2016/08/21

الطائرة الورقية .. بقلم: مارينا سوريال

الطائرة الورقية
 مارينا سوريال

تفرد ذراعيها وهى ترفع رأسها تراقب تلك الطائرة الورقية تصرخ هيا هيا ارفعها اكثر اكثر..تضرب بيديها فى الهواء تدور حول نفسها كانها طائر مراقبة لذلك السرب الذى مر جوار الطائرة الورقية يضحك الصبى الصغير :جدتى اكثر اكثر هيا طيرى
تدور اكثر ترفع صوتها مقلدة الطيور بينما تركض من حولها طيورها التى فتحت عيونها على يدها وهى تطعمها فوق ذلك السطح حتى الحمام والطير عرف طريق عودته بعد التحليق ولم يبت ليلته فى الخارج قط
يراقبها تطعم وتسمى طيورها فتخرج امامها تصرخ مصطفى بينما يصرخ عصفورة بين يديه وهو يركض حيث الطابق السفلى ..يراقبها ترتدى ألوانها فى الصباح الباكر بعد ان تنتهى من اطعام طيورها يتذكر سخرية امه من الوانها الزاهية عجوز خرفة..بمن يليق اللون الزاهى أبى ام بتلك العجوز؟
كان يردد جدى فيركض باتجاها تتسع ابتسامتها مزهوة ولدى وابن ولدى مالك فيه

تسير فى حارتها الضيقة متباهية بارجوانيتها غير مبالية باصوات النسوة فى السوق كم عمرها المتصابية؟ 
تفتح البوابة الكبرى تسعد بتلك اللحظات الصامتة ،تشعر انها صاحبة المكان فلا احد هنا غيرها تبدل ملابسها الزاهية باخرى زرقاء تذكرها بلون ما يرتديه السجين فى الافلام القديمة التى تواظب على مشاهدتها مع القنوات الدينية فى المساء ..تسب زوجة ابنها وتلعنها بصوت مرتفع تستمتع بصوت سبابها عاليا دون خوف من ان يسمعها احد غيرها فيضحك او يحاسبها ..عليها ان تنظف مكاتب الموظفين اولا قبل ان يصلوا ثم تهرب من وجه زميلتها احلام قبل ان تاتى مطالبة اياها بحصتها الشهرية من الجمعية ..زوجت ابنها الاخر رقصت يومها فرحا ستتمكن يوما من ان تعود لمدينتها من جديد..
تسمع اولى الخطوات خطواتها تندس وسط القادمون تهرب بين الطوابقوالمكاتب تختفى عن اعينها ولكن الى متى لا تدرى..فقط تتذكر انعليها الانصراف مسرعة لتشترى تلك اللعبة التى يحبها الصغير ستفاجئه بها اليوم وتسمع صوت ضحكته الصاخبة العالية ترن البيت ..لا عبء بحسد جاره فهى تعلم كيف ترد الحسد لصاحبته تعلمته عبر السنون ومن اجل هذا الصغير ستفعل اكثر مما فعلته لولدها ..تبكى حينما ينطق الصغير بابا بينما ابيه لا يستطيع ان يخرج الحروف من فمه ولا ان يسمع بوضوح انها تشير له ترسم علامة قلب فيبادلها الابتسام تطعمه وتراقبه وهو يغادر مع اصحابه الى العمل صباحا يضحك يتناول فى لهفه تساله اين زوجتك لما لا تطعمك الجاحدة من اقصى الجنوب حملتها بلا حذاء قدما مشققة علمتها كيف تطرى جسدها كالنساء وهاهى نائمة تتركك جائعا وولدها ..تسب تبصق على الارض وهى تغلق باب البيت وترحل لعملها ..تتدراك نفسها تهرب صوت صاحبتها يقترب منها من جديد ...لما تهربين تصرخ بها الا ترى اننى اعمل ستعملين عملى اليوم فلنبدل للارتاح راحتك يا سمينة ...تسمع اصوات فم تلك المراة بينما ترفع الاكواب من على مناضد الموظفين ...
هيا انت من سيدفع تلك الجمعية تحدثى يا عجوز؟
ابى هو من طلبها وقد مات 
مات ابوك يا عجوز اكان حيا
امد الله فى عمر ابى من بعد امى سنوات ولكننا تركناه مل العجوز تزوج تلك الجمعية له اذهبى لزوجته واسأليها ما شأنى انا . انا سأعود لبلدى هذااالبحر ليس لى.. بحرنا غير هذا البحر 
ما شانى وبحرك لمااتيت الينا ..عشنا وسطنا لسنوات وتنعتين بحرنا ولم يعجبك لصة سرقتنا وسترحلين
سارحل يا لئيمة واخبرتك مالك لدى زوجة ابى 
تراقب الساعة تخرج قبل ميعادها العمل لا ينتهى ابدا قالت لنفسها كانت تبحث بعيناها عن لعبه الصغير سعرها ارتفع كيف هذا فى يومين لم تبالى لم تعد تسمع الجمارك الضرائب وما شانى انا تمتمت فى حسرة خرجت تفكر كيف ستحضر الفرق لاجل الصغير انه ينتظرها ..
دخلت لبيتها متسللة بعد ان تاخرت فى السوق الصغير سينام لن ينسى لعبته سيقول جدتى كاذبة مثلهم ايضا وهى لن تسمح بهذا ..
.كذبة صغيرة هى كل ما كلفتها اللعبة الصغيرة انها ليست مخطئة من منهن ليست عصفورة من اعينه لا تنقل الاخبار تطير فى الهواء حتى مكتب المدير وصاحب الابنية تغمز الالسن تتناقل القصة على طرف كل لسان مشكلة شكلها الخاص بها حتى عاد يسمعها المدير فيضحك بزهوا انه يعرف كل شىء من يمكنه ان يفعل هذا يعرفهم اكثر من انفسهم بينما هم لايعلمون شيئا ..منذ ان قدمت الى تلك المدينة عروس صغيرة تراقب الجميع تصرخ لست مثلهن انا من بعيد لدى بحرا ايضا مثلكن قبيحات كاذبات ..يرتجف صغيرها على الطريق المزدحم المشفى ايضا مزدحم لا توجد اسره الحرارة لاتهبط ..بلى تفعلها لكنها تريد برهان لقوتها لم ترحل قبل ان تاخذ معها الدليل اذنيه وصوته ..لم تنساها للمدينة قط يوم ان قدمت اليها اخذت من صغيرها سمعه وصوته جعلته اخرسا حرمته من السمع تركته مريضا بنوبات صرعا ترهق جسده وابخره ترفعها فى كل الامكنة علها تؤتى ثمارها بلا فائدة.
ليست كاذبة وليست عين جاسوسة عليهن ما حدث قد حدث بالفعل لقد قالت الحقيقة اخبرت نفسها ولكن ليس عليها فعل هذا امامهن هى لا تريد حربا جميعهن مقاتلات شاهدت من رحلن بسببهن من قبل تذكرت الصغير حفيدها صرخت باسمه ظهر لها من بعيد عرف انها احضرتها وليس كالمرة السابقة ..صدقت جدتك يا فتى ..نهرتها الجدة بالطبع صدقت وليست مثلك يا حافية الى متى ساعلمك انظرى الى حالك من بيت قفر احضرتك الى المدينة وما كنت لتحلمين ومراعاة ابنى لم ارى منك ولدك يأن من الجوع ينتظرى الى الغروب كل يوم لاطعمه .. ليكسو جسده بالماء فيطهره اما انت فما يطهرك يا حرباء
هل يعاقبهاالله سالت نفسها ليلا بعد العشاء صرخ ولدها سقط على الارض لساعتين يصرخ يسقط الزبد من فمه لا يعيها ولا يعرفها تصرخ الى جواره ..كل تلك الحقن بلا فائدة متى ستسشفى متى ستفعل اريد ان ارحل بعدما تشفى انت ..تستيقظ صباحا تجده جالس لا لن تذهب لعملك ..لا يهم المال لا يهمك لالا تبكى لا تشح هكذا بيديك دعنى اضمك ..حسنا حسنا تريد الذهاب دعنى اعد لك الطعام واسمع ساعد لمن معك المزيد لا اريد لاحد ان يسرق طعامك ..لا باس يا بنى اعرف انه من عملى انا يسرقونك ولكن لا باس المهم ان تاكل انت طعامك فى هدوء.
كانت "م" مثلها فى الحرف فقط بينما هى اخرى تخاف ان تغضبها بعمر ابنتها تأففت فهى تكره ان تنجب فتيات كانت تشعر بالزهو لانها انجبت صبيين ..تاكدت من نظافة مكتبها جيدا وضعت لها طعامها امامها فى عناية خاصة "م" ليست مثلها بحاجة الى مزيدا من الاشياء للصغير ولكنها ايضا تعمل مثلها حارسا ينقل التهافت ولغة العيون والهمس الدائرة بين الموظفين بحرفها وهمسها الى مكتب المدير ..بعضهم يقول صبية ويصدقها ..تذكرت عندما كانت صبية تركض مبتعدة عن اسوار المدرسة تبكى تتحمل الضرب كى لا تذهب حتى نسوا امرها ..ليتها ظلت صبية هناك معهم ..تعلم ان ابوها احبها ولم يمقتها كانت الصغرى فتدللت ندمت ليتها اكملت هناك وسط الاقلام والكلمات لتتعلم ..مسحت المكتب امامها جيدا راقبت الكل فى ضيف ..الكل يعمل ياكل فى نهم لا احد منهم يتألم مثلها ..قالوا تسرق شعرت بالنيران تكوى صدرها انا من اطعمهم هنا واحضر لهم الاشياء كيف اسرقهم ؟ انا ايضا اعمل مثلهن بكت لدى"م" ذكرتها ان هناك ذلك المعلم ينتظرها بالخارج هى فقط من راتهم معا ...
كان العيد فاحضرت اطباق الحلوى غالية الثمن ووضعتها امام مكتب المدير راقبتها الاخريات فى حسد وضعت لكل منهن قطعة تذمرن تضن علينا ونحن مثلها وتحضر الحلوى الى المدير حتى "م" مثلهن ..تسمعهن تأمر اذنها الا تفعل هذا من جديد ستحضر للصغير مزيدا من الملابس اليوم ..وربما شىء لام الصغير انها لاتعتنى بالصبى ولا ابوه جيدا ..صرخت فى وجهها صباحا حافية احضرتك وحافية ساعيدك اذا نظرتك تراقبين الشارع من النافذة من جديد انت لذلك الرجل الذى احضرتك لاجله ولست لاجل من تختاره عيناك من الشارع ..ان كان ولدى لايسمع فامه تفعل...مثلما احضرتك ستعودين فى اكياس لامك من كفر السوداء احضرتك ولا تستحقين ..تتبختر الفتاة تعلم ان العجوز تغتاظ تصرخ لست عجوز بل اكثر شبابا منك تضحك الفتاة من جديد ..
تراقبها فى الاعلى من جديد ترت-ى ذلك الفستان الضيف تقف تراقبها الاعين فى الحوش المقابل يضرب البائع بقدميه ،ترتفع اعين الميكانيكى تسمع سباب النساء فى النوافذ المقابلة تركض على الدرج تسبها لانها تركت الابواب مفتوحة ..تسحبها بذراعها من خصلات شعرها التى تركتها للعيان الى الداخل ..تصرختظنين عجوز مريضة قصيرة لن تقدر عليك ..كفى يا امى لم افعل شىء
من امك انت ؟
كفى لم اصنع الخطا ان منذ ان احضرتنى اعرف واجبى
تكشفين لمن فى الحوش اخبرتك هنا لسنا كبلدك هل كانت لديك نافذة تطلى منها هناك ساعيدك الى هناك واخبر اباك بفعلتك وولدى ساحضر له اخرى اجمل منك لتحبه اتفهمين ستحبه يا حافية القدمين
تسمع صراخ الصغير يراقبهما من بعيد تترك شعرها يفلت من بيد يديها تركض ترفعه من علىالارض لحضنها تهمس جوار اذنه ان يهدا فقد احضرت لاجله طعاما لذيد..

ليست هناك تعليقات: