2010/04/04

هوا بحري مجموعة جديدة لسمير الفيل


هوا بحري مجموعة جديدة لسمير الفيل


عن دار فكرة للنشر والتوزيع صدرت المجموعة القصصية التاسعة للأديب سمير الفيل بعنوان هوا بحري والتي يقول عنها الناقد المتميز إبراهيم حمزة: يشيد سمير الفيل عالمه السردي الجميل عبر مجموعته القصصية التاسعة " هوا بحري " من عوالم هؤلاء البسطاء الذين يعرفهم : يجالسهم ، ويمازحهم ، ويعرف أسرارهم ، كما يدرك أشواقهم فهو يكتب بمحبة العارف وبمكابدة العاشق وببساطة الزاهد من خلال مجموعة من المواقف الدرامية ذات الحس الإنساني العالي.عنوان المجموعة ذاته يفضي إلى مجموعة من الدلالات فالمكان ساحلي يعود بنا إلى رأس البر أو عزبة البرج أو مدن خبرها ، تطل على البحر أو البحيرة أو نهر النيل فتكسو حيوات أبطاله تلك الطاقة المتجددة التي يعرفها كل من سكن قريبا من الماء واستنشق الهواء المشبع باليود الذي يطهر ويجلوالنفوس ، مخلصا إياها من أوجاعها.على عادة الفيل يقدم لقارئه عنوانا رئيسيا ثم يتلوه بقصص ذات عناوين جانبية تخضع للطقس الحكائي نفسه. هناك باقة سردية أولى تحمل عنوان المجموعة ، هي " هواء بحري " ، وتضم قصص : الفنار ، الطزة ، فضة ، عود ثقاب ، رتق ، أم الخلول ، طحالب ، وهناك باقة سردية ثانية ، عنوانها " رأس البر " وتضم قصص : الطفطف ، اللسان ، البحر يضحك ، جمبري طازج ، رمال صفراء ، طائرة ورقية ، قنديل البحر ، وهناك باقة سردية ثالثة تحت عنوان " مخابيء " تحوي قصص : النوى ، غارة ، نظرة ، مخالب ، ضبط وإحضار ، الكسوة ، دهس . في نفس المجموعة توجد القصص القصيرة المفردة ومنها : عاهة ، على عتبة ، الصاري ، فك العمل ، سفروت ، أصداف ، شق البطيخ ، صيادية ، في الخدمة ، المالح ، صواني فضية ، تين شوكي ، الغريق. وتوجد قصة واحدة هي " عواء أبدي " اقرب للمتوالية حيث تتكون من عشر مقاطع .في النصوص نكهة بحرية وطقوس سرية وأجواء ساحرة لا تخفي ما في الدنيا من عثرات ، وعوار ، يخلخل ثقة الإنسان في ذاته ومن حوله . كما توجد لمسات تؤكد مدى إرادة الإنسان في مواجهة قسوة الحياة وتجهمها المثير للغضب والباعث على الحنق . في مجموعته الجديدة يتوغل سمير الفيل في حياة المعذبين في الأرض فيطـّـلع على أحوالهم ، ويواسيهم بحكي معاناتهم دون أن يطمح خطابه السردي إلى إنقاذهم من محنهم القاسية لكنه يأسو عليهم ، ويخفف من لواعج قلوبهم حين ينحني على جراحهم فيلملمها برفق. لا يقدر على إنقاذهم مما هم فيه من عثرات مؤلمة . لغة سمير الفيل بسيطة ، رهيفة ، شفافة ، مشغولة بجمال آسر خاصة في النصوص الطويلة بعض الشيء التي يقترب فيها من تحليل الذوات واستقراء تواريخ شخصياته.المجموعة القصصية الجديدة صدرت عن دار " فكرة " للنشر والتوزيع بالقاهرة ، وتقع في 138 من القطع المتوسط ، بلوحة للفنانة أسرار الجراح ، وتصميم غلاف جيهان متولي ، وقد صدرت طبعتها الأولى سنة 2010 .سمير الفيل من الكتاب الذين أخلصوا لفن القصة القصيرة خلال العشر سنوات الأخيرة ، وأصبح له مجاله الحيوي السردي ، وسماته التي تميزه عن الآخرين ، وفي كل لمسة قصصية له يمكنك أن تقترب من الناس وتتأمل مصائرهم بشيء من الرفق والهدوء والحزن . " هوا بحري " أسقطت همزتها تخفيفا على القاريء فامتزج الهواء بالهوى ، وبدت فتيات قصصه يمشين على الشواطيء وقد تخففوا من أحذيتهم حتى صار من اليسير أن تتعرف على بطلاته وربما أبطاله وهم يكتشفون كم هو الكون ملغز والحياة في صيرورتها قادرة على أن تمنحنا السلوى والصبر .. وأحيانا النسيان.
خالص التهاني للمبدع الجميل سمير الفيل

ليست هناك تعليقات: