تصبر, فلله الأمر من قبل و من بعد , والله لا يضيع أجر من أحسن عملا , و هو نعم الولي و نعم النصير

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

تسلم ايدك يا كاتبه النيل ومن تقدم الى تقدم